المحرر موضوع: الاسقاط السياسي  (زيارة 1956 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تيري بطرس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1326
  • الجنس: ذكر
  • الضربة التي لا تقتلك تقويك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاسقاط السياسي
« في: 11:17 07/05/2018 »
الاسقاط السياسي
 
 
 
تيري بطرس
بعد ايام ستقام في العراق انتخابات للبرلمان العراقي. ومن الطبيعي، انه في الانتخابات ان يسعى اشخاص عديدون او قوائم عديدة لتبواء او للحصول على مقاعد فيه. وكل شخص او قائمة تحمل افكار او كما نسميه برنامج يريد تطبيقه. وكل من هؤلاء يحاول طرح هذه الافكار او البرامج على الشعب او الناس لاقناعهم بها، وانتخابهم على اساسها.ونتيجة للصراع بين مختلف القوائم او الاشخاص، يحدث نوع من الصراع، صراع الافكار والاراء ومحاولة تفنيدها او اظهار ما يؤمن به الشخص بانه الطريق الوحيد المؤدي الى النجاح، وتبيان ان برامج الاخرين فاشلة او لا تفي بالغرض او لاتخدم الشعب، بل تخدم فئة قليلة منه، او ان فيها قصور في الرؤية.
هذه الامور مفهومة ومقبولة، لا بل تعتبر جزء من الممارسة الديمقراطية، ليس هذا فقط، بل تعتبر اساس تطور الفكر والممارسة السياسية، لانه من خلال تلاقح الافكار تتطور وتظهر أطروحات جديدة قد تكون اكثر غنى واكثر قدرة على تقديم الخدمات للناس.
المسار الانساني لم يظهر ويكتمل مرة واحدة، لا بل مر بمراحل وثورات وانقلابات وحروب اوصلته إلى ما وصل اليه في اوربا واميركا. وصار ما وصلت اليه بعض الدول الاوربية وخصوصا الدول الاسكندنافية مثالا في رقي الافكار والممارسات والحريات. ولكننا مع الاسف لسنا تلك الدول. فنحن لا نزال نحبوا في مسارنا السياسي رغم ان اول حزب لشعبنا تأسس قبل مائة وسنة من الان وهو الحزب الاشتراكي الأشوري الذي اسسه الشهيد فريدون اتورايا ورفاقه. من هنا فان النقد واظهار مثالب الاخر واخطأه، يحاول البعض اظهارها وكانها اسقاط سياسي. ولكن الاسقاط السياسي بالحقيقة ليس اظهار اخطاء الاخر واكاذيبه بل هو الصاق تهم كاذبة به، هذا هو الاسقاط السياسي.  ومن ناحية أخرى ان الرد على من حاول اسقاطك سياسيا لا يعتبر اسقاطا سياسيا، ان لم ترد في الرد اكاذيب.
في شعبنا ومع الاسف يحاول البعض الايحاء بانه من واجب البعض عدم الرد او عدم كشف الحقائق، وخصوصا في حالة قيام طرف بنشر معلومات معينة مضللة وحتى كاذبة او اخرجت من سياقها العام. هنا باعتقادي من صالح الجميع قيام الطرف الذي تم استهدافه بالتضليل او الاكاذيب بالرد، لانه يتنافس على الحصول على اصوات او على الكرسي او على الموقع. والا فان السكوت سيعتبر علامة الرضى او ان السكوت علامة الموافقة والقبول. ان المطالبة بالسكوت بحجة حماية الوحدة القومية لشعبنا، يعني منح صك ممارسة كل ما يشاء الطرف المبتدئ بالاعتداء، وحمايته من أي رد فعل. لا بل تحمل من وجه اليه الاعتداء وزر الاكاذيب والمغالطات.
منذ سنوات طويلة والالة الاعلامية لطرف معين تستهدف اغلب تنظيمات شعبنا بالخيانة والتبعية والعمالة. علما انه نادرا ما ورد اسماء لاعضاء في هذه التنظيمات في قوائم العمالة او الخيانة او حتى السرقة او الاختلاسات، واغلب من رودت اسماءهم كانوا من اعضاء هذا الطرف او من قياديه. ماذ يجب على الاخرين ان يفعلوا وهم مستهدفون ليل نهار؟؟  الصمت هنا ليس مطلبا معقولا ولا عادلا، وخصوصا ان الطرف الموما اليه، لم يقم بهذه الممارسة مرة او مرتان، بل صارت هذه ممارسة دائمية من لدنه.
في ممارسة لا اخلاقية، وتعبر عن مدى الانحطاط الفكري والسقوط الانساني، لم تتوقف ممارسة هذا الطرف على تخوين او التشكيك بالخط السياسي، لا بل تجريد الناس من انتماءهم القومي او الديني. وكأنهم صاروا هم من يهبون الناس هذا الانتماء وليس الولادة والتربية والقناعة الشخصية. ان شيوع ممارسة التخوين والتسقيط، هذه الثقافة التي ادخلها هذا الطرف في مجتمعنا وبين تنظيماتنا، يعني بلا ادنى شك، محاولة وان كانت غير واعية، لتدمير المجتمع ككل وبالتالي علينا ان نفكر في ابعادها وغاياتها. فعملية اتهام اطراف سياسية اشورية لدى احزاب عراقية، بالعمالة للنظام السابق والتي اتت الوثائق لتؤكد ان قيادة هذا الطرف متورطة فيها، او اتهامها لهم بانهم عملاء الصهيونية والموساد، تؤكد ان هذا التنظيم لا يتورع عن القيام باي شئ لو سنحت له الفرصة، بما فيها اغتيال او قتل اناس ابرياء لبث الرعب في قلوب الاخرين. وتاريخه يؤكد ما قلناه ولسنا هنا بالمزايدين ابدا.
اذا في الوقت الذي نرفض الاسقاط السياسي وبكل اشكاله، فاننا نؤكد على ضرورة الحوار والنقاش حول البرامج والطروحات والانجازات ان كان هناك انجازات خارج اطار الشعارات الكاذبة. ولكن في عين الوقت عدم السكوت عن من يقوم بنشر الاكاذيب والاسقاطات حول الاخرين.
ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܤ


غير متصل هنري سـركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 976
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: الاسقاط السياسي
« رد #1 في: 23:09 07/05/2018 »
اخي العزيز تيري بطرس المحترم
تحية طيبة
يعني في كل مناسبة اجتماعية وسياسية او كل حدث قومي ووطني، اصبحنا نحن كشعب نستنزف كل المواضيع القابلة للتشويه والفبركة من خلال اعلامنا في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها ضد بعضنا البعض وانتهاجنا للاسقاطات السياسية والاعلامية في صراعاتنا الحزبية في الانتخابات القادمة دليل على افلاسنا الثقافي والاخلاقي والسياسي، واصرارنا على انكار واقعنا الراهن واستبداله بخيال افتراضي، ولكن الحقيقة ان من ينتظر العربات ان تسحب الخيول لن يكون قادرا على التخطيط السليم والقيادة الصحيحة، ولن يجني سوى خيبة الامل والعار لنفسه والافضل له اعتزال اي موقع اداري او حزبي او قيادي، فكثرة الاسقاطات والهجمات الغير ادبية والغير الاخلاقية التي يقوم بها البعض لن يغير اي شيء في الواقع، وصخب الطبول لن تؤذي الا اذان قارعها. ختاما اخي العزيز والله اصبحنا مهزلة ومصخرة في الداخل والخارج. علينا ان نلعن الكراسي والمناصب والامتيازات المادية والحصانات البرلمانية، الي خربت الضمائر والعقول ودمرت المبادىء والقيم والاخوة وشتت شعبنا. مع فائق محبتي
هنري سركيس

غير متصل تيري بطرس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1326
  • الجنس: ذكر
  • الضربة التي لا تقتلك تقويك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: الاسقاط السياسي
« رد #2 في: 12:59 09/05/2018 »

الاخ العزيز هنري سركيس المحترم
تنقلب المصطلحات والمسيميات لدينا، فالبعض يعتبر نفسه فوق النقد وفوق النصح، ويريد منا ان نصدق وان نبصم على كل ما ‏يقوله، رغم ان الواقع يكذبه. وهذا البعض يعتبر اي نقد او اظهار الحقائق او طرح الاراء المخالفة نوع من الاسقاط بالنسبة له، فهو ‏يعتبر او البعض يعتبرونه فوق النقد. وان كلامه لا يأتيه الباطل من خلفه ولا من امامه. ولكن الامم والشعوب والاحزاب ‏والمؤسسات لم تتقدم ولم تتطور الا بفعل النقد وكشف الاخطاء والخلفيات الحقيقة لاي قرار او موقف. اعتقد ان هناك بون شاسع ‏بين النقد والاسقاط السياسي. ونحن هنا وحسب ما نمتلكه من المعلومات نقوم بنقد الممارسات والاخطاء لكي لا نقع فيها مرة اخرى. ‏ولكن البعض قد غرق فيها ولا يريد الخروج ويصر على انه الاول والاخير. تحياتي وشكرا لمروركم

ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܤ