المحرر موضوع: خنفساء الروث  (زيارة 1098 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جوزيف إبراهيم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 79
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
خنفساء الروث
« في: 09:25 06/06/2018 »
خنفساء الروث
مخلوق صغير عجيب معروف لدى علماء الأحياء باسم Dung beetles
ولدى المصريين القدماء ب ( خبري ) أو الجعران المقدس ، هذه الحشرة الصغيرة بحجمها والكبيرة بفائدتها ، كانت ذات قيمة دينية ودنيوية بالغة الأهمية في حياتهم ، وكانت مصدر إلهام لهم ، فهي جالبة للحظ السعيد وطاردة للحسد والعنوسة، وتم إستخدام الخنفساء بشكل واسع في مجال الزينة ، وقلائد العنق كإيمان راسخ بأنها أفضل وسيلة للوقاية من الشر و سوء الحظ ، وأيضاً لتجديد دورة الحياة، لإعتقادهم أنها الكائن الحي الوحيد الذي يمكنه أن يجدد نفسه بنفسه، وأجنحة هذه الحشرة الداكنة السواد ، كانت وما زالت لدى أغلب المصريين عنصراً مهماٌ يدخل في تركيب مساحيق التجميل النسائية بعد تجفيفها وطحنها وخلطها مع بعض الزيوت.
لقد إعتقد قدماء المصريين أن الخنفساء كانت تجدد الشمس في كل صباح، فقد تم العثور على صورة فلكية سقفية في مقبرة الفرعون رمسيس السادس تمثل الموت الليلي للشمس بعد أن تبتلعها ليلاً إلهة الجوز ، ومن ثم تعود من رحمها صباحاً على شكل خبري ( الخنفساء ).
تُعد خنفساء الروث واحدة من أكثر الكائنات الحية شهرة وتقديراً منذ آلاف السنين ولغاية اليوم ، هذه الحشرة التي تعيش في أماكن كثيرة في الكرة الأرضية، لها قدرة عجيبة على التحمل و لها قوة بدنية مذهلة، ففي سبيل الحصول على لقمة عيشها ومكان آمن لبيوضها، تقوم بتفتيت وتجميع نفايات الحيوانات على شكل كرات كبيرة تفوق ضعف حجمها ووزنها، ومن ثم تدحرجها بأرجلها الخلفية القوية جداً نحو الخلف إلى مسافات طويلة متجاوزة بصبر وكفاح شاق كافة الصعوبات والعوائق الطبيعية للوصول إلى مسكنها، ثم تضع بيوضها داخل تلك الكرات، وبعد أن تفقص البيوض تتحول كرة الروث إلى مصدر أساسي للغذاء لها ولصغارها.
أكد العلماء أن هذه الحشرة العجائبية تلعب دوراً مهماً وفعالاً جداً في الحياة البيئية والزراعية وإعادة التدوير ، وتساعد في نمو الغابات الإستوائية، فمن خلال تفتيتها وطمرها لمخلفات الحيوانات يتم سماد وتقوية التربة كيميائياً ، فتزداد خصوبة مما يساعد على تغذية البذور المتساقطة من الأشجار ومساعدتها على الانشطار والنمو، و في الوقت نفسه عملها هذا هو بمثابة تنظيف طبيعي للبيئة والحظائر الحيوانية، وحماية قطعان الماشية والأبقار وغيرها من الأمراض لإنها تنقص من كمية الحشرات الضارة المجتمعة على الفضلات الناقلة للأمراض .
بقلم جوزيف إبراهيم في /6/6/2018/