المحرر موضوع: أربيل تتحول إلى مقصدٍ للمسيحيين السوريين هرباً من الجماعات المسلحة وبحثاً عن حياةٍ كريمة  (زيارة 1753 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37772
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رووداو - أربيل

بعد أن أوصد لبنان أبوابها بوجه اللاجئين السوريين، أصبحت عاصمة إقليم كوردستان أربيل، مقصداً لهم، بعضهم يستقر فيها، والبعض الآخر يتخذها محطة عبور للهجرة إلى أوروبا ودول الغرب.

ومن بين النازحين السوريين الذين جاؤوا إلى أربيل "أبو جورج"، المعروف بمختار مسيحيي سوريا في أربيل، حيث يقيم فيها منذ ستة أشهر قادماً من العاصمة السورية دمشق، ويحلم باللجوء إلى أستراليا، ليوفر حياةً أفضل لعائلته وأطفاله.

وفي هذا السياق قال اللاجئ السوري المسيحي، مكاريوس سعادة ، لشبكة رووداو الإعلامية: "هنا المكان أنسب من لبنان بكثير، بشكل عام يساعدون اللاجئين السوريين الذين يرغبون بالهجرة إلى الخارج، الوضع في أربيل بشكل عام جيد جداً، ومعاملة البلد والأهالي مريحة، إنهم محترمون وطيبو القلب، الأوضاع جيدة من كافة النواحي، وعلى الرغم من أننا لاجئون، فإننا نقيم في أربيل دون أي مشاكل وتعقيدات، لا نشعر بالغربة هنا".

لكي يبدأوا حياةً جديدةً بعيدةً عن الخوف والألم، يتجمع عدد من مسيحيي منطقة "باب توما" في بيت "أبو جورج" بأربيل، ويتحدثون عن كيفية تأمين الحياة التي يحلمون بها.

"نور" مسيحيةٌ سوريةٌ غَرِقَ شقيقها في طريق الهجرةِ غير الشرعية، لذلك تحمَّلت "نور" كل مصاعب الحياة في سوريا لكي لا تضطر للهجرة غير الشرعية، إلى أن أمنَّت طريقَ هجرةٍ نظاميٍّ من أربيل.

وتحدثت اللاجئة السورية المسيحية، نور ماشرنيس، لرووداو قائلةً: "في البداية نزحنا من (حرستا) إلى (باب توما) على أمل أن تتحسن الأوضاع ونعود إلى ديارنا، ولكن الأوضاع طال أمدها، وبعد ذلك اندلعت معركة الغوطة وبدأت القذائف والصورايخ تسقط على (باب توما) ومنطقة (القصاع) حيث كنا نسكن، كان لدينا بعض الجيران والمعارف في أربيل، وكانوا يدركون صعوبة وضعنا جيداً، لذلك اتصلو بنا وطلبوا منا المجيء إلى أربيل، وأخبرونا بأنهم يقدمون تسهيلات كثيرة هنا، وشجعونا كثيراً، وفعلاً خلال أسبوع اتخذنا قرارنا وسافرنا إلى أربيل، ابنتي أيضاً جاءت معي بعد أن رُفض طلبها مرتين في لبنان".
 
 نسبة المسيحيين في سوريا قبل الأحداث والفوضى التي عمت البلاد كانت تقارب 10%، وكانوا راضينَ عن حياتهم بشكل عام، والسبب الرئيس للجوئهم هو المشاكل الطائفية، على حدِّ قولهم، لأنهم نزحوا داخل البلد في البداية، ومن ثم اضطروا للخروج منه بشكل نهائي بسبب الأفكار والأفعال الطائفية.

من جهته قال جهاد مواس، وهو الآخر لاجئ سوري مسيحي: "قبل الأحداث كانت سوريا جميلة جداً لجميع الطوائف، وكان الكل يعيشون بسلام ومودة، لم يكن أحد يعرف المسيحي من المسلم أو الدرزي من العلوي، جميعهم كانوا إخوة لا يفرق بينهم شيء، ولكن بعد الأحداث تغير كل شيء، خاصة بعد أن حمل المسلحون السلاح، لقد هددونا وأجبرونا على ترك منازلنا، حيث كنا نسكن في مناطق مختلفة، لذلك اضررنا للنزوح إلى مناطق خاصة بالمسيحيين، وقد هربنا من الإرهاب إلى مناطق آمنة، نحن نبحث عن الأمان بعدما فقدنا بيوتنا وتجارتنا وأعمالنا، سنبدأ من الصفر لكي نؤسس حياةً جديدة".

وحسب الإحصائيات غير الرسمية، فإن مسيحيي سوريا بدأوا بالتوجه إلى أربيل منذ أواخر عام 2017 كبديل للبنان، بهدف تقديم طلبات لجوء إلى أوروبا ودول الغرب، وخلال الشهرين الماضيين اتجه ما يقارب 200 لاجئ سوري مسيحي إلى أربيل بغية تحقيق مبتغاهم في الهجرة.

تحرير: أوميد عبدالكريم إبراهيم
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية