المحرر موضوع: محن وكوارث الشبك بالعراق  (زيارة 765 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كاظم حبيب

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1265
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
محن وكوارث الشبك بالعراق
« في: 10:50 10/05/2018 »
د. كاظم حبيب
محن وكوارث الشبك بالعراق
إلى بنات وأبناء شعبنا العراقي، إلى إخوتنا في الإنسانية، إلى المواطنات والمواطنين الشبك، أقدم لكم جميعاً خالص تعازي لمن سقط منكم شهيداً أو جرح وعوق لأسباب سياسية، أو دينية، أو مذهبية، أو عنصرية وشوفينية، على امتداد الفترات المنصرمة ولاسيما في أعقاب إسقاط الدكتاتورية البعثية والصدامية الغاشمة وقيام نظام سياسي طائفي مقيت ومحاصصة مذلة للإنسان العراقي، رجلاً كان أم امرأة، بإصرار من الإدارة الأمريكية وولاية الفقيه بإيران وشيوخ الدين والأحزاب الإسلامية السياسية الطائفية بالعراق، ومن ثم، وبشكل أبشع، بعد اجتياح الموصل وعموم محافظة نينوى حيث وقعتم ضحية سهلة في أيدي الدواعش الأوباش، بسبب السياسات الرجعية والمشوهة التي مارستها القوى الطائفية الحاكمة بالعراق، والتي سمحت لولوج هذه الجماعات الإسلامية السياسية المتطرفة والمتوحشة من ثغرة النظام السياسي المركزية، من الطائفية في الفكر والممارسة اليومية، إلى العراق. أنتم، كغيركم من أبناء وبنات محافظة نينوى والمحافظات الغربية والحويجة وديالى عانيتم الأمرين تحت الاحتلال الداعشي وسطوته، أو أجبرتم على النزوح إلى مناطق أخرى، وعانيتم بقسوة كبيرة منها ومن الهجرة القسرية والتمييز. أحييكم بحرارة وأشد على أيديكم، فأنتم وغيركم جزء من هذا الشعب، وأبناء وبنات هذا الوطن المستباح حتى الآن بالطائفية والفساد والإرهاب!!!       

الشبك مكون عراقي يعتنق الإسلام ديناً، وأفراده على مذهبين: الشيعي الجعفري أو الإمامي، وهم يشكلون الأكثرية، والسني الشافعي، وهم يشكلون الأقلية. والعيش المشترك بين معتنقي المذهبين في الإسلام لم تنغّصه الصراعات المذهبية.
اختلف الباحثون والكتاب بثلاث مسائل جوهرية بشأن الشبك، وهي:
1. الموطن الأصلي للشبك ومتى قدموا إلى العراق؛ 2. الديانة والمذهب الذي يعتنقه الشبك؛ و3. وهل يشكلون قومية خاصة بهم أم أنهم جزء من قومية أخرى، وما هي اللغة التي يتحدثون بها. لقد ذهب الباحثون مذاهب كثيرة في تشخيص الإجابة عن هذه الأسئلة.     
 لقد تسنى لي قراءة عشرات المقالات والكتب التي بحثت في موضوع الشبك والمناقشات التي جرت حتى الآن بين الباحثين، والكتاب والتي في الغالب الأعم لم تتوصل إلى وحدة الرأي. ويبدو إن هذه المسألة ستبقى محوراً للنقاش في الفترة القادمة أيضاً. ولكن لا بد للباحث، إضافة إلى سعيه في التحري عن مصادر قديمة تشير إلى وجهة الإجابة عن هذه الأسئلة، لا بد من الحوار مع أصحاب الشأن وذاكرة عائلاتهم وما سجل لديهم بشأن الإجابات المطلوبة. وفي الآونة الأخيرة التقيت مع السيد يوسف محرم، المقيم مع عائلته ببرلين واستمعت لوجهة نظره ورؤيته للمسائل المطروحة، كما اطلعت على الدراسة التي أعدها أثناء دراسته الجامعية، ومن ثم دراسة الأستاذ سعد سلوم1 والأستاذ زهير كاظم عبود عن الشبك2، وكذلك دراسة الدكتور رشيد الخيون3، واللقاءات التي أجريت مع الباحث والسياسي والنائب الدكتور حنين گدو وما نشره بصدد الشبك، باعتباره أحد أبناء الشبك وممثلاً عنهم في المجلس النيابي العراقي في الوقت الحاضر.
لقد استخلصت من كل ذلك المسائل التالية:
الشبك قوم قدموا إلى بلاد ما بين النهرين (ميزوبوتاميا) من منطقة حوض بحر قزوين بنهاية القرن الرابع عشر وبداية القرن الخامس عشر ضمن الحملة التي قادها تيمور لنگ (تیمور الأعرج) (1336  -1405 م) على المنطقة في الفترة بين 1397/1398-1405م)، بما فيها مدينة الموصل. لقد كان جيش المغول لا يتكون من جنود مغوليين فحسب، بل من جنود ينتسبون إلى أقوام أخرى كانت تحت سيطرة المغول والقائد المغولي تيمور لنگ في اجتياحه العسكري صوب العراق والشام ...الخ. وقد استقرت مجاميع مختلفة من الجنود والعوائل التابعة لقوات المغول بالعراق، ومنهم عائلات من الشبك. كما إن الحملات العسكرية اللاحقة من جانب الصفويين أو غيرهم قد جلبت معها الكثير من الأقوام إلى العراق لتقطن فيه، ومنهم الفرس أيضاً. وهم بهذا المعنى قوم ضمن الأقوام التي كانت خاضعة لسيطرة المغول على حوض بحر قزوين، وأن اسمهم "الشبك" متأتي من اسم الملك والقائد العسكري الذي كان الشبك تحت أمرته، واسمه الشاه بگ، والتي تحورت لتصبح الشبك. وفي مناطق الشك هناك قرية باسم المنارة شبك أصبحت منذ القدم مقبرة لموتى الشبك، والتي يقال أن الشاه بگ مدفون فيها. هم يعتقدون جازمين بأنهم ليسوا من القومية التركية أو الكردية أو الفارسية، بل قومية خاصة بهم، إنها القومية الشبكية. وويبدو أنهم منذ أن كانوا في حوض بحر قزويني قد تبنوا المذهب الشيعي، ولكن قرب قرى بعينها من الموصل بأكثريته السنية قد أثر على مذهب هذه القرى وحولها إلى المذهب السني، كما إن جوارهم لكدستان قد ساهم بتبني المذهب السني الشافعي. وما زال الشيعة منهم حتى الآن على التقاليد الإمامية، رغم دخول الكثير من الطقوس البكتاشية بحكم وجودهم ضمن العراق وتحت الهيمنة العثمانية، وهي طقوس قريبة من طقوس الشيعة الإمامية مع بعض المغالاة في موضوع الحسين وأهل البيت. ويشار إلى أن كبار السن, وجمهرة من الشباب، من الشبك ما زالوا يمارسون التقاليد والطقوس البكتاشية المعروفة عن الطائفة البكتاشية بتركيا وبعضهم بالعراق. إلا أن اقترابهم من الحوزة الدينية الشيعية، إضافة إلى هيمنة الأحزاب الشيعية على الحكم بالعراق قد ساعدت على تغلغل الأحزاب الشيعية في صفوفهم وكسب المزيد منهم إلى التقاليد والطقوس الشيعية، ولاسيما الشباب منهم.
وللشبك لغتهم الخاصة، التي هي ضمن اللغات الهندو-أرية المستقلة التي دخلت عليها كلمات تركية وفارسية وربما بعض الكلمات الكردية، ولكنها خاصة بهم ويستخدمون الحروف العربية، ولكنها تكتب بشكل أفضل بالحروف اللاتينية. وبهذا المعنى فهم مكون قومي شبكي وديني إسلامي بمذهبين شيعي جعفري متشابك مع الطريقة البكتاشية، وسني شافعي.
يذكر السيد يوسف محرم إلى أن " للشبك عادات وتقاليد خاصة متميزة من حيث إقامة الاعياد و المناسبات الدينية والاعراس، وممارسة باقي التقاليد الاجتماعية... لأقلية الشبك زي خاص تراثي فلكلوري ذات قيمة تاريخية خاصة بهم. يوجد في مناطق الشبك مزارات ومقامات دينية مقدسة مثل مقام الامام زين العابدين ع ومقام امام الرضا وامام العباسية ومرقد قلورش ومزارات دينية اخرى."4 من هنا فهم يرفضون محاولات جعلهم جزءاً من القومية الكردية، كما يرفضون الادعاء بكونم جزءاً من القومية التركية، إضافة إلى إنهم يرفضون الادعاء لكونهم من القومية الفارسية أو جاءوا مع الصقويين إلى العرق، كما إنهم قاوموا محاولات تعريبهم من جانب النظام البعثي، بالرغم من أن جوازاتهم وهوياتهم الشخصية ما تزال تحمل الأسماء أو الألقاب العربية التي فرضت عليهم. يشير تقرير كتبه يوسف محرم بشأن أوضاعهم بالعراق إلى ما يلي:
"مع تعاقب الحكومات في العراق أستمر مسلسل تهميش الشبك حتى سيطرة حزب البعث على الحكم بالعراق، حيث استخدم النظام سياسة التعريب ضد الشبك ومسخ هويتهم ومحاولة إنهاء وجودهم بشكل نهائي في العراق واجبارهم على التسجيل في الهويات الشخصية بأنهم عرب والانتساب الى القبائل العربية. ولم يكتف بسياسة التعريب في محاولة انهاء وجود الشبك فحسب، بل قام النظام بين عامي 1987 و1988 بعمليات أنفال ضد عائلات الشبك في منطقة سهل نينوى، وذلك بهدم منازلهم وقراهم واعتبارهم تبعية إيرانية وليسوا عراقيين. كما تم اعتقال الكثير من الشخصيات الشبكية المعروفة ومن رجال الاعمال لأسباب طائفية، وإجبار رجال الدين الشبك على تطبيق منهاج البعث في ممارسة الطقوس الدينية."4 تشير المعلومات المتوفرة إلى إن الشبك يستوطنون 56-72 قرية وناحية ومدينة تقع في شرقي الموصل وعلى الجانب الشرقي من نهر دجلة وتتبع إلى أربعة أقضية هي: قرقوش، والموصل وتلكيف، والحمدانية. قدَّرت سلطات الاحتلال البريطاني نفوس الشبك في العام 1925 بـ 10000 نسمة، وبلغ نفوسهم على وفق إحصاء العام 1977 بحوالي 80000 نسمة.5 كما قدر في العام 2002 بحدود ربع مليون نسمة.
عاش الشبك أوضاعاً طبيعية في العهد الملكي حيث اعترف بهم النظام السياسي حينذاك في كونهم يشكلون قومية بذاتها هي القومية الشبكية، وأنهم يتبعون مذهبين الشيعي والسني. يتحدث الشبك عن حالتين في أوضاعهم بالموصل في العهد الملكي:
أولاً: علاقات تعايش سلمي متميز وتعاون وتضامن وحسن جوار بعيدا عن أي شكل من أشكال العنف أو استخدام السلاح بين المكونات القاطنة في سهل نينوى، وهم المسيحيون والإيزيديون والتركمان والشبك.
ثانياً: علاقات تمييز وتهميش من جانب إدارة الموصل وأهل الموصل السنة، باعتبارهم شيعة روافض: فكان التعامل يجري عملياً على النحو التالي: أهل الموصل السنة درجة أولى، العائلات المسيحية درجة ثانية والعائلات الإيزيدية درجة ثالثة، والشبك درجة رابعة. وكانوا يعانون من العزلة وعدم التعامل الاقتصادي معهم.
أما في فترة البعث الثانية فقد تعرضوا لعملية تعريب صارخة. لقد أصدر النظام أوامر تقضي بتسجيل العراقيين في شمال العراق أما عرباً أو كرداً، فسجل عدد يتراوح بين 300-400 شخص كأكراد، وسجل بقية الشبك كعرب. وأعطيت لهم في التسجيل ألقاباً عربية أو حورت أسماؤهم. مثال على ذلك يوسف محرم سلمان البو حيْو، أصبح يوسف محرم سلمان النعيمي، في حين أنه من عائلة شبك معروفة في أوساط الشبك.
أما الذين سجلوا بأنهم كرد، وهم من قرى الشبك، فقد أصبحوا ضمن الفرسان (الجحوش)، وهجَّروا من مناطقهم إلى دشت حرير بإقليم كردستان، حيث أقيم لهم حينذاك مجمع سكني. وعلى العموم فقد عاشوا في هذه الفترة تحت وطأة التمييز المشدد، نورد هنا على سبيل المثال لا الحصر ما كانوا يعانون منه في محافظة نينوى. 
** النظرة الدونية للشبك باعتبارهم روافض وعدم التعامل الاقتصادي من باب التعالي، ** منع الزواج معهم، والابتعاد عن إقامة علاقات اجتماعية معهم، ** عدم السماح لهم بالعمل في الإدارة أو في الأمن أو التعليم، ** وجود تحفظ على الشبك عموماً من منطلق خاطئ أنهم جاءوا مع الغزاة وساهموا في الحملات التي تعرضت لها الموصل!! ** وقد أدى هذا إلى انغلاق الشبكيين على أنفسهم ومحاولة العيش في اكتفاء ذاتي من خلال نشاطهم الاقتصادي في قطاعي الزراعة ورعي الماشية. ويشير السيد يوسف محرم إلى هذا الموقف بما يلي:
"كانت النظرة التي تجعل الآخر في مرتبة أدنى اجتماعيا موجودة في البيئة الموصلية التي عشت فيها، فقد كان المجتمع الموصلي ينظر نظرة دونية إلى الإيزيدي والشبكي وفي بعض الأحيان إلى الكردي أيضاً". وبعدها بدأت مظاهر التمييز تنتقل إلى المجتمع الكردي بوصفه مجتمعا أكبر، فأخذ الشبكيون يواجهون هذا التمييز في المحيط الكردي بعد أن كانوا يعانون منه في محيطهم العربي."6
بعد سقوط الدكتاتورية البعثية استبشر الشبك خيراً، وتمنوا أن تنتهي أيام التمييز والعزلة والحرمان. وقد بدأ فعلاً بعض الانفراج. إلا إن هذا الوضع لم يستمر طويلاً، إذ في أعقاب تفجير مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في مدينة سامراء، بدـأت حملة ظالمة ضد الشبك بالموصل وسهل نينوى، وبدأ القتل على هوية الشبك باعتبارهم شيعة روافض وبكتاشية. وتم قتل أكثر من 1500 إنسان من الشبك الذكور وبعض النساء بين 2005-2014، أي حتى اجتياح الموصل من تنظيمات القاعدة وداعش التي كانت لها مواقع قوية بالموصل ودور كبير في تصفية الكثير من الناس. كما حصلت عملية تهجير واسعة بلغ عدد الذين هجروا 1200 نسمة من الشبك من مدينة الموصل ومن أيسر الموصل، أي من أحياء نينوى الشرقية والميثاق والتأميم والبكر وأربچیة والوحدة. كما تعرض الإيزيديون إلى قتل واسع بالموصل وفي المناطق التابعة لمحافظة نينوى في ذات الفترة. ولكن الشبك تعرضوا لمعاملة سلبية من جانب الأحزاب الكردستانية، إذ يشير التقرير الذي أمتلك نسخة منه إلى ما يلي: 
"مارست الاحزاب الكردية وبأخص منها الحزب الديمقراطي الكردستاني وكذلك الاتحاد الوطني الكردستاني أبشع انواع سياسات إذابة هوية الشبك من خلال سياسة التكريد وفرض الهوية الكردية على الشبك والضغط على أبناء الشبك من خلال حملات الاعتقال والتهديد والترهيب. كما أن قسماً من الأحزاب الكردية فتح مقرات حزبية له داخل قرى الشبك واجبارهم على الانتماء للحزب الديمقراطي الكردستاني، وكذلك تغيير ديمغرافية مناطق الشبك من خلال توطين عوائل كردية في مناطق الشبك ومنع الشبك من بيع وشراء وحرية التصرف بممتلكاتهم وفرض عليهم اللغة الكردية والتدخل في حياتهم الاجتماعية والتدخل في مناسبات الشبك الدينية وافتتاح مراكز ثقافية تابعة لحزب الديمقراطي الكردستاني من اجل مسخ ثقافة الشبك وتكريدها، إضافة إلى منع الشبك من حق التمثيل السياسي من خلال السيطرة على كوتا الشبك في مجلس النواب العراقي."8 أما بعد اجتياح داعش للموصل وسهل نينوى ابتداء من حزيران 2014 فقد وقعت أبشع الكوارث والمآسي وعمليات الإبادة الجماعية بالمكونات الدينية والقومية بالموصل ومحافظة نينوى ولاسيما ضد المسيحيين والإيزيديين والشبك والتركمان الشيعة من أهالي تلعفر. يشير التقرير السابق ذكره إلى أوضاع الشبك تحت الهيمنة الداعشية إلى ما يلي:
"بعد احداث 10. 6. 2014 وسيطرة تنظيم داعش الارهابي على مدينة الموصل وقبل دخوله منطقة سهل نينوى سيطر التنظيم على ما يقارب 9 قرى من أقلية الشبك وهي تقع على الحدود بلدية مدينة الموصل، حيث ارتكب التنظيم أعمالاً إرهابية فيها من قتل وخطف. فقد ذبح تنظيم داعش الإرهابي في قرية "سادة بعويزه"، التي تقع شمال شرق مدينة الموصل، أكثر من 4 عوائل من الشبك بجميع أفرادها واختطف أكثر من 50 شاباً وشيخاً من قرية "عمر كان" الشبكية، التي تقع جنوب شرق مدينة الموصل، ومصيرهم مجهول لحد الآن. كما قام باختطاف العشرات من الشبان من أهالي قرية "بازوايا" وقرية "كوجلي" وتم قتلهم جميعاً. وبسبب انسحاب قوات البيشمركة الكردية من منطقة سهل نينوى وسيطرة داعش على مناطق وقرى أقلية الشبك في سهل نينوى، نفذ الدواعش تهجير جميع المواطنين والمواطنات الذين ينتمون الى اقلية الشبك ويقدر عددهم بحدود 350 ألف نسمة اي ما يعادل 20 % من اجمالي سكان مدينة الموصل. وكذلك نفذ تنظيم داعش عمليات اختطاف لأكثر من 300 شخص من أقلية الشبك، قسم منهم وضع في سجن بادوش والذي كان تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، وقسم اخر في سجون مدينة الرقة السورية. عثر في الفترة الماضية على ثلاث مقابر جماعية تتكون كل مقبرة على مجموعة كبيرة من المدنيين من أقلية الشبك في منطقة "الحاوي" وقضاء "سنجار" وناحية "الگوير". لم يقف سلسلة جرائم تنظيم داعش الارهابي الى هذا الحد، بل قام بتفجير جميع المقامات الدينية والمواقع الاثرية الخاصة بأقلية الشبك في قرية "علي رش" وقرية "تيس خراب" وقرية "العباسية" وقرية "بازوايا" و"خزنة تبة" و"منارة شبك"، كما قامت بتفجير المواقع الاثرية في قرية "طبرق زيارة". نشر تنظيم داعش الارهابي وعلى صفحات التواصل الاجتماعي بتاريخ 19.3.2015 صور يصف بها كيفية تفجير الحسينيات والمراقد والمراكز الدينية الخاصة بأقلية الشبك، وقدر ذلك بأكثر من 8 مواقع. بعد تهجير جميع المدنيين من أقلية الشبك الى محافظات وسط وجنوب العراق وإقليم كردستان يعاني المدنيون من أقلية الشبك أصعب الظروف المعيشية وقلق مع انعدام الامن وانعدام الرعاية الصحية والتعليم، وكذلك تفشي الكثير من الأمراض بين الأطفال والنساء وكبار السن مع ارتفاع عدد الوفيات، كلها بسبب سوء الظروف المعيشية وارتفاع مستوى الأمية والبطالة بين المواطنين والمواطنات، ووصل الإرهاب إلى حد الإبادة الجماعية ضدهم، حسب المعايير والقانون الدولي للإبادة الجماعية."9
المصادر والهوامش
  أنظر: سعد سلوم، مائة وهم عن الأقليات الدينية في العراق، مؤسسة مسارات للتنمية الثقافية والإعلامية، بيروت-بغداد، 2015.
2 أنظر: زهير كاظم عبود، الشبك، سلسلة كتب سرمد، ط أولى، السليمانية، إقليم كردستان العراق. 2006م.
3 أنظر: رشيد الخيون د.، الأديان والمذاهب في العراق: ماضيها وحاضرها، مركز المسبار، دبي، 2016.
4 تقرير خاص ليوسف محرم موجود في أرشيف د. كاظم حبيب).
5 المصدر السابق نفسه.
6 قارن: ديوان أوقاف الأديان المسيحية والإيزيدية والصابئة المندائية، العراق نصرت مردان 4 كانون الأول/ 2010).
7 في لقاء خاص مع السيد محرم بتاريخ 26/03/2018، الساعة 14 بعد الظهر، ك. حبيب.
8 تقرير خاص ليوسف محرم موجود في أرشيف د. كاظم حبيب.   
9 المصدر السابق نفسه.