المحرر موضوع: «سبيّة».. نساء العراق أحرار رغم أنف داعش  (زيارة 958 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37772
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
«سبيّة».. نساء العراق أحرار رغم أنف داعش

عنكاوا دوت كوم/التحرير

 منذ إعلان المدعو أبو بكر البغدادي، انفصاله عن تنظيم القاعدة، وجناحه في سوريا "جبهة النصرة"، وإنشاء تنظيم الدولة "داعش"، في 9 أبريل 2013، ثم إعلان خلافته المزعومة في 29 يونيو 2014، ويعيش العراق فترة من الأسوأ في تاريخه، حيث مارس التنظيم بطشه ضد الأقليات من الإيزيديين والمسيحيين والتركمان، ما تسبب في نزوح الملايين باتجاه مناطق إقليم كردستان ووسط وجنوب العراق. هذا ما تعرض له المخرج ضياء جودة، في فيلمه القصير "سبيّة"، مقدّمًا لنا إحدى الروائع التي تنافس على جائزة أفضل فيلم روائي في مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، ضمن فعاليات الدورة الرابعة، التي أُقيمت على مسرح بيرم التونسي، في الفترة من 18 إلى 24 من شهر أبريل الجاري. وتدور أحداث الفيلم حول امرأة أيزيدية تعيش على سفح جبل في شمال العراق برفقة ابنتها الوحيدة، بعد أن خرج زوجها مع رجال آخرين لقتال "داعش"، وفي حين قررت العديد من العائلات النزوح إلى أماكن أكثر أمنًا، فضّلت هذه السيدة البقاء والصمود في منزلها، مؤمنةً بأن الموت بعزة وكرامة على أرضها أفضل من أن يعيش الإنسان غريبًا عبدًا ذليلًا أو "سبيّة". وكم من قسوة تحملها الحياة تُدمر الجميل فينا، قسوة حملت منها الأم الكثير أملًا في اكتساب أمن يوشك على النفاذ، قسوة تدفعها لمعاملة فتاتها الوحيدة بغلظة فتقتل كلبها الأنيس الأوحد في صحراء لا يعلم لها نهاية إلا مدبر الأمر. قسوة من نوع آخر مقترنة بحب، وأمل في النجاة، تدفع الأم لتهجير ابنتها وحيدةً ليقودها حمارها إلى المجهول في الصحراء، تردد الفتاة باكيةً أثناء الرحيل: "لا أريد أن أتركك يا أمي.. لا أريد أن أغادر وحدي". فقدان الزوج والابنة الوحيدة كانا بمثابة فقدان الحياة بالنسبة للأم، فتجدها في المشهد الأخير تحمل بداخلها حريتها، وبندقيتها، وتجلس أمام بيتها التي تُحاوطه بالبنزين في انتظار لون أسود اقترب، لون الإرهاب والتطرف الذي ابتُليت به المنطقة جمعاء. القلب يعتصر حرقة كلما يتذكر العراق وأيامها، أمجاد بابل وحضاراتها القديمة، وأشور التي احتضنت الحضارة الأشوريّة.. لازالت بغداد عاصمة الحب.. والقهر.. ولازال شعر "نزار" يعلو في الأفق، مرددًا: مدِ بساطك واملئي أكوابي وانس العتاب فقد نسيت عتابي عيناك يا بغداد منذ طفولتي شمسان ناعمتان في أهدابي لا تنكري وجهي فانتِ حبيبتي وورود مائدتي وكأس شرابي بغداد جئتك كالسفينة متعبا أُخفي جراحاتي وراء ثيابي بغداد عشت الحسن في ألوانه لكن حسنك لم يكن بحسابي ماذا سأكتب عنك يا فيروزتي هواك لا يكفيه ألف كتاب قبل اللقاء الحلو كنت حبيبتي وحبيبتي تبقين بعد ذهابي "سبيّة" حصد جائزة أفضل فيلم إماراتي قصير خلال الدورة الـ14 من مهرجان دبي السينمائي الدولي، وهو من إخراج وسيناريو ضياء جودة، وإنتاج سارة ماجروس وضياء جودة، وتصوير حسين شبيب، مدة العرض 17 دقيقة، ومونتاج زيدون هاشم، ومهند رشيد، العراق 2017. ضياء جودة مولود في بغداد عام 1979، درس السينما في أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد، ومعهد آنييس فاردا في بروكسيل، وهو مخرج أفلام وثائقية كما عمل مساعد مخرج ومصور. مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير هو احتفالية سينمائية أسستها جمعية "دائرة الفن" وتُقام فى شهر أبريل من كل عام بمدينة الإسكندرية، ويهدف المهرجان إلى نشر ثقافة الفيلم القصير بين الجمهور، وخلق حوار وتواصل بين صنّاع الأفلام والجمهور، ويتضمن المهرجان في دورته الرابعة المُقامة على مسرح بيرم التونسي، في الفترة من 18 إلى 24 أبريل الجاري، ثلاث مسابقات رسمية يعرض من خلالها 35 عملًا قصيرًا بخلاف أفلام البانوراما، ويترأسه شرفيًا المنتج الكبير محمد العدل، برئاسة المخرج محمد محمود، والمدير الفني موني محمود، والمدير محمد سعدون.

أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية