المحرر موضوع: سوريا.. السلطة تتبنى التدين بتكثير لجوامع والقبيسيات  (زيارة 1018 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31433
    • مشاهدة الملف الشخصي
سوريا.. السلطة تتبنى التدين بتكثير لجوامع والقبيسيات
القبيسيات جماعة إسلامية نسائية متطرفة مهمتها تدجين الفتيات منذ سني عمرهن الأولى لوضعهن في بوابات التدين المتشدد التدين المحكوم بإرادة قائدة لهن تسمى الآنسة تحدد لهن ماذا يفعلن وبماذا يؤمن وكيف يخدمن ومن يجب أن يخدمن.

ميدل ايست أونلاين/ عنكاوا كوم
بقلم: بطالب إبراهيم 
بلغت أعداد الجوامع في سوريا 11 ألف جامع قبل عام 2011، وفق ما ذكره الوزير ذاته. في محافظة حلب “شمال سوريا” وجد قرابة ألف جامع قبل الأزمة، في حين أن المدينة العريقة احتوت على جامعة رسمية واحدة، تم الاعتراف بها عام 1958 كجامعة ثانية بعد جامعة دمشق. جامعة واحدة تتسع لعدد محدود من طالبي العلم، وتنافس بمدرسيها القلائل وكتبها المنسوخة جيوش مرتادي الجوامع هناك.

شهدت مدينة حلب تدميراً كبيرا لحق بمدارسها وجامعتها ودور معلميها ومصانعها ومطاعمها، خلال سنوات الحرب، لكن لسوء حظ تلك الزوائد العلمية والترفيهية والاقتصادية، لم تحظ بما حظيت به الجوامع.

المقارنة السابقة لا تتهجم على حركة بناء الجوامع، وبناء التعليم الشرعي المحميّ بالقرار السلطويّ، لكنها تكشف زيف الاهتمام بالتعليم والثقافة ونشر الوعي، المقارنة السابقة وردت لتدلل على الميزان غير العادل في بناء دور العبادة الكثيف، أمام بناء المدارس والمعاهد والجامعات، مقارنة تكشف سلوك القيادات التنفيذية في سوريا، ومسؤوليتها عن عمليات الهدم في الفكر وفي المجتمع وفق خطط مدروسة بعناية.

“القبيسيات”، جماعة إسلامية نسائية متطرفة. مهمتها الأولى تدجين الفتيات منذ سني عمرهن الأولى لوضعهن في بوابات التدين المتشدد، التدين المحكوم بإرادة قائدة لهن، تسمى “الآنسة”. تحدد لهن ماذا يفعلن وبماذا يؤمن وكيف يخدمن، ومن يجب أن يخدمن. تنفذ الفتيات إرادة الآنسة بكل ما تقوله وتقترحه، تفرض الطاعة العمياء والمطلقة، لأن رضاها من “رضى الله ورسوله”.

منحت الحكومة السورية، تراخيص العمل للقبيسيات بقرار حكومي رسمي، وخصصت لهن جوامع خاصة، بعد رفضهن بداية زيارة جوامع “العامة” بقرار حكومي.

صورة رعاية منظمة إسلامية متشددة تعنى بالنساء فقط، تختصر توجه القيادات السورية المتنفذة في مهاجمة الجماعات الإسلامية المتطرفة التي لا تخضع لسلطتها، ورعاية جماعات اسلامية متشددة تخدمها.

صورة توضّح خطط السلطة، بتوجيه التربية وتأطيرها وإضفاء طابع إسلامي متشدد، يرسم حدود تفكير السوريين، ومساحة عيشهم وتفاعلات التغيير التي يحلمون بها، تفعيل المجتمع عبر استهلاكه، تثويره عبر ارتداده، عبر مهمة عريضة في اختصار التربية الشعبية، تحت عنوان ثابت هو “تدجين المواطن” تحت عباءة الإسلام “السلطوي”.

يحارب الجيش النظامي السوري ما يصفه الإعلام الرسمي بالجماعات التكفيرية والإرهابية، لكنه يحمي جماعاته التكفيرية، ويرخص لها، ويحميها، ويهاجم من يهاجمها، ويخصص لها مساحات واسعه لعملها اليومي، لاستعمالها في ساحات أخرى.

لا تختلف آليات عمل السلطات المتنفذة في سوريا عن غيرها في البلدان الأخرى. البلدان الموبوءة بالسلطة، وسياسات تدجين الناس.

تملك كل دولة تشارك في الحرب السورية اليوم جماعاتها التكفيرية الخاصة، جماعاتها الإسلامية التي تربت في كنفها في زمن مضى، من أجل استعمالها في ساحات أخرى، تختارها لها. ميليشيات دربتها وسلحتها ورخصت لعملها، جماعات تكفيرية مرخصة، تأخذ نظريتها وأوامرها من دعاة مرخصين أيضاً، أو من دور مخابرات.

التشدد الديني خليط غير متجانس، مشرد يبحث عن مطية وطريق، السلطة تعطيه الطريق وتحدد له آليات العمل والسوق والأتباع، المخابرات تأويه، ترعاه وتوجهه. كل تيار اسلامي متشدد له جهة سلطوية ترعاه، طرف دولي يغذيه. التشدد الديني قاتل تائه تحدد له السلطات سلاحه وضحاياه، وتحوله إلى قاتل مأجور.