ألعزيز زيد
سلام المحبة
معظم ما جاء في المقال يعكس الواقع النفسي والإجتماعي الذي نشأ عليه الفرد الشرقي عموماً والعراقي خصوصاً , لذلك تتكرر جمل حكيمة وأبيات شعرية حول ذلك المفهوم مثل :
إتق شرّ من أحسنت إليه
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا
أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني
وكم أطعمته لحم الخراف فلما صار ذا كرش جفاني
تعددت الأقوال والمعنى واحد نكران الجميل من شيم اللئام
رغم أن معظم فقرات المقال تستحق المناقشة إلا أني سأشير فقط إلى مبدأ التعميم الذي ورد فيه مما يضعف من جوهر أي مقال يتصف بهذا النهج وليس بالضرورة مقالك فقط .
ألمبالغات التي كان يتغنى بها الكثيرون من المغتربين بالإضافة إلى الأفلام الهوليودية أولدت القناعة بأن الحياة في الغرب هي أجواء النعيم , علماً أن واقع الحال كما قالها واحد منهم في رسالته " كلاوات الغرب أكثر مما هي في العراق ولكن بطريقة قانونية " . وربما كان هذا السبب الذي أثار مشاعر المطران ابراهيم ابراهيم فقال في إحدى مواعظه ما معناه أن الرب أوصى أن لا نكذب , وهذا لا يعني أن الكذب على الحكومة ليس بالخطيئة .... كم هي الأساليب الملتوية التي يمتهنها العديد من أهلنا في المهجر ؟؟؟ وهل هم من مغادري الحرب العراقية الإيرانية وقبلها أم من المهاجرين الجدد ؟؟ وإلى أية فئة زمنية ينتمي خريجوا سجون المخدرات والتهريب , وخاصة المرفهون منهم وعلى آخر حبّة في كل شئ ؟؟؟
ألكثير ممن غادر الوطن خلال الحرب العراقية الإيرانية كي يهرب بنفسه ويبعد أولاده من نار الحرب الطاحنة .... ما معنى ذلك ؟
كانت ألعوائل العراقية عموماً تتحفظ على قبول خطيب لبناتها من سكنة المهجر , ويحكى عن أب علق على إشادة الأخت بأخيها القاطن في أمريكا عند محاولتها كسب موافقته على خطبة إبنته لأخيها حيث قال لها : أولاً خلييني أقتنع بأمريكا , وبعدين نتفاهم على الولد . والنتيجة لم يوافق ..... لماذ ؟؟؟؟
هنالك أخي زيد أمثلة كثبرة لا تتفق مع التعميم الوارد في المقال والذي قد يسئ إلى الكثير ممن غادر الوطن مؤخراً ولكن قسراً , وهنالك من ينتظر دوره مجبراً ايضاً , وبرأيي أن المغادرة اليوم قبل الغد أسلم وأفضل , بالرغم من قناعتي المبدأية بأن الذي يستحق الإحترام الحقيقي والفعلي هو الصامد في البلد الجريح ليس إلا .
أما ما جاء عن الاطباء العراقيين فلن أعلق على ذلك كي لا أتهم بالإنحياز , والموضوع متروك للمرضى وذويهم لإبداء الرأي والحكم ....
وأخيراً لا آخراً أحييك على إثارة العديد من النقاط الواقعية , والأمل أن يأخذ المقال حقه من المناقشات والإضافات بعيداً عن التعميم , ولا بد أن أختم بالقول " إرحموا عزيز قوم ذُلّْ . وكم هم أعزاء الأمس يعانون شقاء اليوم .
تحياتي