المحرر موضوع: إشارات عربية على انتهاء مرحلة اتسمت بالسلبية تجاه الأزمة السورية  (زيارة 1051 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31322
    • مشاهدة الملف الشخصي
إشارات عربية على انتهاء مرحلة اتسمت بالسلبية تجاه الأزمة السورية
أنور قرقاش يرى أن غياب الجهد المؤسسي العربي لا يمكن أن يستمر، وطموحات إيران وتركيا تضع المنطقة على حافة الهاوية.

وضع حد للأزمة
العرب/ عنكاوا كوم
دمشق – عكست تصريحات وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش بضرورة تفعيل الدور العربي لحلّ الصراع السوري، وجود قلق عام من استمرار الأزمة التي أصبحت مدار صراع دولي وإقليمي، ينذر بتفجير كامل في المنطقة.

وقال قرقاش في تغريدة على موقعه على “تويتر”، “مع تعثر الجهود السياسية الدولية والإقليمية، لا بد من عودة الدور العربي وتفعيله للخروج بآلية فاعلة لحلّ الأزمة السورية الدامية”. وأشار الوزير الإماراتي إلى أن “تهميش وغياب الجهد المؤسسي العربي لا يمكن أن يستمرا”.

وهذه ليست المرة الأولى التي يدعو فيها قرقاش إلى ضرورة أن تضطلع الدول العربية بواجبها في سوريا، التي تحوّلت إلى ساحة منافسة على النفوذ بين تركيا وإيران والقوى الغربية وروسيا، وما لذلك من تداعيات خطيرة على الأمن القومي العربي.
وأبدى قرقاش خلال مؤتمر “فكر 16” الذي عقد في دبي مطلع أبريل الماضي، أسفه من تحييد العالم العربي عن جهوده في تسوية الأزمة السورية وتكثيف دور أطراف غير عربية في المنطقة.
ونبّه الوزير الإماراتي إلى أنّ دول العالم العربي أصبحت خلال العقدين الماضيين في ظل ضعف النظام العربي، ساحة للتدخل الخارجي ونفوذ دول الجوار، مثل إيران وتركيا وإسرائيل. وعبّر قرقاش عن دعم الإمارات للحل السياسي حصرا في سوريا، على أساس مقررات مؤتمر “جنيف-1”، مضيفا أن سوريا تعرضت لجروح عميقة والخيارات العسكرية “ليست الضماد المناسب لها”.
ورأت مراجع خليجية مراقبة أن تصريحات قرقاش الأخيرة تعبّر عن توق عربي إلى استعادة دور أساسي في حل المسألة السورية، وأن تعاظم التدخلات الخارجية في شأن بلد عربي كسوريا نبّه العواصم العربية إلى ضرورة استعادة زمام الأمور في ما هو شأن عربي بامتياز.

وأضافت هذه المراجع أن ما صدر عن الوزير الإماراتي لا ينفصل عن روحية القمة العربية التي انعقدت مؤخرا في مدينة الظهران في السعودية لجهة تكثيف التنسيق العربي الداخلي لرد التدخلات التركية والإيرانية في بلدان المنطقة، كما ترتيب ما من شأنه أن يمس الأمن الاستراتيجي لدول المجموعة العربية.

وتسعى كل من إيران وتركيا للتغلغل في المنطقة العربية، وشكلت الأزمة السورية أرضية ملائمة لكليهما للتمدد هناك، مستغلتين في ذلك ضعف المواقف العربية نتيجة الانقسامات في ما بينها.
وبات الحضور الإيراني الذي يغطي معظم المساحة السورية تهديدا خطيرا، واستمراره قد يؤدي إلى تكرار السيناريو العراقي، أما تركيا التي تتذرع بمقارعة الطموحات الكردية لحماية أمنها القومي، فقد نجحت هي الأخرى في فرض نفسها كرقم صعب في المعادلة من خلال استقطاعها لعدة مناطق في شمال سوريا سواء عن طريق الاحتلال المباشر لها، أو عبر الفصائل السورية التي تدعمها.

وهذه المشاريع التوسعية دفعت بعض القوى على غرار إسرائيل للتحرك لاحتواء ما تعتبره خطرا داهما عليها، في المقابل يبدو الحضور العربي أقلّ ما يقال عنه محتشما، وأن استمرار هذا الحال سيعني بالضرورة خسارة بلد عربي، ولما لذلك من انعكاس على الأمن القومي العربي ككل.

وقالت مصادر دبلوماسية عربية إن ما صدر عن قرقاش يحاكي أيضا الدعوات التي صدرت في الولايات المتحدة والتي تحدثت عن إمكانية مشاركة قوات عربية في سوريا لتحل مكان القوات الأميركية كما القوات الأجنبية غير العربية الأخرى في هذا البلد.
وفيما جدّد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس استعداد المملكة العربية السعودية لإرسال قوات إلى سوريا، في إطار مهمة تشمل قوات دول أخرى أيضا، لم يصدر عن أطراف عربية أخرى ما من شأنه التشجيع على تدخل عسكري عربي في الميدان السوري.

غير أن مصادر قريبة من الجامعة العربية في القاهرة قالت إن هناك نقاشا بدأ خلال انعقاد القمة العربية حول سبل إعادة تفعيل الجهود في الشأن السوري، لا سيما وأن الأمر الواقع الإيراني والتركي كما التواجد العسكري الغربي داخل سوريا يفرض أجندات يجب على العرب أن يكونوا جزءا منها دفاعا عن سوريا والسوريين كما عن مصالح العرب أنفسهم.

وتوقعت أن يكون موقف قرقاش مقدمة لدور فاعل قد تلعبه أبوظبي في هذا الشأن بالاتفاق الكامل مع الرياض وحلفائهما في المنطقة. ورأت المصادر أن الجهد العربي المتوقع يأتي ضمن خطة دولية تهدف إلى تسوية المسألة السورية وإعادة التوازن الجيواستراتيجي إلى المنطقة.
شبح الاغتيالات يلاحق القيادات الكردية في سوريا
 دمشق – تواترت في الفترة الأخيرة عمليات اغتيال قيادات وأعضاء في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، كان آخرهم القيادي خالد كوتي الذي قُتل بانفجار لغم أرضي في عين عيسى التابعة لمدينة تل أبيض شمال محافظة الرقة. ويرى مراقبون أن هناك عملية ممنهجة لتصفية قيادات وعناصر الاتحاد الديمقراطي الكردي وأن العديد من القوى لديها مصلحة في ذلك وعلى رأسها تركيا التي تصنّف الحزب تنظيما إرهابيا، وتحاربه في شمال سوريا. كما لا يمكن استبعاد فرضية أن يكون النظام السوري خلف هذه العملية خاصة وأنّ الرئيس بشار الأسد سبق وأن وصف قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها مقاتلو الاتحاد الديمقراطي بـ“الخونة”، لتعاملهم مع الولايات المتحدة. ويلاحظ أن معظم المستهدفين تمّ اغتيالهم في محافظة الرقة، فإلى جانب خالد كوتي، عثر الاثنين على جثة أحمد كوماني أحد عناصر قوات سوريا الديمقراطية مضرجة بالدماء داخل سيارته في بلدة الجرنية التابعة لمدينة الطبقة غربي الرقة. وفي محافظة الرقة أيضا اغتيل المحامي إبراهيم محمد الطيار، رئيس لجنة العدالة في “مجلس الرقة المدني” التابع لقوات سوريا الديمقراطية صباح الثلاثاء. ورجّحت مصادر كردية أن يكون الطيار قد تعرّض إلى تسميم. وقوات سوريا الديمقراطية هي تحالف لمجموعة من الفصائل تتصدرها وحدات حماية الشعب الكردية، تم إنشاؤه في العام 2014 من قبل التحالف الدولي ضد داعش الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية. ونجح التحالف في طرد التنظيم الجهادي من عدة مناطق، ضمن ما يسمّى بعملية “عاصفة الجزيرة” التي استؤنفت الثلاثاء لطرد باقي عناصر التنظيم من الجيوب التي ما يزالون يسيطرون عليها في الجزء الشرقي من دير الزور وصولا إلى الحسكة.