كلمة ميخائيل ممو لمناسبة يوم اللغة الآشورية واليوبيل الذهبي لباكورة كتابه الأدبي
الكهنة الأفاضل.. الأساتذة المحترمون.. والحضور الكريم.
في البدء نرحب بكم أجمل ترحيب، شاكراً لكم حضوركم ومشاركتكم وأيانا بمناسبتين متجسدتين بنور الحرف والكلمة تحت راية جملة يوم اللغة الآشورية، إنطلاقاً من (في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله).
بما ان هذا اليوم الذي نلتقي فيه هو بمناسبة يوم اللغة الآشورية الأم بالدرجة الأولى، فلا بد من القاء نظرة وجيزة عن أسباب ودوافع تسميته والاحتفال به.
ومن جانب آخر يشمل هذا الإحتفال بمرور 50 عاماً على إصدار اول نتاجاتي الأدبية وما تلاها فيما بعد من نتاجات.
لكل من هاتين المناسبتين أهميتهما في حياتي.. وإن سألتموني لماذا؟ سأجيبكم عن المناسبة الأولى بما يلي:
1. قبل خمس سنوات أعلمني رئيس المجلس القومي الآشوري في شيكاغو بإقامة حفل تكريمي لي شخصياً تقديراً لجهودي في الحقل اللغوي والأدبي، فكان جوابي بالشكر الجزيل، ولكن هناك من هم أكبر مني وأكثر عطاءاً. يا حبذا لو تم تكريمهم ايضاً وزيادة العدد. وعلى أثر ذلك كُلفت على تسمية بعض الشخصيات من الدول التي يقطنوها من كلا الجنسين.
2. في الوقت نفسه قدمت اقتراحاً ان نعلن في ذات اليوم عن تسمية وإقرار يوم اللغة الآشورية تيمناً بكافة دول العالم، فتمت الموافقة على ذلك، وأثناء التقائنا في شيكاغو لتسمية اليوم المحدد، فكان رأيي يوم 21 نيسان من كل عام.
3. أما لماذا هذا اليوم؟ الجواب هو: احتراما لأولئك الجنود المجهولين من العاملين الحاذقين الذين بدأوا عام 1921 البالغ عددهم على التوالي 85 عالماً لغوياً على مدى 90 عاماً على وضع القاموس الآشوري من اللغة الأكادية المسمارية في 21 جزءاً وإصداره في شهر نيسان من عام 2011. وعلى أثر ذلك تمت الموافقة والإعلان عنه في حفلة خاصة حضرها أكثر من 400 شخصاً من رجال الدين واللغويين والعلمانيين يوم 23 حزيران 2013. وتم نقل الإحتفال من خلال القناة التلفزيونية ا ن ب سات.
4. بعد الإعلان رسمياً عن ذلك ونشره، توالت الاحتفالات في العديد من الدول والتي منها، السويد، أرمينيا، جورجيا، روسيا، استراليا، أمريكا والعراق أيضاً. وتم تدوينه في التقويم السنوي الصادر عن المجلس القومي الآشوري في الينوي بمدينة شيكاغو.
5. يظن البعض من دعاة العمل القومي بأن يوم اللغة الآشورية هو 21 شباط من كل عام دون وعيهم ومعرفتهم بأنه يوم اللغة العالمي لكافة اللغات الذي أقرته منظمة اليونسكو عام 1999، ويتناسوا بأن لكل شعب له اليوم المقرر بلغته كاللغة العربية يوم 18 كانون الأول، والإنكليزية يوم 23 نيسان، والروسية يوم 6 حزيران، والصينية يوم 12 تشرين الثاني وغيرها.
أما المناسبة الثانية التي هي اليوبيل الخمسيني لطبع وإصدار باكورة نتاجي الأدبي كأول كتاب عام 1968 في بغداد، وكذلك إقامة المعرض الخاص بنتاجاتي الأدبية. فهذه مسألة تحيرني.. نعم تحيرني، كيف بي أن أصدر كراساً بهيئة كتاب وبعنوان " ما هو البحث؟ وكيف تكتبه؟" علماً بأن مثل هذا الموضوع بحاجة إلى اختصاصيين على المستوى الجامعي الأكاديمي. ولحد اليوم لا زلت أفكر كيف تجرأت على تناول هذا الموضوع، وأنا آنذاك في العقد الثاني من العمر، وفي بداية محاولاتي الأدبية.
رغم كل ذلك، ومما زادني فرحاً أن يتبنى أحد مكاتب النشر على تولي مهمة طبعه وتوزيعه. وإضافة لذلك أن يتم تزويده في مكتبات المدارس والجامعات أيضاً دون معرفتي، بدليل ما حدثني زميلي الكاتب أبرم شبيرا أثناء دراسته الماجستير في جامعة بغداد وحاجته لمثل هكذا كتاب، بتناوله أياه من مكتبة الجامعة، إضافة لتدوينه كمرجع في الجزء الثالث من معجم المؤلفين العراقيين بمساعدة المجمع العلمي العراقي للكاتب كوركيس عواد، عام 1968.
على أية حال أن ما يهمني هنا عن معرض الكتاب الذي أقدمت على تنفيذه لحيز الوجود، حفزتني عدة دوافع، أهمها ما يلي:
1. ان الكاتب عادة ما يعتمد على نفسه في تحمل تكاليف ما ينتجه.
2. أن الكتاب الورقي والكاتب في العصر التكنولوجي دخل في عداد المظلومين.
3. جهل القراء بما ينتجه الكاتب في موضوعات مختلفة رغم أهميتها.
4. إظهار ما يختفي على شعوب ذات اللغة، لحثهم بإقتفاء ذات المنوال.
5. تقوية العلاقات مع الجهات التي تدعم جهود المنتديات الاجتماعية والثقافية والأدباء والفنانين.
6. حث أبناء شعبنا الآشوري ومن لهم اهتمامات للمشاركة في الإحتفال.
7. تقديم نشاطات مختلفة منها الموسيقية والقراءات الشعرية للناشئة وتشجيعهم للمساهمة والمشاركة الفعلية.
8. أن يعلم الغرباء بأننا من سلالة الذين أنشأوا الحضارات وأسسوا أعظم مكتبة في العالم.
9. أن يدرك المتخاذلون عن وجودهم بأن حقيقتهم تكتشفها الحروف التي تصاغ بها نور الحِكَم.
10. وأخيراً فالكتاب خير جليس للإنسان، يهديك ويرشدك لطريق الصواب.
ميخائيل ممو