راموس متآمر جديد على مصر الحبيبة!
صورة محمـد صلاح :
مقدمة :
بعد سايكس بيكو ,وعد بلفور المشؤوم ,الشرق الأوسط الكبير .. جاء اليوم راموس الثور الهائج العميل!
حقاً أنّ الناطقين بالعربيّة وبالأخصّ الشعب المصري الحبيب مُغرمين بنظرية المؤامرة الكونيّة عليهم .. conspiracy theory
لماذا تتآمر جميع البشرية الحمقاء هكذا علناً عليهم ؟ لا أدري!
علماً أنّ هذه الصفة لدى المصريين تُناقض طبيعتهم المُسالمة المَرحة الجميلة!
أغلب الظنّ عندي أنّ (تأثير الأزهر والحكومات المصريّة المتعاقبة والإعلام البائس) مجتمعين ,هو السبب الأوّل في هذه الحالة!
أو ربّما هو شيء يعود لتأريخ وجغرافية مصر وما مرّ عليهم من غزاة (من زمن الهكسوس والآشوريين الفرس والإسكندر الأكبر حتى الغزو البدوي الإسلامي الذي كان أقسى الجميع)!
***
صورة : رونالدو يواسي صلاح!
مباراة كرة قدم !
هذه المباراة هي ما كان ينقص المشهد التآمري على مصر!
(لمن يشّك بعشقي لمصر فليراجع مقالاتي بالعشرات عنها)!
في الملعب الأولمبي في العاصمة الأوكرانيّة (كييف) مساء الأمس 26 مايو 2018 كانت تجري أهمّ مباراة في العام على مستوى الأنديّة الأوربيّة .مباراة من وزن وعيار ثقيل يتابعها حتى قليلي الإهتمام بهذه اللعبة الشعبيّة الاولى في العالَم!
كون المباراة كانت بين فريقين عريقين هما :
ريال مدريد الإسباني ,صاحب الرقم القياسي بالفوز بالبطولة (13) مرّة مع هذه!
وليفربول الإنكليزي الذي فاز 5 مرات ,آخرها عام 2005
فإنّ الجماهير الكرويّة عبر العالَم (بالأخص مؤيدي وخصوم النادي الملكي) كانت مهتمة بالنتيجة .هل سيفعلها (الميرنجي) من جديد ويفوز لثالث مرّة على التوالي؟ أمّ أن الخصم (الريدرز) هذه المرّة متعطش لهذه البطولة بلا حدود؟
إنّما في البلاد العربية خصوصاً في مصر كانت الأفكار تدور حول دور (محمـد صلاح) اللاعب المصري الذي لم تنجب مصر الولادّة (ولا جميع العرب على حدّ علمي) لاعباً موهوباً مثابراً بمستواه!
حادث بسيط عادي في كرة القدم يحدث في كلّ مباراة عدّة مرات ,قلبَ الأمور والأمزجة والأماني رأساً على عقب!
محمـد صلاح كان يسعى منذ الدقيقة الاولى لوضعِ بصمتهِ الخاصة في هذه المباراة المهمة . ربّما لأجلِ التنافس على لقب أفضل لاعب في العالَم (وله كامل الحقّ في ذلك)!
أو ربّما كان صائماً (لا معلومة لديّ عن ذلك سوى من وسائل التواصل حيث تأكيد صلاح بأنّه سيصوم كامل شهر رمضان) ,فأرادَ تسجيل الأهداف قبل أن ينال التعب والعطش الشديد منه!
في الواقع لعب مباراة كرة قدم في الصيف والمرء صائم يُعتبر نوع من الإنتحار أو الجنون / لكن هذا موضوع آخر لا مجال له في هذه الورقة!
المهم حصل الإلتحام بين اللاعبين المُهمَين صلاح (ليفربول) وراموس (الريال)
أعيدوا مشاهدة الشريط المُرفق 20 مرّة ,وأصغوا الى شرح خبير التحكيم العربي (جمال الشريف) ,ستجدون أنّ محمـد صلاح ( وكما شعرتُ من أوّل وهلة) أنّه هو الذي حاول الحفاظ على الكرة عن طريق إبعاد راموس بأيّ ثمن!
يقول جمال الشريف :إنّ الحكم الصربي (ميلوراد مازيك) قاد مباراةً جيدة جداً خلال 96 دقيقة ,إحتسب خلالها 23 مخالفة صحيحة ,وبعض الإنذارات!
وعن أهمّ حالة في المباراة (لدى العرب) بين راموس ومحمـد صلاح يقول :
في الدقيقة الـ 25 كانت هناك منافسة وسط الميدان بين راموس وصلاح!
الحكم كان قريباً وصلاح هو الذي قام بالتأبّـط (لاأظنّ لدرجة .. تأبّط شرّاً)!
يرينا الحالة على الشريط بالبطيء بضعة مرات ,ويضيف : يقوم صلاح بلف يده ومرفقه على ذراع راموس ثم يدفعه بكتفه في محاولة منعه من الحصول على الكرة . بينما راموس كان قد أبعد الكرة بقدمهِ اليسرى ,وهنا تصطدم ركبة صلاح بساق راموس فيفقد توازنه ويسقط!
يعيد جمال الشريف القول مراراً : لا مَسكْ من راموس بتاتاً في هذه اللحظة!
ثم يعيد مراراً شرح عمل صلاح الذي قاد الى هذه الإصابة!
على كلٍّ .. أتمناها أن تكون إصابة خفيفة يعود بعدها صلاح يصول ويجول في ملاعب الكرة العالميّة بالأخص نهائي كاس العالم مع فريق الفراعنة العتيد!
هو بس لو يبطل الصيام خلال المباريات وعملية السجود (الطويلة) بعد تسجيل الأهداف ويكتفي برفع يديه للسماء مثلاً . أقصد لو يتخلّى عن فكرة الترويج للهوّية الإسلاميّة ويركز على فنون اللعبة في المباريات الكرويّة ,كان سيبقى لاعبي المُفضل رقم 3 ,بعد الدون وگاريث بيل بالطبع!
***
الخلاصة:
في كرة القدم وجميع الرياضات هناك فائز وخاسر . لكن في كرة القدم
لايكون الفوز دائماً للأقوى .لذا نجد فريق (البارسا) القوي على سبيل المثال والذي فاز على أعتى الخصوم ,لم يخسر طيلة الموسم الكروي الإسباني (الليگا) سوى المباراة ما قبل الأخيرة أمام فرق متواضع نسبياً هو (ليفانتي)!
القصد هنا أنّ ليفربول (حتى لو كان هو الأقوى / والأمر ليس كذلك) فليس معنى ذلك وجوب فوزهِ في المباراة!
هدفي (گاريث بيـل) الخرافيّة لوحدها تستحق كأس البطولة!
بضعة أهداف ضاعت على الريال مع العارضة والإلغاء بدافع التسلل أو ماشابه!
راموس نفسه (الذي أعترفْ بصلابته وقوته) ,لم يكن ينوي أصابة محمـد صلاح وإبعاده عن كأس العالَم أو القدوم الى النادي الملكي نفسه كما يُنظّر المنظرون!
لو كانت الحالة معكوسة : راموس هو العربي و صلاح هو الغريب , لقال العرب عن راموس إنّهُ أسد الله المسلول وصخرة الدفاع والرجولة والقوميّة العربيّة!
أقول : لا مشكلة لي في كوني لم أحظى بتهنئة واحدة من أصدقائي المصريين وهم كُثر لو تعلمون . لكن المهم أن تعودوا أحبتي الى روحكم الرياضيّة النبيلة لتجتازوا هذه الأزمة العابرة!
[.. اُحبّ ذلك الذي تكون روحه عميقة حتى وهو جريح] !
هكذا تكلّمَ زرادشت / نيتشه!
***
الروابط :
الأول : محـمد صلاح يرفض إستلام الميدالية الفضيّة!
http://www.kooora.com/?n=705988&utm_source=postquare&utm_medium=postquare&utm_campaign=postquareالثاني : الأهداف : ريال مدريد يتوّج للمرة الـ 13 بلقب دوري أبطال أورپا !
http://www.beinsports.com/ar/%D8%AF%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D8%A3%D8%A8%D8%B7%D8%A7%D9%84-%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88/%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D9%84-%D9%85%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%AF-%D9%8A%D8%AA%D9%88%D8%AC-%D8%A8%D8%B7%D9%84%D8%A7%D9%8B-%D9%84%D9%84/883451الثالث :ماذا قال الحكم الخبير جمال الشريف حول راموس و صلاح!
https://www.youtube.com/watch?v=6NRiqWz3wMYالرابع : رعد الحافظ / أحرار العرب يقتفون خطوات المصريين 2014
http://thevoiceofreason.de/ar/article/11173هذا شطر من مقدمته:
مِثلَ عاشقٍ يُراقب صحة معشوقتهِ العليلة كنتُ أراقب حال مصر الحبيبة ويدي على قلبي في العام الماضي .
كلّ شيء كان يُمكنني تصديقه , إلاّ أن تكون مصر ثمّةَ دولة فاشلة مثل أفعانستان طالبان أوالصومال أو حتى بلدي العراق في زمن الطائفية البغيضة وعصابات داعش والغبراء!
رعد الحافظ
27 مايــو 2018
