المحرر موضوع: الإخوان المفسدون  (زيارة 859 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وفاء شـهاب الدين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 198
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الإخوان المفسدون
« في: 17:49 12/05/2018 »
الإخوان المفسدون
مساعد مسلم المزني
كاتب سعودي
 
كنت أود مخاطبة سمو الأمير محمد بن نايف حفظه الله لطلب الإذن ببيان ما نعلمه من هذه الفتنة الدهماء التي عصفت بعالمنا الاسلامي. و الآن و بعد الحث من ولي أمر المسلمين خادم الحرمين الشريفين وفقه الله على مساعدة إخواننا في مصر, فلا أقل من بيان الحق وهو جهدنا و قد يرى علماء السلف الكف عن الكلام في الفتن. لكن بعد أن أصبح شبابنا يختطفون من بين أيدينا لينضموا إلى هذه الدعوه المجرمه الظالمة للإسلام و أهله فلا مناص من أن يأخذ أهل العلم بحُجزهم عن النار بالأدلة الشرعية فقد قال صلى الله عليه و سلم " إني آخذ بحجزكم عن النار و أنتم تتهافتون فيها كتهافت الفراش " الحديث. و قال صلى الله عليه و سلم " تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك " .
و قد سبق القول في هذا الموقع و غيره عن نشأة تلك الدعوة و مؤسسها جمال الدين الأفغاني وهو مفتي إيران قبل أكثر من مئة سنة و اختياره مصر مقراً لها وهو لا يخفى على أحد ممن عرف الإسلام و عرف تاريخ القوم لكني الآن أقول : من ظن أن الله فرض الجهاد على الأفراد فقد أعظم على الله الفريه فلا جهاد إلا تحت راية إمام مسلم وسقوط إخواننا في سوريا بين هذه المعمعة لايعرفون عدوهم من صديقهم ولا أين جبهتهم التي يقاتلون تحت رايتها سببه غياب ذلك الركن العظيم من أركان الجهاد وما كان لهم أن يجهلوه وقد حرم الله عليهم أن يعرضوا أنفسهم وذرياتهم وممتلكاتهم لهذا القتل و الدمار غفر الله لهم.
و من ظن أن الله يعز الإسلام بقتل المسلمين فقد خرج عن الصراط المستقيم.
و من زعم أن المسلم يكفر باقتراف الكبيرة فقد اعتنق مذهب الخوارج وما حادثة الحرم عنا ببعيد الذين استحلوا المسجد الحرام في الشهر الحرام. و الناس لو رجعوا إلى تاريخ أسلاف هؤلاء لوجدوا أنهم هم الذين استحلوا دم عثمان بن عفان أمير المؤمنين لإقامة العدل بزعمهم وهم الذين قتلوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب انتصاراً للدين زعموا وقد سماهم الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمة الله عليه ,
( خوارج العصر ) .
و في مناظرة جرت بين الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمة الله عليه وبين أحد دعاتهم من هذه البلاد قال " إنكم ترون رأي الخوارج " و الخوارج هم الذين خرجوا عن الصراط المستقيم ولا يزال التطرف والغلو في الدين حتى يخرج المرء من دينه ويعترض على الله في تدبيره وقد وصل القوم إلى هذا المنعطف الخطير فقالوا نقتل هؤلاء لنقيم خليفة للمسلمين يحكم بشرع الله ونسوا أن الله مالك الملك وهم يقرأونها في آل عمران. فتحملوا من أمر الله مالا يطيقون ولسان حالهم يقول لا ياربنا نحن الذين نقوم بهذه المهمه جل الله وعز عن إفكهم و غلوهم. و هم يقرأون قول الله تعالى لنبيه "أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين"  وقالوا نعم نحن نكرههم على الإيمان. و هم يقرأون قوله تعالى "لا إكراه في الدين" ولايلتفتون إليها. ويقرأون "قل يا أيها الكافرون" و في آذانهم وقر.
ويتلى عليهم قوله صلى الله عليه وسلم "لا تقتلوا وليداً ولا شيخاً ولا عابداً في صومعته" الحديث بمعناه.  وقالوا لا بل نحرقهم بصوامعهم فأي دين بقي لهؤلاء. بل وفي حجة الوداع قال صل الله عليه وسلم "إن دماءكم و أموالكم و أعراضكم حرام عليكم  كحرمة يومكم هذا .إلخ" الحديث.
فقالوا لا "ماعندك سالفه" نستحل الدماء والأموال والأعراض والصدقات أيضاً باسم الجهاد. بأبي أنت و أمي يا رسول الله ماذا فعل الشيطان و أعوانه بأمتك.
يا أيها الناس والله ثم والله ماهذا الطريق فانتبهوا لأنفسكم قبل أن تزل قدم بعد ثبوتها وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله. أتدرون ماهو الطريق إلى الصراط المستقيم؟ هل تقرأون "اهدنا الصراط المستقيم" فأين هو؟
اعلموا أيها الناس أن الله تعالى قسم الخلق أربعة أقسام فأهل الصراط المستقيم هم الذين ذكروا في "ألم ذلك الكتاب لاريب فيه ... إلى قوله أولئك هم المفلحون" و قال صلى الله عليه وسلم للأعرابي الذي جاء يسأله عن شرائع الإسلام فأخبره قال: هل علي غيرها؟ قال: لا إلا أن تطوع, قال: والله لا أزيد عليها ولا أنقص, قال صلى الله عليه وسلم: أفلح إن صدق في أحد الروايات. فتأمل لفظ الفلاح في الآية والحديث والوصايا في آخر سورة الأنعام من قوله تعالى" قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم"  الآيات فهذا القسم الأول . وهو الصراط المستقيم الذي عليه خاتم النبي صلى الله عليه وسلم. والقسم الثاني: هم المذكورون في قوله تعالى" إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ختم الله على قلوبهم.. إلى قوله ولهم عذاب عظيم" .
والقسم الثالث: هم المنافقون, قال تعالى" ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر و ماهم بمؤمنين يخادعون الله والذين آمنوا" إلى قوله "وإذا لقوا الذين آمنوا قال آمنا" الآيات.
والقسم الرابع: شياطينهم وهم اليهود, قال تعالى" وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون".
فهذه الأقسام كلها في أول صفحة من كتاب الله إن كنتم تعلمون فليتخذ الناس لأنفسهم أي هذه الأقسام . ولا شك أن النفاق هم الرافضه ومن سار على نهجهم مثل أتباع هذه الدعوة فيا جنود مصر البواسل ويا أهل مصر الشجعان قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم و يخزهم و ينصركم عليهم و يشفِ صدور قوم مؤمنين فاثبتوا فإنكم على الحق و اخلصوا النية و إستعينوا بالله فإنا نحتسب قتلاكم شهداء بإذن الله و هذا الذي ندين الله به. و لا تغرنكم المظاهر وتتلاعب بكم الأهواء فإن الإسلام كله ماورد في حديث جبريل الذي رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال: يا محمد أخبرني عن الإسلام فأخبره, قال: أخبرني عن الإيمان, أخبرني عن الإحسان, أخبرني عن الساعه" الحديث المشهور في أول صحيح البخاري والقوم قد صدهم الله عن مسمى الإيمان لأنهم لا يؤمنون بالقدر لإعتراضهم على الله في أمره وتدبيره وعلى رسوله في حكمه و تقريره نسأل الله للمسلمين السلامه من شرهم والله أعلم وبيده الأمر وهو على كل شيء قدير