المحرر موضوع: على الفائزين ألاّ يشمتوا والخاسرين الكف عن الجري وراء السراب  (زيارة 1609 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جاك يوسف الهوزي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1114
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 قبل كل شيء ، نهنئ جميع الفائزين بمقاعد الكوتا المخصصة لشعبنا المسيحي ونتمنى لهم النجاح في خدمته والدفاع عن حقوقه في وحل المستنقع السياسي الذي سيجدون انفسهم فيه .

نعرف بأنها مهمة صعبة جداً إنْ لم تكن مستحيله ، وكما نقول بالسورت ، لهجة أهل زاخو ( أدْ مَتّولا إيدو أْلْ قُرما دْناتو يَدِ ما جيرا بامْرْ ) ، أي الذي يضع يده على أذنه يعرف أي موال سيقول ، فالذين رشحوا أنفسهم كممثلين للدفاع عن حقوقنا كانوا يعرفون جيداً أية مصاعب تنتظرهم ، والسؤالين المهمين هنا هما :

هل سيتّحدون في الدفاع عن حقوق شعبنا كله دون أستثناء ؟
أم أنهم وصلوا الى غاياتهم بحصولهم على الكرسي الذي لهثَ وراءه الكثيرون ؟


إذا كان هدفهم الكرسي ، فأن مهمتهم قد إنتهت قبل أن تبدأ حتى ! وطبعاً هذا ما لايتمناه أحد من أبناء شعبنا ، الذي طالب غالبيته بتغيير الوجوه والأحزاب التي أحتكرت مقاعد البرلمان ومقاليد السلطة المخصصة لهم، وحصل ذلك بفوز وجوه جديدة وأحزاب وتنظيمات جديدة ، وربما بطرق ( جديدة ) كما يدّعي من خسر في هذه الأنتخابات .

إذاً الوجوه الجديدة أمام أختبار مهم وصعب لأثبات جدارتها بتمثيل شعبنا والتصدي للقرارات المجحفة التي يحاول البعض تمريرها ضده والنيل من حقوقه القوميه بإعتباره شعب أصيل يعيش على أراضيه منذ آلاف السنين، والأساءة الى معتقده الديني ومقدساته ، وإلاّ فإنها لن تكون سوى تكملة عدد .
لانقول هذا الكلام للتقليل من دورهم  ولكن إن لم يعملوا ككتلة واحدة - حتى وإن إختلفت إتجاهاتهم - للوقوف بوجه كل مايمكنه الأساءة الى شعبنا ، فإن وجودهم في البرلمان سيصبح كعدمه .

ولكي لانستبق الأحداث ، علينا الأنتظار قليلا قبل أن نصدر أحكاما مسبقة على أدائهم والتشكيك بمصداقيتهم حتى قبل بدأ عملهم، كما يفعل بعض الخاسرين الذين لم يصدقوا بأنهم أصبحوا خارج قبة البرلمان ، وعوضاً عن دراسة أسباب فشلهم والعمل على معالجتها بهدوء بعد إنتهاء الأنتخابات ، أخذوا يبحثون عن أية وسيلة لتبرير هزيمتهم وإلقاء اللوم على الآخرين ، وفعلهم هذا أشبه مايكون بالجري وراء السراب في الصحراء ومضيعة للوقت .

كما أن الشماتة والتشفي اللذان يمارسهما البعض الآخر بحق أشخاص أو أحزاب فشلت في الأنتخابات الأخيرة بطريقة غير مستحبة لا داعٍ ولا معنى لهما ، من الأفضل لنا جميعا أن نطوي صفحة الأنتخابات  والتفكير بهدوء في أفضل الوسائل الممكنة للعمل معاً من أجل الصالح العام لشعبنا وتجاوز أخطاء الماضي.

جاك يوسف الهوزي

corotal61@hotmail.com