المحرر موضوع: قراءة في تكوين الدولة العراقية الحلقة الاولى  (زيارة 785 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Khoshaba Kalo Jaba

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 3
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
قراءة في تكوين الدولة العراقية الحديثة
كثيرا ما نتطرق الى الاشياء بشكلها السطحي ولا ندخل نتعمق او ندقق في جوهر الشيء الموضوع بذاته اساسه تكوينه او النواة التي ينشأ منه لا ننظر الى الزمان والمكان المحددين لوقوع الحدث ولا الى البعد الموضوعي والتأريخي لذات الشيء وانني من هذا الجانب اتطرق الى خصوصيتنا كمكون قومي وديني وبشكلها التأريخي الكرونولوجي من حيث نحن نختلف عن بقية المكونات العراقية. كان العراق جزء من الامبراطورية العثمانية يعتمد بالدرجة الاساسية على الزراعة والرعي ف 95% من الشعب العراقي يعتمدون على الزراعة (فلاحين) واثناء الحرب العالمية الاولى دخل الاستعمار البريطاني من جنوب العراق وسيطرة عليها وحسب اتفاقية السرية المنعقدة بين وزير الخارجية البريطاني والفرنسي سايكس بيكو عام 1916 ميلادية كانت قد وضعت العراق وفلسطين تحت الانتداب البريطاني سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي واثناء السيطرة عليهما لم تحل مشكلة هذه البلدان بشكلها الصحيح فالاستعمار البريطاني استخدم سياسة فرق تسد ولم يعطي لكل مكون حقه انحاز الى جانب واحد مكون واحد من المكونات العراقية وبالتالي ادى هذا الى هضم جقوق بقية المكونات والدليل على ذلك مذبجة سميل للمكون الاشوري في العهد الملكي والتي راح ضحيتها اكثر من اربعة ألاف انسان برئ ومن كلا الجنسين ولم تعترف الحكومات العراقية المتعاقبة على الحكم كونها جريمة تندى لها الجبين من الابادة الجماعية والى الان وهي ثاني مذبحة وجريمة بحق هذا المكون وخلال عقدين من الزمن بعد مذابح سيفو خلال الحرب العالمية الاولى مما ادى بهذا المكون الى احباط معنوياته كتركيبة اجتماعية وقومية متكاملة ادى الى تكوين شرخ لهذا المكون والعمل بأسم الطوائف المسيحية وهذا ما ادى بالتالي الى بروز هذه الطوائف وبعدها اتخاذ اسم الطائفة بديلا عن القومية واستخداماتها محليا ودوليا. جائت ثورة الرابع عشر من تموز بالفوضى ولم تدرس جوهر طبقات ومكونات المجتمع العراقي وعلاقاته الاجتماعية والظروف المحيطة به والظروف الخارجية لوجود قطبين في حينها اشتراكي ورأسمالي وسياسة الحرب الباردة القائمة بين هذين القطبين حين الانتهاء من الحرب العالمية الثانية مباشرة والتي كانت حاضرة وبقوة وسائدة سياسة الاستقطاب لكلا الطرفين والصراع من اجله على اشده ولمن تكون الغلبة وفي هذه الفترة كانت قد نشأت حركة عدم الانحياز من بين رؤسائها تيتو الرئيس اليوغسلافي وجمال عبد الناصر المصري وكذلك نشوء حركات التحرر الوطي والقومي وفرضت نفسها على الساحة وبقوة ولكن ليس بمفهوم الاعتماد على المواطنة والتركيبات الاجتماعية لتلك الدول ولا للدولة العراقية الحديثة التكوين ولم تأخذ بنظر الاعتبار في مسارها ونهجها حق المساوات في الحقوق والواجبات ولم يكن قد وضع الدستور الدائم للبلد انما كان مؤقتا فجائت بانقلابات عسكرية دموية ومتكررة وكل من يحكم تبدأ الولائات والاملائات وتعضيم الفرد مما ادى بالتالي الى اعطاء الصلاحيات لشخص الرئيس والانفراد بالسلطة وبالتالي الى قيام الدكتاتورية الفردية القمعية وبعيدا عن مطاليب الشعب الاساسية اليومية وعن حل مشاكل المكونات مما ادى بالتالي بالحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة الملا مصطفى البرزاني للقيام بالثورة الكردية مطالبا بحقوقه القومية وهي حق مشروع وذلك من خلال حق تقرير المصير لكل امة وبعد ان رجعت الحكومة العراقية الجنسية العراقية له والذي كان منفيا الى الاتحاد السوفيتي ويجب التأكيد هنا بان الحكومة الملكية العراقية كانت قد سحبت الجنسية العراقية من مار شمعون عام 1933 ميلادية والذي نفي في البداية الى قبرص ثم الى اميركا وكذلك مالك ياقو الذي طالب بالحقوق الادارية والمشروعة لشعبه بينما اتهموا بالتمرد وبالانفصال عن العراق وقيام الجيش العراقي بقمعهم وبشدة بحجة التأديب والذين اضطروا اي مالك ياقو مع الموالين له الى اللجوء الى سوريا حينها والتي كانت هي تحت الانتداب الفرنسي وبالاتفاق السري مع بريطانيا.
خلال ثورة الرابع عشر من تموز كان للحزب الشيوعي العراقي دورا كبيرا وبالتحديد الشارع العراقي وكان الكثير من المكون الاشوري الكلداني ميال لليسار لهذا واثناء تلك الفترة اصبح كثيرا منهم صديقا او مؤازر للحزب والمؤامرات تحاك ضد السلطة من داخل العراق البلدان العربية والمحيطة وكذلك من مراكز القوى العالمية فجاء انقلاب 8 شباط عام 1963 اتهم الكثير من ابناء المكون الاشوري الكلداني بانتمائهم للحزب الشيوعي واعدموا الكثير منهم بينما هم ابرياء من هذا الشئ وفي هذه الفترة التحق الكثير منهم بالثورة الكردية اذ ليس لديهم خيار اخر لانقاذ حياتهم الا اللجوء الى هذه الثورة ولم يكن لهذا المكون في حينها احزاب سياسية يمثلهم ولكي ينتموا اليهم لذلك هؤلاء الملتحقين منهم من اصبحوا قياديين في هذه الحركة مثال على ذلك فرنسو الحريري: هرمز مالك جكو والقائد الشيوعي توما توماس والبطلة ماركريت جورج والتي استشهدت بطريقة غامضة وكذلك اول شهيد كردستاني الشهيد اثنئيل من قرية دوري برواري بالا اثناء الهجوم على قلعة عمادية وفي بداية الحركة واخرين لم نذكر اسمائهم وهؤلاء جميعا لهم دورهم الخاص باعطاء الصفة الوطنية والخاصة للثورة الكردية اعتبارها في البداية حركة قومية تحررية وتقدمية الا ان مسارها تغير مع مرور الزمن وبالتالي التوجه والانفراد من الوجه الحقيقي للثورة لمكون كردي فقط والاتجاه بتكريد بقية المكونات في شمال العراق والسير بهذا النهج. يتبع