المحرر موضوع: العراق بين دعم السعودية وتدخل إيران:  (زيارة 1351 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31322
    • مشاهدة الملف الشخصي
العراق بين دعم السعودية وتدخل إيران: الكفة تميل لصالح الدولة الوطنية
طهران تصر على الانفراد بالساحة العراقية، وقراءات خاطئة للصراع في المنطقة تعطي مبررا لعنف إيران وتدخلاتها.

العرب/ عنكاوا كوم
بغداد – عند الحديث عن الصراعات في الشرق الأوسط ودور إيران فيها، مازال البعض من مؤسسات البحث ووسائل الإعلام الغربية متأثرة بالمصطلحات التي روجتها الإدارة الأميركية في عهد باراك أوباما، من قبيل الحرب الطائفية بين إيران والمملكة العربية السعودية، واعتبراهما قوتين متماثلتين، الأولى سنية، والثانية شيعية، ضمن مقارنة لا تستقيم على مختلف الأصعدة.

نجد صدى هذه التوصيفات، التي ترددت في فترة انهماك واشنطن ومجموعة الـ5+1 بتوقيع الاتفاق النووي مع إيران، مؤثرا في تقارير مختلفة، من ذلك ما نشرته مجموعة الأزمات الدولية، وهي مؤسسة بحثية مقرها بروكسل، يتناول الوضع في العراق بعد الانتخابات البرلمانية، من زاوية المقارنة بين التدخل الإيراني والدور الذي يمكن أن تلعبه السعودية، في ظل مؤشرات تنبئ برغبة عراقية في العودة إلى الحضن العربي، والذي تمثل السعودية زاوية رئيسية فيه.

على مدى سنوات، بحثت إيران عن ثغرات لتنفذ منها وتحقق نفوذا في المنطقة. وتحقيق هذا الهدف يعني تهديد أمن السعودية وأمن دول الخليج العربي والمنطقة برمتها، الأمر الذي تسبّب في توتّر العلاقات بين الرياض وطهران التي شهدت من قبل فترات تقارب. وتدهورت العلاقات إلى أدنى مستوى بعد الاجتياح الأميركي للعراق. واليوم، بات العراق يدور تماما في فلك إيران، والتي تكشر عن أنيابها أمام كل محاولة لإعادة بناء الدولة الوطنية العراقية.

انطلقت كاتبة التقرير، وهي كبيرة محللي مجموعة الأزمات في شبه الجزيرة العربية، إليزابيث ديكنسون، من ذات الفكرة حول التنافس بين طهران والرياض، وقالت إن نتائج الانتخابات أثارت مخاوف من اندلاع توترات جديدة بالوكالة بين طهران والرياض اللتين تتواجهان بشكل غير مباشر حاليا في النزاعات الدائرة في اليمن وسوريا.

 
يكشف الجدل الدائر اليوم في العراق حول تشكيل الحكومة ومن سيفوز بمنصب رئيس الوزراء إلى أي مدى يمكن أن تؤثر إيران في مستقبل البلاد، وتضر برغبة العراقيين في طي صفحة الماضي ومحاولة التغلب على مجموعة من التحديات من أجل منع حدوث انحدار آخر يفضي إلى حالة من عدم الاستقرار وتقوية شوكة الإرهاب، وهو أمر يمكن أن يتحقق بانعتاق العراق من سيطرة إيران وانفتاحه على بقية دول المنطقة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، التي أعلنت انحيازا واضحا للدولة الوطنية العراقية ودعمت هذا التوجه من خلال إعادة العلاقات بعد سنوات من الفتور نجحت فيها طهران في تحويل العراق إلى حامية إيرانية

وإذا كان هذا الطرح قد يجد مبررا له في اليمن، بحكم تواجد السعودية على رأس التحالف العربي لاستعادة الشرعية، لكنه في العراق أبعد ما يكون عن الواقع، بل إن عددا من العراقيين يرون أن السعودية، والقوى الإقليمية العربية، أخطأت عندما لم تتدخل في العراق، لتحميه من تغوّل إيران، سياسيا وعسكريا، حيث وصل بها الأمر إلى حد التلاعب بالتركيبة السكانية وتغيير ديمغرافية قرى ومناطق بأكملها.

صدرت قراءة مجموعة الأزمات الدولية عشية الانتخابات، وترجمت بعض نقاطها وكالة فرانس برس  بالتزامن مع التصعيد ضد إيران، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق، ثم إعلان  وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن الاستراتجية الجديدة تجاه إيران، التي تعتبر نتيجة انتخابات العراق بالنسبة لها أخطر من الانسحاب من الاتفاق ومن أي استراتيجية مواجهة أخرى.

موعد حاسم
يقف العراقيون اليوم عند مفترق يفتح على طريقين؛ إما الاستمرار في الوضع القديم، بلد دون سيادة قرار وخاضع لسلطة إيران وأجندتها التوسعية ومشروعها لتغيير تركيبة البلاد وسياستها وانتمائها الإقليمي، وإما نفض فوضى ما بعد الاحتلال الأميركي في 2003، ومحاولة الخروج بالبلد من مأزق الإرهاب والسلاح والفساد والموت المجاني واستعادة مكانته بين الدول العربية.

قطع العراقيون حوالي نصف الطريق خلال الانتخابات البرلمانية في 12 مايو الماضي، ورسموا ملامح العهد العراقي الجديد من خلال التصويت لقائمة سائرون، بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر وتياره، والذي تحالف مع أحزاب وأطراف مدنية وسياسية غير دينية من أبرزها الحزب الشيوعي العراقي، في تشكيلة ولدت في ساحات الاحتجاج وتطورت إلى تحالف انتخابي تصدر قائمة الفائزين في الانتخابات.

وحلّ في الانتخابات في المركز الثاني تحالف فصائل الحشد الشعبي التي يقودها هادي العامري رئيس منظمة بدر المدعوم من إيران. ولعبت هذه الفصائل دورا حاسما في إسناد القوات الأمنية العراقية خلال معاركها ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

ووسط قلق من أن ينتهي بها المطاف إلى ما قبل 2003، خارج العراق، ستعمل إيران جاهدة على التأثير في مشاورات تشكيل الحكومة، واختيار رئيس الوزراء، والدفع بالنواب التابعين لها من أجل ترسيخ حضورها، وإن لم تفد القوة السياسية والحزبية البرلمانية، فلن يتأخر قائد فيلق القدس، قاسم سليماني عن تحريك ميليشياته المسلحة.

ومن وجهة نظر طهران، فإن الحاجة إلى ضمان استمرار الهيمنة الإيرانية في العراق تخدم جوهر مصالحها الأمنية، بما في ذلك اهتمامها بضمان إنشاء ممر للبحر المتوسط. ومن الناحية العملية، مازالت إيران تتمتع باليد العليا في الصراع من أجل السيطرة على العراق واستثمار الطاقة والموارد لترجمة أهدافها إلى أعمال حقيقية على أرض الواقع على المدى الطويل.

السعودية والعراق
على مدى سنوات، حافظت السعودية على مسافاتها من العراق، معتبرة أن هذا البلد العربي أصبح بالفعل للإيرانيين. لكن، تحسنت العلاقات بشكل ملحوظ بين الرياض وبغداد منذ العام الماضي بعد أعوام من الجفاء، إثر إعادة فتح الحدود للمرة الأولى منذ 27 عاما واستئناف الرحلات التجارية وسلسلة زيارات بين مسؤولي البلدين، كانت من أبرزها زيارة مقتدى الصدر إلى السعودية، والإمارات.

وتنقل ديكنسون عن أحد النواب العراقيين قوله إن “السعوديين أدركوا أخيرا أن الشيعة العراقيين ينتمون إلى العالم العربي، وأنهم لا يتبعون النظام الإيراني ’ولاية الفقيه’، وأنهم يريدون بناء دولة مدنية حديثة”. لكن، الباحثة في مجموعة الأزمات الدولية ترى أن اهتمام السعودية الجديد “ينبع من الرغبة في مواجهة النفوذ الإيراني”.

العراقيون يقفزن عند مفترق يفتح على طريقين؛ إما الاستمرار في الوضع القديم وإما محاولة الخروج بالبلاد من الفوضى

ويلفت تقرير مجموعة الأزمات الدولية إلى أنه “بغض النظر عمن يحتل مكتب رئاسة الوزراء في العراق تدرك الرياض أنه ليكون العراق مستقلا ومتحررا من براثن التطرف، من الأفضل دعم الحكومة في بغداد بدلا من عزلها”، في موقف يتناسى أن مشكلة العراق تكمن في التدخل الإيراني السياسي والعسكري، وتطرف الميليشيات الشيعية الذي لا يقل عن تطرف التنظيمات السنية المتشددة.

ونصحت المجموعة الدولية السعوديين بمواصلة تعزيز الدولة العراقية، وهو هدف يسعى إليه الكثير من العراقيين، والتركيز على إعادة الإعمار وإحداث الوظائف والتجارة، إضافة إلى تحقيق المصالحة بين الطوائف العراقية المختلفة، “مع التركيز على تحقيق توازن في الاستثمارات في سائر أنحاء البلاد”.

بالمقابل دعت مجموعة الأزمات الدولية إيران إلى “تشجيع جهود العراق الرامية إلى تنويع تحالفاته الإقليمية”، في مفارقة تبدو خارج هذا الزمن، وتذكّر بمحاولات الأوروبيين الفصل بين الاتفاق النووي وبقية سياسات إيران وأجندتها في المنطقة.

ويشير المراقبون إلى أن الإصرار الأوروبي على الحفاظ على الاتفاق النووي مرده جانب الصفقات الكبرى التي جرى توقيعها مع إيران صباح توقيع الاتفاق، وطموح المشاركة في مشاريع إعادة الإعمار عن طريق البوابة الإيرانية، التي كانت المدخل الوحيد، لكن تغير الوضع بعد الانتخابات.

اختار العراقيون السير في طريق آخر غير الطريق الإيراني، وهو طريق ستكون فيه السعودية حليفا إقليميا وداعما عربيا شأنه شأن القوى الأخرى، ضمن تحالف تقليدي لا يحتاج إلى ميليشيات وأحزاب تفرضه بالقوة، بل يحفزه التطلع نحو مشاركة إقليمية متوازنة، لا النظر إلى العراق باعتباره حصة إيرانية.

غير متصل النوهدري

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 24150
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي

ايران والسعودودية ، كل منهما يحاول ان يضمّ العراق
تحت عباءته ، كي يكون العراق وشعبه تحت رحمته ،
والعراق محتار في الإختيار الصعب ، وبالنتيجة سيخسر
موقعه السياسي ، ويكون تابعا للطرف الذي يفوز ! .