المحرر موضوع: نتائج التخبط القومي  (زيارة 1138 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Abdullah Hirmiz JAJO

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 604
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نتائج التخبط القومي
« في: 10:08 02/05/2007 »
نتائج التخبط القومي
ليس بمستغرب ما نواجهه في عراق اليوم أبدا، فنحن لا نستطيع المواجهة ونهرب من أقل خطر يواجهنا مهما كان بسيطا وأحيانا حتى وهميا ولا نتشبث في المكان الذي يضمنا مع الآخرين بل سرعان ما نجمع الأثمن والضروريات بعلاليق بسيطة لنبتعد عن الشر عملا بالقول المأثور (أبتعد عن الشر وغنيلو)، لكن هذا رغم فوائده الآنية بالحصول على السلامة على حساب الأموال والممتلكات لكنه يلحق بنا خسائر جمّة لا تعد ولا تحصى على المستوى الشخصي .. المادي .. السياسي وأيضا الديني.
إن ما نقوم به هو تخبط ليس إلا، فنجد الأقوام التي نعيش معها في هذا الوطن حتى لو تعرض أحد أبنائها للقتل فإنها تبقى صامدة وتستمر بالمقاومة والتعايش مع الوضع الجديد ومن يضربهم على خدهم الأيسر يردون مقابله الصاع صاعين وزيادة بحيث يُدخلون الرهبة في قلوب من يضمر لهم الشرّ ليعيد حساباته عند محاولته ثانيةً أيذاء هذه الشريحة، واليوم بسهولة جدا يمكن أصدار التهديدات بالقتل أو بتغيير المعتقد أو بمغادرة المنازل أو ... لأن الكومبيوتر موجود والطابعات متيسرة وممكن ان نطبع التهديد وبنسخ عديدة وما علينا سوى رميه في الحديقة للدار المعني أو وضعه على بابه أو رشه بالصبغ كون صاحب البيت أرهابي إلى ما هنالك من التهديدات التي نراها بأم أعيننا يوميا هنا وهناك، والغالبية تصمد وتتحسب للطواريء ومن يحاول أيذائها تقص يده وتردعه لكي تستمر الحياة لكن طبعا دائما يوجد خسائر، أما نحن فقبل أن تشرق الشمس تجدنا قد رحلنا وحتى نخاف الوصول إلى ذات المنطقة لاحقا!!!
والطامة الكبرى بأن العديد من رجال الدين حذوا حذوَ ذات النهج وفروا بجلدهم والسبب دائما هو واحد، دون ان يفكروا أنهم رعاة وتحت مسؤوليتهم رعية بحاجة لرعاية، وأنهم نذروا أنفسهم من أجل رعيتهم كما قال ربنا أنا الراعي الصالح ... والراعي الصالح يسهر على قطيعه ويحميه ويدافع عنه شر الذئاب المفترسة، حتى لو أعطى ذاته عن احبائه فهذه هي الخدمة وهذا هو الصليب الذي يجب على رجال الدين حمله والسير في طريق الجلجلة التي هي اليوم في العراق مشرعة وتستقبل الضحايا باستمرار، وبهروب الرعاة تبقى الرعية عرضة لنهش الذئاب المفترسة، وحتما تتعرض للتبدد.
فها قد خسرنا مبنى كلية بابل للفلسفة واللاهوت، ومبنى المعهد الكهنوتي مرشح هو أيضا ومعه كنيسة الرسولين في الميكانيك فلم يبقى أثر لرجال الدين هناك فمن يحمي الديار؟ رغم وجود حاليا من يضحي ويستمر بحراسة المعهد لكن وإلى متى؟ اليوم أنهم العلمانيون من يقومون بهذه المهمة ولو سألت الرئاسات الدينية فإن العلماني دوره ثانوي في الكنيسة أمام رجال الدين لكن أين هم اليوم؟
وهذا التخبط قادنا إلى الهجرة ذات اليمين وذات الشمال، فمنهم في الأردن ومنهم في سوريا والآخرون في شمال العراق أو دول عديدة أخرى، ويرقصون هناك ويحتفلون حتى ساعات الصباح الأولى لكن ما هي النتائج بعد ذلك لا يحسبون لذلك مطلقا، فاليوم مثلا خرجت أسماء أعضاء المفوضية العليا للانتخابات من عشرة أشخاص دون وجود مسيحي فيها، وهناك من أعترض واعتبر ذلك غبنا فادحا لحق بنا دون أن يقول هذا لنفسه أن لجنة من عشرة أشخاص لا تتحمل وجود واحد مسيحي فيها لأننا لا نشكل 10% من سكان البلد، وممكن ان نطالب أن يكون لنا موظفون مسيحيون في هذه المفوظية على المستوى الأدنى، وهذا أيضا حدث بسبب تخبطنا وانهزامنا المستمر وتناحرنا العلني والسري وافتراق أهدافنا نحن مسيحيوا العراق، على الاسم القومي وعلى هويتنا القومية وعلى الإيثار بما يخصص لنا من مقاعد، وأنا على ثقة بأن لو تم تخصيص مقعد واحد لنا في هذه المفوضية لكنا قد تناحرنا مع بعض الآشوري مع الكلداني أو السرياني على من سيكون الممثل، وحسنا فعلوا بعدم وضع ممثل لنا كي لا نتقاتل!!!!
إنه التخبط والذي سنرى مثيلا له باستمرار وبمواقع وأماكن أخرى قد لا تخطر على بالنا اليوم، لكن واقعنا سيرينا ما سيحدث في المستقبل وحتى القريب منه، فمسيحيوا الدورة يهجّرون ولنا ممثلون في البرلمان ولم ينبس أحدهم ببنت شفة لكي يستنكر هذا، ومحاولات دفع آخرين لترك دينهم والتحول إلى ديانة أخرى ولا من يستنكر، وحتى الغرباء طلبوا أن يلقوا ببيانات بالنيابة عنا في البرلمان لكن ممثلونا لم يتحركوا ساكنا والطامة هنا إن كلفنا غريبا ينتمي للفئة (س) بإلقاء بيان سيقول الطرف (ص) لماذا كلفتهم هذا ولم تكلفوني وتصوروا الموقف!!!
فهنيئا لنا هذه المواقف ولنحصد هذا الحصاد البائس ولنبقى نتصارع هذا كلداني والآخر آشوري وهذا يقصيني والآخر يهمشني حتى تضيع الصاية والصرماية ونصبح هباءا منثورا فمتى نعي الدرس؟
عبدالله النوفلي