المحرر موضوع: سهل نينوى و الصراع من اجل النفوذ  (زيارة 1702 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل د. بولص ديمكار

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 110
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


لايخفى على احد ان سهل نينوى تشكل اكبر رقعة جغرافية في العراق يقطنها غالبية مسيحية كلدانية و هي موطنهم منذ آلاف  السنين. و رغم تعرضها لمحاولات عديدة على مر الزمن للقضاء على خصوصيتها المتميزة هذه  و اخرها محاولات داعش الإرهابية ، فإنها تمكنت من المحافظة على هذه الخصوصية و الوقوف بوجه عاتبات الزمن. فها هم سكنتها من جديد و باعداد غير قليلة من اَهلها و قاطنيها الذين اضطروا لتركها حفاظاً على ارواحهم  لم يتخلّوا عنها وباشروا بالعودة اليها كسابقات عهدهم زارعين  بذور الأمل و الحياة فيها رغم الصعاب . حيث وجدوا بيوتهم و ديارهم محطمة و خربة و كذا البناء التحتي و الأهم من كل هذا و ذاك انعدام الامن و استقراره و استتبابه.
و قامت كنيستنا الكلدانية  ممثلة بغبطة البطريارك مار ساكو، مشكورة بمبادرات عديدة  في مسعاها لمساعدة العائدين الى قصباتهم و للاطمئنان عليهم و ضمان استقرارهم  سواء من خلال مخاطبة الجهات المسؤولة في الحكومة العراقية لاعتبار هذه المنطقة منكوبة بهدف تخصيص الأموال اللازمة او مخاطبة المنظمات العالمية لتقديم الدعم و المساعدات التقنية و المالية او  من خلال الدعم المباشر ماليا و معنوياً لإعادة  إعمار البيوت و الكنائس المدمرة او اعادة الحياة للبنى التحتية فيها كي تجعل هذه المدن و القرى و القصبات تلائم الحد المعاشي بمستواه الأدنى، كل هذا بهدف تسهيل عملية العودة و الاستقرار . و هنا قد يتساءل المرء و أين حكومات المركز و الإقليم من كل هذا، و لماذا هذه المناطق لازالت تعاني؟ سؤال اتركه للزمن علنا في يوم من الأيام نلقي جواباً مقنعاً.

و اذا كانت الكنيسة و بعض منظمات المجتمع المدني و في المقدمة منها الرابطة الكلدانية تمكنت من تقديم خدمات في مجال التعمير و الترميم للخراب الذي تركه داعش الإرهابي فهناك المجال الأهم والأكثر تأثيراً الا و هو الأمني ، و الذي هم عاجزون عن التأثير فيه و فرضه بكل بساطة لانه من مهام الجهات المركزية في الدولة سواء حكومة بغداد او الاقليم. لكن بكل أسف نقولها بسبب اطماع السيطرة على الموارد الطبيعة المخزونة في اعماق أراضي السهل دعك عن خصوبة تربتها الزراعية  فإن عملية تحقيق الامن و الاستتباب في السهل غاية في التعقيد ؛ فهناك محاولات لتقسيم السهل بين الاقليم و المركز أولاً  و ثانياً وجود ميليشيات و قوات البيشمركة متأهبة  و منتشرة في مناطق السهل و ثالثاً  وهو الأهم وجود أطراف مسيحية تنفذ اجندات اسيادها، فهناك المجلس الشعبي من جهة و من الجهة الاخرى قوات بابليون و قوات NPU  تتنافس في تقديم الأفضل لمموليها غاضة  الطرف عن معاناة أهل المنطقة.  فهناك مشاكل عديدة اقتصادية ، اجتماعية ، سياسية ، بنيوية وغيرها  تعاني منها قصبات سهل نينوى فعلى سبيل المثال و ليس الحصر فإن طريق باطنايا تللسقف لا يزال مسدوداً و مقطوعاً  و رغم المحاولات العديدة لفتحه منذ مدة غير قليلة، كل جهة تتدعي انها مستعدة لفتحه و تلقي اللوم على الطرف الاخر في عدم التجاوب و بقاؤه مسدوداً و الامر لا زال معلقاً بين حكومة المركز و حكومة الاقليم.  فبدلاً من ان تسعي الجهات التي تتدعي تمثيل المسيحين من اجل فتح طريق حيوي كهذا او من اجل تحقيق طموحات أهل سهل نينوى في حياة آمنة و مستقرة تساهم في تأزيمها و تعقيدها.

ليس ذلك فقط بل بدأت تستغل نفوذها لحصد أصوات سكنة سهل نينوى من المسيحين بطرق شتى تارة بتقديم الجزر و تارة التهديد باستخدام العصى، تارة بتقديم هدايا مادية او  سلات المؤونة و التغذية و تارة التهديد  بقطع رواتب الحراس و مصدر رزقهم. و المواطن الكلداني و السرياني في هذه المناطق حائر في أمره و رزقه و مستقبله.  ما الحل ازاء هذا الوضع إذن ، ربما هناك من يطرح  حزم الحقائب و الهجرة . لكن ...
في الحقيقة انا أراها فرصة ذهبية امام مواطنينا في سهل نينوى لتكون حافزاً لهم لأخذ زمام الامور في أيديهم ، فها هي الانتخابات البرلمانية على الأبواب على مستوى العراق و بعد فترة ستكون على مستوى الاقليم و انطلاقاً من مقولة " المجرب لا يجرب " و في ضوء الخيارات العديدة المطروحة امام الناخب المسيحي و صوته الذهبي في سهل نينوى بالذات فعليه ان يستخدمه بحنكة و دراية بأن يتجاوز اخطاء الماضي و يتغلب على هاجس الخوف المفروض عليه من قبل الاطراف المختلفة و خاصة تلك المرتبطة بجهات خارج المكون المسيحي. فهناك قوائم مستقلة و فيها مرشحين مستقلين همهم الوطن و سلامته و استقراره و استقلاله، همهم تحقيق حقوقنا القومية الإدارية و السياسية و الثقافية و الاجتماعية في مناطق تواجدنا. نعم امنح صوتي لهم و ليس لغيرهم ممن على مدى اكثر من خمسة عشر عاماً لم يهتموا سوى  بجيوبهم .  نعم حان الوقت لاختيار وجوه جديدة مقتنعة و مقتدرة على العمل بتفاني و اخلاص ليس من اجل اهلنا في سهل نينوى فقط بل من  اجل الوطن الواحد الموحد الضامن لحقوقنا في عراق مدني ديمقراطي مؤسساتي تعددي ، القانون فيه سيد الحكم بعض النظر عن الدين و القومية و الاثنية و اللون او الجنس.
و تحضرني و نحن في معرض محاولة الجهات المتسلطة على رقاب اهلنا في سهل نينوى للاستيلاء عنوة على أصوات ناخبينا الاعزاء هناك ؛ خاطرة قرأتها لكاتبة كندية في جريدة مرموقة و تتحدث فيها عن والدتها و تجربتها في احدى الدورات الانتخابية للبرلمان الكندي، وتقول لم تكن لي نية المساهمة في العملية الانتخابية لتلك الدورة لأسبابي الخاصة ، و لكن في يوم من الأيام و في حمى الحملة الانتخابية جاءني احد المرشحين و عرض على المال مقابل صوتي، فما كان مني عقاباً على فعلته أولاً ومن كوني ارفض بيع صوتي ثانيا  كونها لا تتناسب و قيم كندا الديمقراطية و حقوق المواطن في الترشيح و الانتخاب ، ان اقبل منه المبلغ، و لكني عاقبته في صندوق الاقتراع و في يوم الانتخاب حيث منحت صوتي لغيره نعم  لغيره ممن رأيته يستحقه نكاية لفعله الشنيع.

 فهل بإمكان اخوتنا ليس فقط في سهل نينوى حيث الصراع على أشده بل في عموم العراق من ان أخذ العبرة من تصرف الناخبة الكندية،  فهي ليست للناخب فقط  بل و في نفس الوقت رادعاً للفاسدين ممن يحاول شراء الذمم و الأصوات.  املي ان الغالبية من ابناء شعبنا و مواطنيه حذقين و واعين و سيمنحون صوتهم للنزيه و المؤهل و الذي خدمة أهله و ابناء شعبه يعتبره  شرف و مهمة في عنقه و ليس وسيلة للاسترزاق و الكسب الشخصي.  و أني شخصياً ارى في  مرشحي قائمة ائتلاف الكلدان  (١٣٩) الأمناء على العهد و الثقة  أفضلهم ، كونهم مستقلين و تكنوقراط و ديدنهم وطنهم و ابناء امتهم الكلدانية و شعبها المسيحي.

هذه فرصتكم وهذا يومكم لممارسة دوركم  في تحقيق مطاليبكم و سيطرتكم على مناطقكم و لصنع غد أفضل لكم و لأولادكم و لأحفادكم و تجاوباً مع دعوة غبطة بطريارك الكلدان مار ساكو للتغير و التي تأتي في تناغم مع دعوة البابا فرانسيس للتغير في قوله ( بأن الإيمان الحقيقي، ينطوي دائماً على رغبة عميقة في تغيير العالم، لنقل القيم و ترك الارض بحالة أفضل مما وجدناها).
فهل نحن أهل لها و نقبل التحدي؟  تحدي التغيير… أسبوعين او اقل او اكثر بقليل الفاصل بيننا  و لنرى كيف نحقق التغيير، فهل سيكون  نحو الأفضل؟.


غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2495
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عزيزي د. ديمكار
ان الوحشية الموجودة في طبيعة الأنسان هي هي، فمنذ زمن هابيل وقابيل الى انكيدو الى فرعون الى اليوم الناس تبحث عن المال لانهم يظن أداة السلام والأمان!!.

في الماضي قبل ان يصبح الانسان واعيا ولديه الامكانية لمعرفة الخير والشر كان لا يختلف في طبيعته عن بقية الكائنات الحية. لكن بعد مجي القراءة والكتابة على يد اجدادنا البابلين تعلم الانسان يميز الحقائق عن طريق الأديان والفلسفة اصبح اكثر متحضر، لكن كل هذا لم ولن تضمر تلك الغرائز الوحشية المدفونة في كيانه.
منذ بداية القرن الثامن العشر كان الانكليزي يفكرون في نفط كركوك أي زمن حملة مير كور كان القنصل البريطاني يفكر كيف يستطيعون الوصول اليه.

 وما سقوط العراق تحت وطئه الحروب الا نتيجة كما تفضلتم بها. فسهل نينوى مخزون كبير من النفط والصراع الدولي الموجود في المنطقة بثوب ديني او قومي او دولي له سبب واحد هو كيفية الحصول على قطعة من الكعكة لهذا وقع ابناء شعبنا المسيحي وبالاخص الكلداني تحت اقادمهم .
بارك الله فيك وفي مقال القيم

يوحنا بيداويد

غير متصل عبد الاحد قلــو

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1745
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اقتباس
نعم امنح صوتي لهم و ليس لغيرهم ممن على مدى اكثر من خمسة عشر عاماً لم يهتموا سوى  بجيوبهم .  نعم حان الوقت لاختيار وجوه جديدة مقتنعة و مقتدرة على العمل بتفاني و اخلاص ليس من اجل اهلنا في سهل نينوى فقط بل من  اجل الوطن الواحد الموحد الضامن لحقوقنا في عراق مدني ديمقراطي مؤسساتي تعددي ، القانون فيه سيد الحكم بعض النظر عن الدين و القومية و الاثنية و اللون او الجنس.

الاخ د.بولص ديمكار المحترم
 على العموم فان مقالتك هي للمناشدة بالحفاظ على وجود شعبنا الكلداني ومسييحيه في ارض اجدادهم  وبالاخص الموجودين في سهل نينوى الذين يعانون من عدم الاستقرار  بعد ان رحلت غالبية ساكنيها الى المهجر بسبب فشل من يدعون بتمثيلهممن زوعة والمجلس الشعبي القطاري في اعادة حقوقهم المهضومة. وانا بدوري اضم صوتي لمنادات شعبنا الكلداني بان يساهم في الانتخابات ليرشح قائمة ائتلاف الكلدان التي تحتوي على مرشحين تكنوقراط  واعين وهم منا وبينا واليهم يعودون،وحبا بالتغيير المفضل للمتكدس التعبان لممثليهم الحاليين ولكن طمعهم غارقهم والفساد مستشري..فالموضوع  يحتاج الى همة الناخب الكلداني الاصيل..تحيتي للجميع

غير متصل سالم يوخــنا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 503
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ الدكتو بولس شير المحترم

سلام المسيح

مقال في غاية الروعة و الدقة في شرح ما حدث  خلال الخمسة عشر سنة الماضية , فالذين انتخبناهم في الدورات السابقة لم يفعلوا شيئاً سوى زيادة أرصدتهم في البنوك و توسيع عقاراتهم و مشاريعهم على حساب الناخبين من أبناء شعبنا , فعلاً آن الأوان أن نجرب غيرهم فليس من الممكن أن نرضى بالسراق و بائعي الذمم في كل مرة .
أشد على يدك و أناشد أبناء العراق الغيارى بصورة عامة و الكلدان في كل العالم بصورة خاصة أن يعطوا أصواتهم للقائمة رقم 139 ( قائمة أئتلاف الكلدان ) المؤلفة من شخصيات تكنوقراط موثوق بها فهي كفيلة بأحداث التغيير المرتقب بمشيئة الرب .
شكراً لك .

غير متصل د. بولص ديمكار

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 110
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


الاخ العزيز يوحنا بيداويد المحترم
تحية
نعم الصراع من أجل الكعكة هو المحرك و ليس ذلك وليد اليوم بل منذ أن اكتشف النفط و الغاز لا بل قبلها منذ أن انتبه الإنكليز الى النار الأزلية في كركوك( كرخ سلوخ) و التي سميت ب بابا گرگر . و كنتيجة شعبنا يدفع الثمن بدل أن يحصد فوائد موارده الطبيعية و تحولت إلى نقمة بدلا من النعمة. و الأمَر هو استغلال أبناء شعبنا و تجاوبهم مع مأرب الطامعين المحليين و الخارجيين لينفذوا اجنداتهم التي في افضل حالها ليست من صالح مكونات شعبنا الأصيلة.  فتراه مجزءاّ بين هذا الفريق و الاخر منفذين طواعية توجيهات اسيادهم من أجل فتات لا اكثر.
 فضح المتعاونين مع هذه الجهات و التلاحم خلف قائمة ائتلاف الكلدان المستقلة و دعمها في الانتخابات المقبلة سيضمن وضع ملامح خطة جديدة طموحة تمنح الامل لسهل نينوى و اهلها . مع خالص تقديري.

غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الدكتور العزيز بولص شير ديمكار
هناك مثل يقول المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين... والربع صايرين منخل
ولم افهم السبب تحديداً، هل هو نوع من السادية وذلك باستمتاعهم عندما يتعذب شعب بسبب نفس الوجود الشريرة، أم نوع من المازوخية لمن يكرر اعطاء صوته لنقس (الخلفة الكريهة) وهو يسكن الوطنن؟
لنأتي من يرشي او يهدد لكسب صوت لقائمته، ومن يرضخ للمال او التهديد ويمنح صوته للشر
شخصياً اقولها وبقناعة من ان الذي يشتري صوت او يهدد بشر في رزقهم وسلامهم فمثل هذا دنيء بكل ما للكلمة من معنى ...لكن من يرضخ احمق وغبي، كونه قادر ان يأخذ منه المال او يعده بأن بعطي صوته له خوفاً ويتجنب شره، وعند صندوق الأقتراع يعطي صوته للشريف كما فعلت الصحفية الكندية... وأكيد الشريف سيكون من قائمة 139
إشارتك لهذه النقطة مهمة ومعالجتك لها تستحق التأمل
تحياتي
مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية

غير متصل د. بولص ديمكار

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 110
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
العزيز عبدالاحد المحترم
تحياتي و آسف على تأخر الرد، نعم حان وقت التغيير بانتخاب وجوه جديدة من اجل الوطن و من اجل الكلدان حيث لأول مرة يساهمون بقائمة مستقلة ، مؤازرتها و منح صوتنا لمن نراه الأفضل فيها  في ضوء تأريخه و منجزاته كفيل بتحقيق التغيير و احقاق الحق لاهلنا  في سهل نينوى.   شكراً على مروركم الطيب.

العزيز سالم المحترم
تحية و المعذرة على تأخر الرد،
جميل منك قراءتك للموضوع و من ثم تعليقك الذي أغناها  ، املنا في قائمتنا الكلدانية و مرشحيها  لتفوز بالمقاعد ومن ثم يبدأ العمل الصعب بالحفاظ على العهود و الوصايا التي قطعت من قبلهم ليثبتوا للكل بأنهم يختلفون عن الذين هم في دستة الحكم قرابة خمسة عشر عاماً من دون تحقيق هدفاً ملموساً للكلدان. اَي انهم اصحاب اقوال اكثر من الأفعال  نتمنى لمرشحينا الفوز .

الاخ الكريم زيد ميشو المحترم
تحية ،
 نعم تجربة الإمرأة  الكندية جديرة بالوقوف عندها سيما ان ما يجري الان من شراء للذمم  والاصوات في ظل تناسب غير متكافئ  ، الناخب  الشاطر و الحاذق عليه ان يعرف كيف يلعب اللعبة . و شكراً على مرورك وإضافتك القيمة. تحياتي.