المحرر موضوع: عنكاوا كوم تزور كاتدرائية مار افرام في الموصل رحلة الدموع والافراح تجتمعان في حاضرة كنيسة تعاني الخراب  (زيارة 1665 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عنكاوا كوم تزور كاتدرائية مار افرام في الموصل
رحلة الدموع والافراح تجتمعان في حاضرة كنيسة تعاني الخراب
الموصل –عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد

كثيرة هي زياراتي لمدينة الموصل بعد تحريرها لكن في كل مرة  كنت ازور المدينة اؤجل زيارتي المحددة للكنيسة الاثيرة على قلبي وفيها ترعرعت وخدمتها حتى انها كانت اخر الحواضر المسيحية التي شملتها ابصاري قبل ان اودع المدينة في تموز (يوليو ) من عام 2014..ولو تسنى لي ان احصي تاريخها واي محطة مرت بها فساكون موفقا الى درجة كبيرة  خصوصا  فيما يتعلق بالمناسبات الكبيرة التي شهدتها والزيارات المهمة التي شملتها من شخصيات لها حضور  سواء على الواقع المحلي او الكنسي  كونها من الكنائس الكبيرة في المدينة  وانشائها تم في عام 1988  ومن مفارقات القدر ان  الكنيسة احتفلت بيوبيلها الفضي  في العام السابق لاحتلال الدولة الاسلامية لها  كما انها في غضون العام السابق لاحتلالها كانت مضيفة  لرعية الكنيسة الكلدانية  ممن كانوا يقيمون قداديس الاحد في  قاعتها السفلية واحتفلوا بعيد القيامة في الكنيسة الرئيسية  بسبب خضوع كنيسة مار بولس في تلك الفترة لحملة التاهيل والاعمار .

لم تستغرق زيارتي الاخيرة سوى نصف ساعة او اكثر لكنها بدات مع استذكاراتي الاخيرة للكنيسة لاسيما حينما دخلت احد صفوف القاعة السفلية لاتذكر تفاصيل يوم  الخامس من حزيران (يونيو ) من عام 2014 حيث كنت ادرس اللغة السريانية لمجموعة من طلاب دورة التعليم الصيفي  قبل ان تتخبط اوضاع المدينة ويعلن فيها عن حظر تجوال استمر لغاية العاشر من الشهر ذاته باعلان سقوط المدينة  بيد التنظيم الارهابي وربما كنت اخر من درس هذه اللغة العريقة قبل سقوط الموصل  وتابعت استذكاراتي  حينما وثقت نزع صليب الكنيسة في نهاية حزيران  من العام ذاته وكنت قريبا من الاعتقال كوني ارسلت هذا الخبر من احد مكاتب الانترنت التي استؤنفت خدمته لفترة وجيزة قبل ان يسارع التنظيم لاغلاق كل مكاتب الانترنت بل عمد الى قطع الخدمة  ولم تنته صلتي بالكنيسة عند هذا الحد بل تابعت كل ما يتعلق باوضاعه فارسلت خبر تحويلها لجامع وهذا ما ثبت بالفعل حينما كان التنظيم قد اطلق الاذان منها قبل ان يسارع لتحويلها لمقر من مقراته اذا عمد لاستلام اجهزة استقبال البث (الستلايت ) بدليل وجود المئات من تلك الاجهزة التي وضعها التنظيم في مذبح الكنيسة كما عمد التنظيم لتحويل القاعة السفلية لمصنع لتصنيع العبوات والاحزمة الناسفة التي بقيت على حالها حتى زيارتنا لتحكي ما كان التنظيم يعمد اليه من ممارسات  حتى قام بافراغ محتويات المكتبة التي كانت تحمل اسم الاب الشهيد بولص اسكندر  ولم يتبق من كل الاف العناوين التي تحملها ارفف المكتبة سوى كتابين صغيرين نجيا باعجوبة من نيران داعش اما الكنيسة فحتى ارضيتها المكسوة بالمرمر عمد لنزعها التنظيم وقام بتهديم المذابح وبقي مذبح جانبي فيما تم هدم حتى جرن المعموذية ووقفت في باحة الكنيسة  استذكر افراح المئات ممن نالوا الاكليل  في هذا المكان بالذات  اما القاعة السفلى ففيها تمت ايضا افراح العرسان  خصوصا في الفترة التي اعقبت فرض الحصار الاقتصادي في حقبة التسعينيات وما تمخض عنها من اغلاق القاعات وفرضها لاسعار اثقلت كاهل المقدمين على الزواج من ابناء الكنائس في مدينة الموصل ..
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية