المحرر موضوع: هل كان المسيح وتلاميذه شاذين جنسياً ؟٥  (زيارة 711 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عمانويل ريكاني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 147
    • مشاهدة الملف الشخصي
Yes         هل كان المسيح وتلاميذه شاذين جنسياً ؟
              بقلم عمانوئيل يونان الريكاني /عراق /استراليا
أستلمت قبل أيام رسالة ألكترونية أنتشرت على جميع مواقع التواصل الأجتماعي كالنار في الهشيم فحواها فيها نبرة تحذير من أنه سوف يتم عرض فيلم "كوربوس كريستي" corpus christi في اللاتينية يعني "جسد المسيح" للمؤلف تيري ماكنيل Terrence McNally بين شهري حزيران وآب في كل من أميركا وأفريقيا فيها من الأساءة والأستهزاء والسخرية من السيد المسيح وتلاميذه ما تقشعر منه الأبدان وتشمئز منه الأذهان عندما يعتبرهم مجرد شلة من الشاذين جنسياً وحفنة من المنحرفين نفسياً من خلال قراءة لا أنجيلية للأنجيل تعكس نجاسة أفكارهم وقذارة نفوسهم ودناسة قلوبهم ووساخة روحهم . فالغاية من النيل من هذا الرمز العظيم لا تخفى على نبيه أما من أجل حفنة من الدولارات أو حب الشهرة أو لأضفاء شرعية على ظاهرة زواج المثليين التي أصبحت موضة العصر وافقت عليه كثير من بلدان العالم أو زعزعة أيمان الناس بالأديان.
والمطلوب تشكيل لوبي مسيحي "جماعة الضغط" للتصدي لهذه الهجمة الشرسة والعدوان المسعور التي تحاول النيل من المسيحية من خلال ضرب مؤسسها وذلك لن يكون إلا من خلال منع عرضه أو أقل ما نستطيع القيام به أن يصل  مشاهديه الى أقل عدد ممكن من الناس وبذلك نكون قد أدينا واجبنا ويختم الرسالة بقول يسوع ( كل من ينكرني قدام الناس أنكره قدام أبي في السموات).
أنا لا أشك لحظة بأن أصحاب الرسالة ذو عاطفة دينية متقدة وغيرة مسيحية وهاجة هدفهم نبيل وشريف وطاهر هي الدفاع عن العقائد المسيحية وحماية الثوابت التاريخية من محاولة المساس بها . هذا موقف صادق ورائع يستحق الثناء والشكر لكن ما الحل ما هو شكل الدفاع ؟ هنا يجب أخذ الحيطة والحذر والتصرف بحكمة لا بتهور.هل نتصرف بطريقة همجية مثل ما يقوم به بعض المسلمين عندما يساء الى نبيهم في الغرب يحرقون الكنائس في الشرق ؟ هذا ما قام به بعض مسيحيي الغرب بالأعتداء على دور العرض التي عرضت أفلام لا تعجبهم عن المسيح. أن هذا الأسلوب غير حضاري ومرفوض أخلاقياً ومسيحياً ولا يمكن تبرير العنف بكل أشكاله اللفظي والجسدي تحت أي غطاء.
ما أتعس الأله الذي بحاجة الى دفاع من الأنسان وما أشقى الديانة التي تنتظر الحماية من أتباعها. إن يسوع هو مصدر قوتنا بأتحادنا به نكون في أمان وطالما يقظ في سفينة حياتنا لن تغرقها أمواج الشر الهائجة .هو الذي وعدنا بالدفاع عنا وحمايتنا عندما قال " لا تهتموا كيف أو بما تتكلمون ، لأنكم تعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به ، لأن لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم ". وهو لم يتركنا يتامى بل أسس كنيسته المسوسة من الروح القدس على الصخر وقال لها "أبواب الجحيم لن تقوى عليها". ولن نستخدم سياسة دفن الرؤوس في الرمال كالنعامة لا مبالين تجاه كل ما يدور  حولنا وإلا أصبحنا كالعبيد البطالين لا نستثمر وزناتنا التي اؤتمنا عليها .
الحل الأمثل لهكذا نوع من المشاكل أن نقبل المواجهة بدون خوف وقلق وتردد متسلحين بروح الأنجيل وقيم العصر في أحترام الرأي والرأي الأخر وأن نقارع الفكر بالفكر والحجة بالحجة وأن لا نمنع الأخرين من مشاهدة الأفلام تحت ذريعة الخوف من زعزعة أيمانهم فالوصاية على العقول والقمع الفكري عفى عليه الزمان ومن رواسب العصور المظلمة . فكل أنسان عقله هو مرجعيته يحدد الصح من الخطأ ويكون من الأفضل أن لا يقطع صلته بالكنيسة التي تحاول جاهدة تثقيفه مسيحياً وتوعيته فكرياً لكي لا يقع فريسة سهلة للذئاب الخاطفة . كثير من ألأباء الأفاضل  والمفكرين المسيحيين  وذوي الأرادة الخيرة في الشرق والغرب فضحوا هذه الأفتراءات والأكاذيب والألاعيب. لا مبرر للقلق من هذه الأفلام فكثير من أقلام المسلمين سارت على نفس المنوال صفحات الأنترنيت تشهد على هذا شاركوا أخوتهم في الرضاعة من بعض الغربيين في أعتبار يسوع شاذ جنسياً والسبب معروف تشويه سمعة يسوع الأنجيل لتجميل صورة عيسى القرآن وردنا سيكون على كل من يكون له هذه النظرة القبيحة.
ترددت كثيراً في الرد على هذه التفاهات والسخافات والحماقات فالمواضيع التي تفتقر الى البحث التاريخي الرصين والتي لا دليل عليها ولا برهان سوى خيال الكاتب المريض وأعتماده على الظنون والشكوك والتخمينات لا تستحق بذل أي جهد في تفنيدها . لكن من أجل بعض نفوس الأخوة الصغار لئلا يعثروا قررنا النزول الى الحلبة لخوض المعركة.
ليس هذا الفيلم الأول من نوعه ولن يكون الأخير كثيرة هي الأفلام التي تناولت حياة السيد المسيح تجاوزت العشرات لا بل المئات بين المدح والقدح والأجلال والقذف .فشخصية بهذه العظمة لا بد ان تكون مادة خصبة لكل كاتب ومؤلف ومخرج أن يدلو بدله. وموقف الكنيسة كان متذبذب بين الرفض والقبول . ومن الأفلام التي لا زالت محفورة في الذاكرة والتي أثارت جدلاً وأشعلت غضب الكنيسة والمسيحيين فيلم "الأغواء الأخير للمسيح" the last temptation of Christ  الفيلم من أخراج المخرج الكبير Martin Scorsese وكان الفيلم يجسد المسيح كأي أنسان عادي ضعيف أمام شهواته وعاجز عن مقاومة أي أغراءات عكس الصورة الموجودة في الكتاب المقدس حيث يتحدى فيها المسيح أعدائه قائلاً " من منكم يبكتني على خطيئة " .فيلم الأغواء الأخير للمسيح هو مأخوذ عن رواية للكاتب اليوناني  Nikon’s Kazantzakis والتي نشرت اول مرة عام 1951.
والأن ندخل صلب الموضوع لنثبِّت بالأدلة القاطعة والتي لا محل الظنون ولا نحمل النصوص ما لم تقله كما يفعل المشبهون  أن الشذوذ الجنسي محرم في عهديه القديم والجديد ولكم بعض الأيات ويبقى الحكم عندكم:
جاء في سفر اللاويين 21:18 ولا تعط من زرعك للإجازة لمولك لئلا تدنس أسم إلهك .أنا الرب.22:18 ولا تضاجع ذكراً مضاجعة أمرأة إنه رجس.13:20  وإذا أضطجع رجل مع ذكر أضطجاع أمرأة فقد فعلا كلاهما رجساً .إنهما يقتلان دمهما عليهما .
سفر التثنية 17:23 لا تكن زانية من بنات أسرائيل ،ولا يكن مأبون من بني أسرائيل.
رسالة بولس الرسول الى أهل رومية 27:1  وكذلك الذكور أيضاً تاركين أستعمال الأنثى الطبيعي ،أشتعلوا بشهواته بعضهم لبعض ، فاعلين الفحشاء ذكوراً بذكور ، ونائلين في أنفسهم جزاء ضلالهم المحق.
رسالة بولس الرسول الأولى الى أهل كورونثوس 9:6  أم لستم تعلمون أن الظالمين لا يرثون ملكوت الله ؟ لا تضلوا : لا زناة ولا عبدة أوثان ولا فَاسِقُون ولا مأبونون ولا مضاجعو ذكور.
هذا غيض من فيض من بعض الأيات الواضحة كالشمس والتي لا لَبْس فيها التي هكذا فهمها اليهود والمسيحيين على مر التاريخ . لماذا تجاهل نصوص قطعية الدلالة والتشبث بمفردات دون تحديد معانيها والفارق بين الثقافة القديمة والحديثة والتي تظنون فيها أيحاء جنسي وإن دل هذا يدل على خيالكم المريض وثقافتكم السوقية . ألا تعلمون أن الجسد مرآة النفس له لغة يعبر فيها عن عالمه الداخلي من عواطف ومشاعر وأحاسيس على شكل حركات ونظرات وإيماءات لها معاني تشترك وتختلف فيما بينها الشعوب. فالقبلات والمعانقة والمصافحة وغيرها التي وردت في الأنجيل اذا رأيناها  بنظارات جنسية سنضرب في مقتل أجمل ما في الأنسان  من حب وصداقة وود وأحترام ويصبح الكل شاذ ومنحرف. وسؤالي هو من منكم لم يعانق أمه ويقبل أخته ويصافح أباه ويمطر أحلى كلام على أصدقائه ومحبيه هل جميعكم شاذين جنسياً؟
عندما لا تؤخذ النسبية الثقافية والأجتماعية بنظر الأعتبار سيكون هناك قصور في الفهم وخطأ في الحكم . ففي بلداننا تقبيل المرأة وأحياناً مصافحتها غير لائق يمكن تكون أمام مشهد إباحي أما تقبيل الرجال عادي جداً عكس ما يجري في الغرب تقبيل المرأة هو العادي أما تقبيل الرجل فيضعك في مصاف gay . أجمل ما يمكن الرد عليكم هو قول الرسول بولس "أية ( تي15:1) كل شيء طاهر الطاهرين، وأما للنجسين وغير المؤمنين فليس شيء طاهر، بل قد تنجس ذهنهم أيضاً وضميرهم.
ومن شبهات التي تثير حفيظتهم مفردات ذات شحنة جنسية جاءت في الأنجيل يفسروها على هواهم،المتكأ،الحضن،التعري.
جاء في اأنجيل يوحنا 23:13  وكان متكأ في حضن يسوع واحد من تلاميذه كان يسوع يحبه . " كان اليهود في ذلك الحين عند العشاء يجلسون بميل وهم متكئون على ذراعهم الأيسر فوق وسادة حول المائدة ، كما كان اليونانيون والرومانيون يفعلون على كل وسادة يتكأ أخر على ذات الوسادة . فكان يوحنا بسبب دالته يجلس بجوار السيد وتكون رأسه في حضن سيده" .
إن الحضن هو مقدمة الأنسان ما بين ذراعيه وهو صدر الرداء بعيد كل البعد عن ما يدعيه البعض بأن فيها إيحاء جنسي ولقد وردت مرات عديدة في الأنجيل.
في أنجيل بوقا 38:6  أعطوا تعطوا، كيلا جيدا ملبدا مهزوزا فائضا في احضانكم. لأنه بنفس الكيل الذي به تكيلون يكال لكم.
إنجيل بوقا 22:16  فمات المسكين وحملته الملائكة الى حضن ابراهيم . ومات الغني أيضاً ودفن.
أنجيل بوقا 23:16  فرفع عينيه في الجحيم وهو في العذاب ، ورأى من بعيد ولعازر في حضنه.
إنجيل يوحنا 18:1  الله لم يره أحد قط. الأبن الوحيد الذي هو في حضن الأب هو خبر.
لو أستندنا الى حججكم الباطلة ودعاويكم الكاذبة لأستنتجنا بأن الأرض والسماء شاذة جنسياً.
أما أستخدام ورقة الأيات التي وردت فيها كلمة التعري وتفسيرها على هواكم ليست أقل سخافة من قبلها.
الأعداد من يوحنا 4:13   قام عن العشاء، وخلع ثيابه، وأخذ منشفة وأتزر بها.
كان على المشتبهين لو كانوا من محبي الحقيقة وهذا أشك به أن يكلفوا أنفسهم عنان البحث عن الملابس عند اليهود ليعرفوا الحق والحق يحررهم لا أن يعيشوا في الظلمة.
جاء في سفر الخروج 4:28 هذه هي الثياب التي يصنعونها :صدرة  ورداء وجبة وقميص مخرم وعمامة ومنطقة. فيصنعون ثياباً مقدسة لهارون أخيك ولبنيه ليكهن لي.
سفر الخروج 5:29  وتأخذ الثياب وتلبس هارون القميص وجبة الرداء والرداء والصدرة وتشده بزنار الرداء.
أي أن أول شيء يلبسه فوق السراويل (الملابس الداخلية) هو القميص وبعدها جبة الرداء ثم الرداء ثم الصدرة . فعندما يذكر اليهودي أنه خلع ثيابه أي يقصد أحد هذه القطع ويبقى مرتدياً القميص فوق السروال واكبر دليل على ارتداء يسوع اربع قطع ثم القميص هو حادثة الصلب .
يوحنا 23:19  ثم ان العسكر لما كانوا قد صلبوا يسوع ، أخذوا ثيابه وجعلوها أربعة أقسام لكل عسكري قسماً. وأخذوا القميص أيضاً . وكان القميص بغير خياطة منسوجاً كله من فوق. هل دخول يسوع الأحتفالي الى اورشليم واستقبال الناس له بالأغصان وفرش الثياب يوحي لنا بأننا أمام تعري جماعي.
كثيرة هي المواقف في الكتاب المقدس ان خلع الثياب ليس معناه التعري .
صموئيل الاول 4:18 وخلع يوناثان الجبة التي عليه وأعطاها لداوُد مع ثيابه وسيفه وقوسه ومنطقته . فهل وقف يوناثان ابن الملك عريان؟
سفر يونان 6:3  وبلغ الأمر ملك نينوى فقام عن كرسيه وخلع رداءه عنه وتغطى بمسح وجلس على الرماد . هل بقى الملك عرياناً ثم لَبْس المسح؟
سفر اللاويين 6:18  لا يقترب إنسان الى قريب جسده ليكشف العورة أنا الرب.
ان يسوع أكد ما جاء في سفر التكوين عن العلاقة الزوجية المقدسة بين الرجل والمرأة " من بدء الخليقة ذكراً وأنثى خلقهما الله ، من اجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بأمرأته " لماذا لم يذكر يسوع ذكر وذكر لو كان شاذاً جنسياً ؟ نحن نعرف بأن المثليين في عصرنا يدافعون عن وضعهم ويتظاهرون مطالبي الحكومات بمساواتهن مع الأخرين لأنهم أسوياء وليسوا شاذين كما يعتقدون.
نحن نعرف إن خطبة الجبل بما فيها من تعاليم سامية وقيم إنسانية راقية كانت مصدر إعجاب حتى غير المسيحيين ومن ضمنهم المهاتما غاندي فلماذا لم يستفتح يسوع الخطبة بتطويبة للشاذين جنسياً.
المسيح هو هو بالأمس واليوم والى الابد ان قافلة الحق تسير ولا تبالي بنباح كلاب الباطل .