المحرر موضوع: هذا هو ناتج الحصاد في انتخابات 2018  (زيارة 1161 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل قيصر السناطي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 791
  • الجنس: ذكر
  • عضو فعال جدا
    • رقم ICQ - 6192125896
    • MSN مسنجر - kayssar04@yahoo.com
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

قيصر السناطي
 
هذا هو ناتج الحصاد في انتخابات 2018
 في البداية لا بد من القول ان الأنتخابات  الصحيحة في الدول المتقدمة  هي ان يذهب الناخب ويختار الشخص الذي يعتقد انه  الأفضل من بين المرشحين بدون اي اعتبارات دينية او قومية او مناطقية او عشائرية، ولكن في العراق وكما هو الحال في بقية الدول العربية والأسلامية تلعب العوامل التي ذكرناها دورا مهما ورئيسيا في انتخاب المرشح ، وهذا يعني فوز اشخاص غير كفوئين وغير نزيهين، وهذا الذي حصل خلال ثلاث دورات انتخابية.
وبعد ان اسدل الستار عن انتخابات  2018 ظهرت العديد من الحقائق المتوقعة  سواء للمكونات الكبيرة اوالصغيرة، ان الفساد الذي انتشر في العراق منذ السقوط ولحد الأن وخاصة في فترة حكم المالكي جعل المواطن حائرا بين المشاركة او المقاطعة، فالأغلبية التي قررت المقاطعة هي التي تعتقد ان الأنتخابات لا فائدة منها وان الحيتان الكبيرة رتبت اوراقها من جديد ودخلت الأنتخابات عن طريق قوائم بأسماء جديدة ولكنها احتفظت بجميع الوجوه السابقة لكي تلعب على المواطن وتخدعه لكي يصوت في هذه الأنتخابات، اما الطرف الثاني وهذه كانت اقلية دعت الى المشاركة في الأنتخابات مع رفض كل الوجوه السابقة من اجل احداث التغير في المستقبل.
 اما الطرف الثالث وهو الطرف الذي لا يبالي وخاصة الشريحة التي هاجرت وأصبحت هموم الوطن لا تعنيها وليست من اهتمامتها بعد ان استقرت في المهجر ولا تفكر ابدا في العودة لما تحمله في ذاكرتها من معانات وألام وغبن في الوطن الأم قبل الهجرة، بالأضافة.لما تسمعه من الأعلام عن الفساد المستشري في البلاد، ولهذا جاءت المشاركة بنسبة 44.52%  نتيجة لفقدان الثقة بالطبقة السياسية التي دمرت البلاد نتيجة الفساد ونظام المحاصصة الذي قسم اموال البلاد بين الطبقة السياسية على شكل شراكة والذي ابقي الأوضاع على حالها بل زادت سوءا ولم تقدم اي خدمات للمواطن برغم الأموال الهائلة من بيع النفط .
فالكل يتحدث عن الفساد وضرورة محاربته ولكن لا احد يريد ذلك فعليا لأن الجميع الكتل مشتركة في صفقات الفساد.لذلك كان الصراع في هذه الأنتخابات لأجل تكرار السيناريو السابق مع تغير بسيط.اما فيما يخص الكوتا المسيحية والتي قال عنها غبطة البطريرك مار لويس ساكو قبل الأنتخابات كنى نتمنى  ان يكون للمكون المسيحي قائمة موحدة لكي يختار ابناء شعبنا من هو الفضل والنزيه لكي يمثله في مجلس النواب لأن المسيحيين يمثلون شعب بلاد ما بين النهرين الأصلاء ويجمعهم التأريخ والعادات واللغة والمصير المشترك وأن ما يجمعهم اكثر مما يفرقهم.
 غير ان دخول المكون المسيحي في احزاب السلطة والأقليم وتداخل المصالح لم تتحقق هذه الأمنية ، فأخذ كل فريق يغني على ليلاه ويبحث عن جميع الوسائل لكسب اكبر عدد من الأصوات.حتى وأن كانت بواسطة الأحزاب والتيارات غير المسيحية وهذا الذي حصل عندما فازت قائمة بابليون بمقعدين بمساندة بعض الأطراف الشيعية،وهذا يعني ان صوتين من الكوتا المسيحية اصبحت تحت مظلة التيار الشيعي الذي ساند قائمة بابليون.وعلى الرغم ان الكوتا المسيحية لن تستطيع تغير  الواقع الحالي ولكن كام يمكن ان تحافظ على استقلاليتها بعيدة عن الصفقات التي تطبخ لتمرير التشريعات والقوانين المقترحة للتصويت.
 ومن هنا نقول لا فائدة من البكاء على الأطلال بل يجب ان نعترف جميعا بأن النظام السياسي الحالي فاشل بكل المقاييس المبني على المحاصصة ولا يمكن ان ينجح في ظل هذه الثفاقة الفاسدة التي انتشرت داخل المجتمع العراقي،ان ما يمكن ان توقعه هو تغير بسيط في الطاقم السياسي الحاكم بعد الشد والجذب بين القوائم الفائزة وبتأثير من النفوذ الخارجي سواء كان من ايران او من الجانب الأمريكي الصديق الذي  قدم تضحيات كبيرة وصرف المليارات في العراق ولم يحصل حتى على كلمة شكر من الشعب العراقي،وفي هذه الحالة ليس امامنا الا ان نعترف بهذا الواقع المؤلم  ونقول مبروك للقوائم الفائزة ولا فائدة من اعتراض القوائم الخاسرة، والله يكون في عون الشرفاء العراقيين لما يعانوه في ظل هذا الوضع المعقد الذي صنعته الطبقة السياسية التي ادرات شؤون البلاد خلال 15 سنة بعد سقوط النظام السابق.
 والله من وراء القصد