المحرر موضوع: باحث أرجنتيني من أصول لبنانية يفجّر مفاجأة مدويّة: ابن سينا سرق المعلومات عن السريان!!!  (زيارة 3166 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37772
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

عنكاوا دوت كوم/تانيا قسطنتين/أليتيا   


أرجنتين/أليتيا(aleteia.org/ar) دانيال اسعد، ينتمي إلى الجيل الرابع من اللبنانيين الموارنة الذين يعيشون في الأرجنتين. صيدلي مشرقي، تعلّم اللغتين السريانية والعربية. رسالته العمل من أجل الهوية المارونية: وهي الهوية الفينيقية السريانية اللبناني برأيه.

حاز على شهادة الدكتوراه في الصيدلة العربية مقابل السريانية، واكتشف أن الأطباء العرب (ابن سينا وآخرين)، نسخوا أعمالهم بالفعل من العالم السرياني.


بحثًا عن الرابط المفقود: مسيحيون يتكلّمون الآرامية

بين المعرفة اليونانية والجامعات في العصور الوسطى في أوروبا

خاص أليتيا بقلم دانيال أسعد:


 

بعد نشر كتابي (لبنان في بوينس آيرس ودليل لبنان الثقافي التاريخي)، شرعت في عمل جديد. إنّ العمل في مواضيع الكشف عن المجتمع اللبناني الأمريكي اللاتيني (كما ذكرت في الكتابين المذكورين)، والعمل في العالم الأكاديمي فيما يتعلق بعملي الأخير، هما شيئان مختلفان تماما: ويكمن الفارق الرئيس في أنّ الأول يجسّد ميل ما، والآخر يحدد خط الكتابة. من ناحية أخرى، في العالم الأكاديمي هذا غير ممكن والصرامة العلمية تحدد الطريق.

عملي الأخير هو أطروحة دكتوراه، تم إجراؤها في قسم الصيدلة النباتية في كلية الصيدلة والكيمياء الحيوية في جامعة بوينس آيرس. ويتعلق الأدب الصيدلاني باللغتين العربية والآرامية. لكن من قد يهتم بهذا العمل؟ المهتمون هم المتخصصون في تاريخ العلوم وتاريخ الطب والمستشرقون. وخارج العالم الأكاديمي، قد يهمّ ذلك المجتمع المسيحي في الشرق الأوسط وخارجه.

والمثير للاهتمام هو أنني برهنت أنّ المعرفة العلمية للعالم اليوناني أنقذها المسيحيون في الشرق الأوسط ممن تحدثوا باللغة الآرامية قبل ثلاثة قرون من الزمن قبل أن يفعل المسلمون ذلك باللغة العربية. ولطالما قيل إنّ العرب هم الذين أنقذوا كل المعارف اليونانية المفقودة، وأنهم أخذوها إلى أوروبا حيث قاموا بتدريسها في الجامعات الرئيسة حتى بضعة قرون مضت. وهذا الأمر صحيح جزئيا، لكن هناك مسألة هامة مفقودة: ألا وهي دور المسيحيين الآراميين في نقل المعرفة العلمية. فأطباء وفلاسفة اللغة العربية العظماء، مثل ابن سينا وابن رشد، من بين آخرين، استندوا في كتاباتهم إلى العمل المنجز سابقا في اللغة الآرامية.

والحقيقة هي أنّ المسيحيين الآراميين هم الذين أنقذوا المعرفة اليونانية التي تحطمت في وقت لاحق تحت تأثير الترجمات العربية. علاوة على ذلك، أضاف العرب بعد عدة قرون طابعهم الخاص مما أدى إلى ترجمة توليدو وساليرنو إلى اللاتينية. وتمّ استخدام هذه النصوص لدراسة الطب والفلسفة وأي علم آخر مندرج  في الجامعات الرئيسة في أوروبا. وما حصل تاليا كان نسيان دور المسيحيين الآراميين العلمي.

وقد توصلت إلى هذا الاستنتاج مع مدراء أطروحة بارعين، بحيث كان هذا العمل متعدد التخصصات واستغرق 5 سنوات: متخصصين في تاريخ العلوم، القرون الوسطى، الهلينيين، بالإضافة إلى مشاركة المتخصصين في اللغة الآرامية واليونانية والعربية، والمتخصصين في الصيدلة والنباتية. وعلى الرغم من أنه تم إثبات الفرضية من خلال النصوص الصيدلانية، إلا أنّه تمّ استقراء سياقها بالكامل لكل العالم العلمي في ذلك الوقت.

إذن نتساءل ما علاقة ذلك بلبنان؟ هذا ليس موضوعا خاصا بلبنان. إذ ترغب مجتمعات الشرق الأوسط دائما في العمل على قضية “الهوية”. بشكل مباشر أو غير مباشر، ذاك ما تقوم به على الدوام. ومن المفترض أن يساعد هذا العمل كثيرا في هذا الصدد؛ خاصة بين المسيحيين الآراميين في الأصل (تمّ التوقّف عن تداول الفينيقية  قبل المسيحية). وفي لبنان، لم تكن اللغة الآرامية فقط اللغة الأم في البيت، بل اللغة التي كُتِب بها جزء من أدبهم (حتى لو كان البعض قد داول اللغة اليونانية أيضا). لذا، هذا العمل يساعد أيضا على تسليط الضوء على الهوية المسيحية الآرامية بعد الفينيقيين وقبل أن يتم تعريبها. إنكار تاريخنا هو إنكار جزء من هويتنا. وقد ساعدت العديد من الثقافات العربية والإسلامية على القيام بذلك. لكن، في حالات أخرى، لم يفعلوا ذلك بحيث عمل المسيحيون الآراميون والمسلمون العرب جنبا إلى جنب لمواصلة إنقاذ المعرفة اليونانية في مرحلة ثانية خلال العصر الذهبي للإسلام.

*ولد دانيال أسعد (حائز على دكتوراه) في بوينس آيرس، الأرجنتين (عام 1976) من عائلة لبنانية إيطالية. هو صيدلي ومشرقي، يعمل في مجال علم الآثار في العصور القديمة والعصور الوسطى في متحف فارموبوتوبوتاني (التابع لجامعة بوينس آيرس)، وفي المستشفى السوري اللبناني (في بوينس آيرس). درس اللغتين السريانية والعربية في المجلس الوطني للبحوث العلمية حول اللغات المشرقية. وكتب كتابين: “(El Líbanoen Buenos Aires 2011)” و “Líbano: Guíahistórico Cultural de aldeas، ciudades y sitioshistóricos (2013)” والعديد من المقالات حول لبنان في مجلات مختلفة للجالية اللبنانية في الأرجنتين. كما قام بعرض مؤتمرات في بلدان مختلفة في أمريكا اللاتينية ولبنان. وتجدر الإشارة إلى أنّه كان عضوا في WLCU-Argentina ويتعاون مع أكاديمية Funlac-Maronite Academy وهو اليوم يقوم بهذه الدراسات بالتعاون مع جمعية Tur Levnon.
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية