المحرر موضوع: على الحدود أقف  (زيارة 1791 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـعيد شـامـايـا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 87
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
على الحدود أقف
« في: 14:43 28/04/2018 »
على الحدود أقف
البس بؤسي
يدفعني يأسي
أتدثر بغلالة من غبار الأيام
تشدني لهفة مجهولة
اهرب من زمن أخاله وحشا يلاحقني
أمد قدمي عبر خط الحدود
والأخرى مشتولة في ارضي
أرى نملة تعبر تلتقط حبة وتعود
تشدني قبره أيضا تلتقط حشرة وتعود
في عشها زقزقة صغارها أناشيد
تذكرني بطفولتي
والاصطفاف الصباحي
وحناجرنا ألف مذياع ينشد
وطني وطني الجلال والجمال
أعيد قدمي لأشتلها مع الأخرى
اشعر حولي هاوية تكاد تبتلعني
العابرون يصرخون :علام تـرددك؟
وفي داخلي صوت ينبت
إن كنت خائفا من يومك أو من غدك
هاجر إلى داخلك
في داخلي صرر مربوطة
افتح إحداها
أجدني طفلا لاهيا يركض يطير
مدينتي جميلة يتخللها نهر من حليب
شطآنه من فضة زوارقه من ذهب
قدماي مسرعة
تسري ولا تلامس الماء
مدينتي بلا أسوار بيوتها بلا حجب بلا أسرار
السندباد مبهور يلاحقني
يا سيدي بع لي موقعا واحدا
يا سيدي هي لنا جميعا هي من الكثرة
ما تكفينا وتفيض
فتياننا يتراقصون كأنهم بالموسيقى يحرثون
فتياتنا في الهواء يسبحن
عبر الغيوم فراشات
تنبشن غيمة فيها الشمس نائمة
بدغدغات يوقظنها
تمشطها
في مسارها تبدأ نهارا جديدا
مر مارد يطوي شريط الزمن يطبعه بقبلات
كأنها أختام تقول سلاما سلام
لا ملل  إن جاعت العيون
تعشوها بسمات ورود إن هي
إلا وجنات صبايا
أخذتني غفوة
أنا على أبواب قريتي
والدي يودعني
إن ضاقت بك المدينة فقريتك أوسع
أين أنت يا أبي
وطني يضيق بأهلي هل هو الوهم
تبسم ..تألم..هذا قدرك
قاضيه
يوم لك ويوم عليك
لكنني لم أنل لحظة من يومي
طويت الصرة
على الحدود لا زلت مترددا
كمتصوف يعد الأقدام العابرة
في ثيابهم أدس ورقة دفلى من شاطئ الفرات
ذكرى للعودة
انظر عبر الحدود
صور كنت اشتهيها واحلم بها
هوليود زاد أحلامنا الغر
تبدو اليوم وحوش تنهش بعضها بعضا
بطون مبقورة
أوصال مقطعة جمال مهان
أنياب تقطر دما
اشمأزت نفسي عدت حزينا ابحث عن قلمي
أجالس التاريخ احكمه أو يحاكمني
أم كان كابوسا
 
2001/7/5