المحرر موضوع: حركة آشور الوطنية تشارك في ندوة في بيروت حول الإبادة الجماعية  (زيارة 2159 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل APM-Lebanon

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 51
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حركة آشور الوطنية تشارك في ندوة في بيروت حول الإبادة الجماعية

بيروت : 11/05/2018
بدعوة من منتدى "تحولات"، شارك رئيس حركة آشور الوطنية الأستاذ آشور كيواركيس في ندوة بعنوان "الهندسة الديموغرافية والجغرافيا السياسية للإبادة" إلى جانب نخبة من المتحدثين :
الأستاذ حبيب افرام رئيس الرابطة السـُـريانية وامين عام اللقاء المشرقي
د. صالح زهر الدين، باحث مختص في الإبادة الارمنية
الأستاذ كريكور كريكوريان، باحث في الإبادة الارمنية   

حيث القى كلمة تناولت عدة نقاط باختصار، وبعدها ناقش مداخلات الحضور حول أسباب الإنعزال الآشوري عن محيطه المسيحي (في سوريا كمثال) خلال الإبادة وكذلك الإنعزال بين فئات الشعب الآشوري نفسه، وعدم التكاتف الآشوري-الأرمني بالشكل المناسب من أجل إيصال رسالة أقوى إلى الرأي العام العالمي بخصوص المطالبة بالإعتراف بالابادة، كما تطرّق إلى سياسة الإبادة الديموغرافية اليوم بواسطة أسلمة وتكريد الأراضي الآشورية وطالب بتعديل منهاج التعليم اللبناني الذي يذكر إبادة عام 1933 في العراق ضد الآشوريين على أنها "فتنة الآشوريين" وإدخال مسألة الإبادة الآشورية والأرمنية على يد تركيا والأكراد ضمن المنهاج التعليمي اللبناني.

أدناه نص كلمة حركة آشور الوطنية

الهندسة الديموغرافية والجغرافيا السياسية للإبادة
أولا : مسببات الإبادة الجماعية بحق الآشوريين والارمن واليونان البنطيين :
المسببات الخارجية :
1-   الحرب العالمية الأولى: إن الحسابات اقتصادية لأوروبا وروسيا والتي تمثلت بفتح أسواق أوروبية جديدة بعد الثورة الصناعية الأوروبية، والسيطرة الروسية على مضيقي البوسفور والدردانيل من أجل الوصول إلى أسواق المتوسط، هذه الحسابات كانت خلف تعظيم قضية قتل فراز فيردينان ملك النمسا وتسببت بالحرب العالمية الأولى، التي جاءت كفرصة لتركيا للقيام بالابادة ضد الآشوريين والارمن واليونان البنطيين كونه تمت الدعوات الى الابادة قبل الحرب العالمية الاولى ومثالا على ذلك السياسيون الاتراك الذين دعوا بعد انقلاب حركة تركيا الفتاة عام 1908، إلى تطهير تركيا من الاقوام الغير تركية ومنهم الدكتور ناظم منذر أحد قياديي الحركة.
2-   الصراع الكنسي المزمن على السيطرة على مناطق الآشوريين: وهذا الصراع بدأ منذ اتفاقية الإمتيازات الكبرى عام 1535 بين السلطان سليمان القانوني والملك الفرنسي فرانسيس الاول، حيث سمح هذا الاتفاق بدخول الإرساليات الاوروبية إلى أراضي السلطنة العثمانية، وهكذا بدأ صراع الدول على السيطرة على جبال آشور كونها مفصلا على ما كان يعرف بطريق الحرير بين أوروبا وأقاصي شرق آسيا – فبدأت المنافسة بين فرنسا المتمثلة بارسالياتها الكاثوليكية وانكلترا المتمثلة بارسالياتها الأنكليكانية وكل ذلك تحت شعار "التبشير المسيحي" والملفت هو أن كل هذه الإرساليات لم تبشر أي مسلم بل لم تعمل إلا داخل أقدم المجتمعات المسيحية في التاريخ : المجتمع الآشوري، وقد دفع الآشوريون ثمنا باهظا لهذه السياسة "الأيمانية" التي تعتبر وصمة عار في تاريخ القاتيكان وكانتربري. 
المسبب الداخلي :
وهو الحقد التكفيري الإسلامي والقومي التركي في آن، على كل ما هو مسيحي (الآشوريين من سريان وكلدان ومشرقيين – والارمن من الأورثوذوكس والكاثوليك) بحجة أن هاتين القوميتين (أي الآشوريين والأرمن) قد تعاملوا مع الأجنبي ضد تركيا وهذه حجة ضعيفة كون المجازر كانت مستمرة لقرون قبل اتصال الآشوريين بالروس، وحتى إبادة القرن العشرين فقد بدأت منذ آب/1914 وبعد عشرة أشهر (15/06/1915) قرر الآشوريون الإنضمام إلى الحلفاء وبعد شهرين آخرين (آب/1915) اتصل الآشوريون بالروس طالبين أن يسلحوهم كي يستطيعوا الدفاع عن انفسهم.

ثانيا : الهندسة الديموغرافية والجغرافيا السياسية للإبادة
لا اعتقد أن الأتراك قد هندسوا الإبادة الآشورية كونهم أرادوا التخلص من كل ما هو آشوري أينما كان وبدون هندسة، فالسريان في طور عابدين وماردين وخربوت قد تمت إبادتهم بدون أي سبب وهم أصلا لم يتصلوا بأي جهة خارجية رغم أن المجازر لاحقتهم أيضا منذ ما قبل الحرب العالمية الأولى سواء في العام 1895 أو ما سبقه من عشرات المجازر وعمليات القتل بتحريض تركي وتنفيذ كردي، وحتى لم يهتم بهم الغرب لأن مناطقهم لم تكن استراتيجية بالنسبة للحلفاء، ولكن مـَـن هندس الإبادة هو الإنكليز الذي استغلوا مكان تواجد العشائر الآشورية المستقلة وهو مدينة أورميا ومحيطها في غرب إيران، وهي المنطقة التي التجأوا إليها في أيلول/1915 من جبالهم في إقليم هكاري جنوبي شرق ما يسمّى اليوم "تركيا" بعد أن رفضت روسيا تسليحهم كون اعتبرت جبالهم مناطق ساقطة عسكريا بسبب الخيانة الكردية ضدهم حيث هاجمهم البرزانيون من راوندوز في العراق بمساعدة الآلاف من عشائر أخرى بقيادة سوتو آغا وعمر بيك وقتلت منهم 50.000 ودمرت أكثر من ثلاثمائة قرية.
فإثر هذا الهجوم اضطر آشوريو الجبال للجوء إلى الحماية الروسية في مدينة أورميا ومحيطها. وإثر اندلاع الثورة البولشفية في أوكتوبر عام 1917 إنسحبت روسيا من الحرب وأصبح آشوريو هكاري وأورميا معزولين عن الحلفاء ومحاصرين من الأكراد والأتراك والإيرانيين فخاضوا 14 معركة ضد الأكراد والأتراك والإيرانيين وانتصروا فيها على الفيلق التركي السادس فتمت معاقبة قائده علي إحسان باشا وقضوا على إرهابيي قبائل الشيكاك والبرادوست الكردية إلى أن نفذت أسلحتهم فعاود الأعداء الهجوم مجددا كونهم على علم بانقطاع الامدادات عن الآشوريين، وهنا استغلت بريطانيا الظرف بعدما وقفت متفرجة على الشعب الآشوري المقاوم تحت الحصار فطلبت من الآشوريين النزوح إلى همدان (تمهيدا لأخذهم إلى العراق لكي يحاربوا الأتراك هناك) ورفضت حمايتهم في مكانهم، فاضطر حوالي 200 ألف آشوري أغلبهم أعزل ومعهم 5000 أرمني لأن يسيروا على الاقدام لمسافة 600 كلم من أورميا إلى همدان حيث تعرضوا في الطريق لهجمات الأكراد وقتل منهم 50.000 وقافلة أخرى كانت متجهة شمالا إلى جورجيا قتل منها 10.000. اما الرحالة الروسي فيكتور تشيكلوفسكي الذي كان شاهدا عيانا على النزوح فيذكر أنه قتل حوالي 85.000 من أصل 230.000 آشوري كانوا يتجهون إلى "الحماية" البريطانية في همدان، ولكن لدى وصولهم سـَـحـَـب الإنكليز ما تبقى لدى الآشوريين من أسلحة وأجبروهم على تزفيت الطريق من همدان إلى خانقين على الحدود العراقية وبعدها أقيمت لهم المخيمات في العراق وتم تسليحهم ووعدهم الإنكليز بإعادتهم إلى جبالهم في آشور الشمالية (لم يكن هناك شيء إسمه العراق آنذاك) فقاموا بمحاربة الجيش التركي في راوندوز وكويسنجق في آشور المحتلة عام 1922 وهم من طردوا الجيش التركي من العراق وبعدها إتمامهم هذه المهمة اتهموا بالعمالة للإنكليز بواسطة الدولة العراقية بعد تأسيسها عام 1921 على يد الإنكليز أنفسهم، ونفذ الملك غازي الذي جلبه الإنكليز إلى العراق، بحقهم إبادة جديدة عام 1933 في 63 قرية آشورية في آشور المحتلة (ما يسمى اليوم شمال العراق) وذلك على يد الجيش العراقي المجرم بمساعدة العشائر العربية والكردية فيما كانت الطائرات الإنكليزية تصور آلاف الجثث الآشورية المنتشرة في الشوارع وتأرشفها للمستقبل لاستعمالها في حال سيخرج العراق عن طاعتها.
(شرح خارطة الابادة)
ثالثاً: نتائج الإبادة الجماعية
نتج عن الإبادة الجماعية بحق الآشوريين فناء ثلثي الشعب الآشوري الذي بلغ تعداده 941 الف انسان بحسب إحصائية قام بها الباحث الأرمني يرفانت لالايان في بداية القرن الماضي قبل الإبادة، كما يذكر المؤرخ كوستانتين بيتروفيتش ماتييف، وقد استشهد منهم حوالي 600.000 بحسب تقديرات الباحثين الآشوريين والكنائس الآشورية.
 -   أمراض وأوبئة أودت بحياة 33 ألف آشوري في معتقلات بريطانية في العراق سمـّـاها البريطانيون "مخيمات اللاجئين".
-    خطف عشرات الآلاف من النساء والأطفال ونقلهم إلى بيوت المسلمين (أتراك، عرب، أكراد، إيرانيين)
-    نفي قسم كبير من الآشوريين إلى سوريا بعد اتهامهم بإثارة الفوضى، رغم المجازر بحقهم

رابعا: نتائج نتائج الإبادة الجماعية

-    زوال اللغة والثقافة الآشورية في المهجر يوما بعد يوم بسبب اختلاط الآشوريين بثقافات غريبة
- تدمير البنية الإجتماعية والديموغرافية للشعب الآشوري على امتداد الجغرافيا الآشورية
- تحطيم معنويات الشعب الآشوري لدرجة أنه في بعض المراحل نفر من وجوده على أرضه التاريخية التي يعيث فيها الدخلاء حتى اليوم خرابا ودمارا

خامساً: كيفية تعامل الرأي العام مع الإبادة الجماعية الآشورية

رغم هول ما حصل وكل الوقائع التي ذكرناها ولو باختصار، ورغم وجود تفاصيلها في أرشيف الدول التي شاركت في الحرب العالمية الأولى في مناطق أرمينيا وآشور، إلا أن كل هذه الدول لم تعترف بعد اعترافا صريحا بعمليات القتل الجماعي بحق الآشوريين على انها عمليات إبادة بالمفهوم القانوني الدولي للكلمة، وهنا من الجدير ذكر بأن عبارة "جينوسايد" (إبادة) قد تمت قوننتها دوليا عام 1948 بعد نضال مستميت للمدعي العام البولوني رافاييل ليمكين والذي استمد الفكرة كما يقولها هو بنفسه : من الإبادة الجماعية الأرمنية والآشورية ومن ثم إيادة عام 1933 بحق الآشوريين.
   
رغم كل الجهود التي قامت بها المنظمات الآشورية في السابق والتي يقوم بها الناشطون الآشوريون ومؤسساتهم مثل مركز الإبادة الجماعية الآشورية (سيفو سنتر) وناشطون آخرون، حتى الآن لم يعترف بالإبادة الجماعية الآشورية سوى دولة واحدة وهي جمهورية أرمينيا، بالإضافة إلى برلمان السويد (وليس دولة السويد – علينا التمييز). أما بخصوص الإبادة الأرمنية فهناك الكثير من البرلمانات التي اعترفت بها كإبادة ولكنها في نفس نص الإعتراف تذكر الإبادة الآشورية على أنها "مجازر وتشريد" مما يحرم الشعب الآشوري من مستحقاته القانونية في مسالة الإبادة، وكأن مجرّد ذكر الإبادة الآشورية يشكل بعبعاً بالنسبة للبعض، وكل هذا زرع الخيبة وعدم الثقة بهذه البرلمانات ودولها وأبرزها البرلمان الألماني، رغم أن ألمانيا آنذاك كانت حليفة تركيا وقد قامت بمهمات التجسس على القوات الآشورية ورغم أن عمليات القتل الجماعي بحق الآشوريين تستوفي شروط الإعتراف بالإبادة بمفهومها الدولي الذي يقوم على المقوّمات التالية :

-  القتل الجماعي الغير مبرر
-  إلحاق الضرر الجسدي والروحي بالجماعة
-  التجويع الجماعي بهدف التدمير الإجتماعي
-  نقل الأطفال عنوة الى مجتمعات وثقافات أخرى

سادساً : استمرار الإبادة الجماعية بحق الآشوريين

هذا الموضوع هو موضوع سياسي بحت، يتطرق إلى سياسة التعريب والأسلمة والتكريد على يد كل الفئات الدخيلة على بلاد الآشوريين، كلها بدون استثناء سواء كانت قومية أو دينية. فبعد إبادة 1915 ثم إبادة 1933 التي كانت وصمة العار الأولى على جبين الدولة العراقية في مهدها، بدأ خطر التكريد إثر بدء التمرد الكردي عام 1961 حيث بدأت عمليات تهجير الآشوريين من قراهم واحتلال أراضيهم عنوة ولا يزال هذا مستمرا على يد الأكراد حتى اليوم، محميين اولا بالدستور العراقي الذي كتبته أميركا وثانيا بالدستور الكردي الذي كتبته إسرائيل، وثالثا بسكوت الساسة الآشوريين من كافة الطوائف والتهائهم بفتات الأمور وإلهاء الشعب الآشوري بها لتغطية فشلهم.

هنا أنهي كلمتي التي تطرقت فيها إلى عدة مواضيع آملا بأن يكون لديّ المجال للتفصيل أكثر من خلال أسئلتكم وشكرا لكم.