الاستاذ سلوان ساكو المحترم
صدق من قال " بدون الوعي لا توجد إضطهادات ولا ظلم "
الوعي يخلقه " النقد " ، النقد الهادف الذي لا يعرف الهوادة ولا المهادنة ... نقد الذات اولا ، ونقد ومحاربة الاضطهادات والظلم ثانيا .
النقد جهد نضالي من صميم عمل المثقف الواعي ... ولا ادري إن كان مثل هذا المثقّف موجودا اصلا بين الاقليات المغلوبة على امرها... يبدو ان " الوعي " لدى مثقفينا قد تم إختطافه من قبل ما يُسمّى بـ " القومية والطائفية " .
القهر والاخفاقات والمصائب الجسيمة التي اصابت الاقليات على مر الازمنة والدهور ، اكرر على مدى الازمنة والدهور ، جعلت منهم قوما يرضى ، بل يبرّر احيانا ، معظم المصائب التي تتوالى عليه ، جعلته يعتاد عليها ويحسبها مألوفة لا ضير فيها ، جعلته يردّد كالببغاء ما إعتاد ان يردده اولئك الذين يضطهدونه ... لكنه في الغالب يصبح متنمّرا على ابناء ملّته فقط . ( يذكرني ذلك عندما يصفع عادل امام احدهم عندما يكتشف انه " مش معاهم " ، مع الحكام طبعا ), هذا الوضع العصيب دفع بعدد من ابناء الاقليات كي يفتشّوا عن مستقبل افضل " حسب ظنّهم " فقط بالانتماء الى الحزب الحاكم ، وكان ذلك كارثة ما بعدها كارثة عندما يتحول الانسان من " ناقد " يخلق الوعي الى مبرّر ورقّاع ... والمصيبة انهم لا يزالون الى الان يطمسون الحقائق ويبرّرون ويكذبون .... وللظروف القاسية ، ولقلّة الوعي هناك من يصدقهم ......
" النظام السابق كان حاميا للأقليات " ؟؟؟ كيف ، وما هذا الكذب الصلف؟؟؟ ... ما فعله النظام السابق بالبلدات والقرى المسيحية لم يفعله اي طاغية آخر من عهد هولاكو الى عهده البغيض ( هذا إن استثنينا ما فعله الرفاق الدواعش فيما بعد ).. كما تفرّد بإصدار قانون الاحوال المدنية السيء الصيت الذي ينال من الاقليات وحقوقهم ... وماذا بشأن حملته الايمانية التي اصبحت خميرة سيئة رسّخت كره الآخر فيما بعد ؟
نتحدث عن الامن ؟؟؟ ما فعله رفاقه بعد ذهابه كان السبب الرئيسي لما حصل في العراق ، وفي الموصل تحديدا .
وان مشروع الاستحواذ على البلدات المسيحية من قبل الشيعة الان لم يكن ليحصل لولا إفتتاح المشروع الكارثي من قبل الطاغية المقبور .
الوعي لا يأتي من المحيط الحزبي او الطائفي او العشائري ، بل بالانفتاح على التجارب العالمية والانسانية وتشخيص الواقع الفعلي ..... وان السياسي الان ، أكان في جهاز الحكومة أم في البرلمان سوف ينحصر " وعيه " في كيفية مداراة وظيفته الجديدة ، مع الحكومة ومع اولئك الذين انتخبوه ، ولو بعسل الكلام .
تحياتي