المحرر موضوع: الانتخابات العراقية وجريمة بيع الاصوات  (زيارة 1156 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كوهر يوحنان عوديش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 460
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
يظن ويعتقد الكثير من الناس ان الديمقراطية تكمن في اجراء الانتخابات لاختيار البرلمان او رئيس البلاد، حتى لو كانت هذه الانتخابات تكريسا للدكتاتورية واستبدال مجرم بمجموعة من المجرمين او لص بعصابة من اللصوص، وكأن العملية الديمقراطية باجمعها تختصر بانتخابات مزورة لتبديل الوجوه دون احداث اي تغيير في نظام الحكم.
في البلدان المتمدنة والمتحضرة يكون تصويت الناخب على البرنامج الانتخابي اكثر من تصويته على الانتماء الحزبي والديني والطائفي لتحقيق المصلحة العامة وليس لفرض مصلحة شخصية او فئوية، اما عندنا في العراق الجديد فان الناخب يعتمد في تصويته على الانتماء الديني والطائفي والقومي والموروث الفكري بغض النظر عن البرنامج الانتخابي والمصلحة العامة، وهذا هو السبب الاول والرئيسي في الدمار الذي يلحق بالبلد.
بالرغم من الاوضاع المزرية السائدة في البلد بعد 2003 فان الناخب العراقي لا زال محكوما ومسيرا بالمشاعر والعواطف الانتمائية متغاضيا عن المصلحة العامة، وبذلك اعطى فرصة ذهبية للانتهازيين والفاسدين لنهب الوطن والتلاعب بمصير الشعب عبر اثارة تلك العواطف والمشاعر، دون ابداء اي جهد او محاولة لتحسين هذا الواقع المر والمأساوي من خلال توسيع نطاق فكره المغلق والمحصور بمفاهيم خاطئة عن الحكم والسلطة واعطاء نفسه المكانة المناسبة للمشاركة في الحكم عبر الفهم الصحيح لمعنى الديمقراطية.
الكارثة التي تلف الوطن وتخنقه لا تكمن في صيغة الحكم والاشخاص الذين يحكمونه فقط، بل تكمن ايضا في الوعي الشعبي الذي يلعب دورا اساسيا في تثبيت اشخاص اخفقوا في ادارة البلد على الحكم، وبذلك فان الشعب يتحمل جزءا كبيرا من مسؤولية ما وصل اليه البلد من انحدار على كافة المستويات.
بيع الناخب العراقي صوته بمبلغ مالي يغطي مصروفه لايام معدودة هي كارثة اخرى ومن نوع جديد تحل بالعراق وتبشرنا بان الفاسدين الذين حكموا البلد منذ 2003 سيحكمون لفترة اخرى غير محدودة، وذلك اما بانتخابهم من قبل طائفتهم مرة اخرى او بواسطة شراء اصوات الناخبين باموال نهبت من خزينة الدولة واستقطعت من قوت اليتامي.
التذمر الشعبي من الاوضاع الاقتصادية والسياسية والامنية المتدهورة لم يعد مقبولا اكثر، لان الشعب يتحمل القسط الاعظم من مسؤولية حالة البلد المزرية، فاذا كان الشعب قد انخدع بهم وانتخبهم في المرة الاولى لماذا كررها ثانية واعاد انتخابهم ثالثا؟ ووافق على بيع اصواته في المرة الرابعة بثمن بخس لا يقدر؟
على الناخب ان يفهم ويدرك ان الانتخابات ما هي الا وسيلة لمشاركته في الحكم عن طريق اختيار ممثليه، وليس لاختيار شخص او مجموعة من الاشخاص لنهب وتدمير البلاد وتشريد العباد، وليس لتسييد طائفة على اخرى وليس للتعامل بمبدأ الاغلبية والاقلية لاقصاء وتهميش من هم اقل عددا....


صرخة:- صوتكم وسيلة للتغيير نحو الاحسن فلا تسيئوا التصرف به.


كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com


غير متصل د. بولص ديمكار

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 110
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
العزيز گوهر يوحنان المحترم:
تحية
عمليات التزوير و شراء الذمم و الأصوات ليس بالشئ الجديد،  هنا تجربة امرأة كندية في كيفية التعامل مع حالات مشابهة، املي انها تفيد القرّاء الاعزاء . و هي جزء من مقالة حول سهل نينوى و صراع النفوذ المنشورة هنا :
(و تحضرني و نحن في معرض محاولة الجهات المتسلطة على رقاب اهلنا في سهل نينوى للاستيلاء عنوة على أصوات ناخبينا الاعزاء هناك ؛ خاطرة قرأتها لكاتبة كندية في جريدة مرموقة و تتحدث فيها عن والدتها و تجربتها في احدى الدورات الانتخابية للبرلمان الكندي، وتقول لم تكن لي نية المساهمة في العملية الانتخابية لتلك الدورة لأسبابي الخاصة ، و لكن في يوم من الأيام و في حمى الحملة الانتخابية جاءني احد المرشحين و عرض على المال مقابل صوتي، فما كان مني عقاباً على فعلته أولاً ومن كوني ارفض بيع صوتي ثانيا  كونها لا تتناسب و قيم كندا الديمقراطية و حقوق المواطن في الترشيح و الانتخاب ، ان اقبل منه المبلغ، و لكني عاقبته في صندوق الاقتراع و في يوم الانتخاب حيث منحت صوتي لغيره نعم  لغيره ممن رأيته يستحقه نكاية لفعله الشنيع.) مح تحياتي د. بولص ديمكار.

غير متصل كوهر يوحنان عوديش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 460
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ العزيز د. بولص ديمكار المحترم
تحية طيبة
شكرا لاضافتك التي تعني الكثير لمن يفهم، اتمنى ان يكون فهم ووعي الناخب على قدر المسؤولية الملقاة عليه

مودتي
كوهر يوحنان عوديش