المحرر موضوع: هل يوجد عراقي واحد يصدق البرامج الانتخابية للمرشحين ؟؟؟  (زيارة 2409 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل افرام فضيل البهرو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 75
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
هل يوجد عراقي واحد يصدق البرامج الانتخابية للمرشحين ؟؟؟
                                                           
المحامي
افرام فضيل البهرو

        مع جُل احترامنا للمرشحين كافة وبالاخص المرشحين الجدد , فقط اردنا ان نُذكِرَهم بأن الشعب العراقي قد تلقى صدمات كثيرة بسبب سوء اداء البرلمان للدورات الثلاث الماضية , وقد توصل الى قناعة تامة , بان البرامج الانتخابية التي يطلقها المرشحون خلال حملاتهم الانتخابية ليست اكثر من وعود ولا نقول انها كاذبة , وانما هي وعود( مكتوبة على الثلج )لانها  كانت ايضا تحمل نفس الشعارات الرنانة التي تدغدغ مشاعر ابناء الشعب العراقي وبالاخص المظلومين وطبقة الفقراء والمحتاجين , الا انها سرعان ما كانت تنكشف امام الشعب ليتبين بان النائب بعد ان يجلس تحت قبة البرلمان , يغلق جواله , ويغط في نوم عميق , لا يفيقه الا صوت استلام الرواتب والامتيازات , او اية صفقة تحقق مصالحه الشخصية او مصالح حزبه , فقد لاحظ العراقيون كيف كانت تؤجل الجلسات البرلمانية بكل بساطة بحجة عدم اكتمال النصاب , اذا كانت القوانين المراد تشريعها تتعلق بحقوق المواطن , في حين يكتمل النصاب بقدرة قادر , اذا كانت التشريعات تخص مناقشة امتيازاتهم  ورواتبهم , او مناقشة قوانين بعيدة عن حياة المواطن العراقي , مثل اتفاقية حماية الطيور المهاجرة , واتفاقية السير على الطرق  وغيرها من التشريعات التي تثير غضب وسخرية الشارع العراقي في آن واحد , في حين وكما قلنا بان التشريعات التي تمس حياة المواطن العراقي , كانت جلساتها تؤجل بسبب الخلافات او عدم اكتمال النصاب , وبالاخير كانت تركن جانبا ليكسوها الغبار لحين الوصول الى توافق بين الكتل, وقد استمر البرلمان على هذا المنوال ولثلاث دورات متتالية .
         في هذه الدورة الانتخابية , نلاحظ بان معظم المرشحين قد انصرفوا عن الترويج لبرامجهم الانتخابية , بعد ان شعروا بان الشعب العراقي قد سئم الوعود الكاذبة والشعارات الرنانة للمرشحين , واتجهو نحو اساليب اخرى , فقد ركزوا على نشر البوسترات والصور بمساندة  احزاب او عشائر او على اساس قومي او طائفي او مناطقي , كما ان معظم المواطنين الذين سيشاركون في عملية الاقتراع سينطلقون ايضا من مبدأ دعم اعضاء حزبهم او عشيرتهم او قوميتهم او طائفتهم , او على الاقل من منطقتهم ,كما حدث قبل ايام عندما التقيتُ باحد الاشخاص من الاخوة الاسلام وطلب مني ان اصوت لاحدى المرشحات المسيحيات , فقط لانها من قريته , وكل هذا بسبب قلة الوعي الانتخابي لدى معظم ابناء الشعب العراقي .
         اما فيما يتعلق بقوائم الكتل الصغيرة بضمنها كوتا المسيحيين , فانها تدخل الانتخابات على امل ان تتمكن من احداث تغيير في العملية السياسية , ومحاولة تحقيق بعض من مطالب ابناء شعبهم ,الا اننا ومن خلال متابعتنا للدورات البرلمانية السابقة تأكدنا بان صوت هذه الكتل غير مسموع نهائيا , وخاصة فيما يتعلق باحوالهم الشخصية والقوانين الجائرة التي تطبق عليهم , بسبب وجود عقول متحجرة تحت قبة البرلمان لا تؤمن بالتعايش بين الاديان والمكونات .
        واخيرا ... ان اراد المرشحون الجدد احداث تغيير في العملية السياسية والتشريعية في بلدهم , عليهم الابتعاد عن البحث عن مصالحهم الشخصية , والتحلي بالجرأة والمثابرة ثم البدء بتوجيه دفة البرلمان نحو احداث تغيير في القوانين والتشريعات التي تمس حقوق وكرامة العراقيين بشكل عام , والمكونات الصغيرة المظلومة بشكل خاص,مع تمنياتنا بالفوز للمرشحين الشرفاء النزيهين ومهما كانت انتماءاتهم .