المحرر موضوع: الاتفاق النووي بين الخروج الامريكي والبقاء الاوروبي  (زيارة 906 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبد الخالق الفلاح

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 771
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاتفاق النووي بين الخروج الامريكي والبقاء الاوروبي
المتابعون لتصرفات الولايات المتحدة الامريكية  يلحظون انها ماضية في غيّها وغير آبهة بما آلت اليه سياسات الرئيس دونالد ترامب المتناقضة والغير المتزنة منذ دخوله البيت الابيض و لا تزال تكابر وتتصرف وكأنها منتصرة ولم يعد بإمكانها تحمّل المزيد من الهزائم فمحور المقاومة حقق ويحقق في كل يوم تقدما على الارض و يقابله انحسار القوى التكفيرية المسلحة التي ارادت منهم ان يكونوا اشواك ممية في خاصرة دولها وتراجع المساعدات عنهم من قبل الدول التي كانت تدعمهم واقتصرت المساعدات على اشياء غير ذات جدوى في المجال الحربي. لقد عبرت الولايات المتحدة الامريكية عن مفهوم هو يمثل عدم مصداقيتها في الالتزام بعهودها وخاصة من خلال قرار الرئيس ترامب في الغاء الاتفاق النووي من جانب واحد وفرض العقوبات من جديد والتي لم تجدي نفعاً لها خلال العقود الثلاثة الماضية و فرضتها على ايران . الاتفاق النووي هو سیاسي امني فی مجال عدم الانتشار النووي و الوكالة الدولية للطاقة الذرية صاحبة الشأن في هذا الموضوع كانت ولازالت تؤكد كثيراً في تقاريرها الفصلية بالتزام ايران بالتوافق وتنفيذ شروطها بشكل كامل" أن إيران تحترم التزاماتها الواردة في الاتفاق النووي المبرم مع القوى الكبرى ، وتشدد على أن  طهران لم تقم بأنشطة تخصيب اليورانيوم بدرجات محظورة ، كما لم تشكل مخزونا غير مشروع من اليورانيوم ضعيف التخصيب أو المياه الثقيلة واعتبرت التزام طهران على أنه يُعزز من فرص إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط " الأمر الذي يُعضد الاستقرار والسلام بالمنطقة  وقد تمكن الاتفاق وفق المنظورالعالمي من حل ازمة نوویة عن طریق الدبلوماسیة و من السیطرة واحتواء الكثیر من المشاكل ولا أحد ينكر بأن إيران نجحت ومنذ بداية أزمتها النووية، في كسر الكلمة الأمريكية- الإسرائيلية، على المنطقة، فعلى مدار ثلاث عقود من الأزمة، لم تستطع الولايات المتحدة ولا المتحالفة معها، من كسر ما انطلقت عليه بشأن برنامجها النووي، باعتباره سيادي وسلمي فقط ،  لذا فان محاولة تقویض الاتفاق. سیضعف كل نظام عدم الانتشار وستكون لذلك تداعیات للمنطقة، ان الازمة النوویة اذا حلت مرة اخرى  ستجعل ظروف المنطقة اكثر تعقیدا ولن تكون اكثر امنا من دون الاتفاق النووي والحقيقة  بعد الاتفاق كل الامور كانت لصالح ايران والمنطقة بعد دخول الكثير من الشركات الاوروبية و الحضور الى طهران لتوقيع اتفاقات شملت مجالات عديدة ومن هنا لم تستطيع واشنطن كظم غيظها عما يجري حولها وتبدل مواقف من كانت تبني عليهم امالا كبيرة وتنفذ اوامرها وترعى مصالحها وانتابها الهلع والفزع بعد اعتراف الغرب بحق ايران في تخصيب اليورانيوم بعد الاتفاق النووي ورغم العقود الثلاثة  من الحصار لم تزد ايران إلا اصرارا على المضيّ قدما في بناء الدولة وقد اصبح لها شأن اقليمي وباعتراف الاوروبين انفسهم وهم الان امام تحدیات كبیرة، فمن جانب یریدون الحفاظ على الاتفاق النووي ومن جانب اخر لهم شراكة استراتیجیة مع امیركا من الناحیة السیاسیة والعلاقات الاقتصادیة و هنالك ضغط من امیركا على اوروبا ما جعل الاجواء السیاسیة صعبة وهنالك ایضا المشكلة الفنیة حیث انه في اوروبا وبسبب النظام الراسمالي تعمل الشركات على اساس قرارات هیئاتها الاداریة والمنافع الاقتصادیة مهمة بالنسبة لها وللكثیر من هذه الشركات الكبرى اسواق واسعة في امیركا لا ترید ان تفقدها. واليوم تخسر وتصر على الخسارة دون حساب العواقب بعد ان وقفت وتقف دول اوروبا الى جانب الجمهورية الاسلامية الايرانية  و"سیعدون حزمة اقتصادیة مقترحة لایران وهي في الحقیقة سبل عملیة  ینبغي من خلالها  ازالة مجموعة من اجراءات الحظر وان تكون له نتائج اقتصادیة لصالح الجمهورية الاسلامية الايرانية كما شرطتها وهی عنصر الإستقرار والهدوء ومکافحة الإرهاب فی المنطقة ویجب علی واشنطن تصحیح رؤیتها الخاطئة حیال طهران و سیدرک الشعب الأمریکی والعالم قریبا مدی الضرر الذی التحق بالبلاد بسبب الرؤیة الأمریکیة الخاطئة. " و الحفاظ على الاتفاق مهم لانه السبيل الوحيد لحفظ الامن في المنطقة و لمحاربة الافكار المتطرفة والشاذة التي تصدر منها الى تلك الدول و ان طهران في مقدمة الدول التي وقفت بوجه الارهاب ولولها لانتقل الى العالم اجمع وواشنطن تعيش الخذلان من  الحصول على تأييد من كانوا الى الامس القريب يدورون في فلكها وحتى المحاولات البأسة التي كانت تهدف الى السيطرة على القرارات  السياسية لدول منظمة التعاون الخليجي واجهت بعاصفة من ردود الافعال وساعدت في التشظي الذي اصاب دول هذه المنظمة ومن ثم زلزلة فكرة التدخل في شؤونهم الداخلية وفقدت الامل في قيادة دول الخليج التي تعتبرها ( البقرة الحلوب لجني الاموال ) حسب تعبير الرئيس الامريكي دونالد ترامب .ومن جانب اخر تبقى الرياض بشكلٍ خاص، التي لم تكن مرتاحة تماماً للتعهدات الأمريكية ، نتيجة لقلقها المتزايد حيال التهديدات الإيرانية كما تتخيل وتعتقد وتثير بين حين واخر، وخاصة في ضوء الأزمات التي عصفت بالمنطقة ككل وكان لايران دوراً ايجابياً في دفع الخطر عنها بشهادة اوروبية ، ومع اقتراب توقيع الاتفاق النهائي كانت لا تقل كثيراً عن الطموحات الإسرائيلية بشأن تفضيلها تنفيذ خيار عسكري بدل الاتفاق ولازالت تحلم بأن يكون كذلك ولكن ، وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ .( فاطر (43 )
عبد الخالق الفلاح-  باحث واعلامی