المحرر موضوع: في مفهوم السعادة وسبل تحقيقها  (زيارة 1269 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Edison Haidow

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 651
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

بقلم : الاستاذ يوآرش هيدو

لقد سعى الانسان منذ أقدم العصور وما زال الى يومنا هذا يسعى من أجل ألحصول على السعادة . وقد إختلف ألناس في تعريف ألسعادة وسبل تحقيقها. ومع أن الانسان يتوق بشدة الى ألسعادة التي يصفها الفيلسوف اليوناني أرسطوطاليس بـ (الخير الاسمى) ، فانه غالباً ما يختار سبلاً لا يمكن أن تقوده الى ذلك الهدف. وكثيراً ما يكون الانسان عدو نفسه وسبباً في شقائه بل وفي دماره أحياناً.
ولما كانت السعادة حلم ألانسان في كل ألعصور وفي كل مكان ، فقد كتب عنها فلاسفة ومفكرون وعلماء وكتاب وشعراء وفنانون وغيرهم . ولكن هل إستطاع أولئك أن يرسموا للبشر طريقاً يؤدي الى السعادة؟
لاشك أن مفهوم ألسعادة يختلف من شخص إلى آخر طبقاً لشخصية الفرد ومزاجه وتكوينه النفسي وطريقة تفكيره وهذه حقيقة لا يمكن لاحد أن ينكرها. وقبل ألمضي بعيداً في حديثنا عن ألسعادة وسبل تحقيقها ، لابد أن نتطرق إلى مفهوم "الشخصية" .

هناك العديد من ألتعاريف للشخصية وهذا ألتعدد يعزى إلى عمق وثراء وتعقد هذا المفهوم . ويتفق معظم علماء النفس على أن ألشخصية هي : "مجموع الخصائص النفسية والعقلية والعاطفية وألجسمية ألتي تشكل الفرد. وخصوصاً كما يراه ألآخرون" . وألشخصية نتاج ألتفاعل المتواصل بين العوامل ألوراثية وألعوامل ألبيئية عبر مراحل حياة الفرد من المهد الى اللحد.
ولما كان لكل فرد شخصيته ألمتميزة عن غيرها طبقاً للمكونات أو ألعوامل التي تصوغ شخصيته ، كالخُلقُ والمزاج وألذكاء والتكوين ألجسماني وألمظهر الخارجي وما إلى ذلك ، فان نظرة ألافراد إلى "السعادة" وألعوامل التي ترتبط بها والطريق الى الحياة السعيدة تختلف من شخص إلى آخر . ونادراً ما نجد شخصين إثنين يتشابهان تماماً في نظرتهما الى ما يسعدهما.
فهناك من يعتقد أن سعادته تتحقق حينما يتزوج وينجب أولاداً ويكوِّن أسرة . وآخر يرى سعادته في أن يمتلك بيتاً وسيارة . وثالث يسعى لتحقيق سعادته من خلال الحصول على منصب عالٍ . والبعض يرى أن ألسعادة تكمن في الثروة أو المال . وآخرون يجدون سعادتهم في إشاعة ألسعادة في قلوب ألآخرين وهكذا دواليك . فالسعادة إذن مسألة فردية وما يسعد شخصاً قد لا يسعد شخصاً غيره .

وقد يستطيع كثير من ألناس أن يحقق هدفه ويحصل على ما يشتهيه ولكن هل ألحصول على ألمال ألوفير أو تولي منصب رفيع أو إمتلاك قصر منيف وسيارة فارهة وغير ذلك من ألامور التي يتمناها ألمرء ، تحقق له ألفرح ألدائم ؟ لاشك أن تحقيق هذه الاهداف قد يجلب لنا ألفرح وألبهجة ولكن الشعور بالسعادة قد لا يدوم طويلاً لاسباب عديدة. وبعض هذه الاسباب يكمن في ألانسان ذاته . وبهذا ألصدد يقول (أرسطو) "إن شخصية ألانسان وسلوكه هما أللذان يقرران سعادته أو تعاسته" .
فالشخص الذي يتميز بالذكاء والقوة البدنية وألوسامة وحدة الحواس ، يتمتع بثقة عالية بالنفس ويكون قادراً على إنشاء علاقات إجتماعية واسعة مع الآخرين ولا يتردد في التعامل ألمباشر وألعفوي معهم ويُقبل على الحياة مستمتعاً بمباهجها . بينما نجد ألشخص الذي يتصف بضعف البنية أو يعاني من عيوب خَلقية ، فانه يعاني من عقدة ألشعور بالنقص أو إنعدام ألثقة بالنفس أو من فتور في علاقاته مع الآخرين ويميل الى ألانطواء وتجنب ألاختلاط بالناس . ومثل هذا الشخص لا يكون سعيداً بالطبع .
قد نجد شخصاً ، رجل أعمال ناجحاً مثلاً ، إستطاع أن يجمع ثروة أو مالاً وفيراً ظن أنه بذلك سيكون سعيداً ، لكنه لضعف ما في شخصيته أدمن على تناول ألكحول بافراط وبذلك دمر صحته وأساء الى أسرته فحلَّ الشقاء محل ألسعادة.
إن ألسعادة ألمستديمة لها شروط أو عوامل متنوعة فضلاً عن تحقيق بعض ألاهداف أو ألحصول على ما تشتهيه ألنفس وبدون تلك ألعوامل لا يمكن أن تكتمل ألسعادة وتدوم . وفي مقدمة هذه العوامل الصحة الجيدة. فلو إمتلك أنسان كنوز ألعالم وكان منحرف ألصحة يعاني من أسقام مختلفة ، لا يمكن أن يكون سعيداً. فالصحة تاج يتلألأ على رؤوس ألأصحاء تتلاشى إزاءَه كل كنوز ألسقماء .
وبعد الصحة الجيدة تأتي ألقناعة. يقول ألمثل السائر : "ألقناعة كنز لا يفنى" وأعتقد أن ألمثل واضح ولا يحتاج إلى شرح . لاشك أن المال ضروري للإنسان وبدونه لا يستطيع أن يحيا حياة كريمة ولكن يجب على المرء أن يتجنب الجشع ويتحلى بالقناعة ، أي القناعة بما يملك من ألمال ألكافي لسد الحاجات ألاساسية وإذا ما إمتلك ما زاد عن حاجته فليستخدمه بحكمة . وقد قال أحد ألحكماء: "السعادة لا تكمن في الثروة ، بل في طريقة إستخدامك لها."
ومن ألامور الأخرى التي تجلب لنا السعادة تنمية ألمحبة لمن حولنا . فاذا إستطعنا أن نشعر الناس باننا نحبهم ، فسيبادلوننا ألمحبة . ومن منا لا يتمنى أن يحظى بمحبة الآخرين ؟ وعندما نشعر باننا محبوبون ، ألا يكون ذلك مبعث سعادة لنا؟ وهل يمكننا أن نرجو ألسعادة لانفسنا دون أن نفكر في إسعاد من نحب ؟
وفضلاً عن ألصحة الجيدة وألتحلي بالقناعة ومحبة ألآخرين ، علينا أن نتحلى بالمرونة وأن ندرك أن الحياة ليست دوماً مفروشة بالزهور وأننا قد نرتكب أخطاءً ونفشل في بعض مساعينا وهذا شئ طبيعي وجزء لا يتجزأ من ألحياة . لكن ألمهم في ألامر هو ألا نصاب بالاحباط ونبالغ في لوم أنفسنا ونستسلم لليأس إذ ليس هناك إنسان تخلو حياته من ألمشاكل. فقد قيل لكل إنسان هفوة ولكل فرس كبوة . فالمرونة والقدرة على ألتكيف وإختيار رد الفعل ألصحيح سيساعد على تجاوز ألاحباط وألوقوف على ألقدمين ومواصلة ألمسير من جديد.

والآن سنتحدث عن ألاشياء التي يجب أن نتجنبها بل يجب أن نحاربها بلا هوادة كما لو كانت عدواً لدوداً يسعى لتدميرنا وتسميم حياتنا وسلبنا سعادتنا ويأتي في مقدمة تلك الاشياء (الحسد) . فالحسد شر من أخطر ألشرور ، إنه آفة بل ورم خبيث لابدَّ من أستئصاله. ترى ما هو ألحسد ؟ الحسد حسب بعض القواميس هو" "تمني زوال نعمة ألشخص ألمحسود وطمع ألحاسد بتلك ألنعمة وإشتهاؤها لنفسه".

لقد أشار (الكتاب ألمقدس) في مواضع عديدة إلى (ألحسد) كصفة ذميمة ذات عواقب وخيمة ونصح بالابتعاد عنها . (غلاطية: 26:5).
ألحسد صفة عدائية إذا تأصلت في إنسان سلبته راحة ألبال وألرضا والقناعة وقد يلجأ بعض ألحساد إلى إرتكاب أعمال العنف ضد من يتفوق عليهم في أي مجال من مجالات الحياة. وقد لازم هذا ألعدو الرهيب ألانسان منذ أقدم العصور. فقد قتل (قايين) أخاه (هابيل) بدافع ألحسد، (تكوين 4: 8-9)، وبدافع الحسد أيضاً ضايق ألفلستينيون إسحاق وأرغموه للانتقال من مكان إلى أخر . (تكوين 26: 13-19). وأثار حلم يوسف بن يعقوب من زوجته راحيل حسد إخوته فنقموا عليه ودبروا مكيدة لقتله. (تكوين 37: 5-28).
كما أن ألملك (شاؤول) سعى مراراً إلى قتل (داود بن يسى) بعد إنتصاره على (جوليات الجبار) . فالاكرام ألذي ناله داود إثر البطولة والشجاعة اللتين أبداهما ، أثار حسد شاؤول ألذي صار عدواً لداود وقرر ألتخلص منه . ولحسن حظ داود باءت جميع محاولاته بالفشل. أنظر (1 صموئيل 18: 20-27) ، (1 صموئيل 19: 10-17) و (1 صموئيل 19: 18-24) .

وفي روما القديمة أثار نجاح (يوليوس قيصر) ألقائد الروماني رجل ألدولة العظيم حسد (كاسيوس لونجينس) فدبر مؤامرة لاغتياله إشترك فيها (ماركوس بروتس) صديق قيصر ألحميم ، مع مجموعة من ألمناوئين الاشرار ، فطعن بالخناجر حتى الموت بمبنى مجلس الشيوخ في الخامس عشر من مارس (44 ق. م.)، وكلنا يتذكر قول قيصر الشهير حين تلقى طعنة صديقه الخائن : "حتى أنت يا بروتس!!"

ومن المؤسف ، في هذه الايام ، أن نرى بعض الأشخاص ألذين تأصل هذا المرض في نفوسهم ، يلجأُون الى أساليب ملتوية لالحاق ألاذى بـأشخاص آخرين لا ذنب لهم سوى إنهم تبوأوا منصباً رفيعاً ، مثلاً ، أو نجحوا في مجال عملهم أو إختصاصهم ، فيلفقون ألأكاذيب ضدهم بدافع الحسد ويلصقون بهم ألتهم ألباطلة وينشرون ألشائعات لتشويه سمعتهم. لكن هؤلاء ألحاسدين لن يجنوا شيئاً من هذه الأساليب الرخيصة إذ سرعان ما تنكشف حقيقتهم ويخيب مسعاهم. ويا لبؤسهم .

فليقنع كل أمرئ بما عنده ولا يطمع أو يشتهي ما عند ألآخرين ولكن القناعة التي أقصدها لا تعني الزهد والتقشف وإنكار الطموح ألذي هو شئ طبيعى عند الانسان ومن حق كل واحد منا أن يطمح لتحقيق شئ ما في الحياة ضمن حدود قدراته ألطبيعية ومواهبه شرط أن لايلحق سعيه لتحقيق طموحه أي ضرر بالآخرين. وبهذا الصدد يقول الروائي الانكليزي (جوزيف كونراد): "كل أنواع ألطموح مشروعة ، خلا تلك التي توصل الى الأهداف المنشودة على بؤس الانسانية وشقائها". وعلينا أن نميز بين (ألطموح) المشروع وبين (ألطمع) أي ألجشع أي الرغبة الشديدة في ألتملك وخصوصاً إشتهاء ما هو ملك لشخص آخر وألطمع يقترن بالحسد . وقد قيل: ألطمع ضرَّ وما نفعَ.

قال لي صديق ذات مرة بعد أن قرأ مقالة لي نشرت في إحدى ألمجلات ، قال "إنني أحسدك على موهبتك في الكتابة". إبتسمت وقلت: "تعني أنك تُغبطني"! قال والاستغراب بادٍ على وجهه، : "لم أفهم!" فأوضحت له ألفرق بين ألتعبيرين: فنحن قد نغبط فلاناً على شئ
يملكه أو يتميز به أي نتمنى مثل حاله أو ماله أو موهبة من مواهبه ، ولكن لا يصح أن نحسده لأن ألحسد قد يثير عندنا ألحنق أو ألغيض وهذا سينغص علينا حياتنا ولا نجني في نهاية ألمطاف سوى البؤس والتعاسة .

ألحسد وألسعادة لا يلتقيان أبداً . ألحسد سم يشل قدرتنا على التمتع بمباهج ألحياة . وللتخلص من ألحسد علينا أن نقلل من أهتمامنا بالامور ألمادية وحب المال وألرغبة الشديدة في ألتملك وحب الظهور وألتنافس مع ألآخرين أو محاولة تقليدهم في الحصول على الآشياء . إن التهافت على هذه ألامور قد يفقدنا الشعور بالرضا وألسلام وألطمأنينة.
هذا من جهة ومن جهة أخرى علينا أن ننمي في أنفسنا محبة الآخرين كما أشرنا إلى ذلك قبلاً ، وعندما نحبهم لن نتضايق من نجاحهم ولن نحسدهم على شئ بل نفرح لنجاحهم. ونحزن معهم حين يفشلون لآن "ألمحبة طويلة الآناة ولطيفة . ألمحبة لا تحسد" 1)كورنثوس 4:13) . كما أن ألتحلي بالتواضع يمنحنا ألمناعة ضد ألحسد ونكتسب حب وإحترام الناس وننعم بسلام وهدوء لا يمكن لاحد أن يعكر صفوهما . ونقيض ألتواضع ، ألكبرياء وهي صفة ذميمة . وقد قيل: " ما تكبر أحد إلا لنقص في نفسه ولا تطاول إلا لسوء في خلقه" . وألمتكبر لا يقدر مهارات الآخرين وإنجازاتهم ومواهبهم ، ويستاءُ من نجاحهم فهو أنانيُّ معجب بنفسه لا يفكر إلا بمصالحه دون أي أعتبار للآخرين . لذا قيل : " لا صديق لمتكبر ولا صاحب لآنانيّ ولا راحة لحسود".

عزيزي ألقارئ: أختم مقالتي ألمتواضعة هذه بأقوال في ألسعادة ترجمتها من ألانكليزية آملاً أن تروق لك .

> الحياة ألسعيدة ينبغي أن تكون ، إلى أبعد مدى ، حياة وادعة هادئة ، ذلك لأنه في ألجو ألهادئ وحده يمكن للسرور ألحقيقي أن يحيا. (برتراند رسل)
> من يفكر في سعادة ألآخرين يمكنه أن يرجو ألسعادة لنفسه. (مجهول)
> إذا أردت أن تكون سعيداً ، إحمل معك مزودين في رحلتك واحداً للعطاء وألثاني للأخذ. (غوته)
> كن قنوعاً ، ففي القناعة وحدها تكمن ألسعادة ألحقيقية. (لويس كومبرسن)
> إن أعذب أنواع ألسعادة هي تلك ألسعادة التي نتقاسمها مع الآخرين . (مجهول)
> لا سعادة بدون ألحرية ، ولا حرية بدون ألشجاعة . (بيريكليس)
> ألسعادة تشبه ألفراشة ألتي تفشل في ألامساك بها عندما تطاردها ، لكنها قد تأتي وتحط على كتفك وأنت جالس في أسترخاء . (ناثانييل هوثورن)
> ألسعادة ليست محطة تقصد ألوصول إليها ، بل الشعور الذي يلازمك في رحلتك . (ماركريت لي رنبك)
> إن سر ألسعادة في ألعمل يكمن في كلمة واحدة – ألاتقان. ولكي نعرف كيف نتقن عملاً ما ، علينا أن نحبه ونستمتع به . (بيرل بك)
> ألبشر يحملون في داخلهم بذور كل سعادة وكل شقاء . (سوفوكليس)
> ألسعادة في أحوال كثيرة هي ألشئ الوحيد ألذي نستطيع أن نمنحه للآخرين دون أن نكون مالكيها في ألحقيقة . وحين نمنحها نحرزها في ألحال. (فولتير)
> إن ذكريات ألحب ألسعيدة تجلب ألسعادة إلى قلوبنا . (مجهول)
> عندما نقر بأننا جميعاً يجب أن نسعى لضمان سعادة الآخرين ، نكون قد تغلبنا على أعظم عقبة في الحياة . (جوزيف بونابارت )
> ألسعادة ليست نباتاً برياً ينمو من تلقاء نفسه ، كالنبتة ألضارة في ألبستان ، بل هي فاكهة لذيدة أنضجتها عناية مستمرة . (نيكولاس ريستف)
> لا سعادة تأتي بدون قليل من ألشوائب . (مثل فرنسي)
> في حياة كل واحد منا هناك أشياء عديدة يمكنها أن تجعلنا سعداء. (آرثر روبنستاين)
> أنا أعتبر قوة ألشخصية في ألانسان ، تصميمه على أن ينطلق بحثاً عن ألسعادة . (ستاندل)
> سعيد هو ألانسان ألذي يأوي إلى فراشه وهو واثق أنه قد أنجز كل ما كان بمقدوره أن ينجزه. (باكفاد – جيتا)
> عندما تستيقظ صباحاً ، تذكر كم هو رائع أن تحيا وتتنسم وتكون سعيداً . (ماركوس أورليوس)
> عندما يتملكنا الحسد ، تنصرف ألسعادة عنا إلى غير رجعة . (مجهول)
> ألسعادة ألحقيقية هي حالة من ألمسرة تتخلل أرواحنا. (جوزيف جوبيه)
> عندما ينغلق (في وجهنا) باب من أبواب ألسعادة ، ينفتح لنا باب آخر ، لكننا كثيراً ما نطيل ألنظر إلى الباب ألمغلق إلى حد يعمينا عن رؤية الباب الذي أنفتح. (هيلين كيلر)
> ألسعادة تختلف عن ألمتعة : ألسعادة تتطلب الكفاح وألثبات وألجلد وألعمل البارع . (جورج شيهان )
> الدستور يمنحك ألحق في إلتماس ألسعادة ، لكن ألحصول عليها يقع على عاتقك . (بنجامين فرانكلين)
> ألسعادة ليست فضيلة ولا متعة ولا أي شئ من هذا القبيل ، لكنها ببساطة ، ألنمو. نحن سعداء حينما ننمو . (وليم بتلر ييتس)
> إن لم تجد ألسعادة في طوية نفسك ، فمن ألعبث أن تبحث عنها في مكان آخر . (حكيم صيني)
> ألسعادة تكمن في صحتنا جسماً وروحاً وفي مشاعرنا ألايجابية إزاء إخوتنا من بني ألبشر وفي قناعتنا. (أحدهم)
> ألسعادة تكمن في تقديم ألعون إلى ألمحتاجين بصدر منشرح مفعم بالمحبة . (مجهول)

غير متصل bet nahrenaya

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 500
    • مشاهدة الملف الشخصي
رابي اديسون هيدو،

التحدث عن السعادة بلاشك موضوع شيق، وما نقلته لنا عن الاستاذ يوارش هيدو في هذا المقال القصير بالتأكيد لايغطيه كلية، ولكن ماقدمه لنا من خلاصة أفكاره أعتبره رائعا حقا.

أحب أن أشارك جانبا معينا من جوانب تجربتي الشخصيه حول السعادة وكيف أشعر بها وفي نقطة محددة.

أكثر ما يجلب الاحساس بالسعادة عندي  هو عندما أرى أو أعثر على الحقيقة، أيّةُ حقيقة كانت، لايهم مهما كانت صغيرة أو كبيرة، المهم هو أن أكون على يقين تام لايقبل الشك إطلاقا بأني عاينت الحقيقة الأصلية بحقيقتها كما هي، وبمساعدة طبعا حواسي الفيزيائية وبقليل من التحليل الذهني أحيانا إن تطلب ذلك، والمثير في تجربتي الشخصية حول العلاقة بين السعادة والحقيقة هو أن السعادة تتضاعف عندي عندما أرى أشخاصا يتحدثون أو يحاولون أن يتجادلون معي أو أمامي مع بعضهم عن موضوع أو حدث معين قد أصبح يقينا أو حقيقة عندي ولايقبل النقاش مطلقا، لايهمني إطلاقا حتى وإن كنت الوحيد في هذا العالم من رأى أو عاين تلك الحقيقة.

قد يحس القارئ من خلال كلماتي هذه بأن هذا قد يكون عبارة عن نوع من الغرور في شخصيتي، وفعلا قد أتهمت بذلك أحيانا ، ولكن هذا ليس صحيحا وإن بدا كذلك، ولكن قمة النشوى في السعادة تبلغ مداها عندما أقابل شخصا ما قد عثر أو شاركني في عثوره على نفس الحقيقه إن كان بجهوده الذاتيه أو بمساعدة مني.

لاأريد أن أطيل أكثراً حتى لايبدو النقاش بأني أتحدث عن نفسي ويكون مملا، ولكني حاولت فقط أن أتحدث عن نوع آخر من الطرق وان كان شخصيا، لبلوغ هذا الهدف الذي تتوقى اليه كل نفسٍ ألا وهو السعادة!

تقبل تحياتي