المحرر موضوع: هل أشارك في الإنتخابات ؟ ومن أنتخب ؟  (زيارة 2410 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 
هل أشارك في الإنتخابات ؟ ومن أنتخب ؟
د. صباح قيّا
ساذج من يعتقد أن هنالك قائمة إنفرادية أو إئتلافية , بسيطة أو معقدة , نقية أو هجينة ,  تمثل الجميع . ومخدوع من يقتنع أن القائمة التي ينوي انتخابها تمثل كافة أبناء المجموعة التي ينتمي إليها . ومخادع من يحاول أن يوحي للآخرين نفس المعنى آنف الذكر .... كل قائمة مهما كانت تسميتها لا تمثل إلا من ينتمي إليها فعلياً أو المتعاطف معها لسبب أو آخر , كأن يكون ذلك التعاطف نتيجة إنتماء ديني أو مذهيي أو قومي أو طائفي وما شاكل , أو أن يكون له علاقة بقرابة الدم أو بدافع الغريزة القروية أو المناطقية , وأحياناً التعارف المصلحي , أو الصداقة التقليدية , السطحية منها أو العميقة ... وما معناه أن كل قائمة لا تمثل إلا البعض ’ وليس بالضرورة أن يكون هذا البعض جزءً من الكل ,  بل قد يكون جزءً من جزء . هذه الحقيقة معروفة لكل من ينظر إلى الأمور بعين ثاقبة وبصيرة متنورة , ويوزن الأحداث بمعيار العقل الواعي المجرد من غريزة الأنا وبعيداً عن العواطف الضبابية .
وما قيل عن القوائم , ينطبق ايضاً على المرشحين . فالمرشح الذي يحسب الناس جميعاً مغفلين وبالإمكان تمرير إدعائه بأنه المنقذ المنتظر الذي سيدافع عن حقوق كيانه , ولن يغمض له جفن إلا بعد تحقيق ما وعد به في حملته الإنتخابية , ليس إلا هو نفسه مغفل .... لو كان ما تدعيه القوائم صحيحاً , وما يعلن عنه المرشح صائباً , لما كانت هنالك ثمانية قوائم أو أكثر تحتضن ثمانين مرشحا على الأقل  تتصارع بأساليب متباينة منها  الحضارية أو البدوية , ألعصرية أو المتخلفة , ألنزيهة أو الخسيسة .... إنها مهزلة المهازل أن لا يتعلم أو لا يرغب بالتعلم من يحسب نفسه محسوباً على المسيحية في ظل نظام لا يفهم من الإدارة السياسية غير المحاصصة الطائفية لنيل المكاسب الشخصية أو المذهبية .
مسكين المرشح الذي يتصور نفسه عملاقاً يتمكن من مجابهة مخالب الوحوش الكاسرة داخل قبة أثبتت السنون بأنها بمن فيها لن تتمكن من تحريك مشروعٍ مفيدٍ قيد أنملة . كما أنها  تحوي بين أعضائها من بنظرة خاطفة منه يتحول ذلك العملاق الصنديد إلى قزم مرتجف يضطر فيها إلى التوقيع على أي قرار حتى ولو كان على شاكلة ما يسمى بالقانون الجعفري , وإلا التهمته النيران الغادرة التي يستند عليها صاحب النظرة الخاطفة .
ما يثير الشفقة ً أن الهرولة الحثيثة للإمساك بأحد أركان النجمة الخماسية للكوتا المسيحية ليست من أجل الدفاع عن واقع المسيحية المعذبة في وطنها الأصلي أو الحصول على حقوق المسيحي المهمش حسب  دستور بلده ,  وإنما لمجرد إبراز الإنتماء القومي أو الفئوي لهذه المجموعة أو تلك .  إنها ,  بصريح العبارة , صراع بين أطياف الشعب المسيحي المغلوب على أمره ...  صراع بين من يدافع عن كلدانيته , و بين من يتشبث بآشوريته , وبين من يحاول إبراز سريانيته , وبين من يبغي احتواء الجميع في تسمية مبتكرة لا علاقة لها لا بالتاريخ القديم أو الحديث ... إنها صراع مستميت بين كل هذه الأطراف التي تعزف على وتر وحدة الشعب المسيحي , أو على أصوله التاريخية الضبابية ,  او مشاعره المتأرجحة ... وما يؤلم أكثر أن تأخذ الكنائس دوراً ريادياُ وفاعلاً في تأجيج هذا الصراع المر من خلال موقفها المؤيد لقائمة ما دون الاخرى  أو لمرشح معين بدل الآخر , رغم  كون القائمة أو المرشح من نفس الكنيسة ... ولا بد للتذكير بأن ما يُعرف عن كنيسة المسيح أنها بمثابة  خيمة محبة تفرش ظلالها الرعوية على الجميع بالتساوي ومن دون التمييز بين الواحد والآخر لأي سبب كان .... والأمل ان لا تظل هذه العقيدة الإيمانية الحيوية مجرد أقوال تتناثر في الفضاء الفسيح , ويتوهم من يروج لمثل هذا الموقف بأنه يخدم في الإتجاه الصحيح ... كما أن الموقف المنحاز لأية كنيسة قد يجعلها في وضع محرج جدا خصوصاً عند إخفاق من أيدته وسعت لنصرته .... ومثل هذا الإحتمال ليس بالمستحيل , بل بالأحرى هو الأكثر حظاً بما سيحصل في القريب العاجل .
من يراهن على أصوات المهجر للفوز في الإنتخابات يسقط في الفخ الذي نصبه لنفسه ... ألمهجريون لن يجذبهم هذا الجانب أو ذاك .. تطلعاتهم وأهواؤهم في وادٍ آخر بعيداً عن ما يجري في الوطن الجريح . لا يهمهم من سيخسر ومن سيفلح ... شغلهم الشاغل نجاحهم في أعمالهم داخل أوطانهم الجديدة .... أعلى نسبة لمن يشترك منهم في حمى الإنتخابات لن تتجاوز 5% في كافة دول الشتات .... والدافع الأقوى لمشاركتهم هو تعاطفهم مع هذا الجانب أو ذاك , ومعظمهم سيدلي بصوته لصالح القوائم ذات الطابع الآشوري , وكذا الطابع القطاري , والقلة من الاصوات ستصب في النبع الكلداني , والسبب بسيط جداً , ألا وهو أن الكلدان , للأسف الشديد , منقسمون على ذاتهم بعمق , ومن المستبعد أن تفلح قائمة الإئتلاف في بث روح النجاح بينهم رغم دعم الكنيسة الكلدانية الواضح لها , ورغم الإعلام غير المحدود الذي تبثه ألأصوات وتنشره الأقلام الصادرة من الرابطة الكلدانية العالمية .... وقد يكون للقائمة الكلدانية الأخرى باسم " بابليون " حظاً أوفر في النجاح إن لم يخذلها الحشد الشعبي , أو ينكث بها الصدريون  ثانية .   
يحكى عن أحد الضالَين الذي قابله القديس بطرس بعد مماته مستفسراً منه إن كان يرغب الدخول إلى الجنة أم يفضل جهنم . إلتمس الضال من القديس أن يسمح له بالإطلاع على الأحوال في كل منهما قبل أن يفصح عن أفضليته . وافق القديس على التماسه , وتجول معه في جنة الله الواسعة حيث الهدوء والسكينة والكل منهمك في الصلاة بانعزال . لا صخب ولا ضجيج , بل حياة رتيبة ونمطية , وتبدو كأنها مبرمجة ... وبعد الإنتهاء من زيارة جنة الفردوس , أخذه القديس إلى جهنم . تفاجأ الضال بما شاهد وما كان يجري في جهنم ,  بعكس ما سمع وقرأ عنها .  كان المرح والفرح باد على الجميع , ألكل يرقص ويغني ويأكل ما لذ وطاب من الطعام , ويشرب الحلال والحرام . لا نار ولا سعير , ولا بكاء مرير , ولا يُسمع للأسنان صرير ... أمسك الضال بيد القديس بطرس متوسلاً  بشوق ولهفة أن يبقيه  في أجواء جهنم حيث الحياة الدنيوية في أحلى مظاهرها . وكان للضال ما اراد .... وما ان اوشك الليل على الإنتهاء حتى عادت جهنم إلى ما هو معروف عنها من عذاب أليم , والكل يتلوى من سعيرها الحارق ... إنطلق الضال ً نحو القديس بطرس وهو يصرخ ويئن من وطء حساب الآخرة . إستفسر منه  عن سبب هذا التغيير الفجائي الذي حصل ؟ أجابه   القديس بطرس بهدوء , بأنه كانت هنالك حملة انتخابية  في الليلة الماضية والليالي القليلة التي سبقتها , وانتهت الحملة صباح اليوم , لذلك عادت جهنم لسابق عهدها ..... والحليم من الإشارة يفهم ...
أسفي لمن يُطالعُ التاريخَ      ومن دروسه لا يتعلّمُ   





غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
سيدي الدكتور : اتفق معك في اغلب ما ذكرته بإستثناء انني قارنت في كلمتي بين قوادي الامس وسياسو الْيَوْمَ !!!!!! فهل لي ان أقول اكثر ؟
اتفق معك بأن الناخب المهاجر لا يكترث كثيرا لهذه المسرحية والاهم من هذا انه لا يعي كيف او بأي طريقة او اُسلوب سينتخب ! بالنسبة الى الكلدان فاعتقد خبرتهم على الساحة قليلة وليس لهم باع طويل ولا يعرفهم اكثر الكلدان لهذا قد تكون فرصتهم ضعيفة . والاهم من كل هذا وذاك هي الهرطقة والتسقيط الغوغائي الحاصل في هذه المواقع ! انها فعلا قمة التخلف والجهل ! اكثر لا اعتقد سيكترثون لان قوادي الامس رحلوا وجاء بدلا عنهم ذو وجوه أقوى بكثير من ال ........... نقطة تحية طيبة

غير متصل ناصر عجمايا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2363
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ الدكتور صباح المحترم
هناك أمور تقال وهناك أمور لا يمكن البوح بها. وخاصة في الوقت الحاضر..
فلا تنسى أنك كلداني أصيل لك وجودك وقلمك المميز..
تقبل أجمل التحيات
اخوكم
منصور عجمايا

غير متصل Salem Canada

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 154
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
عزيزي د. صباح قيّا المحترم، شلاما وايقارا
محبتي وتقديري لك و لجميع القرّاء الاعزاء.
من خلال متابعتي لكتاباتك في هذا الموقع ،صار عندي قناعة تامة بأن جنابك طبيب ماهر ١٠٠./٠ ليس فقط في تشخيص العلل الجسدية بل ايضاً العلل الاجتماعية لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ،وبرأيي المتواضع كل  ما جاء في المقال رائع وخاصة :  ( ... وما يؤلم أكثر أن تأخذ الكنائس دوراً ريادياُ وفاعلاً في تأجيج هذا الصراع المر من خلال موقفها المؤيد لقائمة ما دون الاخرى  أو لمرشح معين بدل الآخر , رغم  كون القائمة أو المرشح من نفس الكنيسة) انتهى الاقتباس
و تشخيصك صحيح لما يحدث في الوقت الحاضر وما سيكون حالة شعبنا بعد الانتخابات
وبإختصار شديد يا دكتور، يا منور الموقع بكتاباتك ،فعلاً:
( أسفي لمن يُطالعُ التاريخَ ...
   ومن دروسه لا يتعلّمُ  )

                                                                           

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

ألأخ الكاتب الساخر نيسان سمو الهوزي
سلام ومودة
مررت على مقالك الواقعي الذي نوهت عنه أعلاه . سمسار الأمس كان يقبض ثمن وساطته ويسدد ما بذمة بضاعته . ممتهن سياسة اليوم حدّث ولا حرج .... يشفط  ويبلع ولا يشبع .... من الإجحاف إطلاق تسمية السياسي على جهابذة الغش والخداع والسرقة والابتزاز ... حتماً سيتألم في قبره عدد كبير من السياسيين بحق أمثال جواهر لال نهرو , سعد زغلول , سوكارنو , داغ همرشولد وووووووووو , وحتى نوري السعيد . 
فرصة الكلدان بالفوز ليست ضعيفة بسبب قلة خبرتهم إطلاقاً .... بل هنالك أسباب متعددة قد تحول دون تحقيق طموحهم المشروع ... ألكلداني الملتزم والمتحمس يعرفها جيداً , ولكن يتمنى " عسى ولعل " .... قلتها سابقاً بصراحة وأكررها الآن , رغم كون الصراحة مؤلمة , بأن كل دعوة كلدانية تهمش أو تهمل من بدأ الحركة النهضوية للكلدان من الصعب أن يحالفها النجاح ... هذا مع العلم وكما تعلم أنني أعبر عن رأيي باستقلالية تامة ولم أكن يوماً ما ضمن أو مع أية مجموعة نهضوية كانت أم  سباتية , تقدمية أو رجعية ...
تحياتي


غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ألأخ العزيز ناصر عجمايا
سلام ومودة
شكراً لمرورك على المقال .
 أتفق معك أن هنالك أمور تقال وهنالك أمور لا يمكن البوح بها . ولكن الأصالة التي نوهت لي عنها مشكوراً تستوجب الإشارة إلى الحقائق كما هي إيجابية أم سلبية وخاصة في خضم الصراع التسقيطي الماثل أمامك وأمام الجميع . ألكذب والدجل بين  السطور التي تنشر هنا وهناك , ورغم ذلك هنالك من يدعي الثقافة والإيمان وووووو , ويمجدهما .
من دون شك أنك أعلم مني يتاريخ وكفاح الحزب الشيوعي العراقي , والذي حسب رأيي المتواضع أخفق على طول الخط تقريباً , وبعد كل إخفاقة يقنع كوادره بالنقد والنقد الذاتي . وفي النهاية لم يجنِ غير الذكريات الأليمة .
هنالك مثل مصلاوي يعجبني جداّ , وما معناه أن  " ألمسيحي  لا يأتي عقله براسه إلا بعد خروجه من المحكمة " , وأتمنى أن يذكرها أحد القراء باللهجة المصلاوية التي يذكر بها المثل  .. وحتما وصلتك الفكرة .
تحياتي


غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

الأخ العزيز  Salem Canada
بشينا
سلام المحبة
شكراً على مطالعتك للمقال وعلى تثمينك الإيجابي له . مع امتناني لكلماتك الجميلة بحقي التي ستظل موضع تقديري واعتزازي .
حسب رأيي المتواضع بأن الذي أقحم الكنيسة في الشأن القومي الكلداني وأحياناً في الصراعات الدائرة بين أطياف المسيحيين أنفسهم سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة , هم الكلدان أنفسهم . ويمكن تعليل ذلك إلى تزعزع الثقة عندهم من جهة , وافتقادهم لشخصية علمانية قيادية تستطيع تحريك الجماهير الكلدانية ودفعها في المسار الصحيح لتحقيق  الهدف المنشود من جهة أخرى . ومن هذا الواقع شبه الضائع التجأ الكلدان إلى الكنيسة عسى أن تتمكن من سد الفراغ والتعويض عن الحلقة المفقودة .... لا بأس أن يطرح رعاة الكنيسة ما يروه مناسباً ومفيداً للرعية , ولكن يستوجب ترك الأمر لأبناء الرعية للبدء وإكمال المشوار . لا أن تستمر الكنيسة بالتدخل بما طرحته من مشاريع وأفكار وووو ... وكانها آيات منزلة , فليس كل ما يطرح ينجح عند التطبيق . وأبسط مثال على ذلك هو الفكر الإشتراكي الذي أبهر الكثيرين ثم انحسر بعد إخفاقه عند التطبيق ...
 ألدعاية الإنتخابية المتسيدة على الساحة حالياً ليست سوى زوبعة في فنجان , والدليل أن حوالي 40% لن يدلي بصوته حسب الإستفتاء الجاري على الموقع ... تمنياتي أن تدخل البرلمان وجوه جديدة تناضل من أجل علمانية الدولة , ومتى ما تحقق ذلك يسهل تحقيق بقية الاحلام ... واتمنى ان يعود رجال الدين لارتداء بدلاتهم التقليدية ذات التأثير الروحي والإيماني التي تعودت على رؤيتها طيلة حياتي , والإقلاع عن " مودة" ظهورهم في البدلة ذات القطعتين ... حتماً , في زيّهم التاريخي الأصيل , سيكون لما يقولون صدى مؤثر وفعال , وحتماً ستتعزز الثقة برسالتهم  .
تحياتي