نماذج في تخلف قادة أحزابنا "الكلدانية السريانية الآشورية" وقوائمنا الإنتخابية بشأن الكوتا والإنتخابات
=========================================================
أبرم شبيرا
توطئة:
------
في المقال السابق تناولنا موضوع تخلف وجهل قادة أحزابنا السياسية وتنظيماتنا القومية وقوائمنا الإنتخابية للكثير من الأمور السياسية وخفاياها خاصة ما يتعلق بالإنتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة وكوتتها المخادعة، وأكدنا بأن المقصد من التخلف والجهل ليس عدم الحصول على شهادات علمية أو قلة المعرفة والثقافة العامة بل غياب المصلحة القومية في عملهم السياسي كنتيجة منطقية لغياب الوحدة أو التفاهم أو التنسيق بينهم المرتكز على الحد الإدنى لمصلحة أمتنا والذي أضمحل وتلاشي في أخاديد التحزبية والفردية واللهوث وراء الكرسي من دون أي إكتراث للنتائج السلبية التي قد تترتب على المصلحة القومية لكل أبناء شعبنا بمختلف تسمياته الحضارية. وحتى لا أكون جانيا على الحقيقة والمنطق، فهنا سأسرد بعض النماذج في هذا السياق.
الحركة الديموقراطية الآشورية (زوعا) ....و "إلى الوراءءءء درر": 4-3-2-1-0
----------------------------------------------
معظم أبناء شعبنا وبمختلف تسمياته الحضارية يقر بأن الحركة الديموقراطية الآشورية (زوعا) حزب جماهيري وحدوي ناضل في ظروف صعبة وحقق بعض النتائج المفيدة لأمتنا، وهذا أمر لا يتطلبه المدح والإطناب أو الإنكار والتكذيب فهو معروف للداني والقاصي وللقريب والبعيد. من هذا المنطلق الإيماني بالدور الكبير الذي لعبته زوعا ومن رغبتنا الجامحة لأن تكون على المستوى الذي كان معروفاً عليها، لم أبخل جهداً او وقتا إلا وبذلته في تعضيدها ومساندتها وترسيخ صداقتي معها سواء على مستوى القيادة أو القاعدة بحيث وصلت لدرجة بأني مُنحت شرف "تهمة" عضو "مخفي" في قيادة زوعا خاصة في الأيام المظلمة لنظام البعث المقبور. وقد تجلى جهدي ووقتي المبذول لزوعا ليس بزيارتهم في مقراتهم في الوطن والدخول في مناقشات سياسية وقومية بناءة معهم وإنما أيضا في الكتابة لهم بمقترحات وأفكار بمسعى المساهمة في تعزيز وجودها وتحسين أسلوب عملها السياسي وإصحلاح هيكلها التنظيمي والإبقاء على ريادتها في الساحة القومية. ولكن مع الأسف الشديد معظم، إن لم نقل كلها، وجدت طريقها إلى سلة المهملات، أو تم ترحيلها إلى الإجتماعات أو المؤتمرات القادمة والتي تطايرت في الهواء خلال سنوات إنعقاد المؤتمرات أو الإجتماعاعات اللاحقة. من هذه المنطلقات المبدئية أتألم ألماً شديداً ويصيبني الكثير من الإحباط واليأس عندما أجد زوعا في تراجع مستمر خلال السنوات القليلة الماضية وحتى يومنا هذا، وهو الأمر الذي دفعني وأضطرني أن أكتب وأنشر في الإعلام الكثير من الإنتقادات البناءة لها ولبعض قادتها عسى ولعل قد يفيد هذا الأسلوب ويضع قادة زوعا في موقع مكشوف عن الإخطاء التي ارتكبها قيادتها بعد أن فشلت كل المحاولات السابقة. ولكن قبل ان نسبب أسباب تراجع زوعا، خاصة فيما يخص الإنتخابات الأخيرة علينا أن ننصفها بعدالة وموضوعية وأن نقيم الظروف التي مرت بها والعوامل المؤثرة في هذا التحول والتي يمكن تلخيصها بما يلي:
الأول: خارجياً قلنا سابقاً ونكررها هنا وبإختصار، أن التحديات التي واجهتها زوعا قبل عام 2003 هي غير التي بعد عام 2003. فإذا كانت زوعا قد استطاعت النفوذ من خلال التحديات السابقة ومواجهتها عبر نضال قاسي وصعب أكسبها شرعية ثورية وشعبية واسعة وأجلسها على أكثرية الكراسي البرلمانية المخصصة لشعبنا، خاصة في الإقليم، فإن تحديات بعد 2003 التي ملئها الفساد ونظام قائم على المحاصصة والنهب والسرقة تكيفت زوعا مع هذا النظام وشاركته فلم تستطيع أن تحول شرعيتها الثورية إلى شرعية قانونية صلدة. فبعد أن كان مناضلوها ينامون في العراء وعلى الصخور ويأكلون حتى من لحوم الدببة والثعالب ولم تكن وسائل إنتقالهم أكثر من البغال والحمير، أصبح قادتها بعد عام 2003 تنام في بيوت مريحة وتأكل الطيبات وتنتقل بسيارات مدرعة مع عشرات المرافقين وتملىء جيوب بعضها بألاف الدولارات بعد أن كانت جيوبهم مخرومة لا تختزن فلساً واحد. فهذا الأمر في الإنتقال بين مرحليتن أصاب قادتها بالتخمة وبالتالي بفايروس الكرسي الذي أصبح، أي الكرسي، أول اولياتها خاصة في فترة الإنتخابات، بحيث لم تستطيع أن توازي أو تنسق شرعيتها الثورية مع شرعيتها القانونية وباالنتيجة طغت الآخيرة على الأولى ووضعتها في صفحات التاريخ.
الثاني: قبل عام 2003 كانت الساحة مفتوحة وفسيحة أمام زوعا فكانت اللاعب الأول والرئيسي تقريباً على الساحة القومية لأمتنا أكتسبت من خلال المعاناة وصعاب النضال القومي شرعية شعبية أهلتها لأن تنفذ من خلال الهامش الديموقراطي الذي توفر في إقليم "كردستان" وتفوز بأربعة مقاعد من خمسة مخصصة للكوتا "المسيحية" في برلمان الإقليم مع كرسي وزاري. غير أنه بعد عام 2003 وسقوط حاجز الخوف والرهبة أنفجرت النزعات الطائفية والشللية والمصلحية في مجتمعنا وأنطلقت من جحورها ونزلت إلى الساحة السياسية على شكل أحزاب سياسية أو منظمات مطالبة بحصتها من كراسي البرلمان بعضها مدعومة أو مصنوعة من قبل الحيتان الكبيرة والمتنفذة. فلم يكن من السهل على زوعا مواجهة هذه النزعات ومن خلفها الحيتان الكبير بأسلحة بسيطة وبإمكانيات شحيحة وبدعم ضئيل أو غير موجود أصلا في صراع تمثل بين الإستقلالية في القرار وبين التبعية والخضوع، وبين التوجهات القومية من جهة والنزعات الطائفية والعشائرية من جهة أخرى، فوصلت المنازلة غير المتكافئة إلى نتائج تمثلت في إزاحة زوعا من كراسي البرلمان دورة بعد دورة حتى آلت الأمور إلى ما عليه في إنتخابات عام 2018.
على العموم أن الذي يهمنا هو إنغلاق صندوق دماغ بعض قادتها إنغلاقاً محكماً أدى ذلك إلى أن تصل الحالة بزوعا إلى هذا التراجع خاصة فيما يخص دورات الإنتخابات وتحديدا الأخيرة منها. فقد ذكرنا مراراً وتكراراً بأنه يجب على قادة زوعا أن تفكر ملياً عن الأسباب التي أدت إلى أن تخسر مقعد برلماني في كل دورة إنتخابية سواء في المركز أو الإقليم... فمن بين خمسة مقاعد مخصصة للمكون المسيحي حصلت على 4 مقاعد في الإقليم، ثم في الدورة الإنتخابية التالية حصلت على ثلاثة مقاعد من الكوتا ثم نزلت في الدورة الإنتخابية التالية إلى مقعدين، وشددنا التحذير بأن هذا الإنحدار سيستمر نحو مقعد واحد أو بدون مقعد مالم تبحث قيادة زوعا عن أسباب هذا التراجع وتبدأ بمعالجتها حتى لا تصل إلى الصفر. غير أن نتائج الإنتخابات الحالية لعام 2018 وحصول قائمة الرافدين على مقعد واحد، ولا نقول بأن زوعا حصل عليه بل كان من نصيب زعيم الحزب الوطني الآشوري المتحالف معها، مما يثبت بأن زوعا لم تكترث لمثل هذا الإنحدار الملفلف بجملة عوامل خارجية وداخية مؤثرة جداً على مسيرة زوعا حتى وصل الأمر بها إلى بدون مقعد برلماني. وقمة هذا التجاهل والإهمال والخطأ الفادح هو ترشح السكرتير العام لزوعا السيد يونادم يوسف كنا – رقم 1 لقائمة إئتلاف الرافدين – على محافظة بغداد في الوقت الذي كان معروفاً بان الحشد الشعبي حشد كل قواه لضمان وصول مرشح قائمة بابليون والإستيلاء على كرسي بغداد الذي حصل على 941 صوتاً فقط مقابل السيد يونادم الذي حصل6079 صوتا من دون أصوات الخارج التي تدل الدلائل بأن في معظمها صوتت لصالح إئتلاف الرافدين وتحديداً للسيد يونادم، مما يدل، وبلغة الأرقام، بأن السيد يونادم لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة ولكن خسر كرسي بغداد لأن قائمة حركة بابليون في بغداد حصلت على 33172 في حين حصل إئتلاف الرافدين على 19422 فهذا هو الحكم الظالم وغير العادل لقانون الإنتخابات في العراق وكوتته المشؤومة، حيث كان لازماً على قيادة زوعا أداركه ومحاولة تجنبه بقدر الإمكان. واليوم بعد أن أثبت الإنتخابات الحالية لعام 2018 ما ذهبنا إليه فعلى زوعا أن تأخذ الآمور بجدية لو رغبت قيادتها إعادة أمجادها بإعادة النظر في إستراتيجية عملها التنظيمي والسياسي والقومي خاصة وأن الإنتخابات البرلمانية في إقليم "كرسدتان" قاب قوسين، وإلا ستضطر إلى أن تعلن كهولتها والإحالة على التقاعد وهو الأمر الذي لا نرغبه ولا يرغبه غيرنا من أبناء شعبنا المحبين لزوعا.
حزب ... مجلس... شعبي كلداني سرياني آشوري
--------------------------------
للحق أقول بأنني شخصياً وغيري من المهتمين بالشؤون السياسية لم يفهم "الخربطات" التي أقترفها المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري (مجلس) فيما يخص تحوله من مجلس إلى حزب. ففي 30/11/2017 صدر بيان تحت شعار (ضمان حقوقنا القومية ووحدة شعبنا التاريخية في وطن يسوده القانون والعدالة) أعلن فيه إنعقاد المؤتمر الثالث…. الثالث... لحزب المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري..... وكتبنا في حينه حول الموضوع بشكل مفصل عن هذه "الخربطات" للحزب وعن مؤتمره الثالث وهو لم يولد بعد ... ويعلن تأسيس هذا الحزب في مؤتمره الثالث، في الوقت الذي كان من المفروض أن يكون المؤتمر الثالث للمجلس. ثم ما لبث بعد فترة طارت كلمة الحزب وعاد الأسم إلى المجلس مرة أخرى. طبعاً كان القصد من هذا "التحزب" للمجلس هو لغرض تسجيله في القوائم المؤهلة لدخول الإنتخابات لعام 2018 غير مدركين بان المجلس كان مسجل كقائمة إنتخابية لإنتخابات عام 2014 حيث كان المطلوب فقط إعادة تسجيل المجلس مرة أخرى. كل هذا كان يدل بأن المؤتمرين كانوا يجهلون حتى الأبجدية السياسية والعمل السياسي المنطقي والمعقول.
على العموم ما يهمنا هو إنتخابات هذا العام ونتائجها التي لم يكن حالها أكثر من حال زوعا في خسارة كرسي برلماني بعد أن كان يجلس على كرسيين، خاصة والكل يعرف بأن المجلس قام بحملة دعائية كبيرة جداً لمرشحيه حيث خصصت قناة عشتار الفضائية شاشتها ليل نهار للدعاية لمرشحي المجلس وهي الحملة الدعائية الأكبر إتسعاعاً وإنتشاراً ليس مقارنة مع بقية قوائمنا الإنتخابية بل حتى بالنسبة للقوائم العراقية جميعاً، ولكن مع هذا تراجع المجلس من كرسين إلى كرسي.. لماذا؟؟ لأن القائمين على شؤونه كانوا يجهلون العوامل المتغيرة الي لعبت دورها الفاعل في تقليص الكرسين إلى كرسي واحد. الحقيقة تقال بأن المجلس خلال سنواته القليلة من تأسييه حقق نجاح في الحصولين على الكرسين في برلمان الإقليم والمركز في حين هناك أحزاب عمرها يقارب الأربعين عاماً ولم تحقق إي نجاح يذكر بهذا الشأن. ولا أحد يستطيع أن ينكر بأن هذا النجاح كان بفضل دعم وإسناد الحزب الديموقراطي الكردستاني خاصة عندما نعرف بأن الأب الروحي للمجلس هو السيد سركيس إغاجان القيادي البارز في حزب البارتي ووزير مالية الإقليم السابق. ولكن ألم يعرف قادة المجلس قبل إنتخابات 2018 بأن:
1. الأزمة المالية تضرب الإقليم ولم يعد هناك "نثريات" تصرف للمجلس من قبل البارتي. فمرشيحي البارتي أولى بها لضمان وصولهم إلى البرلمان وكذلك ضمان الأكثرية بشكل مباشر وليس عن طريق ممثلي المجلس.
2. الكورد بشكل عام والبارتي بشكل خاص يعانون نوع من الفرقة والإنقسامات والتي أثرت على الرأي العام الكوردي مما أستوجب على البارتي أن يقنن أصوات المقترعين ويخصصها لمرشحيه من دون أن يفرط بها لمرشحي المجلس تاركاً المجلس ليقرر مصيره بنفسه. وبأعتقاي الخاص، فإن حتى الكرسي اليتم الذي حصل عليه مرشح المجلس في كركوك فهو غير بعيد عن العوامل المؤثرة الماضية التي لاتزال تتعشش في أخاديد مجتمعنا في المناطق المتنازع عليها خاصة في كركوك التي تثير التساؤلات عن 20197 صوت حصل عليها المجلس ومرشحها الفائز على 5458 صوت لأن كل الوقائع تشير بأنه لا وجود مسيحي في كركوك بهذا العدد.
أستيقظَ الكلدان على كرسي واحد:
-------------------
منذ أن بدأت بوادر أكبر مؤسسة دينية في مجتمعنا، الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، برئاسة غبطة البطريرك/الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو بإعلان أهتمامها بالأمور السياسية الكلدانية القومية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر وعن طريق الرابطة الكلدانية، شغل الأمر الكثير من أبناء شعبنا بين رافض له بحجة فصل الكنيسة عن السياسة وعدم تدخلها فيها، وبين مؤيد لهذا الأمر المبني على أساس ضرورة تمثيل الكلدان بنسبة معقولة بإعتبارهم أكبر مجموعة مسيحية في العراق، لأن بالنسبة لهم الكلدان المعروفين بـ "المتأشورين" المتواجدين على كراسي البرلمان والوزارة لا يمثلون الكلدان!!. ثم جاءت صرخة أبينا البطريرك المعروفة’ بـ "أستقيظ يا كلداني" قبيل الإنتخابات لتضيف زخماً قوياً آخر على أهتمام الكنيسة بالأمور السياسية خاصة بالإنتخابات. هذا الأمر، أي تدخل أكبر مؤسسة في مجتمعنا، أثار أنتباهي شخصياً وتوقعت أن تكتسح الكنيسة الكلدانية ممثلة بالرابطة الكلدانية والتي نزلت إلى الساحة الإنتخابية بقائمة إئتلاف الكلدان كل كراسي المسيحيين إن لم نقل أغلبها خاصة عندما نعرف:
1. بأن معظم أبرشيات الكنيسة الكلدانية سواء في الوطن أم في المهجر روجت بشكل أو بآخر لقائمة إئتلاف الكلدان وطالبت مؤمني الكنيسة بضرورة المشاركة في الإنتخابات ونحن جميعاً نعرف مدى قوة تأثير الكنيسة ورجالها على الكثير من أبناء شعبنا.
2. للكلدان بنى إجتماعية وجغرافية وديموغرافية وإقتصادية وعلمية قوية جداً في مقارنتها مع بقية أقسام مجتمعنا، غير أنه لم تنعكس هذه البنى في البنية الفوقية الفكرية لينشأ فكر قومي كلداني قوي قابل على نشوء حركة قومية كلدانية جامعة مبنية على بنى تحتية قوية وراسخة. والسبب الرئيسي في ذلك هو الخلفية التاريخية لتأثير الكاثوليكية وموقفها الكابح للفكر القومي والحركات القومية منذ نشوء هذا الفكر والحركات. وهو موضوع سبق وأن فصلنا فيه.
كل هذه العوامل لم تنفع صرخة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو في إستيقاظ الكلدان ولم الشمل والإلتفاف حول قائمة إئتلاف الكلدان غير بكرسي واحد. ولا أدري إذا كان يصح لنا وفقاً للإنتماء الكنسي أن نقول مجازاً بأن الكلدان فازوا بأربعة مقاعد في الإنتخابات، أثنان من قائمة بابليون الحشدية (بغداد والموصل) وواحد من قائمة المجلس الكردستانية (كركوك) وواحد من قائمة إئتلاف الكلدان (أربيل) لأن جميعهم ينتمون للكنيسة الكلدانية حسب إعتقادي. كما يجب أن لا ننسى الوجود القوي والفاعل لأبرشية أربيل الكلدانية وتواجد كلداني كثيف في أربيل خاصة في عنكاوة قد يكون عامل مؤثر في فوز قائمة إئتلاف الكلدان بالكرسي البرلماني لأربيل.
إذن أين الخلل في عدم حصول إئتلاف الكلدان على غالبية المقاعد للكوتا المسيحية رغم صرخة مدوية من أعلى مرجع كلداني ورغم وجود بنى تحتية قوية للكدان سواء في الوطن أم المهجر؟ ويمكن إيجاز الخلل في الأسباب التالية:
1. من المؤسف بأن قادة إئتلاف الكلدان ورعاتها من الرابطة الكلدانية والكنيسة الكلدانية تجاهلوا وأغفلوا الدروس والعبر للإنتخابات الماضية في كون القوائم التي تسمى بأسماء مفردة أو طائفية لم تنجح ولم تحقق أي نتائج بل كان الفوز دائماً للقوائم التي تبنت التسمية الوحدوية الشاملة لجميع أقسام أمتنا والتي تمثلت في "الكلدان السريان الاشوريين". وهذا الأمر ينطبق بكل حذافيره على بقية التسميات المفردة كالأشورية والسريانية التي لم تفلح ف الإنتخابات السابقة.
2. لقد ثبت في الماضي والحاضر بأن غالبية شعبنا الكلداني سواء في الوطن أم في المهجر محب للوحدة القومية بين كافة طوائف وأقسام أمتنا وتمثل ذلك في مساندته وتصويته للقوائم التي تسمى بالتسمية الوحدوية. ولا أشك في القول بأن نجاح مرشحي زوعا والمجلس، المتبنيان للتسمية الوحدوية، والوصول إلى البرلمان في الإنتخابات السابقة كان بفعل أصوات الكلدان أكثر بكثير من أصوات الآشوريين والسريان. وحتى في الإنتخابات الحالية لولا تدخل الحشد الشعبي عبر قائمته بابليون وسرقة كرسين لكانا من حصة قائمة إئتلاف الرافدين أو قائمة المجلس.
3. إئتلاف الكلدان ضم كيانين، هما الحزب الديموقراطي الكلداني والمجلس القومي الكلداني وليس بخاف على أحد من أبناء شعبنا بأن الحزب الديموقراطي الكلداني يعتبر من أفشل أحزابنا السياسية، إن كان فعلاً يستحق تسميته بالحزب، ولا يعود هذا الفشل إلى التخبط في عمله السياسي وعلاقة رئيسه المهزوزة بالحزب الديموقراطي الكردستاني وبجلوسه على كرسي البرلمان الأسبق ممثلاً عن هذا الحزب ومن ثم طرده من الحزب، بل أن معظم فشله يعود إلى تقوقعه وعناده غير المنطقي بالكلدان وتسببه الكثير من الضرر لهم على المستوى السياسي والتمثيلي. أما بالنسبة للمجلس القومي الكلداني فأنه كان أكثر إنفتاحاً وقبولا للتسمية الوحدوية ومشاركته مع بقية الكيانات الوحدوية خاصة إنضمامه إلى ما كان يسمى بـ "تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية، النائم في سبات عميق. هذا التناقض الفاضح بين الكيانين لم يكن يجمعهما سوى التسمية الكلدانية وفايروس الكرسي الذي سعوا إليه في الماضي ولم يحصلوا فوجدوا في دعم وإسناد الكنيسة الكلدانية لهم فرصة سانحة للحصول على حصة من الكعكة البرلمانية. كل هذه العوامل التي غيبها المعنيون بإئتلاف الكلدان جعل أن يفقدوا مصداقيتهم وبالتالي أن يفقد شعبنا وتحديداً الكلدان ثقته بعناصر هذا الإئتلاف. ولكن مع هذا فالبعض يقول بأن فوز إئتلاف الكلدان بكرسي في البرلمان ولأول مرة هو إنجاز كبير. ولكن مثل هذا الأنجاز لا يوازي إطلاقاً ما يملكه الكلدان من قوة في البنى التحتية السالفة الذكر وتأثير الكنيسة على مؤمنيها مما يجعل مثل هذا الإنجاز لا شيء فيما إذا تمت المقارنة بين كرسي واحد وقوة البنى التحتية وتأثير الكنيسة.
4. معظم أبناء شعبنا بمختلف تسمياته يعارض تدخل الكنيسة في السياسة، فهذا الأمر كان يجب على المعنيين في إئتلاف الكلدان أن يدركوه وأن تحاول الكنيسة الكلدانية الابتعاد عن السياسة بأي شكل من الأشكال وعدم دعم قائمة معنية سواء بشكل مباشر او عن طريق الرابطة الكلدانية أو الإبرشيات التابعة لها. خاصة عندما نعرف بأن للكلدان نخب ثقافية كبيرة وسياسية علمانية مؤثرة تلعب دوراً كبيرا لإبعاد الكنيسة عن السياسة. هذا الأمر أضر إئتلاف الكلدان أكثر مما أفاده وبالتالي لم يحصل إئتلاف الكلدان إلا على كرسي واحد فقط في الوقت الذي كان هناك عوامل، سبق وأن ذكرناها، لو أستخدمت بشكل عقلاني ومنطقي وواقعي لأكتسحت قائمة الكلدان الكوتا المسيحية سواء بغالبية الكراسي أو بأكثر من كرسي واحد.
بعد أن وقع الفأس على رأس حزب أبناء النهرين بدأ يتحرك:
---------------------------------
مهما قيل عن أسباب الخلاف والإنشقاق عن زوعا تبقى صغيرة جداً ومتلاشية أمام سببين:
الأول: شخصي 100%، ويتمثل في موقف جميع أعضاء، قيادة وقاعدة، حزب أبناء النهرين من السكرتير العام لزوعا السيد يونادم كنا وبالنتيجة كل محاولات عودة المياه إلى مجاريها كانت مشروطة بإزاحة السيد يونادم وعدم قبوله في قيادة التنظيم وبالتالي أدت إلى الفشل. ثم أثناء فترة التحالفات لخوض الإنتخابات جاءت بادرة لتشكيل إئتلاف من زوعا والحزب الديموقراطي الآشوري (أترنايا) وحزب أبناء النهرين لدخول معترك الإنتخابات البرلمانية لا يجمعهم غير موقفهم من مؤتمر بروكسل. غير أن وجود السيد يونادم على رأس هذا الإئتلاف المزمع تشكيله، والذي كان منطقياً لكونه يمثل أكبر تنظيم سياسي في أمتنا وأكثر شعبية، أدى ذلك إلى عدم إنضمام الحزب للإئتلاف وقرر خوض الإنتخابات بقائمته الخاصة.
الثاني: فايروس الكرسي: يظهر بأن الحزب تلذلذ بالكرسي البرلماني الوحيد الذي فاز به عن أربيل في الإنتخابات البرلمانية السابقة لإقليم "كردستان" ويظهر أيضا بأنه أستقوى به ووجد في نفسه قوة كافية لخوض الإنتخابات لوحده من دون السيد يونادم الذي كان باعتقادهم لو أنضموا إلى الإئتلاف سيأكل كل الكعكة ولا تبقى لهم شيء. لكن فايروس الكرسي كان مفعوله أقوى بكثير من طموحات الحزب فقتله عبر نتائج غير مرضية له وخروجه من الإنتخابات كـ "الخروج من المولد بدون حمص".
ثالثا: قد يكون هناك سبب آخر مرتبط بالسببين أعلاه، وهو في الكثير من الأحيان كنًا نسمع من أعضاء الحزب بأن سبب خروجهم عن زوعا وتشكيلهم كيان أبناء النهرين هو لأن زوعا لم يستطيع تحقيق الكثير من المطالب الملحة والمطلوبة لأمتنا وأن مسعاهم لتأسيس الكيان هو السعي لتحقيق هذه المطالب التي فشل زوعا عن تحقيقها. ولكن خلال السنوات القليلة الماضية من تأسيس الميلت وحتى اليوم لم نعرف ما هي هذه المطالب وهل تم تحقيقها على أرض الواقع؟ صحيح هو أن تحقيق مثل هذه المطالب يتطلبها أدوات ووسائل لتحقيقها أو بالآحرى وجود في هياكل صنع القرار السياسي كالبرلمان لتحقيقها وهذا توفر للحزب عند جلوس ممثلها على كرسي برلمان إقليم "كردستان" ولكن ،على الأقل شخصيا، لا أعرف ما الذي تحقق من خلال الجلوس على هذا الكرسي ولم يستطيع زوعا تحقيقه غير البيانات الإستنكارية.
هناك بديهة بسيطة ومعروفة بأن لو أحزابنا السياسية توحدت فإن الموقف السياسي لأمتنا سيقوى عند المطالبة بحقوقها القومية. وعلى الجانب الآخر أيضا لو أنقسمت أو أنشقت أحزابنا السياسية وتم تشكيل حزب جديد وزادت عدد أحزابنا السياسية ستضعف أمتنا في المطالبة بحقوقها القومية وتحقيقها... هذه البديهية تنطبق بكل حذفيرها على المنشقين عن أحزابنا السياسية وتحديداً إنشقاق وخروج أبناء النهرين عن زوعا والذي سبب تشرذم وضعف في قوة الحزب الكبير في أمتنا وأقصد زوعا. وقد لا تجد قيادة زوعا ضعف في هذا الإنشقاق، كما سمعته من بعض قادتها، لكنه من الملاحظ بأن هذا الإنشقاق أنعكس على مستوى الجماهير وخلق فيهم نوع من الإحباط وفقان الثقة بالأحزاب السياسية وتدني شعبية زوعا. فتغييب مثل هذه البديهية البسيطة هي قمة الجهل والتخلف أو هي غلبة المصلحة الشخصية والتحزبية على المصلحة العامة، خاصة عند دخولهم للإنتخابات وهم متشرذمين وفاقدي قوة التأثير وبالتالي خروجهم بنتائج مخيبة لأمال أبناء أمتنا لتزيد بذلك فقدان ثقة أبناء أمتنا بهم وبالتالي تلاشي إهتمامهم بالأمور السياسية والذي تبين ذلك في قلة إهتمام غالبية أبناء شعبنا بالإنتخابات وبالتالي تعرض الكوتا المسيحية إلى القرصنة من قبل الحيتان الكبيرة.
قبل بضعة أيام نشر حزب أبناء نهرين رسالته المفتوحة إلى قيادة الحركة الديموقراطية الآشورية ... ومن خلالها إلى قواعدها ومؤازريها المحترمين ونشرها بتاريخ 31/05/2018 في موقع عنكاوه وقرأها الألاف من قراء الموقع. جميل جداً لهذه المبادرة ولكن نقول:
1. لقد فقد قادة حزب أبناء النهرين المنطق في أسلوب نشر هذه الرسالة على موقع ألكتروني عام ومفتوح ويخص موضوع حزبي حساس متعلق بجهتين معنيتين بالموضوع. فالرسالة موجهة إلى قيادة زوعا ولكن أرسلت ونشرت في هذا الموقع وقرأها بضعة ألاف ويمكن أن يكونوا قد قرأوها قبل أن يقرأها قادة زوعا. كان من الأجدر والأصح أن ترسل الرسالة مباشرة إلى قيادة زوعا (سري وعاجل !!!) وأن لا تنشر في الموقع،. أو من جانب آخر كان الأصح منطقياً طالما نشرت في هذا الموقع أن تكون موجهة إلى قراء موقع عنكاوة الألكتروني وليس إلى قيادة زوعا. وهنا نقول بأنه من حق الذين أنتقدوا الحزب على نشر هذه الرسالة أن يتهموه بأن غرضها هو التبجح والتظاهر بأنه مبادر للسلم وعودة المياه إلى مجاريها.
2. على الرغم من أسلوب الرسالة الفاقدة للمنطق فأن تثمينها وتقديرها لهذه المبادرة "السلمية" يجب أن تأخذ بنظر الإعتبار... ولكن ... نعم ولكن، مثل هذا التثمين اوالتقدير يتلاشى نهائياً أمام المبادرات المنطقية والواقعية التي عرضت في السابق على الجانبين في إعادة اللحمة التنظيمية لسابق عهدها، ولكن فشلت أو علقت لأسباب نحن شخصياً نحتفظ بها إحتراماً لكلا الطرفين.
3. الرسالة جاءت بعد عدم فوز السيد يونادم في الإنتخابات، وهو الأمر الذي أشرنا إليه في أعلاه من أن الخلاف بين الطرفين كان ولا يزال شخصي. إضافة إلى ذلك فأن عدم فوز أي مرشح من قائمة حزب أبناء النهرين في الإنتخابات خلق رد فعل تمثل في رسالته المعنونه إلى قيادة زوعا والتي هي تعبير عن نوع من الخسارة وأريد منها، أي الرسالة، التعويض عن هذه الخسارة بمبادرة "سلمية". وقد أكون صادقاً لو قلت بأنه لو كان قد فاز أي مرشح من قائمة الحزب في الإنتخابات فإن إحتمال عدم نشر مثل هذه الرسالة كان وارداً جدا، حيث كان سيجد في هذا الفوز قوة أخرى لأثبات حقه في الوجود كحزب حقق أكثر مما حققه زوعا. فالرسالة التي جاءت بعد فرز الأصواب وخسارة حزب أبناء النهرين ما هي تعبير عن موقف ضعيف وخاسر. فقيادة حزب أبناء النهرين وأيضا قيادة زوعا يعرفان جيداً بأن هناك الكثير من المبادرات نحو عودة المياه إلى مجاريها الطبيعية ولم تأخذ بها في حينها فكان الأجدر بحزب أبناء النهرين أن يتصل بقيادة زوعا مباشرة لإعادة النظر في هذه المبادرات وإمكانية تحقيقها.
الأحزاب المخضرمة:
------------
اقصد بالأحزاب المخضرمة تحديداً حزب بيت نهرين الديموقراطي (كبًا) والحزب الوطني الآشوري (أترنايا) إضافة إلى قائمة تجمع السريان (سرياني). أبتداً أقول بالنسبة لكبًا بأنه أكثر من أربعة قرون من عمره فهو يتخبط في إنشقاقات وتنقلات بين الوطن والمهجر وتحالفات غير مجدية وكذلك صعوبة نفي تبعيته للحزب الديموقراطي الكردستاني وأخرها دخوله في تحالف إتحاد بيت نهرين الوطني الذي ضم تشكيلات هامشية تطعم التحالف بالبرلماني السيد جوزيف صلوا (قائمة الوركاء الديمقراطية للحزب الشيوعي العراق) واضعاً رهان فوزه في إنتخابات 2018 على الحصان الخاسر، مما ينم عن عدم فهمه لواقع أحزابنا السياسية ودور كل واحد منهم في الساحة السياسية القومية خاصة بعد أن نعرف بأن حزبه، الحزب الشيوعي العراق، قد تحالف مع أكبر كيان شيعي في العراق، تيار الصدر، ويظهر بأنه لم يكن للسيد جوزيف مكان في هذا التحالف ليسير مع قائمة السائرون.
أربعة قرون من عمر كبًا ولم يفوز في أية إنتخابات برلمانية سواء في الإقليم أو المركز ولم يحقق إي إنجاز يذكر. لماذا؟ كان من المفروض على (كبًا) أن يسأل نفسه هذا السؤال ويبحث بنظرة موضوعية وذاتية وواقعية عن جواب شافي عن علامة الإستفهام هذه. أما بالنسبة لزميله في العمر (أترنايا) فعلى الرغم من أحباطاته في كل تحالفاته الإنتخابية وغياب أي إنجاز من سجله الحزبي فإن أمره في إنتخابات 2018 كان أكثر فطنة وذكاءاً وحقق له الحلم الذي كان بعيد المنال عندما فاز زعيمه السيد عمانوئيل خوشابا بكرسي برلماني، وتمثلت هذه الفطنة والذكاء في:
1. وضع راهنه على الحصان الرابح ودخوله في تحالف مع أقوى حزب سياسي لأمتنا، وأقصد زوعا، وبالفعل حقق الفوز.
2. رشح نفسه عن محافظة دهوك وفاز عن الكرسي المخصص لها، المحافظة التي هي بعيدة المنال عن أذرع الحشد الشعبي وتأثيراته وغيره من الحيتان الكبيرة.
3. هناك تواجد كثيف لأبناء شعبنا في هذه المحافظة بما فيها القرى والقصبات، وأرجو أن لا يتهمني البعض بالعشائرية عندما أقول بأن هناك أعتبارات عشائرية قد تكون لعبت دورها في فوز السيد عمانوئيل.
4. يبقى هناك سؤال قائم، وهو أن الخلفية التاريخية للعلاقة بين زوعا وأترنايا لم تكن على ما يرام منذ سنوات طويلة وأقل ما يقال عنها بأنها كان تتصف بالجفاء إن لم نقل العداء. وإذا أعتبرنا موقفهما من مؤتمر بروكسل سبباً لتحالفهم فأن هذا وهم وليس مستبعدا ان يتلاشى هذا التحالف بعد فوز زعيم أترنايا وإحتمالية ظهور نوع من المنافسة أو تضارب المصالح بينه وبين السيد يونادم كنا أو بين الحزب الوطني الآشوري و الحركة الديموقراطية الآشورية وإذا ذهبنا أبعد نقول بين قوات دويخ نوشا التابعة لأترنايا ووحدات حماية سهل نينوى التابعة لزوعا... ألله يستر؟ . أرجو أعتبار هذا نوع من التحذير من المخاطر الناجمة عن إفراط عقد التحالف فيكفينا المخاطر الخارجية التي تهدد وجودها في الوطن.
أما بالنسبة لقائمة تجمع السريان، الجديد العهد في الساحة السياسية وما يخص الإنتخابات البرلمانية، يظهر بانها كانت بعيد عن واقع الحال لأبناء شعبنا السرياني وتوجهاته السياسية والقومية. فجهل أصحابها بهذا الواقع أوقعها في خسارة الإنتخابات. حيث كان يكفيها عدد قليلة من أبناء شعبنا في القصبتين "بيت خديده – الحمدانية" و "برطلة" السريانيتن التصويت لها وفوز احد مرشحيها بكرسي واحد ولكن يظهر بأنهم لم يقوموا بإداءـ "واجبهم البيتي" خاصة وأن أذرع الأخطبوط الحشدي كان واسع الإنتشار والنفود في سهل نينوى الذي حال دون أن يحققوا أية نتائج في بيتهم السرياني فأدى ذلك إلى سرقة كرسي الموصل منهم. هذا إضافة إلى ما سبق ذكره وهو أن غالبية شعبنا يرغب أن يرى بوادر للوحدة القومية وأثبتت السنوات القليلة الماضية بأن التسمية الموحدة مفضلة لدى غالبيتهم بعكس التسمية المفردة، كما سبق وذكرنا في أعلاه بالنسبة لبقية التسميات المفرة كالكلدانية والآشورية.
وأخيرأ:
-----
أكتفي بهذا القدر... مع إعتذاري لطول الموضوع الذي يستحق أكثر وأكثر من هذه الصفحات لأنه فعلاً موضوع هام ومؤلم في نفس الوقت. ومن المؤكد سيقول البعض لماذا أحشر أنفي في هذا الموضوع الذي يخص أبناء الوطن وأحزابهم السياسية وأنا قابع في خيمتي في المهجر... أقول وبملئ الفم... الموضوع يخص أمتي وأنا أبن هذه الأمة إينما كنت في الوطن او المهجر وبالتالي يهمني جداً مصلحة أمتي وإستقلالية قرار أحزابها السياسية التي هي في عين الوقت إستقلالية قرار أمتي فيما يخص شؤونها القومية والوطنية... وهنا للتذكير أقول مرة أخرى، الأمة التي لا يوجد فيها أحزاب سياسية مستقلة ونشطة ستكون إرادة الأمة مرهونة وخاضعة لإدارة الأمم الأخرى... وأنا لا أريد إطلاقا أن تكون إرادة أمتي خاضعة لإرادة الغير، من هذا المنطلق أنتقد أحزابنا السياسية إنتقادرا موضوعياً وبدون مجاملة لهذا الصديق أو ذاك الحزب لأنني أومن وأمل بأن هذا الأسلوب هو الذي يصحح أخطاء أحزابنا ويقوي من إرادتها وبالتالي تقوى إرادة أمتنا وتصبح غير خاضعة لإرادات الأمم الأخرى.