المحرر موضوع: جالياتنا العزيزة، لنزرع الأمل في الوافد الجديد بدل الأحباط  (زيارة 2829 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3448
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 
جالياتنا العزيزة، لنزرع الأمل في الوافد الجديد بدل الأحباط
زيد غازي ميشو
zaidmisho@gmail.com


سابقاً كنا نرى النور يظهر على وجه كل من يعيش في الغرب حتى لو (مچولح)، اليوم أصبحنا نرى اكثرية الوجوه (مچولحة) ونحن نعيش في الغرب!
بعيد عن مشاعر الغربة والفراق المر للأهل والأعزاء، والبكاء على تاريخ حافل بالأنجازات الوطنية والعلمية، والسجود لتقبيل تراب الوطن عند اول عودة ميمونة للمغترب إلى وطنه، أقصد افلام أيام زمان (من كان اكو شيء إسمة وطنية الله يرحم).
كان المهاجر عندما يأتي لزيارتنا يتكلم عن جمال وتطور الدول التي يعيشون بها، ونحن نتنهد حزنا على وضعنا المتخلف، ونكفر برب الكون وعرشه وملائكته، وتشمل مكرمتنا أيضاً  انبياءه بحسب تسلسلهم في كتب الدين لكل مذهب وحتى طائفة، ونلعن ابو اليوم الذي أصبحنا فيه عراقيين. وكان التعبير الدارج عندما يكون الحديث عن منجزات الغرب (عمي اوادم)، وكأننا نثبت واقعياً بأن أصلنا قد أنحدر من سيد قرد فعلاً كما شاء داروين، لكننا تأنسنا مع بعض العطلات، او بني سيد آدم المعروف بأبي البشر و (تقرددنا) مع بعض الأمتيازات وفوارق طفيفة.
خرجنا من القمقم وبدأنا مسيرتنا مع سبات لا يحتسب من عمر الأنسان في بعض دول الجوار كمحطات من اجل سفرة العمر، اي الهجرة، وكان نصيبي مع عائلتي قبل وصولنا كندا، ست سنوات في لبنان وقبلها ابتلينا بثلاثةُ في الأردن الشقيق، مملكة بني هاشم وبئس المصير، ذقنا فيها الأمرين بعد ان أكتشفت بأن ليس الكل منحدرين من جدنا القرد، على الأقل القردة تعيش حياة أجتماعية وجماعية، ويمكن استثمارها لمتعة الناس، انما هناك فصائل مختلفة للسواد الأعظم من الأردنيين بأستثناءات قليلة جداً، وهم بعض العشائر الأصيلة او الطفرات الوراثية، اما الغالب فأطعموا العراقيون العلقم بتعاملهم الجاف والمتعجرف لهم، وابتزازهم والنصب عليهم، والقانون الأردني كان بالضد من العراقي حينذاك، وعلى رأس البنود الحقيرة إن كان قد سنّ في القانون فعلاً او بإرادة ملكية وتوصية هاشمية: (الشاكي والمشتكي من العراقيين يطرد)، بينما من سكن سوريا عشقها، واكثرية من سكن لبنان عشقها ايضاً.
في دول الأنتظار كنا نفتخر ونقول بأننا عراقيون لدرجة التكبّر و (التزامط)، ونرى انفسنا اعظم وافضل من الكل واعلى (كم شبر وأصبعين)، فصدقنا انفسنا حتى استقرينا في الدول المحترمة جداً، والتي يعيش تحت كنفها من كل المشارب والألوان بعدالة مطلقة، وحق المواطنة مكفول، ومساعدات التكافل الأجتماعي جاهزة لأسعاف من تتوفر فيهم الشروط دون تمييز، ومجرد حصول المهاجر على ورقة إقامة رسمية، فحاله كحال من كان اجداده مؤسسين لهذه الدولة، له كل الأمتيازات بأستثناء الترشيح والتصويت في الأنتخابات، وهذا حق لمن يحمل جنسيتها المحترمة والأرقى من كل جنسيات دول شرقنا العزيز من المحيط إلى الخليج، والجوار معهم.
من المفارقات التي نكتشفها في المهجر او الوطن الجديد، نجد الكثير من الذين عانوا وقاسوا في العراق ودول المحطات، وكانوا يبكون دماً بدل الدموع، وإذ بهم بعد فترة من وصولهم إلى دول الأستقرار، وهم يتمتعون بمساعداتها، او لديهم عمل جيد وينعمون بالحرية، بدل ان يكونوا من الشاكرين، إذ بهم يلعنون الدولة التي آوتهم واعطتهم الأمان ويعيشون في ظلها بعدالة!! وأكثر (الخلف المچولحة) عندما (يولولون) على أيام زمان والحياة المترفة التي يدعون بأنهم يملكونها فيما مضى، نرى في محياهم كآبة  وعيون كالحة، أما الشفايف و (اللغليغ) يكادا يصلان إلى البلعوم.
ويا ليتهم من الذين تركوا العراق ايام الملكية وبعدها حتى بداية الحرب الطائفية العراقية الإيرانية، بل السواد الأعظم منهم هاجروا العراق نهاية العصر المظلم الذي انتهى عام 2003 او عصر (الفطيس والزفارية) من بعده، الذي اصبح فيه اسفل شريحة  تتبوأ مناصب حكومية مرموقة، وهم ليسوا إلا أداة للخراب الغعلي للعراق.
ومنيتي أن يعود هؤلاء المتباكين إلى وطنهم سعداء لينعموا بأطيب حياة والتي تفرض عليهم الولاء المطلق لأي جهة بأستثناء العراق!
ومن اقف لهم احتراماً هم  من هجروا العراق أثناء الحرب الطائفية العراقية الإيرانية وقبلها،  كون غالبيتهم اوفياء ومخلصين ومحبين لتلك الدول الراقية التي آوتهم واستقروا فيها، وهذا يدل على انهم بقوا على معدنهم الأصيل ولا ينكروا خيرها ورعايتها لهم، ولم ( يعضّوا اليد التي مدت لهم).
شخصياً وبعد معاناة وحياة قاسية جداً، مع (شوية) فقر وعوز  وعدم وجود اوراق تعطيني وعائلتي القدرة على حياة بشرية طبيعية إسوة بملايين سكنوا او مازالوا في دول المحطات، أخيراً صلت كندا بعد رحلة 9  سنوات عجاف، ومن بعد مدة حصلنا على المساعدات الأجتماعية، وبدأنا رحلة العمل خلال اشهر قلة، وإذا بي التقي بعراقي في المحل الذي عملت به وأنا مهاجر جديد خرجت من العناية المركزة بعد صراع مرير بين حياة ميتة، و وجود على الهامش، وما زلت في فترة النقاهة، حيث لم أدخل بعد جو الحياة في الوطن الجديد وليس الأغتراب، وما زلت غير مصدّق بأني وعائلتي ننعم بالأستقرار والحرية والكرامة والأمن والأمان التي فقدتهم لحظة قطع حبل المشيمة، وإّذا هذا النموذج وبعد ان عرف بأني منه وبه، يفاجأني ويقول: لماذا اتيت لهذه الدولة مع سلسلة شتائم مصحوبة بالأنفعالات التي شعرت بها مفتعلة! ويسترسل في سوء الكلام: كان الأجدر بك ان تبقى في لبنان لأن كندا اسوء دولة ...و.. و... و...و
بالتأكيد عرفت كيف أجيبه بالتي هي، (نبشت صفحته) حينها، ويا ليت لساني وهبه كم صفة من التي يستحقها، لكني للأسف الشديد انتقيت كلماتي بحذر.
سمعت قبل وبعد هذا النفر بعض الأنتقادات على كندا وحقيقة لم استسيغها، حتى ان من يعيش على المساعدات ويعمل (بالأسود) يلعن دائرة المساعدات (ويلفير) لأنهم يلتقون به كل شهر او أكثر كي يشجعوه على العمل، لأن جنابه الكريم يريد ان يأخذ ولا يفرغ نفسه ساعة واحدة شهرياً كي يحافظ موظفي الدائرة على وظيفهم ويعملوا واجبهم، وكنت ادافع من خلال خبرة مرة أكتسبتها من سلسلة حياتي التعيسة في العراق التي بدأءت في المدرسة وظلم التعليم، ومن ثم ما يقارب الست سنوات في الجيش العراقي الذي اهانه صدام، وسحق رأسه وهيبته من اتى من بعده، وصعوبات 9 سنوات في الأردن ولبنان، وهذا لا يعني بأنني لم اتمتع بحياتي، على العكس، لأني من النوع الذي يركض وراء الفرح وأحصل عليه في احلك الظروف، إنما التعاسة هو بموت الطموح وخوف من الذي يملك القانون، وجلهم تربية شوارع وعصابات مقننة.
وبالعودة للوجود (مچولحة)، التي سقت كل المقدمة اعلاه لأنهي مادتي بهم، فهم مصيبة وكارثة اغترابية، حيث يستقبلون الوافد الجديد بمسلسل التخويفات والنصائح الفارغة، والآراء التي لا تستند إلى المنطق، ليجردوه من أي أمل وحب لوطنهم الجديد الذي حلموا للوصول له! وولولتهم إلى حدا اللطم، على لحن حزين لأغنية تذمر وتشكي في أبيات مأثورة منها: 
حرامات شلون كان عدنا دراسة قوية، بينما هنا انكس تعليم، كان المدرس عدنا يلزم (العودة) ويحرك دين الطالب إذا متعلم!!
هنا مصلحي السيارات حمير، كان عدنا احسن فيترچية، وقد نسوا بأن من اهم معايير التصليح في العراق هو الغاء القطع الزائدة الذي وضعها (الجحاش) مصنعي السيارات
أطبائهم اغبياء، لا يستطيعوا ان يشخصوا اي حالة دون تحاليل، بينما الطبيب في العراق كان بيده الشفاء! (وكأنهم أبو علي الشيباني حفظه الله وأدامه ذخراً (للمجولكين)، متناسين بأن المريض هو حقل تجارب للأدوية في بلداننا العظيمة.
(وكلها بچفة ومن يلعنون ابو كندا وأمريكا ويگولون ...بس وصلنا بيها بينت الأمراض! كنا ناكل دهن الحر ولحم الغنم واللية وكل اكلنا دهون وما تمرضنا أبد)!! متناسين بأنهم وصلوا تلك الدول بعد ان طفح كيل البدن من تحمّل اطعمتهم الغير صحية!
اما عن مساعدات التكافل الأجتماعي، فنصيحتهم للمهاجر الجديد ان لا يعمل كثيراً ً لأن هذولة الـ ....  سيقطعون من راتبهم، وكأنهم لا يعلمون بأن فكرة الدعم المادي قائمة بالأساس لتقديم المساعدات للعاطلين عن العمل إلى حين حصولهم على وظيفة، بينما ابطال الف ليلة وليلة جعلوها جزء من حقوقهم المسلوبة!
حالات مستعصية فعلاً في تعامل المهاجرين مع الوافدين الجدد، لا يعرفون ان يمنحوهم الحب، ولا التفاؤل، ولا يتعلموا منهم الشكر، كل ما يصل لهم هو طاقة سلبية تفقدهم الطموح والرغبة في الحياة وحب الدولة التي استوطنوا فيها بعد توسلات وصوم وصلاة وقلق، واول كلمة تقال لمن يمنح تأشيرة دخول اي دولة محترمة لغرض الأستقرار هي (مبروك)، نعم مبروك لم يصل بر الأمان، ولمن يعرف يعيش بحب واخلاص، ومن يقدم شيئاً جيداً لجاليته واي شيء مفيد لهم مهما كان بسيطاً وإن كان كلمة تمنحهم الأمل.
مبروك لمن حصل وأخيرا سمة المواطنة في الدول التي عوضتنا حرمان الأمن والسلام والعيش الكريم في اوطاننا التي خذلتنا وجردتنا من انسانيتنا، والتي فتحنا اعيننا فيها على الحروب وقانون الغاب ومصير الأنسان التي يتحكم به جلاد او مسؤول او حتى جلاوزتهم وحاشيتهم وسماسرتهم.
مبروك والف مبروك للمهاجر الذي لا ينسى ما مر به من صعوبات، ولا يتخلى عن أبناء جلدته ولا يتكابر عليهم، ويعمل لصالحهم وخيرهم.
اخوتنا في المهجر...ازرعوا الأمل كي نستحق الحياة في دول اسعفتنا
مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية

غير متصل فارس ســاكو

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1036
  • الجنس: ذكر
  • اذا رايت نيوب الليث بارزة فلا تظنن ان الليث يبتسم
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مقالة جميلة وواقعية ولهذا لم تجد معلقين عليها لان معظم الكتاب هنا تمسهم بالصميم ... احسنت .

غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3448
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مقالة جميلة وواقعية ولهذا لم تجد معلقين عليها لان معظم الكتاب هنا تمسهم بالصميم ... احسنت .
شكراً أخي فارس
الحق يقال، قراء الموقع لم يتعودوا مني ان اكتب في مواضيع عامة، كوني ابتعدت عنها للأسف الشديد منذ سنوات ونويت العودة
تحياتي
مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1900
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ألعزيز زيد
سلام المحبة
معظم ما جاء في المقال يعكس الواقع النفسي والإجتماعي الذي نشأ عليه الفرد الشرقي عموماً والعراقي خصوصاً , لذلك تتكرر جمل حكيمة وأبيات شعرية حول ذلك المفهوم مثل :

 إتق شرّ من أحسنت إليه
 إذا أنت أكرمت الكريم ملكته           وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا 
أعلمه الرماية كل يوم                   فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي                فلما قال قافية هجاني
وكم أطعمته لحم الخراف               فلما صار ذا كرش جفاني

تعددت الأقوال والمعنى واحد          نكران الجميل من شيم اللئام

رغم أن معظم فقرات المقال تستحق المناقشة إلا أني سأشير فقط إلى مبدأ التعميم الذي ورد فيه مما  يضعف من جوهر أي مقال يتصف بهذا النهج وليس بالضرورة مقالك فقط .
ألمبالغات التي كان يتغنى بها الكثيرون من المغتربين بالإضافة إلى الأفلام الهوليودية أولدت القناعة بأن الحياة في الغرب هي أجواء النعيم , علماً أن واقع الحال كما قالها واحد منهم في رسالته " كلاوات الغرب أكثر مما هي في العراق ولكن بطريقة قانونية " . وربما كان هذا السبب الذي أثار مشاعر المطران ابراهيم ابراهيم فقال في إحدى مواعظه ما معناه  أن الرب أوصى أن لا نكذب , وهذا لا يعني أن الكذب على الحكومة ليس بالخطيئة .... كم هي الأساليب الملتوية التي يمتهنها العديد من أهلنا في المهجر ؟؟؟ وهل هم من مغادري الحرب العراقية الإيرانية وقبلها أم من المهاجرين الجدد ؟؟ وإلى أية فئة زمنية ينتمي خريجوا سجون المخدرات والتهريب , وخاصة المرفهون منهم وعلى آخر حبّة في كل شئ ؟؟؟ 
ألكثير ممن غادر الوطن خلال الحرب العراقية الإيرانية كي يهرب بنفسه ويبعد أولاده من نار الحرب الطاحنة .... ما معنى ذلك ؟   
كانت ألعوائل العراقية عموماً تتحفظ على قبول خطيب لبناتها  من سكنة المهجر , ويحكى عن أب علق على إشادة الأخت بأخيها القاطن في أمريكا عند محاولتها كسب موافقته على خطبة إبنته لأخيها حيث قال لها : أولاً خلييني أقتنع بأمريكا , وبعدين نتفاهم على الولد . والنتيجة لم يوافق ..... لماذ ؟؟؟؟
هنالك أخي زيد أمثلة كثبرة لا تتفق مع التعميم الوارد في المقال والذي قد يسئ إلى الكثير ممن غادر الوطن مؤخراً ولكن قسراً , وهنالك من ينتظر دوره مجبراً ايضاً , وبرأيي أن المغادرة اليوم قبل الغد أسلم وأفضل , بالرغم من قناعتي المبدأية بأن الذي يستحق الإحترام الحقيقي والفعلي هو الصامد في البلد الجريح ليس إلا .
أما ما جاء عن الاطباء العراقيين فلن أعلق على ذلك كي لا أتهم بالإنحياز , والموضوع متروك للمرضى وذويهم لإبداء الرأي والحكم ....
وأخيراً لا آخراً أحييك على إثارة العديد من النقاط الواقعية , والأمل أن يأخذ المقال حقه من المناقشات والإضافات بعيداً عن التعميم ,  ولا بد أن أختم بالقول " إرحموا عزيز قوم ذُلّْ . وكم هم أعزاء الأمس يعانون شقاء اليوم .
تحياتي   

غير متصل عبد الاحد قلــو

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1745
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ العزيز زيد ميشو
تحية واحترام
ان الموضوع الذي اثرته حول القادمين الجدد وحتى القدامى، فيمكن ان ننظر اليه وعلى شكلين.
الاول منه، فهنالك من يشعر بنعمة عظيمة لمجرد طأطأة قدميه ارض المهجر، والغالبية من هؤلاء فهم من غير حاملي الشهادات والتي كانت اعمالهم قاسية نوعا ما في بلدهم الام من الناحية البدنية او الاجتماعية ايضا.. ولكن في بلد المهجر، فانه يستطيع ان يعيش بابسط ما يكون والتي توفره له المعونات الحكومية او ايجاده عملا اينما يكون كأيدي عاملة من مبدأ القناعة كنز لا يفنى وعلى كد حاله. ولايهمه ان لم يستطع التغلغل للأندماج بالحياة مع عامة المواطنين في وطنه الجديد. فهنالك من الاقارب والاصدقاء والجالية التي يعود لها لتعوض عنه ذلك الاندماج بالعامة.
والشكل الثاني فهو للطبقة المثقفة واصحاب الشهادات وباعمار حرجة لايمكنهم العمل في اي مجال كان في دول المهجر بالمقارنة مع ما كانوا عليه في بلدهم الام. ولايمكن ان يندمجوا بالسهولة مع العادات والتقاليد في بلدان المهجر التي تختلف عن موروثهم، مما يجعلهم يعيشون متناقضين وفي حيرة ما بين الحفاظ على ما كانوا عليه وبين ما اصبحوا فيه. وكأن المثل (مابين حانا ومانا ضاعت لحانا.) ينطبق عليهم ايضا.
 ومع ذلك فأنهم يعتبرون انفسهم بالضحية لخاطر الاجيال الجديدة المتمثلة باولادهم واحفادهم ليتنعموا بالحياة المنفتحة المصاحبة للأمن والامان وبعيدا عن المآسي والمعانات والتفرقة في بلد الام، ان كانت دينية او اجتماعية وحتى سياسية والتي صاحبتنا من خلال العقد والتناقضات التي لازالت اثارها سارية فينا الى حين..
في الغالب، الوافد الجديد سيكون الضحية وكجسر عبور للأجيال الجديدة، هذا بالمختصر..تقبل تحيتي

غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3448
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الدكتور العزيز صباح قيا
للأسف الشديد اصبح الأعتذار عن التأخير في الرد فاتحة لردودي التي يفترض ان تكون في اقرب وقت من نشر رد القراء المهتمين، وبدوري احترم وأشيد بادرتهم بأبداء رأيهم بخصوص ما اكتب.
اتفق معك بعدم التعميم، وبالغالب احتاط بمفردات كالأغلب والبعض واحيانا، وهذا لا يمنع التعثّر في نفس المطب
حقيقة أنا لست من الذين يتغنون بالغرب او اعتبر كل ما لديهم افضل مما لدينا، لكني على الأقل لا اكره واحقد واشتم الدولة التي آوتني واعطتني الكرامة في ظل قوانينها ومنحتني المساعدة متى ما احتجت لها.
فكرة المقال موجهة لمن يبالغ في شتم الغرب ويصنع تاج شرقي ويضعه على رأس الغربيين وإن كان مصنوع من المخلفات.
الخطأ خطأ والخطيئة خطيئة، سواء بسرقة جمل او دينار، ومهما كثرت (كلاوات) الغربيين فهي كما ذكرت ضمن القانون، بينما تعودنا في العراق تشريع (الكلاوات) والنصب والأحتيال عنوةً بحكم رجل يملك السلطة او من حاشيته.
اما بخصوص الشخص الذي رفض زواج إبنته لعدم اقتناعه بأمريكا، فشخصياً لست مع اسلوب الزواج عندما كان يأتي المغترب ويختار الفتاة التي يريدها كونه سيكون سبباً في خلاص نفر من عائلة على أمل سحب البقية، وعدم قناعته بأمريكا شخصية جداً، في الوقت الذي نرى فيه ملايين الملايين من شرقنا السعيد يتمنون عطف امريكا وكندا وغيرهما ... وسؤالي واتمنى الجواب عليه:
اين يسكن الآن هذا الرجل وبقية عائلته؟
وما لا اتفق به معك مع كامل احترامي هو قولك:
((الذي يستحق الإحترام الحقيقي والفعلي هو الصامد في البلد الجريح ليس إلا))
وسبب عدم اتفاقي بأن الذي يسعى لحباة افضل ويجلب الأمان لعائلته يستحق الأحترام ايضاً.
في وقت صدام لم يكن لدينا ظهر حقيقي يسندنا سوى بعض المعارف من اصدقاء، لأن في كل عشيرتي من الطرفين لا يوجد لدينا مطوع في سلك الأمن والمخابرات والجيش والأستخبارات ولا من الحواشي.
بالتأكيد في دولة الغاب وايام البعث الأجرامي من لم يكن مسنودا ففرصة بقاءه بكرامة ضعيفة جداً، فكيف الحال في غياب كل القيم والأخلاق في من اتى من بعده.
اما عن الأطباء وبقية المهن، بالتأكيد اعتذر إن وجد تعميم، فالقصد هو في الأغلب.
تحياتي

مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية

غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3448
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ العزيز عبد الأحد قلو
بالغالب اصحاب الشهادت لديهم المعلومات حول صعوبة معادلة شهادتهم في دولتهم الجديدة، ومن يسعى وله امكانية التضحية بفترة من حياته للدراسة ومعادلة الشهادة، فهو حتما سيعوض كل ما خسره.
ومن لا يستطيع فيكفي انه مواطن يعيش بكرامة ومستقر وممكن ان يكون له حياة جيدة ولأبناءه ان استغلت الفرص المتوفرة.
بكل الأحوال، من الصعب جداً اندماج الوافد من الشرق مع اسلوب الحياة في الدولة الجديدة، ولا ننسى بأننا من طرق الأبواب ونحن من علينا ان نتأقلم، ولن نقدر.
مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية