اخي الأستاذ تيري المحترم
سنين طويلة مضت وانا بعيد عن الكتابة في المواقع وبالأخص كما يقولون { فتحة عيني عنكاوة .كوم } حيث كتبت فيه اول مقال في بداية تأسيسه على يد صديقنا الرائع الأستاذ أمير المالح , ولكني وبصراحة تفاجئت بصدمة عنيفة عبر مكالمة هاتفية من صديق هزت مشاعري ولفتت نظري حيث استخدم صديقي المتصل كلمة رابي الأمة في خطر قلت أي خطر وهل عاشت امتنا يوما بدون خطر قال الخطر الجديد العشائرية , طبعا استعدت نشاطي قليلا واجبته نعم انها وباء سيدمر نسيجها القوي الرابط بين محبة المشرق وجبروت بابل ونينوى , وقريبا ساسلط قلمي على هذه الآفة التي استفحلت وبات مروجوها لا يعيرون أهمية للمصلحة العامة بقدر اهميتهم للسيطرة على القمم واعتبار انفسهم انهم احفاد السلالات التي أصلا لم تستطع الصمود وتوحيد الأمة قوميا ودينيا فالولاء للعشيرة او للمذهب هو الفشل بعينه وهو بداية الإنحدار والسقوط ,اما في هذه الأسطر القليلة فاني اشير الى أهمية توحيد القوى من خلال البدء بتشكيل لجنة مختارة من مناضلينا الأكفاء على المستوى السياسي والديني لعقد مؤتمر شامل موسع تدعى اليه كل قيادات أحزاب شعبنا السياسية ورؤساء جميع كنائسنا مع نخبة من المهتمين الأكاديميين لمناقشة حاضر ومستقبل شعبنا ثم وضع خطة عمل حضارية وإختيار قيادة سياسية تنظيمية واحدة كفوءة تعمل لتوحيدالرؤى والتوجهات في المرحلة القادمة ولكي يكتمل النجاح علينا التوجه وطلب المساعدة من بعض الجهات الدولية لدعم هذا العمل لأني اعتقد بانه الحل الأمثل لتجاوز مشاكلنا وعقدنا والتي سببها كما اعتقد هو تشتت مركز القيادة وتعدد الرؤى والمسارات الى جانب عدم نسيان ما جرى للعراق حيث فجر بركانا من الإنتهازيين والمصلحيين والطائفيين من الذين فتحوا الطريق للولاءات العشائرية والمناطقية , والمذهبية ,ختاما أقول علينا جميعا الشروع ببرنامج حضاري يقربنا من بقية المكونات والتعاون على أساس بناء المواطنة النبيلة واحترام المعتقدات والإنتماءات القومية والعيش المشترك لأنه الضمان الأكيد لسلامة وجودنا وعيشنا الكريم وتقبل مني ولكل المتابعين كل الود والتقدير .