المحرر موضوع: الغطرسة والتدخل العسكري التركي داخل آراضي كردستان  (زيارة 809 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صباح قدوري

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 148
    • مشاهدة الملف الشخصي

الغطرسة والتدخل العسكري التركي داخل آراضي كردستان

د. صباح قدوري

1. منذ صعود اردوغان الى موقع رئاسة الدولة التركية وتعديل الدستورالتركي لصالحه من نظام برلماني الى رئاسي وتمتعه بصلاحيات واسعة، بدأت حدة محاربة الاكراد تتصاعد بإستخدام حملات قمعية وعسكرية واسعة النطاق في كل من تركيا وسوريا والعراق تجاه الشعب الكردي وحركته التحررية القومية المقسمة داخل آراضي هذه الدول. وإعتبارقوى هذه الحركة منظمة إرهابية تهدد الامن القومي التركي على حدودها الجغرافي، ضاربا عرض الحايط كل الأعراف والقوانين الدولية المعولمة بها في علاقات حسن الجوارمع هذه الدول والتفكير بالحل السلمي العادل للقضية الكردية وخاصة في تركيا.

2. أن الحكومة التركية بقيادة حزب العدالة والتنمية ورئيسها اردوغان لا تريد إعتراف بوجود شعب كردي قوامه 20 مليون يعيش داخل أراضيها، ولا بقضيتهم السياسية والانسانية بما فيها حق تقرير المصير وإيجاد صيغة عملية ملائمة للتعبيرعن ذلك. بل بالعكس تمارس السياسة الديماغوجية والغطرسة والتدخل العسكري السافرتجاه القضية الكردية عبر قمع وإضطهاد الاكراد وزج قيادات وأعضاء الاحزاب والبرلمانيين الاكراد والمنظمات الكردية  في تركيا التي تناضل من اجل حقوقها القومية العادلة في سجون ومعتقلات النظام التركي، واعتبارها منظمات وعناصر إرهابية خطرة على أمنها القومي.

3. أما في سوريا تلعب تركيا دورالمحتل لأراضيها بحجة انقاذ الشعب السوري من النظام القائم فيها، وخاصة في مناطق الشمالية والشمالية الشرقية  ذات الأكثرية الكردية. وطرد أهاليها من اماكن سكناهم بهدف إجراء التغييرالديموغرافي فيها، وإسكان العرب والتركمان من السنة والفصائل الارهابية الحليفة لها من (داعش) وجبهة النصرة والمنظمات الإرهابية الاخرى التابعة لها محلهم، كما حدث في عفرين. وتتوجة حاليا الى تطبيق خارطة طريق بالتفاهم وبالتعاون مع أمريكا للدخول الى منبج ومناطق شرق فرات وإرغام قوات الحماية الشعبية والمجلس الاداري الحاكم فيها من الإنسحاب والمغادرة الى جهة أخرى، بذريعة انها تهدد الامن القومي التركي بحسب أدعاءاتها!!!، كما وحاولت في حينها إستلاء على مدينة كوباني (عين العرب) عن طريق عصابات ومرتزقة ( داعش) ومنظماتها الارهابية ولم تفلح، وذلك بفضل المقاومة البطولية من المقاتلات والمقاتلين الكرد وقوات الحماية الشعبية YPG.

4. واليوم تصعد تركيا  مرة اخرى تهديدها بالتدخل العسكري السافر في العراق لمحاربة مقاتلي حزب العمال الكردي (ب ك ك) وفصائل كردية أخرى المتمركزة  في أعالي جبل قنديل. أقامت تركيا( 12) قواعد عسكرية في مناطق إقليم كردستان العراق بحسب تصريحات المسؤولين الاتراك أنفسهم وتقوم يوميا بقصف القرى والأرياف الآمنة في حدود هذه المنطقة، مما سبب   بوقوع ضحايا في الأرواح والممتلكات وزعزعة الآمن والإستقرارفيها، وذلك بادعاءاتها الكاذبة والباطلة بانها تشكل خطرا وتهديدا لأمنها القومي. تكرر تركيا بين حين وأخر هذا العدوان على الاكراد منذ زمن النظام الديكتاتوري االسابق، الذي سمح لها بالدخول(20) كيلومترا في عمق آلأراضي العراقية لهذا الغرض. وبعد سقوط النظام دخلت قواتها في عام 2015 دون إذن أوموافقة الحكومة الإتحادية العراقية وأقامت معسكر لها في بلدة بعشيقة التابعة لمحافظة نينوى بالتنسيق مع حكومة إقليم كردستان العراق وبذريعة مساعدة قوات البيشمركة لمحاربة (داعش) أثناء إجتياحها لمدينة الموصل ومحاولة دخولها الى محافظات الاقليم وخاصة في أربيل في صيف عام 2014. وفي الواقع وبحسب كل المعطيات لم تقدم القوات التركية آية مساعدة للاكراد بهذا الشأن، بل بالعكس قدمت مساعدات كبيرة مادية ولوجستية وعسكرية وطبية وغيرها الى هذه العصابات وذلك لتسهيل خطتها في إحتلال الموصل، وما حصل من المجازر والكارثة الإنسانية بحق الإيزيدين من القتل الجماعي وإختصاب النساء وتدميرالقرى والمعالم الحضارية والتاريخية ونزوح الآلف من أبناء بلدة سنجارالمنكوبة الى مناطق آمنة، شاهدا حيا على ذلك. واليوم تهدد مرة أخرى لإرسال قواتها الى سنجار بحجة وجود مقاتلين حزب العمال الكردي فيها.

5. حاولت الحكومة الاتحادية عدة مرات إخراج القوات التركية من بعشيقة عن طريق الحوارالدبلوماسي وبمساعدة من امريكا والطلب أيضا من المجلس الامن وجامعة الدول العربية، ورغم وعود تركيا مرارا بالإنسحاب بعد إنتهاء من الحرب مع ( داعش)، ولكن لم تتقيد بتنفيذ وعودها ولا تزال باقية في مواقعها العسكرية حتى اليوم، مستغلة ضعف كل من الإدارتين في الحكومة الإتحادية وإقليم كردستان تجاه صيانة السيادة الوطنية ووحدة أراضي العراق.

6. يتطلب من الشعب العراقي بكافة مكوناته وأطيافه أن يكون بمستوى  المسؤوليه الوطنية العالية والحرص الشديد على وحدة الأراضي العراقية. وإصدار النداء العجل للمحتلين من اية جهة كانوا، للإنسحاب الفوري لقواتهم العسكرية. وتفعيل دور العراق الدبلوماسي في المحافل الدولية عبرالعمل المشترك مع منظمات الامم المتحدة وخاصة مجلس الامن الدولي لانهاء العدوان التركي على العراق، والتضامن مع الشعب العراقي وإيقاف العدوان ضد الشعب الكردي في كافة أجزاء كردستان. والتعبير عن ذلك بإستخدام وسائل نضالية سلمية مختلفة من الإحتجاجات وتقديم المذكرات وإقامة الندوات والعمل مع منظمات المجتمع المدني والمهني والخروج بالتظاهرة والحد من الاستثمارات التركية ومقاطعة بضائعها حتى يتم إنهاء العدوان، والمطالبة بنصرة الشعب العراقي والخروج من محنتيه وصيانة أمن وإستقرار البلاد، والإسراع في إنهاء الحالة السياسية والإقتصادية المعقدة الذي يمر بها وخاصة بعد الإنتخابات. وحل كل المعضلات وفي مقدمتها تشكيل الحكومة المرتقبة باسرع وقت ممكن، بالإعتماد على نتائج الإنتخابات والدستور العراقي، لغرض نقل العراق الى مرحلة جديدة تكون مهيئة لتوحيد الصف الوطني وتأمين الأمن والإستقرار والسلم الإهلي وصيانة السيادة الوطنية، وذلك عبر تبني رؤية واضحة وشفافة وإستراتيجة  بناءة  في عملية التنمية الوطنية الشاملة والمستدامة، تتحق فيها الأبعاد الإقتصادية والإجتماعية، وإيصال العراق الى شاطئ الأمان، ويتمتع شعبه بالرفاء والتقدم والازدهار.