الاستاذ العزيز يعقوب كوركيس المحترم
تحيه طيبه
سابدأ مداخلتي التي ربما ستطول لو سمحتم , بربط لابد منه بين كلامنا المفعم في تعويله على الديمقراطيه, وبين وصفي الشخصي لهذه الديمقراطيه بالمظلة الشبيهه بالمنخل المليئ بالثقوب والثغرات.
في وضع سياسي وطني كالذي نحن فيه, لا أعتقد وجود ما يمكن البناء عليه ديمقراطيا لأنها كذبه وخدعه كبيره مارسها الامريكان مع كافة العراقيين منذ ان اعلن عنها بعد سقوط النظام ولحد هذه اللحظه, لابل حصل ذلك قبل سقوطه اقصد منذ عام 1991 وإعلان المنطقه الامنه في شمال العراق.
وحينما نقول بان شماعة الديمقراطيه هي كذبه واضحه, اذن علينا ( ساستنا الحقيقيين كما تفضلتم بوصفهم) البناء على حقيقة هذه الديمقراطيه وليس التوهم في استخدام هوامشها التي كلما تعثر الامريكان في تحقيق ما في اجندتهم غابت عن الساحه حتى تلك الهوامش فيصبح الاقوياء والمتنفذين سياسيا وعسكريا واقتصاديا هم من يقرر سقف هوامش هذه الديمقراطيه العرجاء , ولدينا في هذا الصدد الكثير من الامثله والشواهد وبكشل متكرر, بحيث يطغى التساؤل عن شكل هذه الديمقراطيه على تفكير ومشاغل كل مهتم ومتابع.
أنا شخصيا اتحفظ على خيار العنف الذي تفضل به الاخ اوراها سياوش , لانه عدا كونه سيعطي الحجة القانونيه للكثير من الاطراف باستخدام ما لم يتم استخدامه ضدنا بشكل علني وفي مقدمتهم الامريكان أنفسهم, فهو اي هذا الخيار ليس له ما يكفيه من عناصر ومستلزمات كي تجعله خيارا قابلا للتبني.. ارجو من الاخ اوراها ان يتقبل ذلك مني ما دمت اوافقه على رايه في ضرورة تغيير الفلسفه السياسيه لكن دون سحبها الى ما لا طاقة لشعبنا في القيام به.
من ناحيتي , اجد ان البناء الفكري والعملي بعد كثرة وتكرار الاخفاقات التي حصلت ونحن قبل غيرنانعلم جيدا اسبابها ,لكننا ما زلنا غير قادرين على معالجتها , والاسباب ايضا غير خافيه , يجب ان ينطلق هذا البناء من نقطة احترامنا لحقيقة وجود طاقات يمتلكها شعبنا ليست محصوره في تنظيم معين دون آخر, الذي نحتاجه او يحتاجه السياسي المؤمن والمنتمي لشعبه هو تنظيم هذه الطاقات التي تؤمن بحقها الشرعي على ارضها التاريخيه , وتؤمن بأهمية الاستقلاليه السياسيه التي تحترم تطلعات الاخرين وفي نفس الوقت تفرض أحترامها في المقابل. نعم نحن شهدنا ما قدمه لنا تجمع تنظيمات احزابنا الذي اجتمعت فيه مختلف الارادات لكنها لم تجتمع يوما على موقف صادق يخدم ويحفظ حق وسمعة شعبنا امام الذين استغلوا شماعة الديمقراطيه في استغلال ضعفاء النفوس , تلك كانت تجربه فاشله لابد من الانتباه اليها كي لا تكون ردات فعل الاخفاق سببا في اعادة ممارستها من اجل تحقيق مكسب انتخابي , المكسب الذي يجب التفكير به هو اثبات وجود عمل سياسي مستقل على الارض رافض للهتافات والشعارات التي تفرزها ظاهرة الاخفاقات.
نعم شعبنا يتابع ومطلع على الاختراقات التي تمارسها الاحزاب الشيعيه والكرديه,واعترافات الساسه الشيعه والاكراد كانت جدا صريحه وواضحه,,اذن ماذا ننتظر من الانتهازيين؟ وهل من هزالة اتعس من اصدار البيانات والدعوات المكرره للاجتماعات من اجل اعلان وحدة الصف , انا لا أعتقد بان الهدف من ذلك هو ترميم وتصحيح صادق لتبعات اسلوب تعاطيهم المزدوج, انما لا زال شغلهم الشاغل هو تسليم المتبقي من حيائنا وكرامتنا السياسيه للغيرمقابل منصب او مكسب.
عزيزي استاذ جوني, المطلوب من الحركه الديمقراطيه الاشوريه , وهي صاحبة التجربه في هذا المجال, ان تشخص بالادله والاثباتات مكامن الخلل الذاتيه منهابالدرجه الاساس ثم المحيطة بها من اصدقاء وخصوم على حد سواء, وبناء عليه ستكون الحركه قادره على اختيار المفيد لشعبنا ومستقبله , وليس لاجل اي شيئ اخر.
نهضات الشعوب معروف عنها انها تلاقي الاخفاقات والتراجعات , لكن الآمال تبقى معلقه على ابنائها الذي يؤمنون بحقهم في العيش الكريم, اما الذين يرون في التكلم باسم شعبهم كمصدر ارتزاق , باعتقادي هؤلاء عاجلا ام اجلا ستلفظهم اللحظه التي يرون فيها الحرج لو طلب منهم التضحيه.
سأكتفي بهذا القدر لاني أطلت كثيرا
شاكرا لكم على هذه الطله في مقالكم.
تقبلوا خالص تحياتي