المحرر موضوع: المشاركة في الانتخابات خطوة على طريق تغيير النظام الطائفي بالعراق  (زيارة 737 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كاظم حبيب

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1265
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كاظم حبيب
المشاركة في الانتخابات خطوة على طريق تغيير النظام الطائفي بالعراق
الانتخابات هي معركة واحدة من معارك النضال بالعراق، وليست خاتمة المطاف، من أجل تغيير النظام السياسي الطائفي المحاصصي الفاسد حتى النخاع، ومن الواقع المزري الرَّث الذي يعيش تحت وطأته شعب العراق. الانتخابات هي جزء من عملية نضالية معقدة وطويلة ولكنها ضرورية جداً، باعتبارها خطوة هامة على طريق، طال أم قصر، سيصل بالعراق إلى نتيجته المرجوة في التغيير الجذري وفي إزاحة الطائفية السياسية والحفنة الفاسدة الحاكمة من الحكم، إنها الأحزاب والقوى الإسلامية السياسية التي مزقت وحدة الشعب العراقي وسعت إلى تدمير نسيجه الوطني، وفرطت بأتباع الديانات والمذاهب الأخرى، وعمقت الصراعات والنزاعات القومية والدينية والمذهبية، وتسببت بموت مئات الآلاف من العراقيات والعراقيين، وأكملت ما عجزت عن تحقيقه الدكتاتورية البعثية والصدامية الجائرة بالعراق ووحدة نضاله الوطني.
إن هدف المشاركة في الانتخابات ليس الحصول على عدد من المقاعد النيابية من جانب القوى المدنية والديمقراطية والعلمانية، زاد أو قل هذا العدد، فحسب، بل وبالأساس خوض معركة فكرية وسياسية ضد الوضع القائم، خوض معركة فضح القوى التي حكمت العراق طيلة الأعوام المنصرمة وقادت البلاد إلى الموت والنزوح والهجرة والخراب والسبي والاغتصاب للنساء وبيعهن في سوق النخاسة الإسلامي السياسي وخطف الأطفال، وخنق العراق بمزيد من الديون الخارجية والمزيد من البطالة والجوع والحرمان للغالبية العظمى من بنات وأبناء العراق. إنها معركة يجب أن نخوضها بكل ما أوتينا من قوة لصالح مرشحي الحزب الشيوعي العراقي والقوى الديمقراطية والمدنية العراقية، وكل من يطرح بإخلاص ونزاهة برنامجه الانتخابي الوطني والمدني الديمقراطي، ولا يكون كالحرباء يبدل جلده كلما وجد غنيمة جديدة، أو من برهن على إن وجوده في الحكم وحوله كان من أهم وارأس الأسباب التي قادت البلاد إلى الحضيض الذي فيه الشعب حالياً، ملايين من النازحين، وملايين أخرى من المهاجرين، ونصف المجتمع يعاني من الفقر ونسبة عالية جداً من البطالة، ونسبة أعلى من البطالة المقنعة، وأحزان دائمة وعطل دينية عن العمل لا مثيل لها في جميع بلدان العالم، والتي تقود إلى المزيد من التخلف والفاقة المالية والاجتماعية. يجب أن نناضل من أجل منع هؤلاء النهابة والمرتزقة من دخول مجلس النواب العراقي وحكم البلاد.
إن معركة الانتخابات هي معركة واحدة من مجموعة معارك نضالية سلمية تخوضها القوى الديمقراطية والمدنية وكل من يؤمن بفصل الدين عن الدولة والسياسة، والعمل من أجل بناء دولة ديمقراطية حديثة وعلمانية، ومجتمع مدني ديمقراطي تُحترم فيه الهويات الفرعية، ولكنها لا تشكل أساس المواطنة، بل المواطنة العراقية المتساوية أمام القانون والمشتركة في السراء والضراء، هي أساس وحدة العراق وتقدمه وتطوره وازدهار حياة شعبه، فأتباع كل القوميات والديانات والمذاهب يشتركون في هذه الهوية العراقية مع كل الاحترام والاهتمام الهويات الفرعية.
إن الدعوة لمقاطعة الانتخابات حق مشروع لكل إنسان أو مجموعة أو حزب أو منظمة، ولكن السؤال الأساسي هو: لمن تخدم الدعوة لمقاطعة الانتخابات؟ إنها، وكما أرى، سوف تخدم الأحزاب والقوى الحاكمة الفاسدة التي ما تزال تقود البلاد من كارثة إلى أخرى. فهل هاذ ما يريده الداعون إلى مقاطعة الانتخابات؟ لا شك بأن بعضهم، في أحسن الأحوال، يعتقد بان هذا الموقف يخدم فضح النظام! ولكن هذا غير كاف وغير واف بأي حال، بل إن المقاطعة ستقود إلى عكس ذلك، إلى مجيء السيئين والفاسدين إلى هذا المجلس، ولهذا أرى ضرورة المشاركة في الانتخابات لعزل القوى والأحزاب الإسلامية السياسية التي حكمت العراق 15 عاماً وفرطت بـ 800 مليار دولار من أموال النفط العراقي ورفعت من مديونية العراق الخارجية وخلفت الدمار والرثاثة والبؤس، واخضعت البلاد في سياساتها الاقتصادية والاجتماعية إلى الشروط غير الإنسانية وغير النافعة في وصفة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وصفة التثبيت والتكيف الاقتصادي في الاقتصاد العراقي، على غرار ما يجري بمصر حالياً. يجب أن نمنع عبر برامجنا الوطنية والديمقراطية وصول هؤلاء إلى مجلس النواب ومن ثم حكم البلاد.
إن من واجب الوطنيين والمدنيين والديمقراطيين العلمانيين المشاركة في الانتخابات لانتخاب العناصر والقوى والقوائم النظيفة والنزيهة والمخلصة للعراق والتي لم تتلطخ أيديها بدماء العراقيات والعراقيين، ولا مدّت أيديها بالنهب والسلب في جيوب العراقيات والعراقيين لسرقة لقمة العيش من أفواه اليتامى والأرامل والكادحين من شعبنا المكابد، ولا نهبت خزينة الدولة والنفط الخام وكل ما يمكن أن ينهب من هذا الوطن المستباح بالطائفية والفساد والإرهاب. لننتخب من وقفوا إلى جانب الشعب، وهم منه وإليه، منذ 84 عاماً وهم يناضلون بلا هوادة مع القوى المدنية والديمقراطية والعلمانية الأخرى من أجل إقامة الوطن الحر والشعب السعيد، إنه الشعار الذي يمكن أن تلتقي عنده اقوى الساعية إلى إنقاذ هذا الوطن من شرور من يريد الشر لهذا الشعب والوطن، سواء من هم بالداخل أو من القوى الخارجية والدول الطامعة بالعراق وخيراته!