المحرر موضوع: مع الغالبية الصامتة والعراقيين الاصلاء، هل ثمة بديل عن الانتخابات؟  (زيارة 1036 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل الأب نويل فرمان السناطي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 169
    • مشاهدة الملف الشخصي
مع الغالبية الصامتة والعراقيين الاصلاء، هل ثمة بديل عن الانتخابات؟
[/size]

إزاء هذا المقال، كنت أمام خيارين ارسله مباشرة إلى موقع عنكاوا، وسائر المواقع، ليأخذ مكانه في المقالات الالكترونية على أنواعها، أم أضعه على المحك، ليخضع النشر في الموقع البطريركي، ومن ثم يأخذ موقعه ضمن ما ينشره الموقع، وبرغم ما يحتويه من مرارات ومصارحات انترنتيه، رأيت أن أرسله، مقلم الأظافر، ولا أخفي القارئ، مفاجأتي الفرحة، أنه مصحوبا بكل الارهاصات، اجتاز الحاجز ونشر. وها أني اعرضه بعد أن عملنا فيه ما يجدر عندئذ من تشذيب. مع تمنياتي بقراءة إيجابية موفقة.

الأب نويل فرمان السناطي
________________

لو لم يكن ثمة شبكات التواصل الاجتماعي، لحسب المرء المغترب أنه في واد وما يسمعه من  الاخبار عن  العراق في واد.
ولكن مما يتكشف أكثر فأكثر من مؤشرات، هو أن الإعداد للانتخابات، في هذه المرحلة، قد لا يكون مشهودا له من قبل، من حالة ابتذال، قياسا بالمراحل السابقة، التي ربما كان تدهورها، تدريجيا السبب في الوصول  إلى ما آل إليه الحال.
قد انسحب كل هذا على العديد من الحالات عند المكونات غير الغالبة، طائفيا، وكأن هذه هي التي فتحت الطريق، وهي التي رسخت التعليم الرديء على سلوكيات فاسدة ومظاهر غير ديمقراطية، والهيمنة على طريق التوارث السياسي الواضح،   ولكن استمرار استعدادها للبقاء بالجرأة عينها، دليل على استحواذها على الإمكانات والموارد، شاء الشعب المغلوب على أمره أم أبى.
ومما يحتاج إلى المزيد من التبصر، هو أنه إزاء ظهور محامين وأطباء وأدباء وأساتذة، يجابهونهم بهذا القدر من التجاهل والتقليل من الشأن وصولا الى ما حدث من حالات تسقيط، هو أيضا حالة مزرية كاشفة. وإن أبرز اشارة إلى ضحالتها هو توقيتها مع زمن الاستعداد للانتخابات. وهكذا فإن ثمة حالات منافسة، قد يكون الشعب مدعوا أكثر من أي وقت مضى، للتصويت لها بكل كثافة، من كل الديانات والقوميات والمذاهب. وقد يحسب الكثيرون أن الانتخابات هي موجهة لانتخاب لمن هو من الشريحة الطائفية او الخصوصية عينها، بينما، في سبيل التغيير، هناك حاجة لدعم كل من يتم التوسم فيه أنه الأصلح. انطلاقا، في سبيل التغيير، من عدم التعويل على المجرّب والجاثم على الصدور منذ عقد ونيف، يا للعيب.
كما يقتضي التبصر أيضا بشأن الالتفات إلى من لا ظهير له، في الدعاية الانتخابية بالاعتماد على السحت الحرام، او الثروة المتراكمة، بل ظهيره الوحيد هو رصيده الشخصي من علم وأخلاق وتاريخ، ضمن ما تشهده الساحة من وجوه جديدة متمثلة بكوادر وكفاءات وإمكانيات لضمان التغيير.
أما الاجابة عن السؤال إذا كان ثمة بديل عن الانتخابات؟ فقد تترشح على خطين يقومان للأسف على المدى البعيد وليس القريب:
–  حاجة الانضمام الى أصوات مبدئية قيمة في العالم المعاصر، تسعى للمطالبة بتغيير شمولي للعقلية في الاسرة الدولية من الداخل، بحيث لا يأتي الاقتصاد معتمدا على زرع زعماء فاسدين في البلدان المعتمدة على الدين، وبأن لا يتم التخطيط للاقتصاد باختراع الحروب وادامتها، لمجرد الإثراء على دماء الشعوب والابرياء. وهذا، كما يقول المحللون، لا يمكن ان يكون بمبادرة فردية، حتى لو كانت على مستوى رئيس، وإلا فسوف يرجموه، على حد قول أحد الخبراء الانثربولوجيين الفرنسيين،  بل على مستوى الانتشار في تغير العقلية من الداخل، وصولا إلى تزايد الكتل الضاغطة.
– هناك وضع مؤلم يتمثل اعتماد عدد كبير من رجال الدين المتشددين ، وعدم وجود آلية مبدئية، قانونية تسائل ذوي المنابر الفيديوية التي تضحك أمام الملأ على جمهور صامت...
وعليه فإن رد الفعل تجاه هذه الحالة، من لدن مناصري المجتمع المدني، من الذين فقدوا الايمان بسبب هذه الحالة، أو سواهم… إلى جانب المؤمنين المتنورين، في مختلف الديانات، كل هذه العناصر لا ينتظر منها ثورة باستيل، على المدى القريب.
وبعد، هل ثمة في الوقت الحاضر، حالة من إنقاذ ما يمكن إنقاذه؟ سؤال جدير بالتوقف:
هناك أمل  في  وصول النزهاء والاصلح، التكنوقراط، الكوادر الكفاءات وسائر الامكانيات، قد تبرز عندئذ غالبية، تسعى إلى تحجيم دور الطائفيين المتعصبين ، غالبية تصون كرامة النزهاء من رجال الدين أيضا، وتحول دون صعود  اشخاص وصوليين  يقودون  البلاد من سيء إلى أسوأ..
أخيرًا لعل التصويت بكثافة للاصلح، هو السبيل إلى إنقاذ ما يمكن انقاذه، في قيام جيش محترم، بسلطة مطلقة لسيادة القانون، هذا ما ينظر إليه المرء في المدى القريب، ولعله السبيل إلى تداول سلمي للسلطة من أيدي  الطائفيين  والمحاصصة إلى أيدي  وطنية منفتحة ومخلصة.