المحرر موضوع: البطريرك مار ساكو:حضور سياسي خجول لمسيحيي العراق في صناعة القرار وأغلب الأحزاب المسيحية تخضع لوصاية القوى الشيعية والكردية  (زيارة 3458 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37772
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

عنكاوا كوم / العرب
القاهرة - جاكلين زاهر -


أكد البطريرك لويس روفائيل الأول ساكو بطريرك الكلدان في العراق والعالم أن العراق بحاجة إلى مصالحة حقيقية خاصة بعد تجربة داعش بما حملته من آلام مريرة. وأشار إلى أنه لا يوجد تمثيل مسيحي برلماني مستقل في العراق، وأن أغلب الأحزاب والتحالفات السياسية المسيحية تكون خاضعة في تمويلها وقرارها لوصاية أحزاب وتحالفات أكبر تتصدر المشهد السياسي.

يخوض ممثلو المسيحيين في العراق الانتخابات البرلمانية وسط تناحر حزبي لا يتناسب مع حجم التحديات وخصوصية الانتخابات التي يصفها البطريرك لويس روفائيل الأول ساكو بطريرك الكلدان في العراق والعالم بأنها "مفصلية في حاضر العراق ومستقبله".

وأعرب، في لقاء مع وكالة الأنباء الألمانية (دي.بي.أي)، عن أسفه لفشل الأحزاب المسيحية في تشكيل تحالف انتخابي موحد تخوض عبره الانتخابات، بما يسهل تبنى قضايا ومطالب المكون المسيحي في البرلمان القادم بصورة موحدة، مرجعا ذلك إلى "أن أغلب الأحزاب والتحالفات المسيحية التي ستخوض الانتخابات تخضع بشكل كامل في تمويلها وتحركاتها وقرارها لوصاية أحزاب وتحالفات أكبر تتصدر المشهد السياسي العراقي، وتحديدا من القوى الشيعية والكردية".

وشدد "للأسف، لا يوجد أي تمثيل مسيحي بشكل حر ومستقل، وكانت مشاركة المكون المسيحي خجول، وبالتالي لم يقدموا شيئا يذكر للعراق أو مكوناته. هناك شخصيات لم تتحدث أصلا بالبرلمان ولو لمرة واحدة. أملنا في الوجوه الجديدة التي تخوض الانتخابات، وذلك رغم أن أغلبها قادم من ذات الأحزاب التي خرجت منها القيادات السابقة".

وتابع "من أجل أن ننهي انقسام الأحزاب المسيحية يجب أولا أن نوقف اعتماد تمويلها على الأحزاب والكتل الكبيرة وأن نوفر البديل، وللأسف البديل غير موجود، فالكنيسة لا يمكنها أن تمول هذه الأحزاب أو مرشحيها. المرشحون في حدود 75 مرشحا، الجزء الأكبر منهم تقريبا، وهم 60 مرشحا، يخوضون المنافسة على المقاعد المخصصة للمسيحيين بالبرلمان بنظام الكوتا وهي خمسة مقاعد والآخرون مرشحون على قوائم مختلفة كقائمة النصر التي يترأسها رئيس الوزراء حيدر العبادي".

وحول نسبة المكون المسيحي بالعراق، والذي تعد الطائفة الكلدانية أبرز طوائفه، والآمال التي يعلقها المسيحيون على الانتخابات المقبلة، قال بطريرك الكلدان "قبل سقوط النظام السابق كان العدد تقريبا مليونا ونصف المليون مسيحي، واليوم بسبب نزوح البعض وهجرة الآخرين هربا من وطأة غزو داعش والحروب، لم يعد لدينا إحصاء رسمي. ولكن بشكل تقديري يمكن القول إنهم في حدود النصف مليون".

وأضاف "مسيحيو العراق يريدون المساواة في الحقوق مع غيرهم من طوائف المجتمع، ولا يريدون أن يُعاملوا كمواطنين من الدرجة الثانية، إنهم يريدون الأمان، ولا أن يتم استهدافهم بالسلاح أو بتشريعات ومناهج دراسية تمس من حريتهم الدينية".

ووصف المطران الكلداني طرح البعض لفكرة وجود كيان أو إقليم للمسيحيين بسهل نينوى كحل لمواجهة استهدافهم بكونه ضربا من "الوهم والخيال غير المقبول".

وشدد على أن "المسيحي لا يستطيع أن يعيش في معسكر مغلق (جيتو). المسيحيون موجودون بكل العراق، والعراق هو بلدنا، وكل ما نحتاج إليه هو أن يكون النظام قادرا على توفير الأمان للجميع وعدم التفرقة بينهم طائفيا أو عرقيا أو لأي سبب كان".

واتهم ساكو شخصيات وجهات سياسية، لم يسمها، باستهداف وحدة العراق عبر طرح هذه الأفكار وحشرها برؤوس بعض المسيحيين، رغم إدراكهم لنتائجها الكارثية عليهم.

 وأضاف "هناك اليوم أجندات بالعراق وخارجه تستهدف وحدته. الكثيرون يحاولون التدخل بالعراق بحثا عن مصالحهم: تركيا، إيران، الولايات المتحدة. وهذا متعارف عليه، ولكن المهم أن يعرف العراق وأهله أين مصلحتهم".

وحول أوضاع نينوى، الموطن التاريخي لمسيحي العراق والذي يضم أعلى نسبة منهم بعد بغداد وإقليم كردستان، قال ساكو إن هناك ثمانية آلاف عائلة من أصل 20 ألفا عادوا إلى بيوتهم وبلداتهم في ساحل نينوى، و70 عائلة عادت إلى مدينة الموصل".

واستبعد وقوف داعش فقط خلف حوادث القتل التي طالت بعض المسيحيين في بغداد، وقال "نرجح أن وراءها عصابات إجرامية مدفوعة من قبل جهات وأجندات سياسية داخلية تستهدف إحراج الحكومة وإظهارها بمظهر العاجز عن توفير الحماية لمواطنيها".

وأضاف "منذ التحرير من داعش لم نرصد استهدافا جماعيا للمسيحيين بشكل عام. ولكن هناك بعض الميليشيات التي استولت على منازلهم بعد فرارهم تخوفا من داعش، أو أنها قامت بتهديدهم ما دفعهم إلى الرحيل عنها. وقد قام هؤلاء بالتلاعب بسندات الملكية جراء الفساد المنتشر واستولوا على تلك المنازل، لكننا تصدينا لهم واستطعنا، حتى الآن، بالتعاون مع وزارة العدل إرجاع الكثير من هذه البيوت. ونطالب من رعايانا بالخارج العودة والمطالبة بحقوقهم".

وأعرب عن رفضه لوجود أي ميلشيات أو مجموعات مسلحة مسيحية، وقال إنه "بالفعل هناك مسيحيون شاركوا ضمن الحشد الشعبي وحاربوا داعش مع الجيش والشرطة بعد اجتياح داعش لمناطقهم. ولكن ليس لدينا في الفكر المسيحي مفهوم الميليشيات ونطالب المجموعات التي دأبت على تعريف نفسها بالحشد المسيحي بالكف عن ذلك وعدم استغلاله في الدعاية الانتخابية لها".

وحذر ساكو من الاكتفاء بالنصر العسكري على تنظيم داعش، وأكد على ضرورة محاربة "دواعش الفكر" الذين وصف وضعهم بـ"القوي جدا رغم كل ما أصاب تنظيمهم من خسائر".

 وأضاف "فضلا عن أنه لا تزال هناك خلايا نائمة للتنظيم، فإن فكر التنظيم لا يزال باقيا وقويا ويجد من يتعاطف معه. وعلينا أن نعمل على اجتثاث الفكر المتطرف بإزالة أسبابه وفي مقدمتها الظلم والتهميش والفقر والبطالة".
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية