هل يساعد حزب الله اللبناني اطرافا عراقية على السطو على مقاعد الكوتا المسيحية العراقية؟
اسكندر بيقاشا
قد يبدو العنوان غريبا وغير متوقعا, لكن لما لا يكون حقيقيا وحزب الله اصبح لاعبا مهما في الصراع الاقليمي في الشرق الاوسط. لما لا يكون هذا معقولا وحزب الله اللبناني منوط به دور التواصل وتحريك الملفات في المنطقة العربية باعتباره عارفا لغتهم وملما بتراثهم والاهم من ذلك انه غير مسؤول عن تصرفاته لانه محمي من الدولة اللبنانية بخلاف الدول الحليفة التي من الممكن مقاضاتها ومحاسبتها.
من يلاحظ اعلام محور” المقاومة“ هذه الأيام يرى التناغم والتكامل بين هذه المؤسسات الموجودة في بلدان مختلفة خاصة في ملفي الانتخابات في العراق ولبنان. فعلى طول الفترة القريبة الماضية كانت قناة الميادين تجري لقاءات مطولة مع المرشحين المحسوبين على تيارات معروفة في العراق بموالاته لايران مثل هادي العامري ونوري المالكي ومرشحي تحالفاتهم .
في لبنان يبدو واضحا ان حزب الله يتحالف مع قسم من اللبنانيين المسيحيين وهو يعمل بمختلف الطرق على زيادة عدد نوابهم في البرلمان اللبناني القادم من خلال دعمهم السياسي والمعنوي. وما لاحظته في فترة الصمت الانتخابي اللبناني هو ان قناة الميادين عرضت كلمة مطولة لجبران باسيل يحاول فيه التأثير على الناخبين المسيحيين وانتقاد رئيس حزب الكتائب دعما لمناصري حزب الله لوحاولة التأثير حتى اللحظة الاخيرة.
في العراق الصراع محتدم ومتقارب بين ثلاثة اشخاص في تولي منصب رئيس الوزراء المقبل: حيدر العبادي وكتلته النصر وهادي العامري بكتلته الفتح ونوري المالكي من خلال كتلة دولة القانون, لذا فان الاصوات تحسب بدقة وصوت واحد قد يحدث فارقا.
للمسيحيين كوتا بخمسة مقاعد في البرلمان العراقي وهي مغرية ويسيل لها لعاب الكثير من الكتل. كتلة المالكي لها حليف او صنيع في الداخل المسيحي وهو ريان الكلداني الذي نزل الى الانتخابات من خلال قائمة بابليون لكنه ليس له اية شعبية في الوسط المسيحي العراقي لكن مع ذلك يمكن ان يكون حصان طروادة يمكنه قلب كل التوقعات داخل الكوتا المسيحية.
حزب الله له حلفاؤه ومناصروه المسيحيين ومنهم الصحفية غدي فرنسيس التي تدافع عن حسن نصر الله ومحور المقاومة جاءت الى العراق في تهاية شهر شباط اي بداية الحملة الانتخابية وبدأت بالتسويق الاعلامي لريان الكلداني وقائمته بابليون من خلال لقاءات ثقافية واعلامية:
https://www.youtube.com/watch?v=I-38THQZLwYومسيرات الى مدينة اور التاريخية واهوار الجبايش حيث منه اعلنت هي وليس شخص آخر اطلاق الحملة الانتخابية لقائمة بابليون!!
https://www.youtube.com/watch?v=jt87Q3sAWnkاذن هي غدي من يقود الحملة الانتخابية لقائمة بابليون وهي وتحاول بجمالها وذكاءها ان تجعل العراقيين يصوتون لقائمة بابليون البعيدة كل البعد عن هموم المسيحيين. لماذا تأتي من لبنان وتترك عائلتها لتقود حملة ريان؟ انا واثق من انها ليست من اجل عيونه بل من اجل الاجندة المشتركة التي يسيرون خلفها. علما انها لم تلتق ,حسب علمي, مع القوائم المسيحية الاخرى لتعرف أرائهم ومواقفهم والظروف التي يعيشونها لكل تدعي انها تساعد ريان لانها مسيحية مثله.
وفي سؤال من شخص يبدو عراقيا عما اذا كان ممكن للعراقي ان يتدخل في الانتخابات اللبنانية الم يقم الاعلام اللبناني القيامة ختمت جوابها القصير ب ”روح وللي“:
https://www.youtube.com/watch?v=unZq5DpVJyYهنا يظهر ديمقراطية غدي فرنسي ومرسليها واحترامها للعراقيين. انه سؤال مشروع وطبيعي لكن يبدو ان الوطن مباع وترابه مستباح.
وفي معرض مبررات تشجيعها لقائمة بابليون تقول ما يلي:
ان حركة بابليون حركة وطنية وهي عابرة للطوائف.
هل لي ان أسأل السيدة ام علي( احد اولادها اسمه علي) لماذا نزلت الحركة ضمن الكوتا المسيحية وليست كقائمة عراقية مادامت وطنية وغير مهتمة بقضايا المسيحيين خصوصا؟ هناك كان بأمكانها ان تكسب اصوات اكثر بكثير من المقاعد الخمسة التي هي اقصى ما يمكن الحصول عليه. هذه المقاعد ياست غدي هي للمسحيين كي يوصلوا صوتهم ومطالبهم للبرمان كي تؤخذ بالاعتبار عند تشريع القوانين,
https://www.youtube.com/watch?v=unZq5DpVJyYحركة بابليون هدفها الرئيسي حسب ريان وغدي والذي يقودون حملتهم في الجنوب على اساسها, هو تشجيع السياحة في الجنوب ويعلنون بانها ستوفر مئات الآلاف من فرص العمل لاهالي المنطقة. وهذا يعني ببساطة انهم يحاولون كسب اصوات شيعة الجنوب للاستحواذ على مقاعد الكوتا المسيحية.
ان اخطر ما تقوله وبوعي ومعرفة في اجتماع مدينة القرنة“ نحن نتنافس مع مسعود البارزاني على هذه المقاعد(الخمسة)“ وهو تعبير خطير يهدف الى التمويه وتزييف الحقائق تمهيدا للانقضاض على المقاعد الخمسة.
https://www.youtube.com/watch?v=KRu2a-W6MHIغدي فرنسيس تقود حملة قوية ومضنية من اجل قائمة بابليون حتى انها بدت مريضة وتتحدث بيأس وارهاق ومرض لكنها مستمرة في العمل. منهاجها الانتخابي طويل ومعظمه في الجنوب حيث ليس هنالك مسيحيين عدا البصرة ولا تزور مناطق المسيحيين في شمال العراق لتعمل دعاية لقائمة بابليون.
https://www.youtube.com/watch?v=XeRNhiPX6kMوفي النهاية هذه المقطع الذي يشير بوضوح ان حملة ريان وغدي فرنسيس ليس لها اية علاقة بالمسيحيين بل هي اجندة سياسية طائفية تستغل الكوتا المسيحية لغاياتها.
https://www.youtube.com/watch?time_continue=118&v=j3sQo7IpWUYعلما ان المقابلة عرضت على قناة آفاق التي يملكها نوري المالكي بعينه.