المحرر موضوع: نبذة تأريخية عن الكورد والآشوريين والعلاقة بينهم (65) – الآشوريون مقاومة أسلاف الكورد السوباريين للغزو الأجنبي  (زيارة 5934 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مهدي كاكه يي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 216
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نبذة تأريخية عن الكورد والآشوريين والعلاقة بينهم (65) – الآشوريون

مقاومة أسلاف الكورد السوباريين للغزو الأجنبي

د. مهدي كاكه يي

ذكرنا في الحلقة السابقة بأنّ الأمّوريين والبابليين قاموا بِغزو بلاد سوبارتو. يجب أن نقوم بالتمييز بين الأمّوريين الساميين الذي قاموا بِغزو بلاد سوبارتو وبين البابليين الذين كانوا من أصول زاگروسية (گوتيين، ميديين، كاشيين)، هاجروا الى جنوب ميزوپوتاميا قبل آلاف السنين من هجرة الساميين الى المنطقة. بِقدوم بعض البابليين من جنوب ميزوپوتاميا الى شمالها (بلاد سوبارتو)، يكونون قد عادوا الى موطنهم الأصلي وبذلك لم يكونوا أقواماً غازية لِبلاد سوبارتو وهذا ما نقوم بِتوضيحه في أولى الفقرتَين من هذه الحلقة. لذلك في سياق حديثنا، نُطلِق كلمة (الغُزاة) على الآشورريين الأمّوريين، بينما الأقوام الزاگروسية، من ضمنها البابليون، كانوا السكّان الأصليين لِشمال ميزوپوتاميا ("بلاد سوبارتو" التي هي جنوب كوردستان الحالية). 

يذكر عالِم السومريات (صمويل كريمر) بأن العصر الذي سبق العهد السومري بدأ على هيئة حضارة قروية زراعية أدخلها "الإيرانيون" من الشرق (أسلاف الكورد الزاگروسيين) الى جنوب العراق الحالي1. هذا القول يؤكده المؤرخ الپروفيسور (سپايزر Speisere) في صفحة 99 من كتابه المعنون "شعوب ما بين النهرين"، حيث يقول بأن العناصر الگوتية (أسلاف الكورد) كانت موجودة في جنوب العراق قبل تأسيس سومر وأسسوا بلاد سومر فيما بعد وشكّلوا الحكومات فيهاa.

عاش المؤرخ (بيروسوس Berosus) في القرن الثالث قبل الميلاد وكان كلدانياً ورجل دين بابلي و مطّلعاً على الوثائق البابلية. يذكر هذا المؤرخ البابلي بأن الميديين كانوا يحكمون بابل منذ بداية الحُكم البابلي وأنّ مِن بين 86 ملِكاً بابلياً، كان 84 منهم من الميديين و 2 منهم فقط كانوا من الكلدانيين وهذا حصل قبل أكثر من 3000 سنة قبل الميلادb، c. يستطرد المؤرخ (بيروسوس) قائلاً بأن المجموعة الثانية من حُكّام بابل كان جميعهم من الميديين و تألّفت من 8 ملوك، حكموا بابل لمدة 224 سنة. هذا الكلام يُثبتُ بأن الميديين إنتقلوا من سلسلة جبال زاگروس الى جنوب ميزوپوتاميا وحكموا بابل قبل مجئ الساميين اليها بِآلاف السنين. كما أن (بيروسوس) قام بنقل المعلومات عن أصل البابليين الى اليونانيينd، حيث أنه كان يجيد اللغة اليونانية وهذا يؤكد على أن كتابات (بيروسوس) كانت مُعتمِدة على وثائق بابلية موثوقة. 

كما نرى فأن الپروفيسور (سپايزر) يطلق إسم (الگوتيين) على الشعب الذي عاش في بلاد بابل منذ أقدم العصور وحكموها، بينما المؤرخ الكلداني البابلي (بيروسوس) يطلق عليهم إسم (الميديين). هذا يؤكّد بأن الگوتيين والميديين كانوا شعباً واحداً ومن المرجح جداً أن الميديين كانوا إحدى القبائل الگوتية.
 
عند غزو الأمّوريين لِبلاد سوبارتو، قام السوباريون بِمقاومة الغزاة. بعد فقدان السوباريين لِحُكم سوبارتو (شمال ميزوپوتاميا) وسيطرة الأمّوريين على حُكمها وإنشائهم لِمملكة آشور، كان السوباريون يستغلّون فترات ضُعف الحكومات الآشورية الأمّورية ويشنّون الهجمات عليها في محاولةٍ منهم لِتحرير بلادهم من الغزاة الأجانب والقيام بِحُكم بلادهم بأنفسهم، إلا أنّ إنتفاضاتهم وثوراتهم كانت تُجابَه بِحملاتٍ عسكرية من قِبل المُحتلّين الأمّوريين. الحُكّام الأمّوريون كانوا مُحتلّين لِبلاد سوبارتو وفرضوا سلطتهم بالقوة على أسلاف الكورد الخوريين – الميتانيين.

في سجلاته، يتحدث الملِك الآشوري (أدد نيراري الأول) (1310 – 1281 قبل الميلاد) عن إنتصاراته على عساكر كاششو و گوتي و لولومي وسوبارو2. من هذا السجل يتبين أن الأقوام الزاگروسية كانت قد تجمعتْ لِمقاومة العاهل الآشوري بقيادة الگوتيين الذين ذكرتهم الألواح السومرية والأكدية قبل ألف سنة من هذا التأريخ ولعبوا دوراً هاماً أيضاً في العصر الآشوري منذ أن كان والد (أدد نيراري) المدعو (أريكدينيلو) حاكِماً على التلول والبلاد الجبلية لشعب (گوتي Qûtî).

يذكر الملك الآشوري (توكولتي نِينورتا الأول Tukulti-Ninurta I) (1233 – 1197 قبل الميلاد) أنّ السُوباريين تمرّدوا على أبيه الملِك (شلمانسر الأولI  Shalmaneser) ( 1273 – 1244 قبل الميلاد) في (خانيگالبات) وامتنعوا عن دفع الجِزية له3. واصلَ شلمانسر الأول إعتداءاته على بلاد (أوروئاتري) و (خانيگالبات) في شمال كوردستان. عند حديثه عن الگوتيين، يقول بأنّ "الگوتيين الذين يُعدّون كنجوم السماء وضليعون في القتال، إنفصلوا وتمرّدوا عليّ  وأقاموا معي عداوة" f ,eويُشير الى أنه إنتصر عليهم في المقاطعات الواقعة بين (أوروئاتري) و (كوتموخي) وسالت دماء الگوتيين على الجِبال كمياه الأنهار، حسب زعمه. حسب رأي المؤرخ (سپايزر) فأنّ هذا النص يُشير الى قوة الگوتيين وكثرة عددهم أيام الحكم الآشوري، إضافةً الى البلاد الواسعة التي كانوا يستوطنون فيها، بدءاً من سلاسل جبل (طور عابدين) حتى بحيرة (وان) في شمال وشمال غرب آشور. من الجدير بالذكر هو أنّ (خانيگالبات) تقع في غرب جزيرة بوتان وكان الآشوريون يطلقون هذا الإسم على مملكة ميتاني بعد إنكماشها، بينما كان الآراميون يُسمّونها (طور عابدين).

قام الملِك الآشوري (تيغلات پلاسر الأول Tiglathpilesser) (1114–1076 قبل الميلاد) (ويُسمّى أيضاً "توكولتي أپل إيشارا Tukulti-Apil-Ešarra") بِمحاصرة مدينة شهريس السوبارية ولقي من السوباريين مقاومة شرسة4.

خلال مرحلة آخر ملِك آشوري تابِع للإمبراطورية الميتانية وهو (آشور أوبلط الأول) (1366 – 1330 قبل الميلاد)، إجتاح الملِك الحثي شوبيلوليوما (1385 – 1345 قبل الميلاد) مع قواته من جهة ملاطية، الأراضي الميتانية وتمّ قتل الإمبراطور الميتاني (توشراثا) حمو الفرعون (أخناتون) في قصره بالعاصمة (واشوكاني) نتيجة مؤامرة دبّرها (أرتاداما الثاني) الموالي للحثيين. إستطاع (ماتيوازه) إبن (توشراثا) وبمساعدة  شوبيلوليوما من إستعادة العرش من (شوتتارنا) المُغتصِب للعرش، إلا أن هذه الحادثة ساعدت (آشور أوبلط) في السيطرة على مدينة آشور وإقتطاعها من المملكة الميتانية، دون ان يدخل في حربٍ مع الحثيين5. بعد أن تزوّج (آشور أوبلط الأول) إبنة الملك البابلي الكاشي (بورنابورياش)، عقد حلفاً مع مملكة بابل وإمتنع عن دفع الجزية لأسياده الميتانيين، كما كان يفعل أجداده. بعد ذلك تمكن (أدد نيراري الأول) (1307 – 1275 قبل الميلاد) من الإستيلاء على قسم من المقاطعات الميتانية في منطقة الجزيرة (خانيگالبات) وضمها الى دويلة آشور. قام الآشوريون بِقيادة شلمنصر الأول (1266 – 1243 قبل الميلاد) بإحتلال الأراضي الميتانية الواقعة في الجهة الشرقية من نهر الفرات. إستمر إبنه (توكولتي نينورتا) (1243 – 1221 قبل الميلاد) على نهج والده، حيث قام بالإستيلاء على البلاد التي كانت تحيط بالمملكة الآشورية. حافظت مملكة (خانيگالبات) الميتانية على إستقلالها الى أن إستطاع (أدد نيراري الثاني) (911 – 899 قبل الميلاد) أن يغزوها وبذلك إنتهى التأريخ السياسي الميتاني6.

المصادر
1. صمويل كريمر (1970). من ألواح سومر، ترجمة طه باقر، مكتبة المثنى، بغداد ومؤسسة الخانجي بالقاهرة، صفحة 356.

2. الدكتور جمال رشيد احمد. ظهور الكورد في التأريخ – دراسة شاملة عن خلفية الأمة الكوردية ومهدها. الجزء الثاني، الطبعة الثانية، 2005، صفحة 28.

3. جرنوت فلهلم: الحوريون تأريخهم وحضارتهم، ترجمة فاروق إسماعيل، دار جدل، حلب، الطبعة الأولى، عام 2000 م، صفحة 82.

4. أحمد تاج الدين. الأكراد تاريخ شعب وقضية وطن. الطبعة الأولى، الدار الثقافية للنشر، القاهرة، 2001، صفحة 20.

5. الدكتور جمال رشيد احمد. ظهور الكورد في التأريخ – دراسة شاملة عن خلفية الأمة الكوردية ومهدها. الجزء الثالث، صفحة 194.

6. المصدر السابق، صفحة 196.

a. Speisere, Ephraim A. (1930). Mesopotamian Origins. The basic population of the Near East. Philadelphia, USA.

b. Lewis, B., Cornewall, George (1982). An historical survey of the astronomy of the ancients. Parker & Bourn, London, page 403.

c. Niebuhr, Barthold George (1852). The Life and Letters of Barthold George Niebuhr Vol. 3; With Essays on His Character and Influence. Chapman and Hall, London, page 241.

d. Breasted, James Henry (1916). Ancient Times — A History of the Early World. Boston, The Athenæum Press.

e. Veider, E. F. AOBI n. 9. P. 113.

f. Speisere, E. A. Mesop. Orig. P. 111.   



غير متصل Adnan Adam 1966

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2883
  • شهادة الحجر لا يغيرها البشر ، منحوتة للملك سنحاريب
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اي والله اخويا مهدي
فان الآشورين قدموا من جبال زاغورست ، ويحتفلون برأس سنتهم مع الفرس وأقوام اخرى في اسيا الوسطة ،
الآشورين لديهم ثلاثة لغات لا يتفاهمون عليها ويحتاجون لمترجمين .
الآشورين هم الأغلبية في اشورستان ويريدون سرقة كوتت الكرد الذي لهم مساكين خمس مقاعد ،
الآشورين من يدمرون ويتلقون أثارات كردية في اشورستان .
علماء الأثارات الأجانب أغبياء لا يعرفون ان يميزوا