المحرر موضوع: معاناة لن يفهمها أحد حول الأرمن المسلمين ... بقلم آرا سوفاليان  (زيارة 1147 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Sound of Soul

  • الاداري الذهبي
  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 13100
  • الجنس: أنثى
  • اردت العيش كما تريد نفسي فعاشت نفسي كما يريد زماني
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://www.ankawa.com/forum/index.php/board,53.0.html






معاناة لن يفهمها أحد حول الأرمن المسلمين
بقلم آرا سوفاليان



لقد نشأت في مرحلة الطفولة في دار جدتي لأمي واسمها مارين حنا كعيب بغى ـ وبغى معناها بوغوص ولكنها محرفة لتجنب شرور الأتراك والأكراد في أرمينيا الغربية المحتلة ـ وسمعت اللهجة الماردينية في دارها وكانت علاقتي بمنزل جدتي علاقة حميمة وكان جدي لأمي عفيف حنا القس ـ الطفل الأرمني الذي ضاع في الحرب ووضعته أمه على عتبة دار حنا القس وسارت الى قدرها ـ يحبني وكنت حفيده الصغير وصديق دربه…كان عفيف على علاقة وثيقة مع كنيسة السريان ارثوذوكس في دمشق ووصل الى مرتبة خازن الكنيسة لشدة أمانته فكان وصي على اموال الكنيسة وجمعية مار افرام السرياني وكان في كل يوم يجتمع في منزله بالقساوسة والرهبان وأعضاء الجمعية والمهتمين بالكنيسة وكان يصحبني الى الكنيسة في كل يوم أحد، وكنت اسمع القصص الكثيرة عن ماردين وعلمت من جملة ما علمت انه بعد العام 1915 تم ترحيل معظم أهل ماردين في السوقية الأولى ثم الثانية واختار البعض الهرب وكابر البعض الآخر ووضع الملح على الجرح ولكن كانت المصائب أكبر من أن تحتمل وتعرضت بنات السريان للإغتصاب من قبل الأكراد والأتراك وتعرض المحتج للقتل واختار من تبقى من السريان ترك ماردين بدون عودة وتركوا دورهم والطمائر في الجدران (مقتنياتهم من الذهب).

هناك فئة من الماردينيين تركوا الدين المسيحي وتحولوا للإسلام وانصهروا وتلاشت اصولهم وتغيرت اسماؤهم وكناهم وهناك فئة قليلة هربت الى الضواحي والجبال وعادت بعد انقشاع الغمة واختارت البقاء في العهد الكمالي وهرب آخرون وهم يحملون كيس قمح واحد فقط لا غير لتتم مصادرته على الحدود من قبل الكماليين بدعوى انه لا يجوز خروج مال تركيا من تركيا.

الحقيقة معروفة من قبل الجميع وأغلب أهل ماردين يعيشون الآن في الحسكة والقامشلي ورأس العين ودير الزور وفي بغداد والموصل وفي حلب وحمص ودمشق وفي المهجر وخاصة ألمانيا والسويد والنروج والولايات المتحدة الأميركية.
أما ديار بكر وهي المدينة التي يفتخر بها الأرمن وقد تم بناؤها من قبل الملك ديكران الكبير الذي وصل بفتوحاته حتى عكا، فلقد أطلق عليها أهل ماردين لقب السودا، دياربكر السودا، لشدة وكثرة ما حدث بها من قتل وابادة وتشريد وإفناء في العام 1915 حتى غرقت بالدم ولم يبقى فيها مسيحي واحد وتم احراق كل كنائسها بمن فيها وانهارت اسقفها على المؤمنين… ـ من السريان السوريين أو من الأرمن ـ وتمت تصفية كل أهلها من المسيحيين الذين اقتيدوا الى سجونها المرعبة فكان صراخهم يهزّ المدينة وأسوارها ليلاً من شدة التعذيب ودماؤهم تصبغ حجارتها بلون العذاب ثم الموت.
كان الملك ديكران الكبير 95 ق م … من أعظم ملوك الأرمن بنى مدينة ديكراناجيرد “ديار بكر الحالية” وجعلها عاصمة لملكه وبنى لها اسوار وابراج عظيمة لا زالت ماثلة للعيان حتى يومنا هذا وفي الشطر المحتل من ارمينيا والذي يعرف بأرمينيا الغربية، وارمينيا الغربية العظيمة والتي تبدأ حدودها شرقاً من نهر الرث وسفوج جبال آراراد ماسيس الكبير وماسيس الصغير او الحارث والحويرث مروراً بالسواحل الشمالية للبحر الأسود متضمنة سامسون وارزروم ارزنكان وطرابزون ثم فان وقارص واولتي وباطوم وساسون وموش وبيتليس وسعرت وآرداهان والى ملاطيا في الغرب والذهاب جنوباً وحتى الحدود السورية والاتجاه شرقاً مروراً بديار بكر وماردين والرها وحتى الحدود الايرانية كلها اليوم بيد الأتراك…وامتد ملك ديكران الكبير الى عكا حيث عثر هناك على مصكوكات ذهبية تحمل صورته، ولم تتم المحافظة على امبراطورية ديكران الكبير لأن الشعب الأرمني كان ومنذ الأزل معرض للإبادات والحروب وكان يشكوا من نقص عدد السكان والوصول الى معدلات تقارب النفاد، ولولا رحمة الله …كان الشعب الأرمني معرض للفناء الكامل بعد أحداث الابادة الكبرى الجينوسيد في العام 1915 في ولاية فان كان عدد الأرمن يقارب النصف مليون انسان وهم الأكثرية وفي ديار بكر كان عدد الأرمن أقل من ذلك بقليل ولم يبق منهم أحد…نعرف ان هناك بعض الناجين هربوا الى ارمينيا وآخرون ضاعوا في بلاد الشام وصحارى الرقة ودير الزور ومات منهم الكثير اما الناجون فعددهم قليل جداً منهم من استمر في مواكبة قدره محتفظاً باسمه الأرمني ودين أبويه، وآخرون اندرجت أسماؤهم تحت المعادلة الصعبة وهي الانصهار في القوميات الأخرى ثم الذوبان التدريجي والضياع…و السؤال الصعب هو أين البقية؟ اين ذهب الآخرون؟ أين انصهر الآخرون؟ أين ضاع الآخرون ؟ وأين هم الآن؟…وهذا هو الجواب بعد 97 سنة.


.............................


مرحباً اسمي مصطفى دنكجيان من الأردن معان، اشكر لكم حسن متابعتكم لما للموضوع من أهميه والله الموفق قصتي غريبه عجيبه وقد بدأت على ما سمعت من كبار السن في عائلتي على الشكل الآتي: نحن عائله ارمنيه من ديار بكر… وكما تعلمون ايها الاحبّه فان الارمن الذين وصلوا للاردن بعد كارثة العام 1915 عددهم قليل نظراً لبعد الأردن عن تركيا… وقد استقر أغلبهم في مناطق شمال الاردن في العاصمه عمان… أما نحن فلقد ساقتنا الاقدار الي جنوب الاردن الى معان.

كنا ثلاث او اربع عائلات ارمنيه… وجنوب الاردن باديه وسكانه بدو مسلمين ولا وجود لعائلات مسيحية بينهم. وقررت عائلات الارمن الهجره الى الشمال، الى مناطق فيها مسيحين كالقدس وعمّان ولم يبقي في المنطقه الا جدي، الذي اضطر الى الانصهار بمحيطه العربي حيث نشأ وترعرع وتزوج من فتاة مسلمة واسلم ورزقه الله بأولاد وصارت له عائلة. وكبرت العائلة وصار لجدي أولاد وأحفاد وعرف الأولاد والأحفاد قصة جدي واصوله الأرمنية واسمه الارمني واسم والده وجده فهو يدعى ارتين هاكوب ماردو دنكجيان.
وبعد ان اشهر اسلامه عرف بإسم شكري ارتين ولم يهتم أحد في ذلك الوقت لهذه القصة فالكل منشغل بالركض وراء رزقه وتأمين قوت اولاده ومعيشتهم فضاعت اصولنا وضاع اسمنا الارمني بحيث لم نعد نتمكن من استعادته وهناك صرخة ضمير في اعماق كل واحد منا من الأصل الى الفرع الى فرع الفرع تهزنا وبعنف تخاطبنا بصرخة نفهمها ولا نفهمها تقول لنا أنتم لستم أنتم !!! أنتم أناس آخرون !!! لكم جذور ضاربة في الأرض هناك في ديكراناجيرد في أرمينيا الغربية المحتلة، هناك قبور أجدادكم وعلى الشواهد المحطمة صلبان مزخرفة والصلاة الربانية محفورة تحت الصلبان وبعدها يرد النقش الآتي: هنا يرقد بسلام هاكوب دنكجيان ولد في ديكراناجيرد ومات فيها…وشاهدة قبر أخرى محطمة الى أربعة أقسام ومخفية تحت التراب وعليها صليب أكبر وأجمل مزخرف ومحطم الى اربعة أقسام والسلام الملائكي محفور في الحجر ومقطّع وفي نهايته العبارة: هنا يرقد بسلام مارديروس دنكجيان ولد في دكراناجيرد ومات فيها شامخاً مرفوع الرأس… هذا أرثكم هذا تاريخكم هذه حقيقتكم هناك اولادكم وأحفادكم هناك أصولكم ورفاة آل دنكجيان الذين روا أرض ديكراناجيرد بدمائهم المقدسة، وضاعت صرخات عذاباتهم وأنينهم وخمدت على صخور قلاع ديكراناجيرد وأسوارها…أنتم لستم أنتم !!! أنتم أناس آخرون !!! أناس آخرون سحقتهم المجزرة وظلم الانسان لأخيه الانسان.كان والد جدي ويدعى هاكوب دنكجيان صاحب مطحنه في ديار بكر وكنت اسمع من شقيقات جدي ان جدنا الأكبر هاكوب دنكجيان كان ميسور الحال ويملك بيت من طابقين يقع في مواجهة باب القلعة في ديكراناجيرد “دياربكر” وكان عنده بقر وخيل وعمال يعملون لديه في المطحنة…وصل جدي آرتين هاكوب ماردو دنكجيان الى الأردن في العام 1918 صبراً وبطريقة لا يعلم بها غير الله مشفوعة بالقهر والذل والعذاب وفي خط تهجير وقتل وموت بدأ من ديكراناجيرد الى حلب ثم الى لبنان فدمشق ثم الأردن، وصل جدي آرتين الى الأردن مع أمه آنّا سركيس حمّامجيان ANNA SARKIS HAMAMJYANوشقيقاته هايكانوش HAYGANOUSH ونفيرNEVER ولافونتين LAFOTAINE يصحبهم خالهم كارابيت حمّامجيان GARABED HAMMAMJYAN…وانقطعت صلتنا بآل دنكجيان الأصل ولم نعد نعرف عنهم شيئاً وسمعنا أن هناك منهم من هاجر الى الولايات المتحدة…وكانت لجدي آرتين عمّة تزوجت في تركيا وظلت هناك ثم هاجرت وعائلتها الى اليونان وضاعت أخبارها وكان أسمها لوسيانا دنكجيان.
والآن فأنا أطلب المساعدة من عموم الأرمن ومن آل دنكجيان الذين تعود أصولهم الى مدينة ديكراناجيرد في اسكات تلك الصرخة التي تهز ضمائرنا ليل نهار، صرخة الضمير تلك التي تعصف في اعماق كل واحد منا من الأصل الى الفرع الى فرع الفرع تهزنا وبعنف تخاطبنا بلغة نفهمها ولا نفهمها تقول لنا أنتم لستم أنتم !!! أنتم أناس آخرون !!! نريد ان نعرف من هم أقرباؤنا بعد أن عرفنا من نكون…أنا مصطفى دنكجيان أو ديكران دنكجيان العنيد كما كانت تلقبني شقيقة جدي آرتين والمدعوة نفير…كانت تقول لي ديكران العنيد ديكران العنيد…كنت طفلاً لا أعي ما تقول ولا أفهم ما تعني لأكتشف الآن انها كانت جزء من تلك الصرخة !!!

أريد المساعدة في البحث عن اقربائي فأنا عثرت على اسمي وعثرت على لقبي وبقي عليّ أن أعثر على أقاربي…أنتظركم يا أقربائي بفارغ الصبر والمحبة…أبنكم ديكران العنيد دنكجيان.
صاحب المعاناة التي لن يفهمها أحد معاناة الأرمن المسلمين…

.................................


أحببت المقالة وأحببت المناشدة وأحببت الرجل ونظرت الى صورته فرأيت فيها كل الاباء والشهامة والنشامة فكتبت تحت قصته التعليق التالي ووعدته بالمساعدة…قلت:
كلنا نفهمها يا مصطفى وحياتك…الدم الأرمني هو المهم والدين هو عنوان متفرع عن عنوان كبير هو الانسانية …معاناة لن يفهمها أحد (ارمن مسلمين) …نحن كلنا نفهمها بغض النظر عن حرف “لن” هذا كيف استطيع أن… وكما يقول الأرمن …tsavet danem …(أذهب بآلامك أو أمسح آلامك) اسأل عن معنى عبارة tsavet danem الأرمنية… وانا مستعد لها بالطريقة التي تريد… دمك ارمني يا مصطفى يا ديكران العنيد وهذا رائع ولا يهم ألف دين بعد ذلك…هناك ارمن في اميركا يعتنقون اديان لا حصر لها… ومرة فكرت ان اتحول الى البوذية ولكني لم أعرف كيف واين اسجل…لأكتشف ان قناعتي الداخلية أغلى بكثير من كل سجلات النفوس في كل دول العالم وكل كنائس العالم وكل الأحوال المدنية …فأنا عندي حضارة ومدنية وقناعة وأصول تتفوق على كل قناعات الحكومات واساليبها الاحصائية والتنظيمية …انت ارمني يا مصطفى أنت أرمني بالدم يا ديكران العنيد… وهذا يكفي ويتفوق على كل ما عداه ولي الشرف بتقديم المساعدة قدر استطاعتي.

آرا سوفاليان

كاتب انساني وباحث في الشأن الأرمني

دمشق
[/color]

http://www.ankawa.org/vshare/view/10418/god-bless

ما دام هناك في السماء من يحميني ليس هنا في الارض من يكسرني
ربي لا ادري ما تحمله لي الايام لكن ثقتي بانك معي تكفيني
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,603190.0.html
ايميل ادارة منتدى الهجرةsound@ankawa.com