المحرر موضوع: شبابنا في المهجر...ماذا ولماذا؟  (زيارة 1337 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل t-sherzad

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 21
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شبابنا في المهجر...ماذا ولماذا؟
قبل فترة وجيزة قرأت انباء عن حصول ثلاثة من ابناء قصبتي (شقلاوة )على الشهادات العليا (الماجستير والدكتوراه)ولابد من القول ان صدورنا تثلج  فرحا ونتنفس الصعداء حينما نسمع  اونقرا عن حصول (ابناء وبنات) شعبنا على الشهادات العليا وتمتلئ  قلوبنا بهجة واعتزازا,والحق يقال ان اول ما  يلفت نظري في الصفحات الالكترونية لابناء شعبنا هو هذا النوع من الانباءوطبعا ينطبق ويتوزع هذا الفرح  سواسية على الذين يسكنون  في ارض الوطن او في المهجر ,رغم ان لكل واحد خصوصيته,من حيث  الظروف المعيشية والاجتماعية والثقافية والتي قد تؤثر بشكل او أخر في رسم ملامح المستوى التعليمي  لابناء شعبنا في كل من الطرفين .
لقد قيل الكثير عن الشباب  ودورهم في قيادة المتغيرات الثقافية والاجتماعية والسياسية...الخ من حيث كونهم راس الرمح لكل تغير يحدث  في مجتمع وقيل الكثير عن ضرورة رفد هذه التغييرات بالدماء الواعدة لكي تضمن استمرراية وديمومية التغير ,فالشباب الناضج والمتعلم هو الضمانة الاكيدة لاستمرار تقدم ورقي اي مجتمع.

من هذا المنطلق ان انباء حصول شبابنا وشاباتنا على الشهادات العلمية الرصينة وخاصة  من جامعات المهجرلهو عملية صحية جدا تبعث في نفوسنا الثقة في استمرار مسيرة تتطور شعبنا نحو الامام هذا من جانب وهي في الوقت نفسه اشارة الى المستقبل المشرق الذي سوف تساهم هذه الكوادر في رسم ملامحه كما اسلفنا .

وعلى هذا الاساس  ان على شبيبتنا ان يعوا جيدا ان الجهد الذي يبذلونه في هذا المجال لن يذهب سدى وان كانت الظروف اليوم غير سانحة لتوظيف قدراتهم العلمية في الوطن كما يتمنون او يرغبون ,الا ان توظيف تلك القدرات في المهجر  لا يقل اهمية في رفع سمعة شعبنا بين اقرانه في المهجر ,فضلا عن الحاجة الى تلك القدرات في خدمة شعبنا المقيم في الخارج وكذلك وفوق كل  ذلك ستبقى هذه الجهود مفخرة لنا اينما حل بنا المطاف.
كيف هي الصورة؟
 بكل تاكيد وللاسف الشديد فان صورة شبابنا بشكل عام وبكل صراحة هي ليست بتلك الدرجة من الايجابية التي تبعث على الاطمأنان وخاصة في مجال مواصلة التعليم ولاسيما التعليم العالي, فهناك اعداد كبيرة من شبابنا يقبعون في السجون او يتعرضون الى المسآلة القانونية بسبب جرائم المخدرات والتجاوزات اللاخلاقية والقانونية الاخرى والتي لااريد الدخول في تفاصيلها ,كما ان هناك اعداد كبيرة اخرى تعزف عن اكمال الدراسة والتعليم رغم الفرص الكثيرة والجيدة المتوفرة في عموم المهجر, متزامنة مع حالة الاستقرار المعيشي  في تلك المجتمعات مقارنة بالحالة المعيشية في الوطن ,و تكتفي فئة كبيرة منهم بالحصول على مهنة (غسل الاطباق) في المطاعم اوماشابه ذلك من الأعمال, مفوتة على نفسها فرصا ذهبية في الوصول الى مستويات عالية من التعليم ومن ثم تسلم وظائف راقية لها شانها ووزنها في المجتمعات الغربية.
والحقيقة ان احصائية بسيطة من شانها ان تظهر ما ذهبنا اليه من كون الصورة قاتمة بعض الشئ وستكون اسوا على حد تقديري اذا لم يتم تدارك الموقف من قبل المعنيين بالموضوع وكل من جانبه .

ماذا يفعل شبابنا في المهجر ؟

من المهم جدا ان يتم التوضيح لشبابنا اننا نحن (كوالدين) لم نترك ديارنا ومجتمعاتنا واوطاننا بحثا عن المتعة او التنعم بالطقس الاوربي المعتدل والتمدد عل السواحل المنتشرة  لقضاء يومنا ,كما اننا لم نترك الديار من اجل المأكل والملبس الفاخر .بل تركنا الديار مرغمين بسسب الظروف الامنية والسياسية القاسية التي عصفت  بالبلد من جراء سياسات هوجاء اوصلتنا الى مستوى اصبح العيش اشبه بالسجن بعد غياب كل معاني الانسانية وقيمها ...من اجل ذلك على شبابنا ان يعوا جيدا اننا لسنا من اجل النزهة ههناوكذلك فان طريق الوصول الى هذه الديار لم يكن سهلا و مفروشا بالورود ,وياما فقدنا احباب واصدقاء على طريق مذبح الوصول الى المهجر,ومن هنا ارجوا ان  ينتبه شبابنا جيدا بانهم ليسوا هنا لكي يغسلوا الاطباق في المطاعم (مع تقديري) او يقضوا الايام وااليالي في حانات القمار وقاعات الديسكو أو ان يشغلوا انفسهم  بجديد المودة من الملابس و والاحذية والهاتف النقال وغيرها من الاهتمامات التي ينبغي ان تكون في المستويات الثانوية مقارنة بالحرص على مواصلة التعليم وتثقيف الذات وتحمل المسؤولية الاجتماعية والعيش بالروح  التي تدفهم الى التفكير مليا بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم  نحو الشعب والوطن والوالدين .
نحن لانريد ان تزداد اعداد شبابنا من اصحاب (التراجي )  او من الذين يصبغون شعر رؤوسهم وكأنهم من شعوب هنود الحمراو... او...الخ وكذلك لانريد لفتياتنا ان يتحولوا الى سلعة رخيصة (مع الاحترام) يباعوا ويشتروا من قبل هذا وذاك بحجة الصداقة على الطريقة الاوربية, نحن لانريد ان تتحول عادات الحشمة و واداب اللياقة  الى (دقة قديمة) كما نسمعها مرارا وكأن ان المهجر هو فقط لاسقاط او هدم  الاسس الاجتماعية والروحية القيمة التي تربينا عليها,وهو فرصة للافلات من حكم المجتمع ومن وصايا الله و قبضة الوالدين والذين اصبحوا في المهجر( ثقيلي الدم) ,نعم نطلب من ابنائنا وبناتنا ان يكونوا واسعي التفكير والافق مدركين حجم المخاطر الاجتماعية والدينية التي تتعرض لها التكوينة الطيبة لشعبنا بسبب عدم ترتيب اولوياتهم كما ينبغي !!!

ما العمل؟
هذه مجموعةمن الملاحظات والاراء المتواضعة والتي في تقديري قد تساهم في تقليل  حجم المخاطر والنسب وهي محاولة لوضع النقاط على الحروف وان كانت قد لاتروق للجميع و قد تكون بالنسبة للبعض قاسية النمط والاسلوب لكن تبقى النيات الخالصة هي  الدافع والمحرك الاساس لنشرها.
قبل معالجة اية مشكلة لابد في المقام الاول الاعتراف بوجود تلك المشكلة ومن ثم البحث بكل حيادية وصراحة املا في تحديد الاسباب ومن ثم التوجه الصادق نحو ايجاد السبل الكفيلة بمعالجة المشكلة او على اقل تقدير تحجيم تلك المخاطر.
- التشجيع -لاشك ان التشجيع هو احد اهم العوامل لدفع الشباب الى مواصلة التعليم وذلك من خلال عدم الحط من  معنوياتهم وقدراتهم  من خلال توفير الاجواء العائلية المثالية التي من شانها رفع المستوي التعليم عند شبابنا.
- الوالدين- امتناع الوالدين عن دفع اولادهم الى الانخراط في مجال العمل المبكر من خلال الضغط المباشر او الغير مباشر في اشعار الاولاد بسؤولية المشاركة في توفير الاحتياجات المعيشية ,حيث اثبتت  التجارب ان اغلب الذين بداو العمل في السنوات المبكرة من حياتهم لم يستطيعوا اكمال دراستهم وتعليمهم.
-الاندية الاجتماعية -على الاندية والنوادي الاجتماعية تحمل مسؤوليتها التاريخية من خلال اقامة الندوان الحوارات الهادفة والتي من شانها مساعدة الشباب في رسم خارطة مستقبله المهني والتعليمي من خلال استضافة اشخاص لهم تجاربهم في ترقي سلم العلم والمهنية وبدل من ان تكون مركزا لتعليم شبابنا  (الكونكان والدومنة و الطاولي)!!!
- الكنيسة- اما مايخص الكنيسة فان عليها ايضا ان تاخذ دور المسؤولية في الحد من عزوف شبابنا على مواصلة الدراسة في المهجر وذلك من خلال الكف عن القيام بدور مكاتب (السياحة والسفر) وذلك بسبب كثرة السفرات (الدينية!!! ) وبشكل خاص السفرات التي تنظم للاعمار الخطرة (المراهقة)ولمدة طويلة  والى خارج البلد التي يقيم فيه الاهل بحجة زيارة العتبات المقدسة ,ان هكذا نوع من السفرات تحمل في طياتها الكثير من الامور السلبية والتي يجب علينا مواجهتها بكل صراحة وحزم ,حيث هي تقريبا الملاذ الوحيد لابنائنا وبناتنا للخروج من البيت لعدة ليالي والمبيت في فنادق او حتى اديرة خارج البلد ,والحقيقة ان التجارب لهي اكثر  من مؤلمة ,حيث ينفتح الشباب على امور جديدة في حياتهم ,قد تشغل تفكيرهم او تؤثر على نمط حياتهم لفترة طويلة جدا ,وكذلك على بعض الكنائس ان تكف على تنظيم الحفلات بين كل مناسبة ومناسبة واستغلال قداسة المناسبات الدينية في اقامة حفلات تساعد هي الاخرى في ادخال ودفع الشباب في اجواء هم في غنى عنها وخاصة  للاعمار المبكرة ,حيث ان  هكذا نشاطات تشغل تفكير اولادنا بل تشجعهم على التعرف على اجواء وتصرفات من الممكن الاستغناء عنها ,نعم المجتمع ملئ بالسفرات والحفلات لكنها ليست كما تقيمها الكنيسة من حيث الشرعية ورغبة المشاركة ,حيث غالبا ماتستر هذه النشاطات بغطائات روحية اودينية وذلك طبعا لتشجيع المشاركة ولصد دور الوالدين في الوقت نفسه!!!!.
اننا ننتظر من كنائسنا  ان تكون المنبر المشع نور المسيح وان تكون بالحقيقة البيت الثاني لاولادنا من حيث تعلم طاعة الوالدين ووتعليم وتشجيع الشباب للعيش في المجتمعات المحيطة بنا بكل هيبة ووقار وكذلك نتمنى ان تولي الكنيسة دورا واهتماما اكبر في تشجيع شبابانا على مواصلة الدراسة من خلال اقامة دورات التقوية المستمرة وحث المعلمين ومثقفي شعبنا على المشاركة في هكذا نشاطات ,اضافة الى اقامة نشاطات تهدف الى تمتين العلاقات الاسرية بين افراد الاسرة الواحدة والاسر الاخرى .

تحية تقدير واحترام لشبابنا وشاباتنا الاعزاء من الذين يكافحون ويجاهدون ليل نهار من اجل رفعة راسنا عبر جهدهم وتعبهم المقدر من اجل مواصلة التعليم والحصول على الشهادات العالية ...انتم املنا ولكم منا كل الامنيات بالتوفيق


شيرزاد توما شقلاوي