المحرر موضوع: لماذا كلفت ليلى العطار الفنان علي الدليمي تسلم ادارة المتحف  (زيارة 968 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف الموسوي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1150
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

لماذا كلفت ليلى العطار الفنان علي الدليمي تسلم ادارة المتحف

 
الفن التشكيلي العراقي دائماً امتلك مقوماته والقدرة على التجاوب مع التقدم والتطور كونه انطلق من أساس متين ونشأ في بيئة لها معطيات جمالية وفكرية وأكاديمية وثقافية، وبعد أن تركت شواهد الحضارة العراقية سحرها ومفعولها الكبير على عمل الفنان العراقي، كانت الأعمال الفنية العراقية تحمل الإتجاهات والأساليب والمدارس الفنية المتنوعة، وتتحد ملامح إبداعات الفنان بالمرحلة التاريخية التي يعيش مناخها ويخوض غمارها لذا كان الفن منذ بداياته معطياته وهويته ومعالمه الواضحة لأنه مرآة للواقع بل برهن الفن العراقي على أنه وليد الشروط الاجتماعية والثقافية.
وهذا ما جعل الأعمال الفنية العراقية ذات قيمة عالية وهي مستودعة في متحف الفن الحديث (وزارة الثقافة حالياً) أعمال تصل إلى 8000 بين نحت ورسم وكرافيك ونماذج مصغرة (ماكيتات) هذا الارث الفني والإنساني والجمالي تعرض لأكبر عملية سرقة في تاريخ الفن العراقي، خلال الأحداث التي تعرض لها العراق عام 2003
مدير قسم المتحفية في دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة الفنان والكاتب والناقد التشكيلي على الدليمي والذي كلف للعمل كمدير للمتحف حينها يتحدث عن أسرار سرقة الأعمال الفنية فيقول:
كلفت من قبل الفنانة التشكيلية الراحلة ليلى العطار (إذ كانت تشغل منصب مدير عام مركز الفنون)، بتسلم منصب مدير المتحف عام 1995. كوني قد اجتزت عدداً من الدورات في أرشفة وحفظ الأعمال الفنية، وكيفية اإدارة المتاحف الفنية وتبويب الأعمال ودورات في كيفية التعرف على الأعمال الأصلية، وحين تسلمت المتحف وجدته يحتوى على أعمال لجيل الرواد الزاخر بالعطاء الفني والجمالي أعمال لفرج عبو وعطا صبري وفائق حسن وكاظم حيدر وعبد القادر الرسام وميران السعدي وغيرهم من آوائل رواد الحركة الفنية في العراق ولما يمثل بداية الادراك الفني العراقي، وأعمال لجيل ما بعد الرواد والجيل الثالث وأعمال للفنانين الشباب حينها ومقتنيات فنية عالية القيمة ان لم أقل نادرة كونها تمثل ارثاً فنياً عراقياً، تصطف وتتكدس في المتحف بنحو غير مرتب على وفق قانون الأرشيف المتحفي المعمول به في المتاحف في كل العالم فعملت فريق عمل لكتابة تفاصيل كل عمل فني، من أجل ان يدخل ضمن قانون الارشيف الفني وليكون متحفياً، وذلك بالكتابة خلف العمل بالقلم الأحمر، تفاصيل تتضمن إسم العمل وإسم الفنان وتاريخ إنجاز العمل ونوعه أي المدرسة أو الإتجاه الذي يمثله، ومن ثم ختمه بختم مركز الفنون فيكون العمل فيه هوية، ومن ثم دونت المعلومات في قائمة (كارت) ونقلت المعلومات من الكارتات إلى سجل خاص بالأعمال، حينها لم يكن في الدائرة أجهزة تكنلوجيا للتوثيق، وفتحنا الطوابق وصارت مبوبة بنحو منتظم ،إذ كان الطابق الاول خاصاً بالأعمال التي تنتمي للفن الحديث، وتم تخصيص قاعة لأعمال ليلى العطار فيه، أما الطابق الثاني خصص لأعمال الفنانين الرواد، فيما كان الطابق الثالث قد خصص لمنتخبات من الفن العراقي وفيه جناح خاص للفنان محمد غني حكمت كان قد أهدى كل النماذج (الماكيتات) الخاصة بأعماله والمداليات والأنواط ومعها كتاب خاص بكل اعماله للمتحف حينها، وكانت بحدود أربعمئة بين اعمال ونماذج وانواط ومداليات، وتضمن هذا الطابق جناحاً خاصاً للفنان ماهود احمد ونوري الراوي وعلي طالب وغيرهم أما الطابق الرابع فقد تضمن كل اللوحات العالمية والعراقية للخط العربي وجناح للكرافيك العالمي، فيما كان الطابق الارضي متحركاً، أي يحدث وبنحو دوري تبديل وترتيب بالعرض فيكون هناك إيداع وإخراج أعمال من المخزن بنحو مستمر.
ويكمل الدليمي حديثه قائلاً: ما حدث ان المتحف تعرض إلى سرقة دقيقة ومرتبة ومنظمة وبطريقة محكمة لان الأعمال انتزعت من الإطار (الفريم) وسرقت معها السجلات والقوائم الخاصة بها بحيث لا نستطيع الاستدلال على العمل إلا عبر الذاكرة ومن خلال خبرتي الطويلة في العمل وهناك أجنحة سرقت بالكامل، مثل جناح أعمال الفنانة ليلى العطار، والذي كان يتضمن بحدود 20 عملاً سرقت كلها، وما يحتوي المتحف الآن بعض أعمالها والغريب ان اياً من أعمالها لم يستعد على الرغم من ان أعمالًا لكبار الفنانين الرواد قد أستعيدت مثل فائق حسن وجواد سليم وغيرهما.
أما عن دور الامم المتحدة فقال: لم تقدم أي شيء إلا انها في بعض الاحيان ترسل استفساراً عن قيمة عمل معين مسروق فأكتب لها بأنه يساوي أكثر من مليار دولار لان ما سرق لا يقدر بثمن.
أما عن الأعمال التي استعيدت قال: في أثناء عملية السرقة كان طبيب عراقي يسكن جوار الدائرة وقد شهد عمليات السرقة فأخذ عدداً من الأعمال وخبأها في بيته حتى عادت الامور إلى نصابها وجاء بالأعمال لانه عراقي أصيل، إضافة إلى بعض الاشخاص المهتمين بالفن قاموا بشراء الأعمال من ساحة الميدان ومن أماكن أخرى وقدموها للدائرة وهذا عمل وطني كبير.
وما زلنا ننتظر الآف الاعمال التي سرقت ان تعود للدائرة عبر منظمة الانتربول الدولية.
الصحفيه وداد ابراهيم