رام الله - دنيا الوطن
شارك المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم في ندوة اقيمت في العاصمة المصرية القاهرة حول عراقة الحضور المسيحي في المشرق العربي حيث خاطب سيادته المشاركين في هذه الندوة عبر وسيلة الفيديو كونفرنس من مدينة القدس الشريف .
وجه التحية للمشاركين في هذه الندوة مؤكدا بأن الحضور المسيحي في مشرقنا العربي انما هو حضور اصيل وليس حضورا دخيلا .
المسيحية انطلقت من مشرقنا العربي وكنيسة القدس هي ام الكنائس والكراسي الرسولية المقدسة في هذا المشرق واعني بذلك كنيسة الاسكندرية وانطاكيا والقدس انما تعتبر من اعرق ومن اقدم هذه المراكز الروحية المسيحية في عالمنا.
يسعدني ان اخاطبكم من رحاب مدينة القدس حيث القبر المقدس الذي منه انبلج نور القيامة لكي يبدد ظلمات هذا العالم ، القدس في المسيحية هي المركز الروحي الاقدم والاعرق والاول في عالمنا ففي هذه البقعة المقدسة من العالم تمت كافة الاحداث الخلاصية ومن هنا انطلق الرسل القديسين لكي يبشروا بالديانة المسيحية في مشارق الارض ومغاربها والعنصرة التي عيدنا لها قبل ايام كانت في مدينتنا المقدسة وفي العلية المباركة حيث يعتبر هذا اليوم يوم ميلاد الكنيسة .
لم تأتي المسيحية الى بلادنا مع حملات الفرنجة الصليبية كما يسميها البعض كما انها لم تأتي الى بلادنا مع اي نوع من الحملات التي مرت ببلدنا وبمشرقنا ، نحن لسنا من مخلفات حملات الفرنجة ومن يظنون ذلك يجب ان يقرأوا التاريخ جيدا فنحن موجودون في هذه الارض قبل الاسلام وبقينا بعد مجيء الاسلام وتفاعلنا مع الحضارة الاسلامية ونحن باقون في هذه الارض وسنبقى فيها محافظين على تراثنا وايماننا واصالتنا وانتماءنا لشعبنا .
نحن لسنا اقلية في وطننا ولسنا كفارا ومشركين بل نحن نؤمن بإله واحد خالق للسماء والارض ، نحن جماعة تؤمن بأن الله محبة ولذلك فإننا نرفض العنصرية والكراهية والتطرف والحقد وثقافة الاقصاء والتكفير ايا كان نوعها وايا كان شكلها .
المسيحيون في هذا المشرق العربي متمسكون بمسيحيتهم وهم مدافعون حقيقيون عن قيمهم وعن انجيلهم وكنيستهم والتي ستبقى رسالتها رسالة المحبة والاخوة والرحمة والسلام في هذا المشرق العربي .
لن نتخلى عن قيمنا ورسالتنا وانتماءنا لهذا المشرق رغما عن كل الالام والمعاناة والجراح التي مررنا بها ، ونحن في فلسطين نفتخر بانتماءنا للمسيحية التي انطلقت رسالتها من هذه الارض .
نفتخر بأن وطننا هو وطن السيد المسيح الارضي ونفتخر بأن مغارة الميلاد عندنا والقبر الفارغ عندنا واهم المقدسات المسيحية موجودة عندنا ولذلك فإننا ومن رحاب مدينة القدس نلتفت الى كافة الكنائس المسيحية في مشرقنا، نلتفت الى كنيسة الاسكندرية الشقيقة والى الكنيسة الانطاكية الشقيقة ايضا كما ونلتفت الى كافة الكنائس المسيحية في عالمنا شرقا وغربا منادين بضرورة ان يكون هنالك اهتمام اكبر بما يحدث في فلسطين وفي مدينة القدس بشكل خاص .
