المحرر موضوع: ماركس أبو الكشيده !  (زيارة 883 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف أبو الفوز

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 677
    • مشاهدة الملف الشخصي
ماركس أبو الكشيده !
« في: 18:34 04/06/2018 »
الكَلامُ المُباح (162) 
ماركس أبو الكشيده !
يوسف أبو الفوز
أثار انتشار خبر أقامة تمثال برونزي ضخم للمفكر كارل ماركس ( أيار 1818- 14 آذار 1883) في مدينة ترير جنوب المانيا، وهي مسقط رأسه، الكثير من التعليقات، المؤيدة والمعارضة، لكن الجميع لم يستطيعوا كون العالم، واذ يحتفل بالذكرى المئتين لميلاد هذا المفكر العظيم، انما يعترف بدوره بالأتيان بطريقة تفكير جديدة، اصبحت، بشهادة الكثيرين، التحليل الاشمل للتاريخ والواقع ومصير الراسمالية ونتائج الصراع الطبقي.
واثار الخبر انتباه سوزان أبنة جليل، فراحت تحاور والدها، واصبحت بحكم وجودي، طرفا في الحوار، بينما كان صديقي الصدوق أبو سكينة، والى جانبه ابو جليل وزوجتي، يتّسمعون لنا.
كان جليل متحمسا لضرورة ان يطلع شبيبتنا على افكار هذا المفكر العظيم، الذي عادت به ازمات الراسمالية ذاتها الى الواجهة من جديد ،بحيث ان محطة ال" بي بي سي" نظمت استفتاءا اختار ماركس ليكون " فيلسوف الالفية الثانية " الذي تشهد مكتبات العالم المتحضر اقبالا، خصوصا من قبل الشبيبة، على اقتناء كتبه والاطلاع على فكره .
وبيّن جليل أنه من بعد فشل النموذج السوفياتي لبناء الاشتراكية طبّل وفرح اعداء الاشتراكية واعتبروها نهاية الحلم الاشتراكي وموتاً لماركس ونهاية الاحزاب الشيوعية في العالم. لكنهم تناسوا بان مفكري ورواد الماركسية انفسهم يتحدثون باستمرار عن حركة الظاهرة لا سكونها، وان فريدريك إنجلز ( 18 تشرين الثاني 1820 ــ 5 آب 1895)، رفيق وصديق ماركس، تحدث مرارا عن المفاهيم التي تشيخ في الحياة وضرورة التجديد ومواكبة التطور.
 من جانبي أكدت بأن ماركس وانجلس عملا طوال اكثر من نصف قرن على تطوير النظرية التي وضعاها وذلك بالارتباط الوثيق مع كافة ظواهر عصرهما الاجتماعية، وفيما يتعلق بالحزب الشيوعي العراقي،الذي تشير وثائق مؤتمراته الى كونه يسترشد في سياسته وتنظيمه ونشاطه بالفكر الماركسي، فهو يحدد كونه حزبا ماركسيا ولكنه ايضا لا يغلق الباب امام الانفتاح على المدارس الاشتراكية الاخرى والتجارب الانسانية، فالاشتراكية بالنسبة للشيوعين العراقيين كهدف ، ليست حلما طوباويا ، بل انها مطلب جماهيري ، يعملون لاجله بنفس طويل وقدموا لاجله التضحيات وقوافل من الشهداء فهو بالاساس .. حلم انساني .
لكز أبو جليل خاصرة أبو سكينة وقال له بصوت سمعناه جميعا: يتحدثون عن صاحبك، أبو البلاوي، تتذكر يوم سجنوك من بعد انتكاسة ثورة 14 تموز، وسألك مفوض الشرطة : هل تعرف هذا؟ وكان بيده صورة ماركس. وانت قلت له ببرود : وهل يوجد واحد ما يعرفه؟ فغضب لجسارتك وبعد ان لطمك سأل: من هو؟ فقلت انت ببرود اكثر : هذا ابن محلتنا ملا عمران. فقال لك : اذا هذا ملا عمران زين وينهه كشيدته؟ انت قلت له بكل بساطة : يجوز ماخذ الصورة بالصيف !.