المحرر موضوع: حول " المؤتمر الوطني الكردي السوري "  (زيارة 952 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صلاح بدرالدين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 945
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حول " المؤتمر الوطني الكردي السوري "
                                                                       
صلاح بدرالدين
أتمنى أن تكون دعوة السيدة – آسيا عبدالله – القيادية في – ب ي د – الى عقد المؤتمر الوطني الكردي السوري وهي الأولى من نوعها  " صحوة " ولو متأخرة وهي اشارة ايجابية ولكنها ناقصة لاقتصار دعوتها على الأحزاب فقط  وتجاهل الوطنيين والناشطين والشباب الكرد المستقلين وهم الغالبية الساحقة من شعبنا وللتذكير فأن – بزاف - طرحت فكرة المؤتمر الوطني الكردي السوري منذ نحو أربعة أعوام عبر نداءات وبيانات وجمع آلاف التواقيع على مواقع التواصل الاجتماعي وبعد لقاءات تشاورية عديدة في مختلف أماكن التواجد الكردي السوري بالوطن والشتات خلصت الى اصدار مشروع متكامل يتضمن برنامجا سياسيا بشقيه القومي والوطني ومقترحات لتشكيل لجنة تحضيرية للاشراف والاعداد بثلثين من المستقلين والثلث الآخر من الأحزاب على أن يعكس أعضاء المؤتمر نفس النسب ومن دون ذلك سيبقى الوضع كما هو عليه ولن يظهر أي جديد وكان آخر مقترحات – بزاف -  هو عقد المؤتمر المنشود في الوطن .
عشرات الأصدقاء المعلقين على البوست السابق بخصوص وجهة نظري النقدية حول دعوة القيادية في – ب ي د –  أسيا عبد الله - الأحزاب الى عقد مؤتمر وطني  كردي ومطالبتي بعدم اقتصار المؤتمر على الأحزاب التي فشلت بل يجب حتى ينجح أن يضم ثلثين من المستقلين وثلثا من الأحزاب هؤلاء شككوا في نوايا قادة  – ب ي د – في استخدام الشعارات النبيلة لغايات خاصة واعتبار أحزاب المجلس الكردي في موت سريري وجوابي هو ورغم هذه التقديرات الأقرب الى الصواب فان مشاركة الأحزاب بالشكل الذي طرحناه تعني الاعتراف الضمني بالفشل والتخلي عن مقولات ( الحزب الأوحد القائد والتمثيل الشرعي ) وخضوعها للأغلبية المستقلة أما الأضرار التي ألحقتها بشعبنا ووطننا وثورتنا وقضيتنا فلاشك أنها ستكون من مواضيع المؤتمر أخيرا أعلم أن قيادات هذه الأحزاب من دون استثناء تتعامل باحتقار مع شعبنا وحراكه الوطني المستقل وكل أصحاب الرأي المخالف وكل الكتلة التاريخية ولكن لابد من المكاشفة علنا حول مصير شعبنا ووطننا وقضايانا .
استكمالا للبوستين السابقين حول خلاف الوطنيين المستقلين مع الأحزاب بشأن شكل ومضمون ( المؤتمر الوطني الكردي السوري ) المنشود أقول صحيح أن أحزاب – المجلس الكردي – لاحول لها ولادور ولكن – ب ي د  – ومايمثل من مسميات في مأزق كبير بعد رهانه الخاسر مؤخرا على التعامل مع الأمريكان الذين يرون فيه مجرد أداة للاستخدام وقت اللزوم وبعد بوادر تحالف دولي حاسم لاستئصال شأفة الداعم والحليف الأساسي منذ نحو ثلاثة عقود لحزبه الأم – ب ك ك – وأقصد نظام طهران مما قلص ذلك من خياراته الى اثنين لاثالث لهما : البقاء كماهوعليه وعندها سيتحمل كل التبعات بمافي ذلك احتمالات الغرق في الوحل الايراني أو فك الارتباط مع قيادة – قنديل – قولا وعملا وانتهاج الخط الوطني الكردي السوري وقد يكون تكلفة ذلك خضة داخلية وصراعات ثم فرز ولكن في هذه الحالة سيكسب رضا الكرد والطريق الى تحقيق ذلك يمر عبر القبول بما طرحته – بزاف – منذ أربعة أعوام بالمشاركة هو وأحزاب المجلس بالثلث في المؤتمر القومي – الوطني وهو بصراحة بمثابة طوق النجاة أيضا لكل الأحزاب من تبعات أزماتها واخفاقاتها  .
يظهر التعريف الموضوعي للحركة الوطنية الكردية السورية المعاصرة أنها تتكون من سائر الطبقات الوطنية والفئات الاجتماعية والتيارات المتنوعة بعكس التعريف التقليدي المحصور في الأحزاب التي وبعد أن أحجمت عن التجديد وتشرذمت وعجزت عن حمل المشروع القومي ستنتقل المسؤولية التاريخية للمستقلين من ( مناضلين مخضرمين ونخب فكرية وثقافية وشباب ومرأة وتعبيرات المجتمع المدني ) وهناك اجتهاد علمي ملفت لايعتبر الأحزاب التي تحمل السلاح وتخدم أجندات خارجية في اطار المجتمع المدني واذا كان االتشخيص الافتراضي التقليدي لمكونات ( المؤتمر القومي – الوطني الكردي السوري ) المنشود قد فات أوانه – كما لاحظته أيضا من المداخلات -  فان علينا التفكير حول مدى أهلية الطرف الحزبي للمساهمة كشريك في الوحدة واعادة البناء بعد كل تجاربه المحبطة واخفاقاته وصدقيته المطعونة فيها  والفساد الذي ينخر بجسمه علما أن المستقلين عامة بكل تفرعاتهم مرشحون حاضرا ومستقبلا للقيام بالدور الرئيسي في اعادة بناء الحركة وهم يتميزون بالتنوع العمري والثقافة الديموقراطية  والتخصص والاستقلالية وبالنزاهة والواقعية والايمان بالحل السلمي والعيش المشترك ولاينقصهم سوى تنظيم صفوفهم .
بالرغم من كل النكبات والمآسي وفشل الأحزاب بطبيعتها الراهنة من تحقيق أية مكاسب تذكر للكرد السوريين لم تظهر أية وثيقة حزبية أقله منذ سبعة أعوام تتضمن مراجعة نقدية أو اعتراف بالأزمات المتلاحقة وسبل حلها ومسؤولو تلك الأحزاب مازالوا يعيشوت بعالم الأوهام لايرون الواقع المؤلم كما هو ولم يرف لهم جفن في معاناة عفرين ولم يهزهم تفريغ المناطق الأخرى وما زالوا مستمرون في خطابهم الاعلامي المضلل وكأنهم ( فاتحون ومحررون ! ) وموزعوا صكوك الوطنية ولطخة التخوين وعندما لايرون أبعد من أنوفهم يفوتهم المشهد الغالب على أرض الواقع المتجسد في المقابل الأكثري المخالف  : وطنييون مستقلون وجمهورالنشطاء الشباب ومبدعوا المجتمع المدني والحراك الوطني العام خارج ممالكهم الوهمية الباقية على قيد الحياة بفضل جرعات من خارج الحدود ومن المنطلق اياه ( يشبه لهم ) أن وحدة الكرد وحركتهم تتم بتناول القشور والفعل ورد الفعل من قبيل اعتقال هذا والمطالبة بفك أسر ذاك وليس تشخيص الأزمة وأسبابها أو مناقشة البديل عبر الحوار.
وفي ذات سياق انحرافات ( الأحزاب ) لاحظت في اليومين الأخيرين ردود فعل مختلفة تتراوح بين الاستغراب والادانة على لقاء وفد من حزب ( الوحدة) مع القنصلية الايرانية في السليمانية ) التي لها مهام أمنية خاصة وواجهة لنشاطات فيلق القدس في الحرس الثوري ) وليس القنصلية الايرانية العامة في أربيل عاصمة اقليم كردستان كما أرى فان المشهد يؤكد على ماذهبنا اليه سابقا من أن خروج الأمريكان من الاتفاق النووي والضغط المتزايد على ايران بغية اخراج مسلحيه وشبكاته وقواعده العسكرية من سوريا سيؤديان لامحالة الى فرزعميق في صفوف جماعات – ب ك ك – بسوريا بين من يتمسك بالعلاقة التكتيكية بالأمريكيين ضمن – قسد – وخارجها وبين المرتبطين بنظامي دمشق وطهران الذين تغذيهم قيادة – قنديل – ومن ضمنهم مسؤولون من حزب ( الوحدة ) المنادون بعودة – عفرين – الى سلطة نظام الاستبداد وبالرغم من عدم أهمية اللقاء الا أنه عينة من الحالة البائسة المحبطة الارتدادية للأحزاب .
وهكذا على الصعيد السوري العام فمايتعلق بالكيانات السياسية والحزبية االعاملة باسم المعارضة منذ ستة أعوام والتي ظهرت بمعزل عن الشرعيتين الشعبية والثورية وأغلقت الأبواب أمام الحراك الشبابي والوطنيين المستقلين وأخفقت في تحقيق أهداف الثورة وأية انجازات وخطوات تذكر وعجزت عن اجراء المراجعة النقدية عبر المؤتمر الوطني الجامع وكمثال : ( المجلس السوري والائتلاف وهيئة التفاوض وفصائل أستانا وووو ) فلن تعاد الروح اليها بتنصيب شخص محل آخر من الطينة ذاتها فهي أحوج ماتكون الى التغيير برنامجا وقيادات وسياسات ولاأعتقد أن ( حفلات التسليم والاستلام ) بالشكل المتبع ستهم السوريين أو تجلب انتباههم أو تعيد اليهم أي بصيص من الأمل .