المحرر موضوع: بضمنها النزوح الجماعي للمسيحيين واستعباد الايزيديين ... مؤرخ عراقي يوثق فظائع الدولة الاسلامية في الموصل  (زيارة 2302 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • *
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

عنكاوا كوم \ DW
ترجمة وتحرير \ ريفان الحكيم


اسس عمر محمد, وهو مؤرخ عراقي شاب من مدينة الموصل, برنامجا لتوثيق الجرائم التي ارتكبتها "الدولة الاسلامية" هل صنعت 'عين الموصل' فرقا.

في نقاش حول الـ300 الف متابع لصفحته عبر الانترنت, قال محمد لـDW "لقد كانت عين الموصل للموصل, لكنها كانت موجهة ايضا الى بقية العالم" واضاف "ارادت الدولة الاسلامية عزل المدينة حتى لا يكون هناك شهود, لذلك اصبحت عولمة الموصل فعل للحماية"

وكشاهد, اخذ على عاتقه ربط الفظائع التي ارتكبها داعش في الموصل. وقال الباحث البالغ من العمر 32 عاما "كانت وسيلة لحماية مستقبل مدينتي كي تعرف الاجيال القادمة ما حصل هنا.". بعد فترة وجيزة من اصدار داعش لما يسمى بدستور المدينة في حزيران 2014 - بدأ محمد بالكتابة تحت اسم مستعار في عين الموصل مع اسماء لم يفصح عنها. وضم دستور المدينة 16 مادة قانونية حكمت الموصل بشكل صارم وفق الشريعة ووصفها محمد بـ "قواعد الموت".

وشملت قائمة الفظائع التي شهدها ووثقها النزوح الجماعي للمسيحيين واستعباد الايزيديين والاعدام بالرجم للزانيات والقاء من يعتقد انهم مثليون جنسيا من المباني العالية.

في مهمة سرية في الموصل

التنقل عبر المدينة, التي تحتلها الدولة الاسلامية, بشكل سري, وتأريخ كيفية تدمير التنظيم للنظام المدني للمدينة, كان الامر مختلف تماما عن دراسة المواد الارشيفية و كان على محمد ان يتقبل احتمال وفاته. وقال: "ان كان لي ان اموت, فيجب ان يستحق الامر الموت, لذلك ابتكرت طريقة للحفاظ على سلامة مدونتي ومشاركتها مع زميل موثوق به من خارج العراق.

خوفا على سلامته وسلامة عائلته فيما اذا تم اكتشاف انه من يقف وراء "عين الموصل", هرب محمد من المدينة التي كان يسيطر عليها داعش في اواخر عام 2015 ووصل الى اوربا حيث حصل على اللجوء. كان بإمكانه ان يستقر في الحياة الاكاديمية التي احبها بعد ان حظي بمكان ليكمل فيه بحثة لرسالة الدكتوراه, لكنه شعر انه مضطر للمواصلة مع "عين الموصل" لمتابعة الاحداث وحتى الان.

تمت قراءة مقالاته في جميع انحاء العالم, حيث حاول الناس فهم ما كان يحدث في المدينة التي لم تدخلها وسائل الاعلام الدولية فضلا عن المنظمات الانسانية ومن بينها منظمة اطباء بلا حدود الخيرية الدولية. وقام حكيم الخالدي, مستشار ادارة العمليات في المنظمة بالاتصال بمحمد لأول مرة في كانون الاول2016  عندما  بحثت المنظمة سبل تطوير استجابتها لمدينة الموصل. وقال خالدي لـDW "كان من الصعب الحصول على معلومات من اشخاص من داخل الاراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية لمعرفة ظروف معيشتهم والمناطق التي هي في أمس الحاجة للمساعدة الطبية".

كما نصح محمد منظمة اطباء بلا حدود ان المرافق الصحية في المدينة لم تتضرر ولايزال من الممكن استخدامها لمشاريع اغاثة مثل مستشفى الصدمات او مركز الامومة. وقال الخالدي "عملنا بشكل وثيق وكان عمر محمد مشترك بشكل كبير بينما كنا نحن نخطط لعملياتنا في الموصل.

عين الموصل: مصدر موثوق للمعلومات

مساعدة محمد لم تقتصر على المنظمات الانسانية فحسب. خلال اشد المعارك في غرب الموصل في عام 2017, قام السكان العالقين بين مقاتلي التنظيم من جهة وقصف قوات التحالف من جهة ثانية, قاموا بتقديم نداءات مثيرة عبر الانترنت, غير قادرين على الهروب. بعثت عائلات يائسة من مختلف انحاء العالم ممن كان لديهم اقارب عالقين في المدينة المنهارة, بعثوا له رسائل عديدة.

واوضح محمد "اصبحت عين الموصل مصدرا موثوقا للمعلومات في السنين الثلاث من عمرها ولذلك اعتبروني الناس ملاذهم الاخير بالرغم من انني كنت مجهولا".

مستخدما مصدر معلومات مفتوح ومعرفته الدقيقة بالمدينة, حدد المؤرخ الموصلي الموقع الجغرافي للعوائل المحاصرة, وبمساعدة احد الصحفيين الذين كانوا يغطون المعارك, قام بإبلاغ قوات التحالف والقوات العراقية باحداثياتهم. في هذه الفترة, اصبحت عين الموصل اداة لإدارة الازمات وتنظيم مهمات الانقاذ عبر وسائل التواصل الاجتماعي. تم جلب اكثر من 90 عائلة الى مكان آمن بمن فيهم عائلة محمد.

مع تطور عين الموصل الى منصة تفاعلية تربط بين الناس والاماكن والشبكات, ومع هزيمة تنظيم داعش في اواسط عام 2017, اعتقد محمد ان الوقت قد حان للعمل من اجل المستقبل. وقال "رغم الصدمة والدمار الذي لا يمكن تخيله, ظهرت حركة شبابية محلية وانا اردت دعم هذا الامر".

اعادة بناء المجتمع المدني في الموصل

في الفترة من نيسان لغاية حزيران 2017, نظم محمد فريقا من المتطوعين الشباب لجمع ما تبقى من مكتبة الجامعة المدمرة والتي كانت تضم اكثر من مليون كتاب. استعادوا حوالي 30000 مجلد. كما قام بتنسيق حملة للتبرع بالكتب من مختلف انحاء العالم وفي نيسان 2017, وبينما كان القتال مستمرا في غرب الموصل, اقيم حفل موسيقي خاص بألة الكمان في مرقد النبي يونس الذي دمره داعش في عام 2014. وفي شهر تموز المقبل, ينظم باحث له شغف بالموسيقى الكلاسيكية حفلا موسيقيا اخر في فيينا حيث سيتم بث عروض الاوركسترا الى مدينة الموصل بشكل مباشر.

بغية بناء شبكات لدعم إحياء المدينة وخاصة في مجال الثقافة والتعليم, يكرس محمد الكثير من وقته للتحدث في المناسبات والمؤتمرات الدولية وسيحضر منتدى العلام العالمي لهذا العام الذي تستضيفه DW في مدينة بون الالمانية. كما ارسل محمد دعوى مفتوحة عبر "عين الموصل" لخبراء غربيين في الشرق الاوسط لزيارة المدينة وبدء التبادلات الجديدة, وقد استجابوا معه بشكل ايجابي.

وقال محمد "لقد دمر جزء كبير من مدينتي ويجب الان اعادة بناء المجتمع وهذا يتطلب افكار جديدة خلابة. لا يمكن ان يعود اي شيء الى ما كان عليه من قبل"   


عمر محمد (يسار) مستمر في نشر الوعي حول محنة الموصل في العالم
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية