................
...............................
ماذا اكتب لك : يا اخي و صديقي و زميل دراستي و صنو روحي المبدع الرائع؛
فهد عنتر الدوخي : احتاج الى ايام كثيرة و اوراق وفيرة و اصابع قادرة على الطباعة
لا تتعب: كي تستمر تكتب و تكتب و تكتب عنك و عن نصك!
لا اعرف لماذا بمجرد ان قرات نصك عادت ذاكرتي الى لقاءاتنا العذبة في اروقة
الجامعة.. عندما كنا طلابا للدراسات العليا نأتي لننهل من مكتبتها العامرة
فتستقبلنا بوجهك البشوش و كنت تدعونا اول ما تدعونا الى شرب القهوة في كافتيريا
الكلية.. بوجهك الصبوح المليء بالأمل و الامنيات.
.....................
.....................
لم تكن يومها تعرف عالم الفنتازيا و التناقضات الذي رسمتها في نصك الرائع هذا.
كنت تتلذذ بقهوتك كل صباح و انت مزهو و فرح في باحة الكلية.
لكنما العواصف هبت .. و قهوتك ابتعدت .. و تهاوت مدن من الجنفاص
مرسومة بطباشير رديئة... بدا انه يمكن ان تمُحى بسهولة
و مسلة تهاوت كانت هي الاولى ,
و قطارات تمضي بسائقين من البلاستك,
و افاعي من فولاذ يعجز عن ايقافها الفقراء.
و كلاب مسعورة لا تحيا سوى على الدماء
و فراشاتٍ تضم بجناحيها القطبين
فيذوب جليدهما و يتحلل كلُ شيءٍ الى طين,,
و هكذا محوت يا استاذنا بنية عالم كامل
لتصنع من بقاياه عبثاً
تحمله سفن فضائية الى مديات ازلية
يستعصى فهم وجهتها و مديات مقاصدها
و حتى امكانيات سلامتها
شانها شان السفن الكبيرة التي تدحرجت امام اقدام الصغار.
و شان من ادرك خطيئته في نهاية المدار
فتمسك بأحد السفن الماضية
لكنما لفحت وجههُ ريحٌ صرصر عاتية
انهكتها العواصف المغادرة
و العواصف الاتية.