المحرر موضوع: رقصة المواطنة  (زيارة 885 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سركون القس بطرس جيلو

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 35
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رقصة المواطنة
« في: 16:22 10/06/2018 »

ألحياة هي مجرد ذكريات ...
 ذكريات نحبها ونتمنى ان تكون دائمية .
وذكريات نتمنى أن نمحوها من ذاكرتنا نهائيا .
وذكريات كانت ولا زالت مستمرة في حياتنا.
  وفي الدورة الحياتية سنلتقي حتما بمختلف الأجناس ومختلف المشاعر ومختلف الانتماءات واكيد سنحاول تسيير الأمور بحسب ما نحن نؤمن به وهنا سيلعب دور التربية والمنشأ فمثلا من كانت تربيته والبيئة التي ترعرع فيها تميل إلى التطرف الديني وهنا انا لم اخصص دين محدد فالكلام عام ويشمل كل تطرف ديني أو مذهبي ولاي دين كان فالنتيجة سينشىء هو على الفكر المتطرف دينيا والمتطرف الديني ابدا لا يلتقي مع الآخر اطلاقا بحجة الاصحية المذهبية واحقية الفكر الذي ينتمي إليه وان ما يؤمن به هو فقط الصحيح ، اما البقية في نظره فكلهم مخالفين للدستور الرباني ويجب أن يجبروا على التوبة والا فسيتم وضعهم في خانة الأعداء علما بان الدين يأتي بالتوارث وليس عن طريق النضج العقلي والوعي الفكري .
 وكذا من تربى على التطرف وفي كل صوره سواء كان تطرف قومي أو عشائري أو مناطقي فكلها تخضع لنظرية وأحدة وهي إلغاء الآخر ونلاحظ هنا أن كل الشعوب الشرق أوسطية تطبق نظرية فرويد النفسية (الانا) انا الاعلى دائما ؟
صحيح اننا كلنا نعتز ونفتخر بالجذور وبالانتماء القومي أو الديني الذي توارثناه من اجدادنا فمثلا انا شخصيا اعتز بهويتي القومية كأشوري وبانتمائي الديني كمسيحي واعتز بارض وتربة وطني بلاد النهرين ولكن هذا لا يلغي أن احترم انتماء الآخر ومهما كان الاختلاف فمن المؤكد اننا سنبقى أبناء الوطن الواحد الذي نجتمع معا فيه بالانتماء للأرض والوطن الواحد والذي من المفروض أن يجمعنا في السراء والضراء.
اخواني الاعزاء مصطلح الديمقراطية كنا قد سمعنا وقرانا عنه مسبقا ولكننا لن نجربه اطلاقا وكنا جاهلين ومعتقدين بانه الحل السحري الذي بمجرد تطبيقه ستسود الحرية والعدالة والمساواة ولكننا كنا واهمين لان الديمقراطية عندما يتم تطبيقها ستطبق حسب العقلية أو المنشأ الذي تربى عليه منفذوها واسمحوا لي أن أقولها في واقعنا وبلداننا الشرق أوسطية والتي تعتبر بيئه خصبة للتطرف وبكل صوره فعندما نحب نحب بتطرف وعنما نكره نكره بتطرف أيضا فاننا ننظر إلى الديمقراطية بمنظور اخر وهو حكم المكونات الكبيرة على المكونات الصغيرة أي(حكم الأكثرية على الأقلية ) وهنا ستتحول الديمقراطية الى حجة او دستور يتم من خلاله استغلال ومصادرة حقوق الآخرين وبحجة الديمقراطية أيضا سيطبق الحكم الدكتاتوري للاكثرية مستغلا مبدأ الاستفراد بالسلطة ومستخدمين كل أساليب العنجهية واستخدام القوة لترهيب المكونات الأخرى في الوطن الواحد ولتسييرهم حسب رغباتهم ومصالحهم ، واما بالنسبة للنقيض فهو في البلدان التي تهتم بحقوق الإنسان وتدافع عنها فالمعنى مغاير تماما فعندهم الديمقراطية تعني كيف تصون وتمنح حقوق الأقليات المستضعفة في الوطن على حساب المواطنة وليس على حساب أي انتماء اخر . والعراق نموذجا لما أتطرق عليه فالذي كان معنا نستنكر الطائفية معا وننضال من أجل حقوق المواطنة واحقية الفرد لنيل كامل حقوقه الوطنية بات هو يستعمل نفس الأيديولوجية السابقة فبمجرد نيل حقوقه تناسى حقوق الآخر الذي كان معه ، بل قام بتطبيق نفس السلوكيات التي كان ينبذها سابقا والتي كان يعتبر نفسه مظلوما أثر تطبيقها، والملاحظ انه نفس الطرف الذي ناضل من أجل حقوقه سواء قومية كانت أو مذهبية بات هو نفسه يعتقد أن مصادرة حق الآخر هو نصر وفوز يستحقه وبجدارة محاولا تمرير نفس الحجج والتبريرات التي أبدع بها من سبقه وكانها رقصة ، فعلا أنها نفس الرقصة الفلكلورية التي رافقتنا على مر التاريخ والملاحظ انه فقط الراقص من يتغير والملاحظ أيضا تغيير اسم الرقصة من (رقصة المواطنة) الى( رقصة الوطن للاكثرية ) وهنا لا بد أن نتطرق إلى مصطلح الخيانة وهو كل من يعمل بالضد من أبناء جلدته أو واقعه أو وطنه أو انتمائه بغية الحصول على النفوذ أو المنصب أو المال والخيانة مستقبلها دائما يكون كالانشطار الاميبي الذي يفوق حجم السيطرة . وبتعشعش الخونة ونموهم السريع سيؤدي الى فقدان مفهوم المواطنة حيث وبما أن الوفاء هو مصطلح معاكس للخيانة والتناسب بينهما عكسي فإذا لا وجود للوفاء في مجتمع يتباهى بالخيانة وينتخب الخونة ليكونوا ممثلين له وبما أنه لن يمر البلد مسبقا بهكذا تشرذم وتفتيت اطلاقا وما نلاحظه اليوم على أرض الواقع من الاقتتال بين مكونات الشعب الواحد لهو دليل قاطع وكأننا شعوب وجدت لتمحي أحدها الآخر والاختلاف بات سيد الموقف وفي كل شىء، واما الاعتراض فهو الموجود دائما وبات يفرض نفسه في أبسط الأمور واتفهها .
 ( رفيق الامس بات عدو اليوم )
 ومع الأسف فمصطلح المحبة والأخوة والمواطنة بات يستخدم عند الحاجة فقط.