تقييم دور الرابطة الكلدانية في دعم قائمة الائتلاف الكلداني
شاركت العديد من الأحزاب والشخصيات الكلدانية في الدورات الانتخابية السابقة للبرلمان العراقي ولكن لم يحالفها الحظ في الفوز باي مقعد. وأسباب ذلك كثيرة، اهمها عدم وجود قائمة كلدانية موحدة او مؤسسة جماهيرية يلتف حولها الكلدان من ابناء شعبنا سواء في الداخل او في الخارج.
جاءت انتخابات هذه السنة في حدود الذكرى الثالثة من تأسيس الرابطة الكلدانية وهي طبعا فترة قصيرة جدا من عمر اية مؤسسة ليكون لها دورا ومساهمة فعالة قياسيا بمؤسسات لها تاريخ طويل في العمل الجماهيري. فكيف استطاعت هذه المؤسسة الفتية لم شمل الكلدان والوصول بهم الى الفوز بمقعد في البرلمان العراقي؟
الخطوة الاولى كانت توحيد جهود الأحزاب الكلدانية تحت سقف واحد يضم الحزبين الرئيسين للكلدان وهم الاتحاد الديمقراطي الكلداني والمجلس القومي الكلداني. توحيد هذه الجهود تم بالتعاون والتنسيق المباشر بين قيادة الرابطة والاخوة رؤساء الأحزاب وأثمر عن قيام قائمة الائتلاف الكلداني "رقم ١٣٩". طبعا هنا لابد لنا ان نشكر قيادات الحزبين لدورهم الكبير في تحقيق هذا الهدف والتنازلات التي قدموها لكي نلتقي في قائمة موحدة وهذا بحد ذاته انجاز كبير تم لأول مرة في تاريخ مشاركات الكلدان في الانتخابات.
الخطوة الثانية كانت باختيار شخصيات كلدانية جديدة معظمها من التكنوقراط ومستقلة حزبيا. وهذا بدوره أعطى الكثير من المصداقية لقائمة الائتلاف الكلداني وحفز الناخب الكلداني للتصويت باعداد اكبر نسبيا بالمقارنة بالانتخابات السابقة.
الخطوة الثالثة كانت من خلال التنسيق العالي بين جميع فروع الرابطة والناشطين الكلدان وأعضاء الأحزاب في العراق وحول العالم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. لقد عمل الجميع كخلية نحل كل يقوم بدوره في خدمة قائمة الائتلاف والتعريف بمرشحيها بكل حب وحماس وبدرجة عالية من المسؤولية . وقد لعب المرشحون دورهم في تكثيف هذه الحملات من خلال الزيارات واللقاءات الدورية مع الجماهير داخل وخارج العراق. وبالرغم من ضيق الوقت الذي كان اقل من شهر قامت غرفة الائتلاف الكلداني بحملة مكثفة ابتدأت من الصفر واستطاعت الوصول الى الكثير من ابناء شعبنا في مختلف دول العالم. وهذه كانت اول مرة يتم فيها مثل هذه الحركة التي ساهم فيها الشباب بصورة فعالة.
الخطوة المهمة الاخرى تمت من خلال التنسيق والتناغم بين الكنيسة الكلدانية وقيادات الرابطة في جميع أنحاء العالم لحث الناس على المشاركة في الانتخابات. حيث وافقت معظم الكنائس على اعلان مواعيد الانتخابات بدون ذكر اسم اية قائمة او شخصية وهذا بحد ذاته كان جيدا لتشجيع الناس على المشاركة. حاول البعض الترويج بان هذا التعاون الذي قاده غبطة البطريرك مار روفائيل لويس ساكو هو تدخل في السياسة. ونحن هنا نؤكد ان شعار "استيقظ يا كلداني" جاء لحث الكلدان للمشاركة لاختيار الاصلح ممن يمثلهم في البرلمان على المقاعد المخصصة للمسيحين . ربما كانت هذه المرة الاولى التي تحث فيها كنيستنا ابنائها للمشاركة ولكن الكنائس الاخرى قامت بهذا الدور في جميع الانتخابات السابقة.
الشئ المفرح والذي يبشر بالخير هو ان الرابطة الكلدانية هذه المؤسسة الفتية تمكنت في اول تجربة حقيقة لها من تحريك الشارع الكلداني والحصول على ارقام ربما كانت دون المستوى المطلوب ولكنها كانت كافية للفوز بمقعد. وهذا مفهوم كونها كانت التجربة الاولى ولسبب قصر الوقت بين اعلان الائتلاف وبدء الحملة الانتخابية والتي كما ذكرنا كانت اقل من شهر واحد.
وانا بالحقيقة اندهشت لروح العمل الجماعي والتنسيق الذي تم بين جميع الأخوات والاخوة وخاصة الشباب الكلداني حول العالم. وفرحت جدا للدور الذي قامت به قيادة الرابطة في تسيير الأمور والذي امتاز برؤيته الموضوعية و المنطقية لأفق عملية المشاركة و تثبيت الكيان الكلداني تاريخا وحاضرا ومستقبلاً .
لهذا فمن المنطقي ان نقف كلنا اجلالا واحتراما لهذه المؤسسة الكلدانية الجديدة التي أظهرت قوتها وإمكانياتها في بناء البيت الكلداني وبالتنسيق والتعاون والعمل الجدي والمثابرة والمشاركة الفعلية مع جميع الأحزاب والشخصيات والنشطاء الكلدان الذين عملوا بكل تفاني واخلاص. والكل يعلم ان الرابطة لم تأتي لكي تنافس احزابنا او تأخد دورها وإنما لتكون مكملا وداعما وساندا لها.
ان فرحة الانتصار في هذه التجربة تجاوزت مسألة الفوز بمقعد في البرلمان. الانتصار الحقيقي جاء من خلال هذه النهضة الكلدانية الأصيلة والتي هي اهم واجمل واشمل من ان تكون فقط للفوز بمقعد.
فرحة الانتصار هذه تعضمت من خلال انطلاق حركة كلدانية جديدة يقودها شباب كلداني واعي يعتز بقوميته ومؤمن بها ومستعد ان يرفع رايتها ومن خلال هذا الحماس نرى آلاف من الاعلام الكلدانية ترفرف حول العالم.
ان المسيرة الحقيقة للكلدان قد ابتدأت وجاء دورهم ليثبتوا وجودهم وقوتهم وستكون الانتخابات القادمة شاهدآ على انتصارات جديدة تساندها وتدعمها الرابطة الكلدانية العالمية.
الدكتور نوري بركة