جريمة المفوضية العليا للانتخابات
اصبحت الحرائق ظاهرة روتينية , متعمدة ومقصودة , لاخفاء معالم الجريمة , واخفاء دليل ووثائق الاتهام والادانة , التي لا يرقي اليها الشك . لذلك كثرت حرائق ملفات الفساد , وعقود الصفقات المشبوهة , وبراهين بسرقة المال العام , وغيرها من الجرائم بحق الوطن . وما جريمة الحريق الذي شب في مستودعات تخزين صناديق الاقتراع للعملية الانتخابية الاخيرة , ما هي إلا سلسلة لمعالم طمر فعل الجريمة واخفاء دليل الادانة والاتهام , في دولة عراق الفساد والرشوة والسحت الحرام , واصبح المال الحرام , يلعب دوراً أساسياً في مظاهر الحياة العامة , ضمن اخطبوط الفساد المتوغل في كل زاوية من معالم الحياة , بواسطة حيتان الاحزاب الاسلامية الحاكمة , منذ أن استولوا على مخناق الحياة , واقاموا النظام الطائفي , الذي ولد من رحمه , شريعة السحت الحرام , نهجاً وسلوكاً وعقيدة ومبدأ , طوال 15 عاماً من حكمهم , الذي سمي بسنوات الدمار والعجاف الكارثية . لذلك نسمع بين فترة والاخرى , صيحات تعلن عن كشف عن صفقاتمشبوهة أو فضائح السرقات , بعمليات الفساد الكبرى المدبرة . فقد اصبح الفساد , سلوك واخلاق وتصرف ونهج عملي يومي . ولم يتوانوا في ارتكاب , أبشع الجرائم . ولم يتوانوا في اقتراف افعال مشينة بالخزي والعار , لانهم فقدوا الضمير والاخلاق والقيم والدين . وانتهكوا حقوق المواطنين , بحرمانه من خيرات العراق , ومن الخدمات العامة . فقد ساروا بالعراق الى الفوضى والخراب . لكي تعيش حيتان الفساد , حياة الاباطرة بالبذخ والاسراف المجنون . وما قامت به المفوضية العليا للانتخابات , من تلاعب وتزوير وتزييف واحتيال , في العملية الانتخابية , إلا سلوك منطقي , من اخلاقيات النظام الطائفي وقيمه ومبادئه , لان المفوضية العليا للانتخابات , ولدت من رحمهم . وماقامت به , لا يختلف قيد أنملة , عن نهج وسلوك الاحزاب الفاسدة الحاكمة , في انتاج بضاعتهم , في التزوير والاحتيال والتلاعب , وبيع الاصوات الانتخابية , حتى بيع المقاعد البرلمانية , لمن يدفع بالعملة الصعبة . الدولار . وعملية حرق مستودعات تخزين صناديق الاقتراع للانتخابات الاخيرة . ما هي إلا جريمة وطنية , متعمدة ومقصودة , ومخطط لها , في دقة والامعان ودراسة , لتغطية على الجريمة بحق العملية الانتخابية , وجاءت لصالح القوى المتنفذة , والرؤوس الفاسدة الكبيرة . وجاء بأمر من الاحزاب الخاسرة في الانتخابات . التي لم تعد تخجل من افعالها المشينة , فقد تعودت على سرقة المال العام , وعقد صفقات وعقود مشبوهة . انها فقدت الاخلاق والمصداقية حتى بنفسها , وما جريمة حرق صناديق الاقتراع . التي احترقت بالكامل حسب تصريح وزارة الداخلية . وتحولت اصوات الناخبين الى دخان ورماد . انها جريمة بشعة بحق الناخب العراقي . وجاء هذا العمل الاجرامي الخطير . بعد قرار البرلمان بتجميد عمل المفوضية العليا , وبعد قرار مجلس القضاء العراقي الاعلى , في تسمية 9 قضاة يتولون مهام صلاحيات مجلس المفوضين والمفوضية العليا المجمدة , في اعادة الفرز والعد اليدوي , وألغاء الفرزالالكتروني . انها مهزلة وجريمة بشعة بحق الوطن . ولا يمكن ان تمر بدون عقاب . أن الفاعل معروف ومعلوم بالاسم والهوية . ولا يمكن حجب هذه الحقيقة بالغربال . انها جريمة خطيرة , من شأنها تعقيد الوضع السياسي بالتأزم والاحتقان الى الاسوأ , ودفع العراق الى المجهول , او الى نفق مظلم , في اشعال فتيل النار والعنف الدموي . واذا كان هناك ذرة من الحرص والمسؤولية , ينبغي تقديم المفوضية العليا الى العدالة فوراً دون تأجيل , بانها احرقت الاخضر واليابس ....................... والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله