المحرر موضوع: انتخابات 2018م قديما قالوا اذا فسد الرأس فسد الجسم واذا صلح الرأس صلح الجسم  (زيارة 809 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نبيل عبد الأمير الربيعي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 304
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
انتخابات 2018م
قديما قالوا اذا فسد الرأس فسد الجسم واذا صلح الرأس صلح الجسم
د. عبد الرضا عوض
حينما نكتب عن البرلمان العراقي ، نكتب عن معاناة شعب خرج من ظلمة سحيقة تولته لأربعة عقود ليدخل في نفق مظلم لا قرار له ، فقد تكون كتاباتي تزعج الأخرين من اصحاب الفكر المثالي ممن عاش خارج العراق ولمس الديمقراطية الحقة ، أو ممن انتفع من النظام الحالي ، لكن ما لمسناه وعرفناه من قراءة التاريخ أن أهل هذا البلد (العراق) -وأنا منهم- لا يصلح لحكمهم إلا (النظام الرئاسي) جاءت امريكا بدستور أسس ويؤسس للفساد المالي والاخلاقي ، ومن بنود الدستور قيام البرلمان ، فأصبح النائب العراقي يتمتع بحصانة خاصة محمي بكتلته ، إذ نادراً ما يرفع البرلمان الحصانة عن أحد اعضائه حتى لو كان متهماً في ملفات إرهاب، أو التحريض على العنف، أو ملفات فساد وابتزاز مؤسسات الدولة ، والذاكرة مشحونة بقذارة البرلمان العراقي منها ما يتعلق بتهريب الاعضاء المطلوبين للعدالة بسبب تلطخ ايديهم بفساد مالي أو ارهابي كما حدث للنائب محمد الدايني وسكوت البرلمان عن تهريب طارق الهاشمي وو ..وغير ذلك الكثير.. مما ولد حالة من الاحباط لدى الكثير من ابناء هذا البلد...
على العراقيين ان يكونوا على علم ويقين ان كل ما في البلاد من فساد وارهاب وسوء خدمات سببه فساد اعضاء البرلمان، من البديهي اذا زادت ثروة وعقارات عضو البرلمان عما كانت عليه قبل انتخابه فهو (لص مثقف) ويخرج لك سرقته برداء وغطاء قانوني ، فرأينا البرلمان العراقي يتخذ القرارات التي تخدم مصالحه الشخصية ومستقبله الوظيفي فقط وأحياناً يكون في ظرف معتم اعلامياً تاماً وعلى سبيل المثل: كتب ونوقش وصودق على ( قانون اتحاد البرلمانيين) في تعتيم اعلامي وفي غفلة عن الشعب الى أن صدر في الجريدة الرسمية أوائل عام 2018م ، وهذا القانون بحد ذاته يخدم اعضاء البرلمان ويزيد من تبديد أموال الشعب.
وبما ان اعضاء البرلمان هم الفاسدون فهذا يعني انتقال الفساد الى كل اعضاء الدوائر والمؤسسات العراقية ، فمن المؤكد سلفاً أن رؤوساء الكيانات السياسية الذين تولوا ادارة الدولة العراقية وأوصلوها الى حال لا يحسد عليه سيبقون في تسلطهم ، ويصر الساسة المتسلطون على مقادير البلد منذ عام 2003بالبقاء في أماكنهم (النيابية والوزارية) من خلال عهود ما (وراء الخيال) رغم انهم اعترفوا جميعاً بفشلهم في ادارة الدولة للسنين الماضية ، ترى متى تتحقق هذه العهود ؟ ، وقد أهدروا عقد ونصف من السنين من حياتنا بمناكفات طائفية عرقية، وبددوا ثروات البلد واجهضوا كل مشاريع التنمية ، فإن أُعيد انتخابهم ، فاللعنة قائمة من الله على هذا الشعب..
فقد أثبتت التجارب السابقة للسنوات العجاف الماضية في العراق أن لا وجود لبرنامج انتخابي او برنامج حكومي بل وعود زائفة لا واقع لها ، البرنامج الانتخابي الذي يعتمده المرشح هو ضخامة وفخامة (الوليمة) التي يقيمها هو ، أو التباهي على كبر مساحة ومكان (صورته الشخصية) التي يعلقها على ابنية المدينة، أما الوعود والتمنيات فهي (اكذوبة) صدقها ويصدقها الشعب حسب كبر قطعة اللحم التي يتناولها ، فكلام المرشحين وأخص منها رؤوساء الكتل السياسية هي محض دعاية كاذبة في وعود لا يتم الوفاء بها او يعجز عن الوفاء بها تستهدف ابتزاز الناخب او خداعه من قبل المرشح وهذا هو الموجود والحاصل فعلا في عراق ما بعد البعث ، والبرنامج الانتخابي الحق هو ما يمكن ان يكون واقعيا فيه تفاصيل ما يمكن إنجازه على ارض الواقع دون مبالغة في خطة يرصد لها مبلغ ممكن توفيره في اطار زمني وامكانيات مادية واقعية قابلة للانجاز وليست مجرد وعود...وحين محاورتي لأحد أعضاء المجلس الحالي الذي امضى ثمان سنين في المجلس ويريد بل يصرُّ على التجديد واكتنز خلالها بما شاء الله عن خطة الحكومة لمعالجة المشاريع المتوقفة في مدينتنا ،،اجابني: (خلي افوز والله كريم)..!!!
فالجميع يعرف أن مهمة اعضاء مجلس النواب في كل مكان هي: حماية ثروة شعوبهم وعدم تبديدها وصون كرامتهم وارواحهم ، لكن كما لمسنا من الدورات الماضية فإن النائب العراقي مهمته سرقة ثروة العراقيين والتمتع بملذات الحياة وأهانتهم وأذلالهم بطرق شتى، وهدر دمائهم ، همهم على ما يحصلون عليه من رواتب وامتيازات ومكاسب وسيارات وحماية وايفادات واستغلال للنفوذ..!! ، فهذه لا شك انها اموال هائلة تعادل اكثر من ثلث ميزانية العراق حتى ان التشخيص الدولي للبرلمانات عده من أكثر المؤسسات فساداً في العالم ، فهل يجوز لنا نحن الشعب العراقي أن نعيد المشهد ذاته لأربع سنين أخرى ...!!
ثم ماذا جنينا من (المعشعشون) في مجلس النواب ،هم جنوا مكاسب لذاتهم فقط ، تمثلت بالمرتبات العالية والامتيازات التي لا مثيل لها بالعالم أجمع ، نعم حصلنا من مهاتراتهم على تعميق الطائفية ، وحصلنا على مطالبتهم بخصخصة القطاعات الخدمية في مجال الكهرباء والتعليم والصحة ، وحصلنا على توقف كامل لمشاريع خدمية في مدننا ، ولمسنا تجاوزاتهم الفاضحة على أملاك الدولة بطرق شيطانية محترفة ،فالمفروض ان يكون اعضاء مجلس النواب من اكثر اعضاء دوائر الدولة ومؤسساتها التزاما وتمسكا بالقانون والنظام ، والمفروض ان البرلمان هو القدوة والمثل الاعلى لكل دوائر ومؤسسات الدولة الاخرى في العمل بصدق واخلاص وأمانة، لكنهم عملوا عكس هذا..!!
وما لمسناه من الدورات السابقة أن مجلس النواب هو بمثابة (منتدى منظم) لتقسيم ثروة العراق التي اطلقوا عليها عبارة (الكعكة) متى ما يرغب العضو المطالبة بحصته يحضر لاستلامها ، نعم تحدث صراعات واختلافات ومناكفات بين الاعضاء كما لو انها بين أي عناصر عصابة محترفة من اللصوص حول حصة كل واحد منها من الثروة التي سرقوها لكنه لا يؤدي الى ذبح احدهم الآخر ، بل تراهم في السر (اخوة ) متحابين متعاونين ، تعلوا اصواتهم عبر الفضائيات حول (المذهب ، القومية ، العشيرة ، المنطقة) ، انها وسيلة لتضليل وخداع الشعب المستكين الذي يصدقهم حتى يستمرون في سرقة ثروته ، وحتى يتنعمون بمعاناته بفقره ، بجوعه ، وهكذا يزداد اعضاء المجلس ثراء ورفاهية وتخمة في حين نرى الوطن في أسوء حالاته السيادية والحضارية...
ما نراه في هذا السباق الانتخابي هو أن ممثلي محافظة بابل (17) نائباً أعادوا ترشيح انفسهم للدورة القادمة وكأنهم يعلمون أو واثقون من أن الفوز حليفهم مقدماً ، ترى من أين جاءت هذه الثقة بالنفس؟ ، هل من عطائهم لمدينتهم مثلاً : (خصخصة الخدمات ، مجسر الأم ، مجسر الطهمازية ، مشاريع المجاري ، بناية محافظة بابل ، سوء البنى التحتية.. وغيرها من المئات) ، أم يقينهم بأن الشعب ((مستحمر)) الى درجة انهم واثقون بإعادة انتخابهم..!!.
ماذا سيحدث للمرشحين الجدد لو أن الــ (17) نائباً بقوا في أماكنهم ؟، وهم يبذلون الغالي والنفيس لنجاحهم ، وماذا سيحدث على الساحة الداخلية لمدينتنا ((البائسة))؟ ، وماذا سيقول التاريخ عن هذه المعادلة الصعبة : (شعب اطاع مرجعيته بتنفيذ فتوى الجهاد الكفائي فذهب الى ساحات القتال طواعية ليدفع الشر عن الأهل والعرض وقدم آلاف الشهداء) ، هو الشعب نفسه : (رضي بالفساد وسمح للسراق بالبقاء في اماكنهم لأربع سنين أخرى) ولم يسمع كلام مرجعيته (المجرب لا يجرب)..!! أي لا تنتخب كل سياسي سابق مهما كانت منزلته.!!.
ونتيجة الامتيازات الرهيبة التي يتمتع بها عضو المجلس النيابي أصبح في العراق ثلاثة أصناف في هذا المارثون الانتخابي:
الصنف الأول : (المعشعشون) الذين وصلوا الى المقدمة أما على الدبابة الامريكية ، أو ممن حالفهم الحظ بـ (الصدفة) فتسلق المنصب دون أن يفهم من السياسة شيء، وهو صامت ومختفي طوال اربع سنين وأصبح بمرور الأيام من مناصري كتلته النيابية دون الالتفات الى دوره الحقيقي في تمثيل الشعب ، وهؤلاء ذاقوا لذة (الكرسي) فهم يستقتلون على البقاء في أماكنهم.
الصنف الثاني: المرشحون الجدد من أعضاء مجلس المحافظة ، وهؤلاء رشحوا بدافع من كتلهم وهم بنفس الوقت يطمحون الى مزيدٍ من المزايا أسوة بمن سبقوهم من اعضاء المجلس .
الصنف الثالث: عسى أن يحالفهم الحظ بالفوز ، يريدون أن يحصلوا على موضع قدم بين (حيتان الفساد) ، والله أعلم بنواياهم.
ويكتسب الفائز بعضوية البرلمان العراقي صفات جديدة حين فوزه مباشرة ، فإذا حالفه الحظ وجلس تحت قبة البرلمان يغير جلبابه ، ويصبح تدريجياً كارهاً للشعب ومفنداً لمطاليبه ..!!، غالقاً هاتفه الجوال.! ، صائحاً بمن حوله (والله دوخونا) .!، ومن التجربة وللأسف الشديد ان عضو البرلمان العراقي لا يقر ولا يعترف بخطاياه فلم يعد يفكر إلا بـ (المنحة) التي سيستلمها لتحسين حالته الاجتماعية وبـ (الراتب) كيف سيستلمه وبعناصر (الحماية) الذين يختارهم هو من اقاربه ومقربيه ، حتى ليبلغ مجمل المصروف لكل نائب من راتبه والخدمات التي يمتاز بها الى (59) مليون دينار شهريا ، وبعض النواب للدورات السابقة لم يحضر الا بعض الجلسات خلال اربع سنوات وبعضهم يغادر العراق ولم يحضر ولا مرة واحدة..!! ، وإذا حضروا فحضورهم مركز لمناقشة مصالحهم الخاصة لهذا نرى النائب مشغول بمصالحه والثروة التي حصل عليها من خلال انتمائه الى البرلمان بطرق مختلفة ، هذه الحالات وغيرها جعلت المواطن قريب جداً من حالة العزوف عن المشاركة بالتصويت ....
يقيناً أن لا تغيير في سياسة البلاد مستقبلاً وسينتخب الشعب الفاسدون من حيث لا يعلم وفق آلية الانتخابات المزمع اجراءها حسب برنامج سانت ليغو ، وأغلب المرشحون الجدد أما:
- وطنيون مخلصون لحد (الطيبة)، يريدون انقاذ الوطن من هوة الفساد.
- أو مغفلون ،يصدقون وعود رؤوساء قوائمهم (الفاسدة) بتصحيح المسيرة.
- أو لهم مآرب أخرى ، فهم متيقنون من فشلهم لكنهم يأملوا أن يحصل احدهم على منصب وظيفي مهم بعد الانتخابات مكافأة له من رئيس قائمته.
- أو لا هذه ولا تلك ، فهو يريد اظهار شخصيته أمام الملأ عسى ان تحالفه الصدفة.
اقتصرت الدعابة الانتخابية في كافة دول العالم على ملصقات جدارية أو يافطات (قماشية أو فلكسية) ، والآن دخل علينا المرشحون العتاة(المعتورين) بفن آخر هو الشاشة الالكترونية التي حملت على ظهر (تريلة) وهي تجوب طرقات المدينة القذرة ،ترى كم تكلف هذه الشاشة ، ومن أين للمرشح الفلاني بمبلغ يغطي نفقات العرض؟ ، هل مرتبه الشخصي ؟، أم هي سرقة لأموال الدولة بوضح النهار.!!!
لا أعلم هل هذا هو حقاً الشعب العراقي ، أين أصالته ؟ هل عدنا لا نفهم الى درجة ازدراء المُحسن والاطراء للمسيء ، وقلب القبيح الى جمال ، والجمال الى بدعة ،! ما بال الشعب العراقي لا يميز الصالح من الطالح ، لماذا الازدواجية في تصرفاته الى حد القرف ، عقد ونصف من السنين والمواطن يعاني من سوء الخدمات ، وعدم العدالة ، وتبديد الاموال ، وانهيار في البنى التحتية، وثلم سيادة الوطن ، وأنهار من دماء الشهداء ، وتأتي ثلة من المنتفعين المنافقين ليقولوا للمرشح الفلاني (انت الذي بنيت وحميت العراق) ، ومن البديهي هذا يصدق قولهم فيتبختر زيادة ، فيزداد في كذبه ويتمادى في وعوده الفارغة ، كما لو انه صدام في جبروته ....!!
(المعشعشون) و(الفائزون الجدد) لمجلس النواب يؤدون مهامهم حسب ما مرسوم لهم من رئيس كتلتهم النيابية، فعامة النواب بيادق يحركهم اللاعب الكبير للكتلة وفق خطط مدروسة ومحبوكة على أتم وجه، ولسوء حظ العراقيين فإن خططهم كلها تصب في مصلحة غير مصلحة الشعب، إذ يبدو أن فايروسا شديد العدوى، يصيب كل من تطأ قدماه بوابة المجلس ، فيسير من حيث لا يشعر بالاتجاه المعاكس لمتطلبات الشعب. فهم يكررون أخطاءً ممن سبقهم في مجلسهم كي لا تتكرر فيتناسون وعودهم للشعب ، والأمثلة على هذا كثيرة. وهناك لمن يتتبع اجتماعات مجلس النواب، قوانين لم تشهد أي تقدم في حل الخلاف عليها، ولا يلوح في الأفق غير السواد الحالك والظلام الدامس. وما إن يبدو بصيص أمل وتقارب في بعض الرؤى، إلا واستحدثت بعض الكتل سببا هو في حقيقة الأمر جاهز لمثل هذه الحالات، فبأوامر من أرباب الكتل والقوائم والأحزاب إلى نوابهم في البرلمان يصدر بمقاطعة الجلسات.. وهكذا...!!!
لا نعرف ما الذي حدث حتى ان كبار المرشحين فقدوا توازنهم وراحوا يمطرونا بكلام سمج وتافه وغير مقبول اخلاقياً.. فالشيخ همام حمودي .. يحمل مسؤولية ما حدث ويحدث على ((الشماعة)) الجاهزة ، يحمل الفساد على نظام صدام وكأن صدام غادر الحكم قبل يومين ، ونسي المعمم ان خمسة عشر سنة كافية لبناء دولة جديد لا لتعمير بلد اسمه العراق.. وهذا فائق بن الشيخ علي..يأس من الشعب العراقي فراح يتوسل بـ (العركجية) هكذا نطقها استصغاراً واحتقاراً حتى ينتخبوه,, وتظهر علينا مرشحة تقول: رشحها أبا بكر وعمر ، والأخر يقول رشحني محمد (ص)..!! ، ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري يضع صورة السيد الخميني شعاراً له ..!! وأياد علاوي يتكلم مع المواطن البسيط وكأنه من رجال (رعاة البقر) فوعدنا بالدمار... وهكذا...
وبعد وعد ووعيد ، وطمئنة وتهديد ، قالت المرجعية في خطية يوم الجمعة 5/5/2018 من العتبة الحسينية المقدسة مشكورة ما تمكنت أن تقوله ، وهو استبعاد كل من تولى دفة الحكم في العراق بعد 2003م، والغريب أن كل واحد من الذين تولوا الأمر يقول هذا الخطاب لا يعنيني.!! ، وإنما يعني جهة أخرى ، ونحن نبحث عن الجهة الأخرى فلم نجد غير (الشعب) ، لا بل ذهب بعض منهم الى تفسير (المجرب لا يجرب) الى انهم جميعا صلحاء بدلالة بقائهم في الحكم (15) سنة متتالية ، ولو كانوا فاسدين لآطيح بهم...!!
وفق هذه المعايير سيبقى في الساحة السياسية لدورة مقبلة، (معربوا التأجيج الطائفي) موفق الربيعي وعباس البياتي وسيبقى أبطال (اللعبة النشامى): حسين الشهرستاني وهمام حمودي وعلي الأديب وعلي العلاق والمالكي والعبادي في مواقعهم ، وسيبقى صوت الحريم الهادر (المتلعلع) يمطرنا بالكلام المعسول ، وسيبقى علاوي (وهو يدري) متنعماً بالدولار ، وسيبقى العطية بعمته قريب من الله ، وفي الجانب السني سيكون نفس الأمر ، وفائق الشيخ علي أضر بالأمل المأمول (الدولة المدنية) بكلامه الفج القبيح ، وسيبقى البلد يستورد (الفجل) من ايران ، وماء الشرب من (الكويت) ، ويستعين المرضى بمشافي الهند وايران ، وستبقى منظومة الدولة كما هي ، لا بل أسوء مع الإيغال في الفساد.. وسيقال لنا لماذا التشاؤم؟ اقول هي حقيقة وأمر واقع وسيقع فعلاً ، هو أن (الشعب) لم يعي خطاب المرجعية لهذه الساعة ، لا بل لا يريد أن يفهمه وسيزكي الفاسدون بإعادة انتخابهم .....
الساسة المتسلطون على مقادير البلاد راحوا هذه الأيام وكل واحد منهم يعلن انجازاته وما قدمه للشعب ، واحد يظهر بجانب دبابة وكأنه محرر الفاو ، والأخر ببدلة عسكرية وكأنه حرر طريبيل ، وحينما تقرأ الانجازات ، تفكر بذهول وتقول كم ظلمناهم بقسوتنا الكلامية ، وحينما تستيقظ من حلم الكلام المعسول ، ترى انها أكاذيب وأوهام لا غير...
تحرير المناطق المحتلة، صنعته القوات المسلحة (الحشد الشعبي والجيش والشرطة) ، ولولا الحشد لما كانت دولة العراق !!، ولما علق المرشحون صورهم !!، ولما بقي برلمان !!.... بدماء الشهداء تنعم المعشعشون بدولة آمنة ، وجلوا لنا الشاشات الالكترونية ليبهرونا..!!
نحن لم ندع الى ثورة كما يتصورها البعض بالمفهوم (الحركي القاتل الفوضوي المنتقم)، فقد مللنا من سماع البيانات الهادرة، نحن لا يرضينا الوضع الذي يعيشه هذا البلد الجريح ، نحنُ ندعوا الى تغيير شامل لحالة البلد ، فالذين استلموا زمام الأمور لم ينجحوا في ادارة الدولة على كل الصعد إلاّ إذا استثنينا الاستحواذات الخاصة بهم.