أنتخابات شعبنا ما بين التسقيط وتشويه السمعة وبين المنافسة السياسية الشريفة
آشور قرياقوس ديشوكندا – تورونتو
المؤسف اننا والى حد هذه المرحلة القريبة جداً من الانتخابات العراقية التي ستجري في 12 أيار من هذا الشهر. لازلنا نقف على مفترق طريق مسدود سيقودنا مرة آخرى الا الى الفشل والخيبة . وقد أثبتت الاحداث الى حد هذا الوقت أن تجربتنا في مسألة الانتخابات والعملية الديمقراطية وابداء الرأي و الكلام حول هذا الموضوع لازالت بسيطة بل ربما معدومة . وأن كل ما فعلناه لحد الان في التعبير عن أراءنا وأفكارنا في هذه التجربة هو الزهوّ العقيم بأنجازات واهية لم يتمتع بها شعبنا وعن دعم للأنتماء العشائري والحزبي ومرض التعنت وفرض الرأي والتعبير عن الاحقاد الشخصية وتصفية حسابات من غيرأن نلتفت الى المصلحة القومية أوالوطنية. .
بعد أن بانت في الفترة الاخيرة وعلى هامش هذه الانتخابات الكثير من الحوارات والمقالات وتصرفات شخصية وتبادل التهم ظهرت على شكل رسائل موجهة منشورة في وسائل التواصل الاجتماعي وفي صفحات هذا المنبر وصفحات آخرى شكلت أساءة كبيرة على هذه الامة وهذا الشعب من قبل ان تسيء للاشخاص المرشحين أنفسهم وأظهرتنا بأننا أمة لا نتعلم . وحتى لو كانت هذه الاخبار والصفات التي حاول البعض ان ينعت بها الاخر صحيحة الا انها في الطرح الاجتماعي العام تعتبر خطوط حمراء وتحمل طابع شخصي وأنها تدخل في مسألة التشهير وتشويه السمعة و تدخل ظمن أساءة أستخدام قواعد وقوانين الانتخابات الوطنية البرلمانية . بالاضافة الى ان هذا الكلام المتبادل وتوجيه التهم المختلفة سوف يترك جرحاً في نفوس الاشخاص الموجهة اليهم وتقف حائلاً بوجه أي موقف لترميم العلاقات ورأب الصدأ بين الاشخاص والاحزاب السياسية والسعي نحو وحدة شعبنا وأمتنا وأبناءه في المستقبل . وخاصة أن معظم الحوارات والمقالات والمداخلات التي حدثت خلال هذه الفترة جاءت من أجل تصفية حسابات شخصية وبعضها تجاوزات أخلاقية يندى له الجبين وجميعها لم تتطرق الى مناقشة البرامج الانتخابية للمرشحين ولم تدخل في صدد المصلحة العليا لشعبنا
بينما بالنسبة لنا نحن ابناء الرحم الواحد فأن مرحلة الانتخابات الوطنية العامة يجب أن تكون فترة التلاحم والتقارب والتفاهم ويدخل الجميع الى ميدان الانتخابات بروح رياضية للحوار ومناقشة البرامج الانتخابية المختلفة وتبادل الاراء والافكار حولها وأيجاد الطريقة الامثل لخدمة المواطن والشعب والوطن معاً . ويجب أن تعتبر الانتخابات مرحلة مهمة يتفاعل فيها الجميع من اجل طرح الايدولوجيات والافكار ومناقشة الحلول للوقوف معاً في وجه من يحاول أن يهضم حقوقنا القومية في الوطن لضمان بقاءه في أرض الاجداد.
يعتبر المثقف والكاتب والمتابع السياسي في شعبنا من الاسس الرئيسية للأعلام والذين يجب أن يشحذوا أقلامهم لترسيخ العملية الديمقراطية وظمان وجودها لحضن ابناء شعبنا في الوطن مع بقية مكوناته ويجب أن ينظم الجميع مع الناخبون الى العمل الجماعي وفي نقاش وتشارك المعلومات حول الاحزاب السياسية والمرشحين وأجراءات العملية الانتخابية لتكون أختياراتهم واعية وصحيحة بعيداًعن السلبيات التي ذكرناها أعلاه من تجاوزات وتصفية حسابات .
وكنا نتمنى ان تلعب هذه النخبة دور الرقيب وحامية للشفافية في الانتخابات وعاملاً فاعلاً يحافظ على مستوى عالي من المهنية والدقة والحياد في أراءه وأفكاره لخدمة الامة بشكل عام قبل مصالحه الحزبية والخاصة كمناقشة أعتبارات حقوق الانسان العامة وكيفية حماية التنوع الاجتماعي والديني والقومي في الوطن والعمل الجاد في طرح مواد جديدة في الدستور العراقي بأعتبار شعبنا من الشعوب الاصيلة في الوطن . ومناقشة القرارات المتعسفة والاجراءات الدينية والمذهبية التي تحاول الاحزاب القوية فرضها على شعبنا . والاهم من ذلك كله العمل معاً في الدخول في حوار مهم وجاد لدعوة أحزابنا السياسية والقومية ومؤسساتنا الدينية ودعوتها العمل على خلق خطة طوارئ لانقاذ ما تبقى من شعبنا وخاصة بعد تجربة داعش وما حصل من فوضى مريرة أثرت على وجوده في الوطن .
وختاماً ندعوا ادارة موقع عنكاوة دوت كوم الموقرة الى كبح جماح أية مجموعة متطرفة ضيقة السلوكيات والتي تحاول أن تتخذ من مسألة حرية الرأي والتعبير ملجئاً لاستخدام التشهير والاساءة الشخصية والتجاوزات الاخلاقية وخاصة أن الكثير من الدول تفرض قوانين صارمة ضد التشهير الاخلاقي والاساءة والتجاوزات الشخصية وضد اية كلمات قاسية اذا كانت مكتوبة أو منطوقة وخاصة أن المرشح للأنتخابات الوطنية له كامل الحرية والحق في عدم التطرق الى أية حلقات أو مراحل من تاريخه السياسي والاجتماعي والاخلاقي .
الله والشعب من وراء هذه المقالة ..
آشور قرياقوس ديشو